محاولة لعبور النيل على ( عنباج ) .. أو النهر يعود القَهْقَرى

عذراً أستاذي ( يوسف رزوقة ) .. فقد ألهمتني رائعتك ( محاولة لنسف الجبل ) هذه المحاولة لعبور النيل أو أن نجعله يعود القهقرى :

***

هذا الذي ينسابُ مليئاً بتضاريس و نتوءات لا يفقهها إلا ( الرجل و المرأة ) بمنأى عن إبليس ( خَيْـلِه و رجْله ) ..
يصْقل و يُبْري و يشذب نتوءات الكلمة.. في الأصل هو : إمرأة
و منها تأخذ كل المدارك إستدارتها و تعرف الخلاص من متاهاتها و تعرج ملائكة الروح إلى مداراتها ...
و من كل هذا و ذاك .. إلى ضفَّتَىْ النهر .. و ما بينهما من صخب ..
بشهوة إمرأة تصَنْدَقَ سرُها في ( بئر يوسف ) .. مؤسف كراهية إخوته له و إتهام الذئب البريء ..
دعي النهر يعود القهْقَرى
بصبر إمرأة تفْرد جناحها المكسور لحبيبها ( الغائب ) بينما جناحها الآخر منتوف بأمر وليها و مكسور بحتمية الظروف ..
دعي النهر يعود القهْقَرى
بعظمة إمرأة توزع نفسها بمعدل إمرأة لكل إبن و إبنة في منافي الوطن و أحضان الإغتراب
دعي النهر يعود القهْقَرى
بكل التحنان الكامن في إمرأة أكلها الجوع و تأكل حصرم الصبر بينما تستجدي ثدييها لتسكت طفلها الباكي
دعي النهر يعود القهْقَرى
( بحَرْفنة ) إمرأة تدس بين نهديها رسائل ( قيسها ) المسحوب من حرمانه الأبدي إلى غدها المجهول
دعي النهر يعود القهْقَرى
بوداعة إمرأة ( تُطْبَخ ) على نار ( العُرْس ) لوليمة عريسها المغموس في بهار همومه
دعي النهر يعود القهْقَرى
بشكيمة إمرأة ( مهيرية ) لوتْ يدها يدٌ طُولى فطالتها نيران جهنم الدنيا و ما ذرفتْ دمعاً
دعي النهر يعود القهْقَرى
بصبر إمرأة تعوِّض ما فاتها بعلقم الذكرى
دعي النهر يعود القهْقَرى
بصمود إمرأة تعرََّضَ قلبها ( لقذيفة خيانة بقوة هاون ) و ما زال ينبض
دعي النهر يعود القهْقَرى
بصفاء سريرة إمرأة عافت كلمات إعجاب المتهافتين و عشقتْ ذلك الأعمى
دعي النهر يعود القهْقَرى
ببراءة إمرأة تكاد تحلق كما العصفور لتجلس هاجدة على كفه ( بينما الكف الأخرى مشغولة عنها تماماً )
دعي النهر يعود القهْقَرى
بتضحية إمرأة تباعد بين ساقيها قسراً حتى تمخر تحتهما بوارج الطاغوت لموانيء التاريخ
دعي النهر يعود القهْقَرى
بعظمة إمرأة.. بحبها الغامر و العامر تشعبتْ و تفرعتْ منها أجيال و أجيال .. و لا ذِكْر لها في أضابير القبيلة ..
دعي النهر يعود القهْقَرى
بسحر إمرأة تفك إسار الأسرى بنظرة من عينيها ... و هي رهينة محبس ذاتها ..
دعي النهر يعود القهْقَرى
بأمومة إمرأة تُقَبِلُ جنينها الراقد في أحشائها و كأنه قد أتى لدنياها
دعي النهر يعود القهْقَرى
بقوة شكيمة إمرأة تهز كتف اللامبالاة لعالم تلفه البشاعة
دعي النهر يعود القهْقَرى
بإنتظار إمرأة غاب زوجها ، تغازل حناء كفيها و دخان ( طلحها و شافها ) فيطير بهاؤها من عين إلى عين ثم إلى مرآتها ثم إلى عتمور غرفتها
دعي النهر يعود القهْقَرى
بغضب إمرأة تحادث ( نون النسوة ) و تعاتبه و تخاصمه و تصالحه .. تلعنه و تعتز به
دعي النهر يعود القهْقَرى
ببراءة إمرأة تعرف ما لا يعرفه الذئاب التي تركض من خلفها ..
دعي النهر يعود القهْقَرى
بصلابة إمرأة تسبح عكس التيار بنفس مهارة سباحتها مع التيار
دعي النهر يعود القهْقَرى

*****

سامي

Quote: *****

ردك من فئة خمسة نجوم ...
شكرا على هذا المرور بكامل رفاهيته

كتابة عميقة يا ريس ..
في تضاريس ونتوات الزمن الأشتر ..
زمن أصبحت كل حساباته معقدة بفعلنا نحن ..
هل يظل الذئب برئ من دم يوسف وما أكثرها ذئاب اليوم ..
أم تظل الكراهية والخطيئة تملأ مسرح حياتنا ..
ونحن نحاول عبور النهر بمركب مخروم ..

شكراً أبوجهينة ..

عزيزي معتصم

تحياتي العارمة

أتدري ماذا قال يوسف رزوقة في النهاية ؟

قال :

وأريه صندوق الذخائر والمشاعر والمصائر والسرائر والبشائر والخسائر والدوائر والصغائر والكبائر وانسفي هذا الجبل
ما القصد أيتها الفراشة من مصادرة الوجود بأسره؟
ما القصد من ذر الرحيق علي الحريق؟
وحقن هرمون الانوثة في تلافيف الجبال؟
وما علاقة آكلي لحم القصيدة ـ ان غدا او بعد عنقودين من عنب الزمان ـ
بشاعر
ـ هو صائد الاصداف ـ
يدعوهم الي.. بيت القصيد
وهم هناك
وليمة البيداء والاطلال والمنفي
انسفي هذا الجبل
.. فاذا تأكسدت القصيدة
ـ وهي تهوي من علي الجبل ـ انسفيها
وانسفي من ثم قائلها
الذي ما خان، أيتها الفراشة
وانسفي رأس الجبل

أديب متمرد على نفسه و على شرانق الحرف و الكلم

دمتم

Quote: بتضحية إمرأة تباعد بين ساقيها قسراً حتى تمخر تحتهما بوارج الطاغوت لموانيء التاريخ دعي النهر يعود القهْقَرى بعظمة إمرأة.. بحبها الغامر و العامر تشعبتْ و تفرعتْ منها أجيال و أجيال .. و لا ذِكْر لها في أضابير القبيلة .. دعي النهر يعود القهْقَرى بسحر إمرأة تفك إسار الأسرى بنظرة من عينيها ... و هي رهينة محبس ذاتها .. دعي النهر يعود القهْقَرى بأمومة إمرأة تُقَبِلُ جنينها الراقد في أحشائها و كأنه قد أتى لدنياها دعي النهر يعود القهْقَرى بقوة شكيمة إمرأة تهز كتف اللامبالاة لعالم تلفه البشاعة دعي النهر يعود القهْقَرى بإنتظار إمرأة غاب زوجها ، تغازل حناء كفيها و دخان ( طلحها و شافها ) فيطير بهاؤها من عين إلى عين ثم إلى مرآتها ثم إلى عتمور غرفتها دعي النهر يعود القهْقَرى بغضب إمرأة تحادث ( نون النسوة ) و تعاتبه و تخاصمه و تصالحه .. تلعنه و تعتز به دعي النهر يعود القهْقَرى ببراءة إمرأة تعرف ما لا يعرفه الذئاب التي تركض من خلفها .. دعي النهر يعود القهْقَرى بصلابة إمرأة تسبح عكس التيار بنفس مهارة سباحتها مع التيار دعي النهر يعود القهْقَرى

الأستاذ ابو جهينة أنت صياد ماهر جداَ وتعرف من اين تؤكل الكتف , إختيارك جاء في مكانه

وتمتلك القدرة علي تطويع الكلمات , انا قارئ جيد جداَ , مشكور علي هذه النفحات الطيبات .

عزيزي هاشم

سلام و تحية

حضورك بإنسياب النيل

شكرا على المرور

دمتم

Quote: بصبر إمرأة تفْرد جناحها المكسور لحبيبها ( الغائب ) بينما جناحها الآخر منتوف بأمر وليها و مكسور بحتمية الظروف

ابداع حتى الثماله ياريس
وده بمناسبه يوم المرأه العالمي ؟
وعموما حواء السودان مظلومه
وربنا يفك اسرها
تحياتي

إبن عمي طارق نقد

سلام ماكن

Quote: وده بمناسبه يوم المرأه العالمي ؟

تعرف يا طارق .. تسمية يوم واحد في السنة للمرأة فيه إجحاف في حقها.
فالمرأة لها كل أيام الروزنامة .. فهي الأم
لها كل ساعات اليوم .. فهي الأم
لها الفصول الأربع ... فهي الأم
لها كل الأزمان .. فهي الأم


تسلم يا حبوب

Quote: بصفاء سريرة إمرأة عافت كلمات إعجاب المتهافتين و عشقتْ ذلك الأعمى

يا صديق الموج
هل انت من المتهافتين ؟؟؟؟؟


الروعة عندك بس يا ابوجهينة

حمزاوي

سلام

شكرا على المرور يا إبن العم

وبعدين....
الاشياء كلها تعود القهقري الا العمر يابن عمي

عزيزي أبوبكر

سكرفي ؟

Quote: الاشياء كلها تعود القهقري الا العمر يابن عمي

لو عادت عجلات الزمان إلى الوراء يا أبوبكر .. .. أين كنت تتمنى أن تكون ؟

أنا غايتو كنت أن أكون في عطبرة أيام كنا جيران البلابل ..
أو أيام كنت في حلفا دغيم مع آل كبارة و رحلتنا إلى أبو سمبل
أو ... ( ولا أقول لك .. دي خليها )

دمتم

الأخ الكريم جلال ،، وضيوفكم الأجلاء ،، لكم التحية ...

حين وقفت على عتبة باب داركم ، كنت قد منيت النفس بدرر من نفيس مكامن اللغة...

قرأت القصيدة النص <-----> النص القصيدة ....
أعدت و أعدت حتى الثمالة ،،،
(نعرف : ما للثمالة منتهى) ...


تجدنى منتشــيا فاقد الوعى لا أقوى على التعليق ...


أتحفنـــا زادك الله علماً و بارك لكم فيه ...


ش

أخي شكري

سلام و محبة و تقدير

أسعدتني مداخلتك ..
و لا يسعني إلا أن أشكرك و دمت لنا يا عزيزي

يا جلال

إنت زول بديع

على بالإيمان زول بديع

عزيزي أبي ذر

غماماتك تظللنا فنتفيأ ظلال حروفك ..
سعداء بوجودك هنا

دمت

[هذا الذي ينسابُ مليئاً بتضاريس و نتوءات لا يفقهها إلا ( الرجل و المرأة ) بمنأى عن إبليس ( خَيْـلِه و رجْله]

مدخل شيمة

وخطير حتى لمن يجيد السباحة

د. محمد حسن

سلام يا زول

Quote: [هذا الذي ينسابُ مليئاً بتضاريس و نتوءات لا يفقهها إلا ( الرجل و المرأة ) بمنأى عن إبليس ( خَيْـلِه و رجْله] مدخل شيمة وخطير حتى لمن يجيد السباحة

شيمة ال تشيل إبليسك يا دكتور .. قول آمين

Quote: هذا الذي ينسابُ مليئاً بتضاريس و نتوءات لا يفقهها إلا ( الرجل و المرأة ) بمنأى عن إبليس ( خَيْـلِه و رجْله ) ..

أنا برضي قلت كده ......!!!!!

الشايقي

فاوضني بلا زعل

الشايقي

Quote: أنا برضي قلت كده ......!!!!!

متين ؟؟؟؟

Quote: بكل التحنان الكامن في إمرأة أكلها الجوع و تأكل حصرم الصبر بينما تستجدي ثدييها لتسكت طفلها الباكي دعي النهر يعود القهْقَرى

الكاتب الرائع ريس ابو جهينه

*** ينصر دينك ***

ما أروعك وانت تشدو بعميق وجدان

انقى من أي شيء نقي ،،،

Quote: منها تأخذ كل المدارك إستدارتها و تعرف الخلاص من متاهاتها و تعرج ملائكة الروح إلى مداراتها ...

المرأه كائن جميل يحمل كل قواميس الجمال

ولا يعرفها الا ذوي الوجدان الثر والمكنون

الرائع ،،


ما أروعك ،،،

بصلابة إمرأة تسبح عكس التيار بنفس مهارة سباحتها مع التيار
دعي النهر يعود القهْقَرى
وصلناها ذات مساء كئيب
كان النهار قد انسلخ والليل قد ارخي سدوله وناء بكلكله..
والصيف قد ادار (عنقرته) للشتاء.. دون حرد
(دعوا النهر يعود القهقرى..)
(جميل ما سألناهو)
باريس مدينة، كما النساء..
لها انثناءات وتعرجات، وروائح وعطور.. وأهات..!!
سبحنا بعظمتها، وعشقنا، اركانها،واختلاف سحناتها..والسنتها،
رغما عن غربة الوجه واليد واللسان
وآمنا بخلب بريق شعاراتها في الوحدة والاخاء والمساواة..
وادمنا الشعارات والزمان قد عَرَّد
و في تيارات العباد والبلاد والمهاد والوهاد..
هادنا دون داعِ، وبين هذا وذاك اعلنا التمرد..
في لجة العواطف..وتياراتها المتشابكة..
اعترفنا...باننا (هويناهو)
باريس يا كل النساء..(جمالـك قصد)
ثم ابحرنا قافلين، وانطلق الشراع..
لم نكن ندرى، انه كما المبتدأ، النهر كيفما كان الوضع ،
ان تصبين) او (تشبب) او اكتهل
اجتثت جذوره.
غريب عن الاهل
ما بين النبع والمصب، وقع الصدع
ان الرحالة ان تواصل المشوار حيث وليت وجهك..
وان تظل ، رغما عنك ، مطاردا ومطرودا..
امس الذي مر على قربه يعجز اهل الارض جميعا عن رده.
حار التريدو وكتين يكون عنك صارف.. وحار فراق الزول بعدما يوالف
(هل) يعود النهر القهقرى
الرحلة ان تيمم شطر المنتهى،
فالنهر في رحلته لا يعود القهقرى..
دعوا النهر..
لن يعود الى الوراء
ما بين رحلة الابتداء والانتهاء، يتفلت منا الزمان والاشياء والذكريات القهقرى
اتيت لا ادرى من اين اتيت
ابصر والدي والدتي..فاتيت
هذا ما اعلمه.. غير انه يا ليت
تشرئب اعناقنا الى المجد في عرصاته
ويا ليت .. ياليت.. انني ما اتيت..
لن يعود النهر القهقرى..
يا خسارة...!

حليمة

حليمة

سألتك بالأمس : هل أنت واثقة أن النهر لا يعود القهقرى ؟ و الباشمهندس شاهد.

أها

Quote: الرحلة ان تيمم شطر المنتهى، فالنهر في رحلته لا يعود القهقرى.. دعوا النهر.. لن يعود الى الوراء

إذن أنت لا زلت مصرة.

Quote: ما بين رحلة الابتداء والانتهاء، يتفلت منا الزمان والاشياء والذكريات القهقرى

أليس النهر شيئا من ضمن الأشياء ؟؟؟؟؟

Quote: اتيت لا ادرى من اين اتيت ابصر والدي والدتي..فاتيت هذا ما اعلمه.. غير انه يا ليت تشرئب اعناقنا الى المجد في عرصاته ويا ليت .. ياليت.. انني ما اتيت.. لن يعود النهر القهقرى.. يا خسارة...!

عندما يشرئب المجد في عرصاته فإن الماء يتسلق شامخ الجبال و النهر يعود إلى منبعه ... أيْ القهقرى

شفت إزاي؟؟؟؟؟

خالدة ...

تسلمي ..
و لك الشكر و التقدير

الريس أبوجهينة .. تحياتي لك

Quote: بصلابة إمرأة تسبح عكس التيار بنفس مهارة سباحتها مع التيار

لا أدرى السر في أني قرأت محاولتك عدة مرات
وظلت تبدو لي قصيدة .. لم استطع قراءتها
كما أقرأ النثر .. قرأتها كالقصيدة أبحرت
معها وشكرتك رغم حزني.

عزيزي محمد عبدالجليل

تحياتي

Quote: رغم حزني.

و أعرف أن حزنك نبيل كما مشاعرك ...
هناك نساء يسبحن دون نهر .. مكابدة تيار غير مرئي .. و هو أقسى أنواع السباحة

دمت

أستاذنا الكبير أبو جهينه
يسعد مساك ,,,
________________________________________________________________

مرور للتحية ,,,

والنص يعلق على نفسه ولا يحتاج أي تعليق

لك الود

عزيزي عبدالناصر

سلام و شوق كبير
ليك وحشة يا رجل
سعدت بمرورك

دمت

انباج سقر
قدر احلام الطفولة حين يكون النهر او النيل عائق بين شرق وغرب
واصوات تلاقح وتنادى..

كانت حميد

وجزيرة نلوتى
وجزيرة سرمتى

وجزيرة صاى


زملاء المدرسة صواردة وعبرى وموركة

حين تفصلنا الجازات
بالنهر الذى يصبح حاجز
وهاجس
كان فى الخيال كيف ان نهزم هذا الحاجز

كنا نصح من جذوع جريد النخل (الانباج) مراكب نتلقها على النهر
ونتفرج

كم كانت احلام معلقة
على خرقة من قماش
ومريح صلاح تهب لكى تدفع بمقترح الزورق
ان يعبر خيط من شاطئ النهر
انها الذكرى يا صديقى ابا جهينة

إبن العم العزيز شرنوبي

تحياتي و مودتي

Quote: انها الذكرى يا صديقى ابا جهينة

عبور أمواج الذكرى للوصول إلى رفاقٍ صنعوا معك هذه الذكرى .. هي كمحاولة عبور النهر على ظهر ( أنباج ) أو جذع شجرة ( أمْبو ) في عز الدميرة ..

رد الله الغربة

دمت أخي العزيز