ح تلاقيك صينية

ح تلاقيك صينية


04-30-2010, 07:45 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=290&msg=1272609954&rn=0


Post: #1
Title: ح تلاقيك صينية
Author: فيصل محمد خليل
Date: 04-30-2010, 07:45 AM

ح تلاقيك صينية




تنشط هذه الأيام عَمليّات إزالة الصواني من عَلى الشوارع الريئسية كأحد الحلول المؤقتة لاختناقات المرور التي تَشهدها العاصمة بعد أن امتلأت بالعربات من كل صَنفٍ ولونٍ، وعلى الرغم من أنّ التّغيير هو سُنة الحياة، وأن مواكبة التغيير هو ضرورة حتميّة، إلاّ أنّني قد حزنت كثيراً لإزالة هذه الصواني التي تُعد مَعلماً تاريخياً من معالم الخرطوم.. وودت لو أنّ المسؤولين قد أبقوا عليها و(شافوا ليهم حل تاني)، فإزالة هذه الصواني (وتَغيير الشوارع إلى إتجاه واحد)، في رأيي المتواضع لن يصمد طويلاً والعاصمة تستقبل يومياًً كل هذا العدد الهائل من العربات (الجديدة) التي أصْبحت البنوك (الخَلّت شغلا واشتغلت دلالية) توفرها لكل من يمتلك (القسط الأول)!!

في بداية عهد الإنقاذ وقبل أن تشرع في بدء أي من (ثوراتها).. التّعليميّة أو الصحية أو غيرهما كانت (ثورة الصواني)، التي هَدفت إلى إعادة تأهيل (صواني الحركة) بتزيينها وزخرفتها وقد قاد تلك الثورة سعادة العقيد (حينها) يوسف عبد الفتاح، ومن الطُرف التي تُحكى إبان تنفيذ ذلك المشروع قول أحدهم بأن الاهتمام (بصينية الغداء) قد كان أولى.

ولم يَدر ذلك (الأحدهم) أن (الصينيتين) ح يختفوا، فصينية الغداء قد اختفت من (بيوت كتيرة) بعد ارتفاع تكلفة (قُفة الملاح) وبلوغ أسعار اللحوم والخضار (والعوامل المساعدة) من زيت وتوابل وخلافه، مما جعل معظم الأُسر (تأكل في خاطرها) وتستعذب (ماء الفول) والبوش ومكعبات (مرقة الدجاج) في وجبات (فرادية) لا تستحق أن توضع في صينية!!

أمَّا صينية (الحركة) فهي تشهد هذه الأيام (إزالة جماعيّة) في عهد سعادة العميد (يوسف عبد الفتاح) الذي يشغل منصب رئيس هيئة ترقية السلوك الحضري بولاية الخرطوم، الذي ربما لا يكون له يد في ذلك، لكن أشرنا ليهو (عشان التزامن وكده)!!

لقد ارتبطت (الصواني) منذ عقوٍد مَاضياتٍ في أذهان سكان العاصمة بأنّها (منابر) لمن أصابهم مَسٌ من الجنون (مجنترين وكده)، ولعل من أوائل أولئك الذين اختاروا (مخاطبة الجماهير) من خلال الصواني (بل أشهرهم) ذاك الرجل الذي كان يرتدي جلباباً وعُمامة غايةً في النظافة والأناقة، ويقف بشكل يومي مُعتلياً (صينية سانت جيمس) وذلك في أوائل سبعينات القرن الماضي، حيث كان يوجه حديثه للمُشاة والراكبين، منتقداً نظام نميري، مكيلاً له أقسى أنواع السب واللعن والشتائم، وقد علمت فيما بعد أن الرجل إضافة إلى أنه (ماسك صينية) فهو يعمل كمراسلة في أحد البنوك!!

في تقديري أنّ هذا الرجل الذي كنا نعتقد ذهاب عقله، قد كان أرجحنا عقلاً، وأثقبنا فكراً، فقد أبان لنا سوءات النظام المايوي مُبكِّراً، تلك السوءات التي لم نستبينها ونقف عليها ونتأكد منها إلاّ بعد سنواتٍ طويلةٍ، ولعل من أبرز مقولاته التي كان يرددها تلك المقولة: (ما أسوأ أن تكون شعباً)... فتأمل!!

لم يكن ذلك الرجل هو الوحيد الذي اختار الصينية (مقراً دائماً) له، فكثيرون من بعده فعلوا نفس الشئ وتوزّعوا بين صواني المدن الثلاث، خَاصّةً بعد أن صعبت (المعيشة) وكثرت (المتطلبات) وضاقت (ذات اليد) وزادت (ضغوط الحياة) فامتلأت بهم الصواني وصاروا معالم ثابتة يفتقدها الإنسان إذا ما غابت!!

والآن بعد (ثورة الإزالة)التي تشهدها (العاصمة الحضارية) لتلك الصواني التي سبق وتمت زخرفتها في (ثورة التأهيل) لابد لنا أن نتساءل: أين سيذهب هؤلاء (المجانين) الذين أوصانا القول المأثور بأن نأخذ الحكمة من أفواههم؟ وهل فكر المسؤولون في بدائل لهم قبل أن يشرعوا في إزالة هذه (الصواني) التي اتخذوها منابرَ لهم؟ ولعل السؤال الملح الآن هو: الزول لو عاوز يجن هسه يمشي وين؟ بل لعل السؤال الأكثر إلحاحاً هو: الزول تاني يوصف بي شنو؟ فالصواني تُعتبر أداةً رئيسيةً من أدوات الوصف، فما أن يسألك أحد من موقع أحد البنوك أو الشركات مستفسراً ح تشرع في الوصف قائلاً: تمشي طوالي ح تلاقيك صينية!!

للأسباب السالفة الذكر، إضافةً إلى أن (التحول الديمقراطي القادم) يستلزم وجود عددٍ من المنابر المفتوحة، التي تعد (الصواني) أبرزها، ونسبةً لما أصاب معالم الخرطوم الرئيسية من تشويهٍ، فقد قرّرت ومعي نفر كريم بتأسيس (جمعية إعادة الصواني ومعالم الخرطوم سيرتها الأولى)، فهل أنت معنا أيها القارئ الكريم؟!

Post: #2
Title: Re: ح تلاقيك صينية
Author: فيصل محمد خليل
Date: 04-30-2010, 08:12 AM
Parent: #1

Quote: (التحول الديمقراطي القادم)


غرغرغر

اصحى يا نايم

Post: #3
Title: Re: ح تلاقيك صينية
Author: Mustafa Mahmoud
Date: 04-30-2010, 08:28 AM
Parent: #2



صينية اوكامبو



287.jpg Hosting at Sudaneseonline.com