ماذا بعد فرز النتائج

بالتأكيد لم تسلم الانتخابات من تجاوزات كثيرة وهو أمر متوقع غير أنها في ناهية المطاف ستنتهي إلى حكومة ... حكومة يشكل أغلبيتها حزب واحد أو حكومة وحدة وطنية امهم أنها ستؤول طبيعيا إلى حكومة .
يجب علينا الآن النظر إلى النصف المملوء من الكوب على الأقل قطعنا أولى خطوات الطريق نحو ديمقراطية حقيقية تؤمن بتداول السلطة .. أن يستعد الخاسر لمابعد الأربع سنوات الأولى وبالتأكيد لن يكون الحال بعد أربعة سنوات على ماهو عليه اليوم .
على الأقل تمكن الكل من أن يقول مايريد قوله ويوصل ما يريد إيصاله من رسائل .
يجب أن نرضى بخيار الشعب وتلك قمة الديمقراطية حتى لاينطبق علينا قوله تعالى ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) .
يجب أن لانخرب بلادنا بأيدينا وأن نسعى لتكريس الديمقراطية فهي مكسبا للكل لا للفائز .
رغم النتائج الأولية فإن المفاجآت متوقعة ولو بنسبة ضئيلة ولكن طالما أن هناك نسبة ولو ضئيلة فكل شيء جائز ومابين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال .
نعم مقدما التهنئة للفائز والوصية للخاسر بأن لاخسارة فقد كسب الديمقراطية وأمامه أربعة سنوات يستطيع خلالها أن يقلب كل الموازين .. فلاخاسر أبدا .
نعم من فاز لم يخسر
من إنسحب لم يخسر فقد كان له تأثيره الكبير جدا
من خسر التصويت لم يخسر فقد إتضحت أمامه الكثير من الأمور التي سيسعى لتداركها في الدورة الثانية .
كلنا كاسبون
فقد كسبنا إمكانية حرية التعبير
كسبنا إمكانية بناء دولة قوية
كسبنا تفاؤلا بالاستقرار
كسبنا تعريف الجميع بأن السودان لن يكون لفردا أو فئة أو جماعة وإنما هو بلد للجميع
كسبنا وضع جدول للانتخابات القادمة ..
كسبنا الأمل على الأقل بعد أربعة سنوات
فلنتكاتف من أجل البد
ولنفاجيء الجميع كما فاجأناهم بمرور الانتخابات بيضاء نظيفة رغم الاعتراضات والانسحابات وما دار على وسائل الاعلام .. تعالوا نفاجئهم بوحدتنا وأن نكون كلنا كرماح يأبين التكسر باجتماعهن
وبالتأكيد يبقى الفد لنا