علَّمَتْكَ الأيام متى و كيف الكَرُّ و الفَرُّ

طالَتْك أزمان و أعوام .. و عَرَكْتَها الأيام ..
و ما زادك الشيْبُ إلا وقارا
من قال أن صمتَك بعضُ خيلاءٍ ..
و من ذا الذي يظن التأدُّبَ عند المذمةِ إستكباراً ؟؟؟
آهٍ من لظى نَفْسِكَ ... و أنفاسها الحرّى
تلجُمُ خيولَ حرفك راغماً..
و هي مُسْرَجةٌ نثراً و أشعارا
من قال أن سكوتَك إستسلامٌ ؟؟؟
يا لنفسك الأمَّارةٌ بالحُسْنَى ..
فقالوا محْض رمادٍ قد خَمَد ... .. و أنتَ صابر تكابد نارا
علَّمَتْكَ الأيام متى و كيف الكَرُّ و الفَرُّ
فحفرْتَ لدنياك مسالكاً للعز.. زهْواً تتنادَى إقبالاً و إدبارا
تخْتَزِنُ الحزنَ قسْراً .. لِتُزْهِر بَتْلاتٍ من الفرح
و لو أفْرَدْتَ للحزنِ أشرعةً .. لَملأ الأسى أضابيراً و أسفارا
كالتِّبْرِ مُمْتَحَنٌ في تُرْبِهِ ..
مُجَمَّرٌ معدن روحك ... مُتْرَع النُّهَى .. إليك المكارم تنسابُ أنهارا
أيَا فخْراً تُزيِّنُهُ .. و جلالاً يُزينك
مُشْرَئِبٌ للمعالي .. عاليَ الهمَّةِ.. كَمَن حلَّق و شَارَكَ الطيرَ أوكارا
بيضاءٌ صحيفَتُكَ ... سوداء غُلالة حُزْنك ...
تقْتاتُ الذكرى محتسباً ... تنثر الفرح مكتئباً ...فتَنامت الأضَّدَادُ لوحةً و إطارا
كالطَّوْدِ تَشْمَخُ كَشُمِّ الجبال ...
تجفُّ تحت قدميك أنهارٌ .. و تجف أغصان .. و مجْبولةٌ تأبَى ينابيعك غيضاً و انحسارا
فلتكُنْ أينما شئتَ ... و يَمَّمْ شطر وجهتك ..
فأنت و الأفق صنوان .. يرْشِدُنا حداؤك ... فنغدو كقوافل تَتْرَى ..نجْتَرّكَ معلماً و مزارا

***

جلال داود( مساء الإثنين 9 نوفمبر 2009م )

<>

أبو محمد العمران

سلام على مرورك الصامت البليغ

Quote: بيضاءٌ صحيفَتُكَ ... سوداء غُلالة حُزْنك ... تقْتاتُ الذكرى محتسباً ... تنثر الفرح مكتئباً ...فتَنامت الأضَّدَادُ لوحةً و إطارا كالطَّوْدِ تَشْمَخُ كَشُمِّ الجبال ...

وكما يتسرب الضوء شفيفاً
صوب سطح البحر وهو محملٌ ..
بروائح القمر النبي خلاصة السحر
غناء النشوة الكبرى
وهفهفة العناصر في تراكيب الضياء
تتصاعد الأرواح في الأمواج وهي ترتل
الفضة شئ من خواص الماء. ..

وأحسب أن ماكتبته هنا هو من تراكيب الضياء !!

تسلم يارب

محبتي ....
وصال عالم

ياريسنا...لك التحية..

Quote: و لو أفْرَدْتَ للحزنِ أشرعةً .. لَملأ الأسى أضابيراً و أسفارا كالتِّبْرِ مُمْتَحَنٌ في تُرْبِهِ .. مُجَمَّرٌ معدن روحك ... مُتْرَع النُّهَى .. إليك المكارم تنسابُ أنهارا أيَا فخْراً تُزيِّنُهُ .. و جلالاً يُزينك

تلألأت معادن روحك..فرحآ مضيئآ رغم غشاوة الحزن...

ياللجمال أخى جلال..

إسماعيل

سلام و تحية

Quote: تلألأت معادن روحك..فرحآ مضيئآ رغم غشاوة الحزن...

مرورك بهيٌ كما معدنك الطيب

تخريمة : هل كل من تلوَّنَ فُوديه بالشيب يكسوه الوقار ؟؟؟

دمتم

الأستاذة وصال عالم

تحية و تقدير ..

Quote: وكما يتسرب الضوء شفيفاً صوب سطح البحر وهو محملٌ .. بروائح القمر النبي خلاصة السحر غناء النشوة الكبرى وهفهفة العناصر في تراكيب الضياء تتصاعد الأرواح في الأمواج وهي ترتل الفضة شئ من خواص الماء. ..

هذه المداخلة في حد ذاتها نص بديع ... نص فضي فيه الكثير من خواص رقراق الماء

Quote: وأحسب أن ماكتبته هنا هو من تراكيب الضياء !!

أشكرك كثيرا ... فأنت تقرأين بكامل إنارة عقلك ..
أتمنى أن تكوني بخير و عافية

دعه صاحبي
والتفت إليّ
فذا قلبي يعدو على ورقٍ مُعلقٍ في الفضاء
أرقبه
فيفر
يرقبني
فأجثو



دعه
والتفت إليه
فهنا يتثاءب خاطره
يغفو
إذ من ملاذاتٍ مُدخرةٍ للإيابِ
يهفو


دعه
والتفت عنه
فإنه لا ريب
سيدنو









الآن
(أعني كُتب للتو)

مع دسم المحبة
{إن شاء الله تشرقك ظاتو}

ياريس تخريماتك كترت..

Quote: تخريمة : هل كل من تلوَّنَ فُوديه بالشيب يكسوه الوقار ؟؟؟

بجيب ليك المرور...

مودتى..

Quote: ياريس تخريماتك كترت.. Quote: تخريمة : هل كل من تلوَّنَ فُوديه بالشيب يكسوه الوقار ؟؟؟ بجيب ليك المرور...

هيك تخريمات بدَّها FBI

حاول تاني يا سمعة

إشراقة

Quote: بيضاءٌ صحيفَتُكَ

و مشرقة كما إسمك و روحك

مرور بومض البرق

بلة

سلام كبير

Quote: دعه صاحبي والتفت إليّ فذا قلبي يعدو على ورقٍ مُعلقٍ في الفضاء أرقبه فيفر يرقبني فأجثو دعه والتفت إليه فهنا يتثاءب خاطره يغفو إذ من ملاذاتٍ مُدخرةٍ للإيابِ يهفو دعه والتفت عنه فإنه لا ريب سيدنو

ملاذات مدخرة للإياب ... فكن قريبا ... لتدنو و أنت هنا

Quote: الآن (أعني كُتب للتو) مع دسم المحبة {إن شاء الله تشرقك ظاتو}

رغم إمتناعي عن كل أنواع الدسم .. إلا أن دسم محبتك يوصي به الطبيب

الحسادة شنو ؟؟ بعد تدينا الدسم تخليها تشرقنا ( وجه شرقان )

طالَتْك أزمان و أعوام .. و عَرَكْتَها الأيام ..
و ما زادك الشيْبُ إلا وقارا

Quote: تقْتاتُ الذكرى محتسباً ... تنثر الفرح مكتئباً ...فتَنامت الأضَّدَادُ لوحةً و إطارا

فنان والله يا جلال
شكرا

الفنان المتألق خدر

تحياتي و تقديري

شكرا للمرور البهي

دمتم

Quote: فلتكُنْ أينما شئتَ ... و يَمَّمْ شطر وجهتك .. فأنت و الأفق صنوان

قال طاغور ( فى هذه السماء من الحرية يا ابتى دع وطنى ينمو )
وانت يا ابا جهينة بحكمة كلامك و سداد نظرك ترشدنا نحو سماء الحرية والمسئولية
مثلما انت كاتب عميق، فأنت قارئ حصيف، وعارف باحوال الناس والدنيا

Quote: يرْشِدُنا حداؤك ... فنغدو كقوافل تَتْرَى ..نجْتَرّكَ معلماً و مزارا.

وتبقى الصور محفوظة في أخيلتنا..
..


يا أبا جهينه..
أعلم عندما يتسور الإبداع قلمك..
يكمل هلال حرفك إستدارته..

فلا يعبر عنك وحدك..
بل عن كل من إحتشدت ذاكرتهم بصور مماثلة..
كم هو حازق قلمك.

قبل أن أجيب على الأستاذين : عادل عثمان و محمد علي طه الملك

من قال أن صمتَك بعضُ خيلاءٍ ..
و من ذا الذي يظن التأدُّبَ عند المذمةِ إستكباراً ؟؟؟

قرأتْ قارئة عربية في إحدى المدونات قصيدتي هذه و قالت عن هذا البيت :

الصمت أبلغ أحياناً من حديث طويل مملوء بعبارات تحفها البلاغة ...
و يجب أن نعوِّد أنفسنا على الإنصات أكثر من تعويدها على الكلام .. و الكلام خيره هو ما قل و دل.

الاستاذ ابو جهينة ..

قصيدة رائعة وبها رمزية تتفرع في كل الاتجاهات .

شكرا لك وكثر الله من امثالك ...

ابو جهينه

منتهي الروعه ربنا ماحرمنا من ابداعك

أخي العزيز محمد علي طه الملك

سلام كبير و تقدير

Quote: وتبقى الصور محفوظة في أخيلتنا.. ..

و هذا لا يتأتَّى إلا لذوي البصيرة و بعْد النظر

Quote: يا أبا جهينه.. أعلم عندما يتسور الإبداع قلمك.. يكمل هلال حرفك إستدارته.. فلا يعبر عنك وحدك.. بل عن كل من إحتشدت ذاكرتهم بصور مماثلة.. كم هو حازق قلمك.

بل ذاكرتك أنت هي المترعة بشتى المعاني و الصور و ما نحن إلا ( ناكشين ) لهذا الألبوم العامر
مشكور على المرور البهي
دمتم

أستاذنا عادل عثمان

سلام و تحية و تقدير

مرورك هنا أسعدني

Quote: قال طاغور ( فى هذه السماء من الحرية يا ابتى دع وطنى ينمو ) وانت يا ابا جهينة بحكمة كلامك و سداد نظرك ترشدنا نحو سماء الحرية والمسئولية مثلما انت كاتب عميق، فأنت قارئ حصيف، وعارف باحوال الناس والدنيا

و أكون أكثر سعادة عندما يقرؤني قاريء مثلك و يغوص في المعنى البعيد ...
و هكذا أنت دائما ... فلك الشكر
و مشكور على هذه المداخلة الثرة

دمتم

أبو النسب عمر

سلام

Quote: قصيدة رائعة وبها رمزية تتفرع في كل الاتجاهات .

و بس

مريم

سلام كبير و تحية و تقدير

أشكر لك هذا المرور البهي و المداخلة التي دوما تسعدني

دمتم

Quote: علَّمَتْكَ الأيام متى و كيف الكَرُّ و الفَرُّ طالَتْك أزمان وأعوام وعَرَكْتَها الأيام وما زادك الشيْبُ إلا وقارا من قال أن صمتَك بعضُ خيلاءٍ ومن ذا الذي يظن التأدُّبَ عند المذمةِ إستكباراً ؟؟؟ آهٍ من لظى نَفْسِكَ وأنفاسها الحرّى تلجُمُ خيولَ حرفك راغماً وهي مُسْرَجةٌ نثراً وأشعارا من قال أن سكوتَك إستسلامٌ ؟؟؟ يا لنفسك الأمَّارةٌ بالحُسْنَى فقالوا محْض رمادٍ قد خَمَد وأنتَ صابر تكابد نارا علَّمَتْكَ الأيام متى وكيف الكَرُّ والفَرُّ فحفرْتَ لدنياك مسالكاً للعز زهْواً تتنادَى إقبالاً وإدبارا تخْتَزِنُ الحزنَ قسْراً لِتُزْهِر بَتْلاتٍ من الفرح ولو أفْرَدْتَ للحزنِ أشرعةً لَملأ الأسى أضابيراً و أسفارا كالتِّبْرِ مُمْتَحَنٌ في تُرْبِهِ مُجَمَّرٌ معدن روحك مُتْرَع النُّهَى إليك المكارم تنسابُ أنهارا أيَا فخْراً تُزيِّنُهُ وجلالاً يُزينك مُشْرَئِبٌ للمعالي عاليَ الهمَّةِ كَمَن حلَّق وشَارَكَ الطيرَ أوكارا بيضاءٌ صحيفَتُكَ سوداء غُلالة حُزْنك تقْتاتُ الذكرى محتسباً تنثر الفرح مكتئباً فتَنامت الأضَّدَادُ لوحةً وإطارا كالطَّوْدِ تَشْمَخُ كَشُمِّ الجبال تجفُّ تحت قدميك أنهارٌ و تجف أغصان ومجْبولةٌ تأبَى ينابيعك غيضاً وانحسارا فلتكُنْ أينما شئتَ ويَمَّمْ شطر وجهتك فأنت والأفق صنوان يرْشِدُنا حداؤك فنغدو كقوافل تَتْرَى نجْتَرّكَ معلماً ومزارا

** جلْسَةٌ مَعَ أبي جُهَيْنَةَ الشَّاعِـرْ ، عبرَ قِرَاءَةٍ خَاطِفَـة :

* النَّصُّ كما فَهِمْتُه :
الْقَصيدةُ ذاهبةٌ في الْمَدْحِ وذِكْرِ مآثرَ الْمَمْدُوح ، ناصِفًا الشَّاعرُ فيها ممدوحَهُ ونافيًا سكوتَهُ لِمَنْ زَعَموا أنَّهُ كِبْرٌ وخُيَلاء ، مُشَبِّهًا رِفْعَتَهُ ومَكانتَهُ بالْجِبالِ الشُّمِّ ، ومَزَارًا ومَعْلَمًا يَرْتادُهُ الزَّائرونَ،ومُعَلِّمًا تَسْتَقي منهُ الْقَوَافِلَ اهْتِدَاءَ السَّبيل .
شكرًا أبا جُهينةَ فقد تحدّثْتَ فأحسنتَ الْحديثَ في مآثر ذاك الْممدوح .

* وهُنَا :

Quote: من قال أن سكوتَك إستسلامٌ ؟؟؟ يا لنفسك الأمَّارةٌ بالحُسْنَى فقالوا محْض رمادٍ قد خَمَد وأنتَ صابر تكابد نارا علَّمَتْكَ الأيام متى وكيف الكَرُّ والفَرُّ فحفرْتَ لدنياك مسالكاً للعز زهْواً تتنادَى إقبالاً وإدبارا تخْتَزِنُ الحزنَ قسْراً لِتُزْهِر بَتْلاتٍ من الفرح ولو أفْرَدْتَ للحزنِ أشرعةً لَملأ الأسى أضابيراً و أسفارا

ولَعَلَّكَ في الثَّلاثَةِ أبياتٍ السَّابقة تُذّكِّرُني بِقَولِ أبي فِرَاس الْحمداني :
وَلَوْ عرفُوني حَقَّ مَعرفَتي بهمُ **** إذًا عَلِمُوا أنِّي شَهِدْتُ وغابُوا .
ومَا كُلُّ فَعَّالٍ يُجَازى بفعلِهِ **** ولا كُلُّ قَوَّالٍ لَدَيَّ يُجَابُ .
وَرُبَّ كَلامٍ مَرَّ فَوْقَ مَسَامِعي **** كَمَا طَنَّ في لَوْحِ الْهَجيرِ ذُبابُ .

وأعودُ مِنْ بَعْدُ إلَى مَا كُنْتُ في مِضْمَارِهِ لأقول : إنَّهُ لَجميلٌ أنْ يُوَظِّفَ أحدُنا بعضَ مفرداتِهِ في مدْحِ مَنْ هُم أهْلٌ لذلكَ في غَيْرِ إسْفاف ، فَالْمدحُ معروفٌ عنه بأنَّهُ فنٌّ من فُنُونِ الشِّعرِ الْقَديمة ، خاصَّةً حينما يكونُ الْمَادِحُ صادقًا وغيرَ طَالِبٍ لِمَحْمَدَةٍ أوْ تَكَسُّبٍ ماديٍّ أوْ معنويٍّ ، وغَيْرَ سَاعٍ أوْ جَارٍ وَرَاءَ معرفـةٍ يَسْتَنِدُ عليْها في مُقْبِلِ الأيَّام ، وذلكَ أصدقُ أنواعِ الْمَدْحِ في تقديري ، كما فعلتِ الْخَنْسَاءُ حينما رثَتْ أخَاهَا ( صخر ) ، مادحةً خِصَالَه وإنْ كانتْ تَقْصِدُ نَعْيَهُ ، لكنَّ ظاهرَ شعرِها يُبَيِّنُ مَدْحَهَا لَه ، قائلة :
طَويلُ النَّجَادِ رَفيعُ الْعِمَادِ **** كَثيرُ الرَّمَادِ إذَا مَا شَتَى .
وأيْضًا تقولُ :
إذَا الْقَوْمُ مَدُّوا بأيْديـهِم **** إلَى الْمَجْــدِ مَدَّ إلَيْـهِ يَدا .

* وفي قَوْلِكَ :

Quote: طالَتْك أزمان وأعوام وعَرَكْتَها الأيام وما زادك الشيْبُ إلا وقارا

لكأنِّي أرَى أنَّ الشَّاعر قد نظرَ بطرفٍ متمحِّصٍ لقَوْلَ الْقُدامى أمثال أبي الْعتاهيَة
حينَ قال :
فَيَا أَسَفًا أَسِفْتُ عَلَى شَبَابٍ **** نَعَاهُ الشَّيْبُ وَالرَّأْسُ الْخَضِيبُ

وذلكَ ما يَدُلُّ على سَعةِ اِطِّلاعِ الشَّاعرِ أبي جُهَيْنَةَ قديمًا وحديثًا ، مَا أدَّى لتَكَوُّنِ مفردةٍ شاعريَّةٍ جزلَه
وعميقة ، وَالشِّعْرُ كما يعلمُ كُلُّنا لا يناله كلُّ النَّاس ، والشَّيءُ بالشَّيْءِ يُذكَرُ ، فَيَحْضُرُني في هذه الْعُجَالَة أنَّ أحَدَهم سألَ الْخليلَ بنَ أحمدَ قديمًا ، قائلًا :
- مالكَ لا تَقُولُ الشِّعرَ ؟.
فقالَ :
- الَّذي يَجيئُني لا أرضاه ، والَّذي أرْضَاهُ لا يَجيئُني .
فتأمَّلْ حكمةَ ذلكَ الرَّجُلِ الإمام !.

** عَرُوضِيًّا أقُولُ :
فإذا وضعنا الْبيْتَ الأوَّلَ على مَحَكِّ عَرُوضِ الشِّعْرِ ، فأظُنُّ أنَّ صَدْرَ الْبيْتِ يَتَّجِهُ باتِّجاهِ بَحْـرِ الرَّجْــز ، وَالَّذي وَزْنُهُ : مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ .
غيرَ أنَّ فيهِ نُقْصَانًا لـ ( وَتَدْ ) ، والْوَتَد معروفٌ إمَّا مَجموعٌ ( مُتَحَرِّكَانِ ثُمَّ سَاكِنْ ) ، هَكَذَا : //* ، أوْ مَفْرُوق ( مُتَحَرِّكَانِ بيْنَهُما ساكن ) ، هَكَذَا : /*/ .
صَدْرَ الْبيْت :
طَاْلَتْكَ أزْمَاْنٌ وَأعْوَاْمُ
/*/*//* /*/* //* /*/*


وأمَّا عَجُزُ الْبيْت :
وَعَرَكَتْهَا الأيَام .
وعَرَكَتْهَلْ أيْيَاْمُ
فألْحَظُ أنَّ الْعَجُزَ لا يَقُومُ على وَزنٍ مُحَدَّد ، أيْ أنَّهُ غَيْرَ مَوْزُون .
////*/*/*/*/ .......


** نَحَويًّا أرَى :
* في قَوْلِكَ :
- من قال أن صمتَك بعضُ خيلاءٍ
وكذلك قَوْلُكَ :
- من قال أن سكوتَك إستسلامٌ ؟؟؟

أرَى أنَّ الصَّحيحَ : مَنْ قالَ إنَّ ( بكسرِ همزةِ إنَّ ) في الْمَقْطَعَيْنِ كِلَيْهِما، ذلكَ لأنَّ همزةَ إنَّ تُكسرُ إذا أتتْ بعدَ الْقَوْل ، ورُغْمَ أنَّ لغَةَ بني سليم تُجيزُ فتحَ همزةِ إنَّ بعدَ الْقَولِ كما أشارَ سيبويْهِ ، إلا أنَّ كثيرًا من النَّحاةِ استقبحَ ذلكَ الْوَجْه .

* وفي قَوْلَيْكَ :
- عند المذمةِ إستكباراً ؟؟؟
- من قال أن سكوتَك إستسلامٌ ؟؟؟
استكبار واستسلام ، همزتاهما همزتا وصلٍ لا قطع ، لأنَّ كُلَّيْهِما مَصْدَرٌ
للسُّداسي .

* في قَوْلِكَ :

يا لنفسك الأمَّارةٌ بالحُسْنَى ؟؟؟

ألا تَرَى أنَّ كلمةَ ( الأمَّارة ) الأوْلَى لها أن تكونَ مكسورةً بدلًا من رفعِها ،
كوْنها صفةً للمجرور ( نفس ) ، وتقديرُ الْقَوْلِ هكذا :
يا لنَفْسِكَ الأمَّارةِ بالْحُسْنَى .

* في قَوْلِكَ :
- لِتُزْهِر بَتْلاتٍ من الفرح
بتلات : الأحْرَى لها أنْ تكونَ مرفوعةً ، وذلك كما يتَّضِحُ من السِّياقِ أنَّها فاعل ،
وليسَتْ مفعولًا به .

* في قَوْلِكَ :
- لَملأ الأسى أضابيراً و أسفارا .

أضابيراً : أرجو ألا تَضَع عليْها التَّنوينَ كاملًا ، وإنَّما فتحةٌ واحدة ، بسببِ مَنْعِها مِنْ الصَّرف ، هكذا : أضابيرَ .

وأرْجُو أنْ أكونَ قدْ وُفِّقْتُ في قِرَاءَةِ حَرْفِكَ ، واغْفِرْ لي إنِ اجترَحْتُ شيئًا فيهِ دُونَ دِرَايَتي .

لكَ مَودَّتي ومِنْ قَبْلِها تحيَّتي وتقديري .
أخوك دائمًا / محمَّد زين .
_____________________

العزيز الصديق الصدوق ابوجهينة

ما هذا العبق والابداع ، صدقني هذه سيموفونية يصعب عزفها على الاوتار ، اعمق من آبار تبعد كثيرا كثيرا من
نهر النيل

Quote: طالَتْك أزمان و أعوام .. و عَرَكْتَها الأيام .. و ما زادك الشيْبُ إلا وقارا من قال أن صمتَك بعضُ خيلاءٍ .. و من ذا الذي يظن التأدُّبَ عند المذمةِ إستكباراً ؟؟؟ آهٍ من لظى نَفْسِكَ ... و أنفاسها الحرّى تلجُمُ خيولَ حرفك راغماً.. و هي مُسْرَجةٌ نثراً و أشعارا من قال أن سكوتَك إستسلامٌ ؟؟؟ يا لنفسك الأمَّارةٌ بالحُسْنَى .. فقالوا محْض رمادٍ قد خَمَد ... .. و أنتَ صابر تكابد نارا علَّمَتْكَ الأيام متى و كيف الكَرُّ و الفَرُّ فحفرْتَ لدنياك مسالكاً للعز.. زهْواً تتنادَى إقبالاً و إدبارا تخْتَزِنُ الحزنَ قسْراً .. لِتُزْهِر بَتْلاتٍ من الفرح و لو أفْرَدْتَ للحزنِ أشرعةً .. لَملأ الأسى أضابيراً و أسفارا كالتِّبْرِ مُمْتَحَنٌ في تُرْبِهِ .. مُجَمَّرٌ معدن روحك ... مُتْرَع النُّهَى .. إليك المكارم تنسابُ أنهارا أيَا فخْراً تُزيِّنُهُ .. و جلالاً يُزينك مُشْرَئِبٌ للمعالي .. عاليَ الهمَّةِ.. كَمَن حلَّق و شَارَكَ الطيرَ أوكارا بيضاءٌ صحيفَتُكَ ... سوداء غُلالة حُزْنك ... تقْتاتُ الذكرى محتسباً ... تنثر الفرح مكتئباً ...فتَنامت الأضَّدَادُ لوحةً و إطارا كالطَّوْدِ تَشْمَخُ كَشُمِّ الجبال ... تجفُّ تحت قدميك أنهارٌ .. و تجف أغصان .. و مجْبولةٌ تأبَى ينابيعك غيضاً و انحسارا فلتكُنْ أينما شئتَ ... و يَمَّمْ شطر وجهتك .. فأنت و الأفق صنوان .. يرْشِدُنا حداؤك ... فنغدو كقوافل تَتْرَى ..نجْتَرّكَ معلماً و مزارا

وياريت تليفون تمبس للمباركة ، هذا المشرئب المعالي، للتهنئة والمباركة والذي منه

إبن الخال العزيز أبو علاء ساطور
الشوق جروف عالية مزروعة سنابل ود


إتصلت بك و تركت لك رسالة في الهاتف
أرجو الإتصال
تحياتي لعلاء و أم علاء
و شكرا للمرور المبهج حقا

الموسوعة المتحركة محمد الزين

سلام

Quote: ** نَحَويًّا أرَى : * في قَوْلِكَ : - من قال أن صمتَك بعضُ خيلاءٍ وكذلك قَوْلُكَ : - من قال أن سكوتَك إستسلامٌ ؟؟؟ أرَى أنَّ الصَّحيحَ : مَنْ قالَ إنَّ ( بكسرِ همزةِ إنَّ ) في الْمَقْطَعَيْنِ كِلَيْهِما، ذلكَ لأنَّ همزةَ إنَّ تُكسرُ إذا أتتْ بعدَ الْقَوْل ، ورُغْمَ أنَّ لغَةَ بني سليم تُجيزُ فتحَ همزةِ إنَّ بعدَ الْقَولِ كما أشارَ سيبويْهِ ، إلا أنَّ كثيرًا من النَّحاةِ استقبحَ ذلكَ الْوَجْه .

بالفعل أنا من متبعي بني سليم و النحوي سيبويه و نُحاته من بعده.

Quote: * وفي قَوْلَيْكَ : - عند المذمةِ إستكباراً ؟؟؟ - من قال أن سكوتَك إستسلامٌ ؟؟؟ استكبار واستسلام ، همزتاهما همزتا وصلٍ لا قطع ، لأنَّ كُلَّيْهِما مَصْدَرٌ للسُّداسي

.

تماما

* في قَوْلِكَ :

Quote: يا لنفسك الأمَّارةٌ بالحُسْنَى ؟؟؟ ألا تَرَى أنَّ كلمةَ ( الأمَّارة ) الأوْلَى لها أن تكونَ مكسورةً بدلًا من رفعِها ، كوْنها صفةً للمجرور ( نفس ) ، وتقديرُ الْقَوْلِ هكذا : يا لنَفْسِكَ الأمَّارةِ بالْحُسْنَى .

برضو تمام

Quote: * في قَوْلِكَ : - لِتُزْهِر بَتْلاتٍ من الفرح بتلات : الأحْرَى لها أنْ تكونَ مرفوعةً ، وذلك كما يتَّضِحُ من السِّياقِ أنَّها فاعل ، وليسَتْ مفعولًا به .

الفاعل ممكن و كمفعول به ممكن ,
كمفعول به المعنى كالآتي : لتزهر أنت يا رجل بتلاتٍ من الفرح

Quote: * في قَوْلِكَ : - لَملأ الأسى أضابيراً و أسفارا . أضابيراً : أرجو ألا تَضَع عليْها التَّنوينَ كاملًا ، وإنَّما فتحةٌ واحدة ، بسببِ مَنْعِها مِنْ الصَّرف ، هكذا : أضابيرَ .

تمام

سعادتي كبيرة لهذه القراءة العميقة التي أتمنى أن يحذو حذوها الجميع عند قرائتهم لأي نص

دمتم

Quote: تقْتاتُ الذكرى محتسباً ... تنثر الفرح مكتئباً ...فتَنامت الأضَّدَادُ لوحةً و إطارا كالطَّوْدِ تَشْمَخُ كَشُمِّ الجبال ...

سلمت يا رئيس , اطال الله في عمرك

Quote: علَّمَتْكَ الأيام متى و كيف الكَرُّ و الفَرُّ

الله الله!.

الأخ العزيز هاشم أحمد خلف الله

تحياتي و تقديري
و شكري الجزيل على مرورك

دمتم

البرنس عبد الحميد

تحية ماكنة

مجرد مرورك نياشين على كتوف النص