يا خلف الله عذبتنا ..... (منقول)

يا خلف الله عذبتنا ..... (منقول)


04-13-2010, 04:03 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=290&msg=1271171035&rn=0


Post: #1
Title: يا خلف الله عذبتنا ..... (منقول)
Author: قرشـــو
Date: 04-13-2010, 04:03 PM

بقلم : عادل عبد الرحمن عمر: الرأي العام
-1-


الفنان المقتدر جمال حسن سعيد ومجموعته الدرامية المتميزة قدمت « فواصل « درامية رائعة بتلفزيون النيل الأزرق تعمل على تنوير القطاع الشعبي العريض بضرورة الانتخابات وفضل التحول الديمقراطي على الحياة العامة اضافة الى المعلومات المقدمة بشكل درامي عفوي عن تفاصيل العملية الانتخابية و الأسئلة العابرة لفئات شعبية لا تملك أسباب المعرفة الكاملة غير الرغبة المتصاعدة في العملية الديمقراطية . ومثلما جاء في الفواصل الدرامية للمبدع جمال حسن سعيد ( يا خلف الله عذبتنا ) ... هذا هو حال المعارضة السياسية في السودان عندما واجهت الاستحقاق الانتخابي وجها لوجه .... ارتعدت فواصلها وطار عقلها وصارت تلتمس الغدر بأسباب شتى .... أكثرها غير منطقي وبعضها يمكن تجاوزه مع تجويد العمل الانتخابي الذي غاب نحو عقدين من الزمان . المعارضة السودانية أدهشت الجمهور الذين يتابعون الفعل .... فقد أتت الفرصة لهزيمة المؤتمر الوطني بالضربة القاضية حيث تزعم المعارضة بثقلها السياسي معتمدة أن الشعب السوداني يمل بسرعة وقد كتمت الإنقاذ على أنفاسه .... واستشرى الفساد في زمانها .... وتمزق السودان بفعل سياساتها الخرقاء في الجنوب والغرب والشرق .... لكل هذه الأسباب وغيرها من المفترض ان تضع المعارضة في بطنها « بطيخة « صيفي لأنه اذا حدثت عمليات تزوير ستكون فضيحة داوية أكثر من الانتخابات الأفغانية التي وجدت من يتستر عليها من الدول الغربية ... ولكن الإنقاذ تفتقر الدعم السياسي الغربي الذي يترقب بالمرصاد أية هفوة ليكبرها عبر وسائله الضخمة في كل أرجاء المعمورة .... ولذا قامت مفوضية الانتخابات بترتيبات عديدة لمنع عمليات التزوير ومحاولة لبث الطمأنينة عبر إجراءات متنوعة تحد من كل الأساليب الفاسدة .... إلاَّ أن بعض الأحزاب تخوفت ـ تماما ـ من مواجهة الصندوق الانتخابي ..... برغم ما بذل من مجهودات وطنية مضنية من مفوضية الانتخابات في بلد واسع مترامي الأطراف .

Post: #2
Title: Re: يا خلف الله عذبتنا ..... (منقول)
Author: قرشـــو
Date: 04-13-2010, 04:06 PM
Parent: #1

- 2 -


أما هزيمة حملة « الأمل والتغيير « هي صدمة كبرى للمعارضة السودانية التي اعتمدت ـ تماماً ـ على الحركة الشعبية التي تعمل لمصالحها الخاصة وفق تكتيكاتها التي وضحت للعيان بدون كثير جهد او إمعان نظر ... فقد مات صاحب نظرية تحرير السودان من « نمولى إلى حلفا « وبرز التيار الانفصالي في الحركة الشعبية إلى درجة صارمة ولكنها واضحة ... فالتيار الانفصالي لا يريد ضياع الزمن في تكتيكات مع الأحزاب الشمالية التي عانى منها كثيرا في حقب سابقة .... وله معاهدة واتفاقية واضحة المعالم مع المؤتمر الوطني يود الوصول بها الى مرافئ مقاصده المرجوة الانفصال وتحقيق رغبات وأشواق عارمة لبناء سودان جديد لمواطنيه ضاربين « بعرض الحائط « كل الصعوبات والمشاكل والتبعات المؤلمة للانفصال ... ولذا عصف بقائد قطاع الشمال السيد ياسر عرمان الذي تمنى يوماً أن يتنازل له مرشح المؤتمر الوطني للرئاسة عن مقعده ... هذا الإحساس المتنامي بالثقة والقدرة ... صاحبه الآن بعد قرار المكتب السياسي بسحب مرشحه للرئاسة شعور فائض بالهزيمة و الانكسار والخذلان للمهمشين كافة الذين صار البشير بحضوره الجاذب ولباسه المناسب وسنه المكسور لأسباب تخص المهمشين ـ تماما ـ مثالا يحتذى لأبناء الفقراء ان يجتهدوا لينالوا أرفع الدرجات .
أما صفعة سقوط حملة « الأمل والتغيير « على خد السيد ياسر عرمان وأعقبه بالدليل القاطع أن قيادة الحركة الشعبية غير آبهه بالشمال إلاّ بقدر ما يحقق مصالحها في تنفيذ ما تراه مناسبا خاصة في هذه الفترة الحرجة ... الصفعة الأخيرة لقائد « أحزاب جوبا « ياسر عرمان أربكت المعارضة كثيرا إلاَّ من بعضها مثل المؤتمر الشعبي الذي آثر الدخول في العملية الانتخابية برغم نواقصها لأنها فرصة ديمقراطية لا تعوض غير هذا الموقف الواضح من كل التيارات الأخرى التي يسودها الارتباك والعجز والفشل في القراءة الصحيحة للمسائل المهمة .

Post: #3
Title: Re: يا خلف الله عذبتنا ..... (منقول)
Author: قرشـــو
Date: 04-13-2010, 04:08 PM
Parent: #2

- 3 -



الناظر لتصريحات الجنرال غرايشون يتأكد أن الولايات المتحدة مع قيام الانتخابات في موعدها المضروب يوم 11 ابريل 2010برغم كل مؤشرات تفيد أن البشير سيفوز في سباق الرئاسة .... ولا اعتقد أن أمريكا جاهلة بالوضع الانتخابي .... ولكنها غير مهتمة بمن سيفوز في الشمال ؟ جل اهتمامها للاستحقاق الانتخابي لأنه بالغ الأهمية في حق تقرير المصير للجنوب الذي يشكل جوهر اهتمام الولايات المتحدة التي تريد طلاقا مدنيا بين الشمال والجنوب دون كلفة عسكرية، ولذا يعكف الأمريكان على معالجة الوضع النهائي لانفصال سلس خاصة في ترسيم الحدود .و تقاسم الثروات النفطية التي تنتج في الجنوب وترحل عبر الشمال وقضايا أخرى شائكة . ما تقوم به بعض الأحزاب السودانية من تشويش متعمد على سمعة الانتخابات قبل قيامها حيث تصفها بالتزوير وعدم الحيدة والنزاهة .... وتمسك بحبال قديمة لا تفيد تمام الاستحقاق الانتخابي يسعد أطرافا خارجية ولكنه في ذات الوقت يصيب أطرافا وطنية خالصة مثل مفوضية الانتخابات بمطر سوء لا تنساه تلك الشخصيات الوطنية النزيهة .
كل يوم تسقط بعض الأحزاب السودانية في الامتحان الديمقراطي .... ولا يّجملّها الأقنعة الكثيرة التي تلصق بالعملية الانتخابية الوليدة .... وكل يوم يفك فيه أواصر السودان القديم حيث تمضي حكومة الجنوب لغاياتها بعد سقوط « أولاد قرنق « في آخر قلاعهم .... وفي كل يوم تزداد قناعات الشعب السوداني باعتناق مقولة المرحوم « الشريف الهندي « في الجمعية التأسيسية قبل قيام الإنقاذ بساعات قليلة أن الأحزاب أوصلت الشعب السوداني للكفر بالديمقراطية لمّا فعلت من أحداث محبطة، وكما كنا في الجامعات نطلق على تلك الأحزاب «اسم الأحزاب الكرتونية « ما زالت تمضي في غيها القديم بعد كل هذه السنوات !!!!!