أمريكا بقت مؤتمر وطني .. مقال للاستاذ معاوية قرشي

أمريكا بقت مؤتمر وطني .. مقال للاستاذ معاوية قرشي


04-29-2010, 01:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=290&msg=1272544182&rn=1


Post: #1
Title: أمريكا بقت مؤتمر وطني .. مقال للاستاذ معاوية قرشي
Author: omar alhag
Date: 04-29-2010, 01:29 PM
Parent: #0

أمريكا بقت مؤتمر وطني !
في البدء لابد من الاقرار من أن الانتخابات الاخيرة في السودان قد تركت في النفوس حنقاً و احبااطاً شديدين لدي أغلبية الشعب السوداني و الذي لأول مرة في تاريخه يقاطع الانتخابات بهذه النسبة العالية و ذلك لادراكه التام بكل ألاعيب المؤتمر الوطني و عنجهية قادته و تعاليهم علي الآخرين و ازدرائهم لهم مع أن جلهم ان لم يكن كلهم أتو من بيوت فقيرة (و الفقر ليس عيباُ) لم تكن قادرة علي توفير التعليم و الصحة و الأمن الا من مساهمة المواطن السوداني المغلوب علي أمره و خاصة أهلنا ناس الجزيرة و الذين دفعوا لكل شئ في هذا السودان و لم يحصدوا الا الخذلان المبين و ذلك بتدمير المصانع و المشروع و تعطيل الخدمات بالمنطقة و تحطيم انسانها حيث أصبح أغلب أبناء و بنات الجزيرة لا عمل لهم حتي بعد تخرجهم من الجامعات و لسنوات طويلة، فالخدمة العامة في الحكومة و المؤسسات أصبحت حكراً علي جهات بعينها و حتي الخدمة في أجهزة الدولة الأخري من قوات مسلحة و أمن و شرطة نصيبهم فيها يسير علي مستويات دنيا من المسؤلية و ليس علي مستويات عليا من القيادة وهكذا حال الدنيا من يقدم أكثر يعطي القليل و يستأثر الآخرون بكل شئ طمعاً و بخلاً مع عدم ادراكهم أن هذا الوضع لن يستمر طويلاً و هكذا بدأ حال السودان الآن في القبول بالجهوية و الانقسامات و التي سوف تقسم هذا البلد الشاسع لعدة دويلات سوف يبدأها الجنوب في يناير القادم و بعد الجنوب سوف يكون غرب السودان و النيل الأزرق و جبال النوبة و ستكثر فيه المنازعات و المحن و الفتن و هذا ما تريده الادارة الامريكية الحالية و يسير علي نهجها بغير هديً قادة المؤتمر الوطني و سوف ينطبق علي رؤوسهم و لن ينجوا من المحاكمات الدولية و هذا ما فعله الأمريكان مع صدام حسين حيث أدخلوه في حرب طويلة مع ايران و أعطوه الضوء الأخضر لدخول الكويت و كان الرجل ساعتها في أوج جبروته و بطشه مزهواً بنفسه و قوته يعمل ما يشاء و لا يستشير أحداً كما قال الشاعر أحمد شوقي في السلطان عبد الحميد:
عبد الحميد حساب مثلك في يد الملك الغفور
سدت الثلاثين الطوال و لسن بالحكم القصير
تنهي و تأمر ما بدا لك في الكبير و الصغير
و لا تستشير و في الحمي عدد الكواكب من مشير
و لم يسمع النصح الا ضحيً حين فاجأته القوات الامريكية بالدخول في مطار بغداد وكان وقتها الصحاف يهلل بالنصر الآتي مما أودي بالشعب العراقي الي براثن الجحيم و التي لم يستطع الخروج منها حتي الآن. و أخاف أن يقودنا قادة المؤتمر الوطني بنفس هذا النهج الي نفس المصير ان كانوا يدركون أو لا يدركون بارادتهم أو بغيرها و قد استلموا هذا البلد واحداً متحداً من زعماء كبار حافظوا عليه بالاخلاص و التجرد و نكران الذات و حتي اتفاقية الميرغني-قرنق كانت أحسن من اتفاقية نيفاشا و هؤلاء بازدرائهم و كبريائهم الفارغ أوقدوا نار الحرب في كل أنحاء السودان لم يخافوا فيها الله و لاالتاريخ و أصبح حالنا هذا لا يسر العدو و لا الصديق. و خلاصة االقول أننا بعد الانتخابات نري سيناريوهات و مشاهد غريبة يقوم فيها الرئيس المنتخب بالهرولة لمصر طالباً النصح و المساعدة بعد أن قطع الرأس ثم كسر الجرة و سيحاول جهابذة المؤتمر الوطني و بألاعيبهم المكشوفة استمالة أعضاء مهمين في قطاع الشمال في الحركة الشعبية أمثال ياسر عرمان و باقان أموم و الدخول في محاور بغرض الاستفادة من جهودهم لابقاء السودان موحداً و نسيان ما كانوا يقولونه فيهم من عمالة و ارتزاق و تكفير و اخشي أن ينقلب السحر علي الساحر في ما كان يكتبه الطيب مصطفي في صحيفته التي لم ينتبه لها أحد و سنري في مقبل الأيام فصولاً لمسرحيات عبثية لن تؤدي الي أي نتيجة لأن المخرج هو الادارة الامريكية بعد أن تكون الانقاذ قد أدت الدور المطلوب منها من تقسيم و تمزيق السودان و لن يسلموا من جزائها و الذي أذاقته من قبل لشاه ايران و صدام حسين و كل من سار في دربها.........و لات ساعة مندم.