المعارضة المهتزة

المعارضة المهتزة

قال البشير اليوم أن المعارضة ليس لها برنامج سوى اسقاط المؤتمر الوطني.. وبعيدا عن تحليل ما قاله البشير فالواقع أن المعارضة السودانية مهتزة إلى أبعد مدى وغير قادرة على تحديد مصير محدد، بل هي معارضة كما وصفها الصادق المهدي نفسه في يناير الماضي وهو يحتفل بعيد ميلاده «جاهلة».
السياسة السودانية ورغم التجربة «العريضة» لا زالت في المربع الأول.. فالساسة يجهلون الكثير من المعلومات.. ويفتقدون للقدرة على الرؤية والتحليل.. وقبل ذلك الاقتراب الحقيقي من مشكلات الشعب السوداني، حيث أن صراعاتهم تظل صراعات «نخبوية» لا تمت بصلة للشارع العام.
والأسبوع الفائت إلى الأمس «الجمعة» كشف «عورة المعارضة السودانية» وعجزها عن الموقف الواضح والتقدير الصحيح للأمور.. ما بين: نشارك، لا نشارك.. نقاطع، لا نقاطع.. سنقرر غدا.. لن نقرر.
والصادق المهدي الذي يعتبر أبرز وجه معارض يمارس التفكير بصوت مسموع دون أن يكون له قرارات واضحة، في اتخاذ موقف جرئ وشجاع إذا ما كان واثقا من غياب النزاهة.
هاهي أمريكا اليوم تقطع الشك باليقين وتقول على لسان غريشن بعد لقائه مع المفوضية ظهر اليوم: «انها واثقة من قيام انتخابات على أكبر قدر من النزاهة».. والرسالة يجب على المعارضة أن تفهمها.. سواء قدّم الأمة بنودا معينة أو وضع تاريخا للمراجعة أم لم يضع.
الحركة الشعبية لها موقفها الواضح القائم على استفتاء الجنوب والانفصال.. وليس لها مصلحة في الشمال.. ولكن هؤلاء الذين لهم مصلحة، أين هي أعينهم وعقولهم؟ .. يجب اتخاذ قرارات شجاعة.. وإلا الصمت والابتعاد عن التقرير باسم السودانيين ونسيان أمر السياسة..


أسرة التحرير

بريد السودان

http://www.sudanpost.net