مع الاحداث .. حكاية سوق المواسير .. بقلم الاستاذ بابكر عيسى

مع الاحداث .. حكاية سوق المواسير .. بقلم الاستاذ بابكر عيسى


05-07-2010, 05:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=290&msg=1273249400&rn=0


Post: #1
Title: مع الاحداث .. حكاية سوق المواسير .. بقلم الاستاذ بابكر عيسى
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 05-07-2010, 05:23 PM

Quote: مع الأحداث ... حكاية سوق المواسير!
* بقلم / بابكر عيسى :

هناك في كل مكان البسطاء والسذج والمخدوعون، وهناك أيضا القساة والحربائيون والمخادعون والسفلة الذين يسرقون عرق الآخرين بالحيلة وبالخديعة والتواطؤ مع جهات نافذة تصور لهم الخديعة وكأنها توافق إرادات بين البائع والمشتري، بل وتلون لهم الخديعة بمسميات إنسانية بأن تطلق على المقايضة الفادحة بأنها "سوق الرحمة" وهو سوق في ظاهره الخير للبسطاء وفي باطنه الجحيم والعذاب لذوي الدخل المحدود الذين سرقت تحويشة عمرهم وكل مدخراتهم في صفقات وهمية كانوا هم ضحاياها، ولم تحمهم الدولة كما لم يحمهم القانون !
القضية باختصار هي تلك التي سمع بها الكثير والمسماة بــ"سوق المواسير" وهو تعبير دقيق لأولئك الذين يبيعون الوهم والهواء للناس، جرت وقائعها بمدينة الفاشر أحد أكبر مدن إقليم دارفور، الذي صار محط اهتمام العالم بعد المجازر الدامية والدموية التي جرت في ربوعه، وتحت سمع وبصر ومباركة سلطات الإقليم كانت تجري عمليات بيع وهمية بسداد مؤجل وعندما يحين موعد السداد يكتشف الناس الخديعة وأن الشيكات التي يحملونها لا تساوي الحبر الذي كتبت به، وتبعثرت ملايين الجنيهات في سماء الوعود الكاذبة والأماني الخادعة بالثراء وبالعائد الوفير من عمليات البيع التي دفعت بالبسطاء أن يرهنوا مصاغ زوجاتهم وقوت أبنائهم وكل ما اختزنوه لقادمات الأيام، وأصبحوا فجأة في العراء بلا مال وبلا حماية وبلا أمل في استرجاع ما ضاع.
والقضية أيضا ليست جديدة فقد حدثت في أكثر من مكان وبأكثر من صورة ولعل أشهرها شركات توظيف الأموال في مصر التي جعلت البسطاء في مواجهة حوائط الوهم والخديعة، والمثير للأسى أنه وفي جميع الأحوال هناك قوى سياسية نافذة تكون دائما وراء تلك الألاعيب، وهدفها الاساسي إلهاء الناس وإفقارهم.. وعندما يصبح المواطن البسيط في مواجهة الريح فإن الصدى الخارج من فوهات المواسير لن يعيد له حقه الضائع، وسيكتشف بعد ضياع أن "سوق الرحمة" هو ذاته "سوق العذاب" الذي روجت له السلطة.
السؤال الذي يطرح نفسه هذه الأيام بحدة النصل المغروز في جرح المحنة الباقية في دارفور.. من سينتصر لهؤلاء الفقراء؟ ومن سيعيد الفرح إلى بيوتهم التي تحولت إلى مآتم وساحات نواح وآسى؟ وإلى متى ستصبح اللعبة الاقتصادية أداة لاذلال الناس وتجويعهم وتشريدهم في بلاد الدنيا البعيدة ؟ ولماذا يتحول الوطن إلى قطة جائعة تأكل أبناءها وتحول الميلاد إلى عدم والوعد إلى خديعة؟
قضية سوق المواسير في دارفور قضية أخلاقية في المقام الأول وعلى الدولة ممثلة في حزب المؤتمر الوطني الحاكم أن تتدخل وبقوة لإنصاف هؤلاء الناس خاصة وأن العنصرين الفاعلين في الخديعة هما من عناصر الحزب التي فازت في الانتخابات الأخيرة، وأن لا يكون الوالي بمنأى عن المساءلة.. فهذه الفضيحة إذا أضيفت إلى فضائح النظام على امتداد عشرين عاما فلن يبقى له رصيد من المصداقية وسيوصف النظام بأنه نظام المواسير الذي يشبع الناس بالوعود الكاذبة، ويبيع لهم الوهم.




* مدير التحرير - نقلا عن الراية الجمعة 7 مايو

Post: #2
Title: Re: مع الاحداث .. حكاية سوق المواسير .. بقلم الاستاذ بابكر عيسى
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 05-07-2010, 05:33 PM
Parent: #1

وكانت الراية قد اوردت القصة الكاملة في عدد الخميس 6 مايو الصفحة 37 وحررها الزميل حامد ابراهيم من الدوحة وعادل صديق مراسل الصحيفة من الخرطوم وهنا الرابط:
http://www.raya.com/mritems/streams/2010/5/6/2_529184_1_212.pdf

Post: #3
Title: Re: مع الاحداث .. حكاية سوق المواسير .. بقلم الاستاذ بابكر عيسى
Author: خضر عطا المنان
Date: 05-07-2010, 08:39 PM
Parent: #2

Quote: السؤال الذي يطرح نفسه هذه الأيام بحدة النصل المغروز في جرح المحنة الباقية في دارفور.. من سينتصر لهؤلاء الفقراء؟ ومن سيعيد الفرح إلى بيوتهم التي تحولت إلى مآتم وساحات نواح وآسى؟ وإلى متى ستصبح اللعبة الاقتصادية أداة لاذلال الناس وتجويعهم وتشريدهم في بلاد الدنيا البعيدة ؟ ولماذا يتحول الوطن إلى قطة جائعة تأكل أبناءها وتحول الميلاد إلى عدم والوعد إلى خديعة؟


العزيز : فيصل

انها حقا أسئلة منطقية تكشف عن عمق المآساة في ذلك الجزء
الغالي من وطنناالكبير .

شكرا على ايراد هذا المقال لزميل عزيز وأستاذ قدير
والمجسد للحالة هناك والمعبر بحق عن واقع مر دفع ثمنه
بسطاء القوم من أهلي الكرام في دارفور الحبيبة /الحزينة /المنكوبة.

لك وله خالص المودة
خضر