مجرد راي :لهذا الأسباب فشلت الانتفاضة المتوقعة

لهذا الأسباب فشلت الانتفاضة المتوقعة
السؤال التي يجب تدور في الساحة اليوم هو: هل نجحت مظاهرة ال30 من أغسطس 2006من تحقيقها هدفها(اهدافها)? الأجابة ببساطة نعم لقد نجح المتظاهرين في توصيل رسالة قوية للسلطة الحاكمة تقول: لقد ولي زمن السكوت.
ولكن المظاهرة نفسها فشلت في تحقيق هدفها المعلن وهو أجبار الحكومة في التراجع عن قرارها بزيادة الاسعار,وهدفها الغير معلن بتحولها الي الانتفاضة شعبية يشارك فيها الجميع للاطاحة بالحكومة الحالية.
وأسباب الفشل يمكن حصرها في الاتي:
1/أختلاف أهداف المتظاهرين: حيث كان في الوقت الذي خرج فيها غالبية الشعب احتجاجآ علي الذيادات اسعار السكر والوقود كان هنالك قلة خرجت بهدف تحويلها انتفاضة شعبية بغرض التغير السياسي.
2/عدم التنسيق الجيد:لم يتم تنسيقآ فعليآ بين القيادات النقابية والسياسية والطلابية لكيفية سيرها ولكيفية مواجهة قوات الشرطة, فخرجت المظاهرات متفرقة وضعيفة مما سهل اخمادها في البدايات.
3/عدم وجود القيادات السياسية في الأمام:لتسير مظاهرة فاعلة وناجحة شعبيآ فلا بد من وجود قادة الأحزاب في الامام لقياداتها , لان وجودهم يرفع معنويات المتظاهرين وأعتقالهم امام المتظاهرين يذيدهم أصرارآ وقوة لتحقيق الهدف. لكن كان نفرآ منهم بينما فضلت الغالبية ارسال الصف الثاني او الثالث والمتابعة عبر التلفون خوفآ من الاعتقال.
4/ ضعف أسباب المظاهرة: في الوقت الحالي يمر شعب السودان بازمات ومشاكل اكبر بكثير من ذيادة في اسعار السكر والوقود لذلك لم يقاوم المتظاهرين التفريق ولم يشارك فيها اخرين وفضل الجيش البقاء بعيدآ, في حينما قامت الشرطة بعملها والتصدي لهم لقناعتهم بان الذيادات الاخيرة لا ترتقي لمستوي للاطاحة بالحكومة.
5/ ذكاء الحكومة: يبدو ان السلطة الحاكمة قد ذاكرت وفهمت جيدآ اسباب مظاهرات أكتوبر وأبريل والتي بسبب التعامل السئ للحكومة معها تحولت الي انتفاضة شعبية اطاحت بالحكومتان في ذاك الوقت بعد انحياز القوات النظامية للمتظاهرين, لذلك بدلآ من تفريق المتظاهرين بالسلاح فرقتها بالعاطفة الوطنية حيث اعلنت عن مسيرة لرفض دخول قوات دولية في السودان, وبذلك تحولت مشاعر الغضب ضدها الي تعاطف معها.
اخيرآ
ماهو الدروس والعبر والتي يمكن استخلاصها من مظاهرات ال30 من أغسطس2006?

اكتوبر= الثورة الشعبية في أكتوبر1964 والتي أطاحت بحكومة عبود العسكرية
أبريل= الانتفاضة الشعبية في أبريل1985 والتي اطاحت بحكومة نميري العسكرية

مجرد راي: نجحت الحركة في أمتحان المظاهرة
بحكم أتفاقية السلام والتي بموجبها دخلت الحركة الشعبية الخرطوم مشاركآ في الحكم تعتبر الحركة جزءآ من الحكومة بسلبياتها وايجابيتها حتي وان لم تشارك فيهما.
وبحكم دستور الحركة الشعبية(حكومة الجنوب) وأتفاقيات التجمع في الماضي فان الحركة جزءآ من المعارضة حتي وان شاركت الانقاذ في الحكم, هذان الوضعان المتناقضان كثيرآ ما تضع قيادة الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان في موقفآ محرجآ عند الادلاء برايها في القضايا الحساسة حيث دائمآ تهمة المولاة للطرف الاخر(حكومة او معارضة) جاهزآ , لذلك كثيرآ ماتري ان تصريح حكومة الجنوب تختلف عن تصريح وزراء الحركة في الحكومة(لام أكول مثالآ).
لكن في مظاهرة ال30 من أغسطس بسبب الذيادات في السكر والوقود وجدت الحركة نفسها في أصعب امتحان لها منذ مشاركتها في الحكم حيث ان الموضوع هذا المرة لا يقبل تصريحين متناقضين, فاما ان تكون مع الذيادات وضد المظاهرة او مع المظاهرة وضد الذيادات(مع الحكومة او المعارضة).
هنا خرج حكماء الحركة بافضل حلآ للخروج من هذه المعضلة المحرجة بعدم الادلاء برايآ فيها. وهكذا نجحت الحركة في امتحان المظاهرة.
أخيرآ
ماذا كان سيكون موقف الحركة في أعين الشعب السوداني لو أيدت او عارضت المظاهرة?

Quote: حيث اعلنت عن مسيرة لرفض دخول قوات دولية في السودان, وبذلك تحولت مشاعر الغضب ضدها الي تعاطف معها.

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لا يمكننا وضع مقاييس بالنجاح أو الفشل لمسيرة الأربعاء المباركةحيث أنها بداية لثورة ولتغيير شامل. والتغيير الشامل يبدأ بشيئ بسيط. الحرب العالمية أشعلتها عملية اغتيال والانقلاب الذي استولى بموجبه الجنرال مشرف على مقاليد السلطة في باكستان نجم عن شعور بالانتقام بعد أن أوعز رئيس الوزراء آنذاك نواز شريف بعد منح طائرته الإذن بالهبوط.

إبان الحرب العالمية الثانية، خططت مجموعة من أسرى الحلفاء لدى الألمان في أحد المعتقلات الفرنسية عملية هروب عرفت فيما بعد بـ"الهروب العظيم" وذلك حفر نفق تعاون الأسرى على حفره لنيل حريتهم. تمكن ثلاثة فقط من أصل 75 من اتمام عملية الهروب بعد الخروج من النفق، وبل وقام جهاز الجستابو بإعدام من ألقى القبض عليهم أثناء الهروب ولكن العملية نالت الاعجاب وبثت الذعر في قلوب النازيين وأعطت الحلفاء دفعة معنوية كبيرة لحسم الحرب لصالحهم.

المظاهرة فعلت نفس الشيئ، فقد أبانت للطغمة الحاكمة أن الشعب ما زال يجيد فن الإطاحة بالطغاة

الاخ حسن
كلامي التي اشرت عليه نابع من الحقيقة الثابتة بان 90% من الاحزاب التي دعت للمظاهرة ضد فكرة دخول القوات الاجنبية, لذلك عندما تدعوا الحكومة لمسيرة ضد تلك الفكرة فان تلك الاحزاب سوف تقف مع الحكومة بطريقة غير مباشرة الا وهي رفض دخول القوات الاجنبية للسودان, ولا تنسي ان هناك بعض تلك الاحزاب طالبت بتعجيل المظاهرة او تغير ميعادها خاصة بعد اعلان الحكومة لميعاد مظاهرتها اليس هذا تعاطفآ حيث ان عدم مشاركة بعض الاحزاب حولت جماهيرها للمشاركة في مظاهرة الحكومة(وخير مثال كتابات بعض البورداب والذين يحسبون علي المعارضة وتؤيد رفض الانقاذ لدخول تلك القوات) .
اما عن كلامي في مجملها فلم اقصد التقليل من شأن المظاهرة او المتظاهرين فقط اردت ان اكون واقعيآ عنها, فمادام تم تفريقها دون تحقق هدفها الظاهري بالغاء الذيادة او الباطني للاطاحة بالحكومة فانها فشلت.
اما بقية كلامك فاتفق معك فيها خاصة

Quote: المظاهرة فعلت نفس الشيئ، فقد أبانت للطغمة الحاكمة أن الشعب ما زال يجيد فن الإطاحة بالطغاة

أخي Player

أتفهم تماماً أسباب قلقك على الانتفاضة الوليدة

ولكني لا اتفق معك فيمايلي:

Quote: الحقيقة الثابتة بان 90% من الاحزاب التي دعت للمظاهرة ضد فكرة دخول القوات الاجنبية

المحترم حسن
تسلم.............وربنا يكون في عون الوطن والمواطن
ونعتذر اذا اخطانا في تقدير النسبة