وكتب التاريخ: انتخابات 2010 المَضْحَكة!

مباراة مثيرة وممتعة تلك التي اكتسح فيها احد الفريقين على الرغم من أنه اكتفى فقط بشراء (كل) طاقم التحكيم و(بعض) لاعبي الفريق الآخر وتقييد أرجل وأيدي بعض آخر وعصب عيون البقية.إن هذا الفريق المكتسح يستحق أن نهنئه بلا جدال وأن نشاركه الفرح الحقيقي الشجاع النزيه !

يراد لنا أن نصدق أن نتائج هذه الانتخابات هي تعبير صادق وحقيقي عن موقف الشعب السوداني وتطلعاته وطموحاته العذبة . تخيل أن هنالك شاب يريد أن يتزوج وطالبوه بأن يختار من بين عدة فتيات سيحضرن في 11 أبريل 2010 وتم تجهيز كل شيء لتسهيل حضور أقبحهن وأشدهن لؤما وجلوسها في الضوء بحيث يراهاهي دون الأخريات وفي نفس الوقت تم تأمين عرقلة حضور الجميلات أو الأقل قبحا ولؤما على أقل تقدير وتأمين جلوسهن في الزوايا المظلمة - حتى إذا حضرن - ويقال بعد ذلك أن اللئيمة القبيحة كانت هي فتاة أحلام الشاب ومناط اختياره النزيه الواعي العارف بخلق وأخلاق كل من تم "ترشيحهن " له

الصورة الثالثة والأشد تراجيدية وكوميديةفي نفس الوقت والأقرب لتوصيف ما يحدث هي صورة اللص القاتل الذي دخل البيت على حين غفلة من أهلها واستولى على كل أموال أهل البيت وكل أسلحتهم وقتل من قتل منهم واستمال إليه من استمال زاعماً لهم أنه (يريد انقاذهم من شي ما) ولما تطاول به المكث والكذب والقتل واستطاع أهل البيت بطريقة ما أن يصلوا إلى (بوليس ما) لينهي عذاباتهم مع هذا اللص جاء من جديد بكذبة جديدة مفادها أن كل ما فعله كان خيرا لهم وأن ذلك البوليس (سيقتلهم) إذا تمكن من القبض عليه ولذا فان عليهم أن (ينقذوه من البوليس ) بأن يكتبوا اقرارا على انفسهم أن هذا اللص هو ولي أمرهم بطوعهم واختيارهم ثم أمسك بالقلم - وهو لا يزال يهنضبهم ! - ووقع نيابة عنهم إفادة بذلك

يمكن لهذه الانتخابات أن تكون ذريعة جديدة لتبذير المزيدمن الأموال العامة التي لم يدق المعنيين الطفيليين فيها حجر دغش .. والتي هي ملك وحق لهذه الملايين المتضورة الصابرة المفترى عليها .. ولكنها لن تمنح القتلة والفاسدين والسارقين أية صكوك براءة مما ارتكبوه ومما يرتكبونه الآن ومما سيرتكبوه ، لا سيما تلك الاتهامات ! ، يمكن لهذه الانتخابات المزورةأن تكون ذريعة يخرج فيها المرتعبون بكرنفالات فرح زائف أشبه بكرنفالات مشجعي فرق القمة عقب مباراة ديربي ولكنها لن تفلح في محو الأعين المليونية الناقدة ولا القلوب المليونية الناقدة ولا العقول المليونية الناقدة ، يمكن أن تنجح هذه الانتخابات في تمرير أجندة حكومية "محلية" "ودولية" ولكنها لن تجعل من الذين تعودوا أن يتصرفوا في الحكم بشكل جعل السودان "بطل العالم في الفساد" يغيرون طبائعهم وما تعودوا عليه بين عشية وضحاها فالبومة لن تتمكن من التغريد العذب كعندليب حتى ولو ألبسوها ريشه !
الانتخابات ليست حرة وليست نزيهة .. هذه ليست جمل إنشائية ولا ظنون تقديرية هذه حقائق مجسمة ملموسة تمشي على قدمين .. كائنات من لحم ودم .. جنين متخلق كبرهان على حبل ما سفاحا كان أو غير ذلك .. الانتخابات الحالية .. هي عملية معقدة الهدف الأساسي منها انتخاب عمر البشير - حصريا- رئيسا للسودان ، ولا توجد خيارات أو احتمالات أخرى ، والموجودون الآن أيا كانوا مجرد ذر للرماد في العيون والمفوضية هي مفوضية انتخابات عمر البشير ومؤتمره الوطني . لا تحلموا بعالم سعيد تنقلكم إليه هذه الوجوه ! لا تكتبوا - بالمقابل - مرثية الوطن بعد . فعقب إعلان النتائج سيعود مشجعو كرة القدم لمتابعة المباريات المحلية والافريقية .. ولن تتوقف الركشات عن الطرطرة في ليل ونهار أحيائنا الفقيرة التي لن تتوقف (مواسيرها) عن عادة الشخير الحر! سيستمر السودانيون بسف الصعوط والصلاة على النبي وإنجاب الأطفال وفي غضون ذلك .. سيتذكرون أنه في سنة ما حاول مواطن ما الاحتماء بهذه المضحكة من قدره المحتوم ... سدىً

تحياتي يا بحيري

بحثت فلم أجد سبب واحد يدعو الأحزاب السياسية لخوض هذه الإنتخابات المهزلة ..
والغريب أن البعض إنسحب من الإنتخابات الرئاسية واكتفى بالإنتخابات البرلمانية ؟
هل يمكن تفسير ذلك بالتسليم بالأمر الواقع وهو أن المؤتمر الوطني لن يسمح لغيره من الأحزاب بمجرد التفكير في الفوز برئاسة الجمهورية ؟ أم أن هناك صفقة مشبوهة تقضي بالتنازل عن رئاسة الجمهورية مقابل حفنة مقاعد بالبرلمان ؟

Quote: فالبومة لن تتمكن من التغريد العذب كعندليب حتى ولو ألبسوها ريشه !

تحياتي

شكرا جميلا العزيز درديري ساتي

عمر البشير متخيل انو حيقدر يكون "رئيس ديمقراطي منتخب " قلبا وقالبا مباشرة بعد إعلان النتيجة


الله في !

Quote: تحياتي يا بحيري بحثت فلم أجد سبب واحد يدعو الأحزاب السياسية لخوض هذه الإنتخابات المهزلة .. والغريب أن البعض إنسحب من الإنتخابات الرئاسية واكتفى بالإنتخابات البرلمانية ؟ هل يمكن تفسير ذلك بالتسليم بالأمر الواقع وهو أن المؤتمر الوطني لن يسمح لغيره من الأحزاب بمجرد التفكير في الفوز برئاسة الجمهورية ؟ أم أن هناك صفقة مشبوهة تقضي بالتنازل عن رئاسة الجمهورية مقابل حفنة مقاعد بالبرلمان ؟

شكرا جزيلا على هذا المرور الجميل وهذه الكلمات المخلصة

نأمل أن "يهدينا الله ويهدي أحزابنا " سواء السبيل

وسلامة النية والمقصد الملتزم بمصالح الجماهير الحقيقية