سر ( العطا ) الأخير ...

سر ( العطا ) الأخير ...


05-23-2006, 04:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=28&msg=1165359358&rn=21


Post: #1
Title: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: ابو جهينة
Date: 05-23-2006, 04:17 PM
Parent: #0

فاجأه والده برسالة مفادها أن الموضوع قد طرأ به طاري.
لم يَطُلْ به الإنتظار ..
فقد رأى ( العطا ) قادماً تسبق إبتسامته أسنانه الأمامية ، فتأكد أن وراء الأكمة ما وراءها.
( العطا ) .. حكاية تطول و تطول....
فهو مرسال النساء و الرجال في آن واحد ..
موثوق به إلى حد بعيد ..
يأخذ منك الرسالة و يُمْعن في حفظها و يبقيها طى الكتمان .. فلا هو يبوح بها و لا عيناه تُظهران أنه يحمل سراً يضيق به صدره ..
رغم فقره المدقع .. لا يمكن رشوته لإستخلاص أتفه الأمور منه.
مستودع كبير لأسرار أهل القرية ...
رقم مهم في تكوين رتابة القرية و طاحونة حياتها ..
إبتسامته تجعلك تَرْكِن إليه بشكل قاطع .. و دون تردد.
لا يهدأ له بال إلا أن أوصل لك الرسالة همساً بينك و بينه ، ممسكاً بمؤخرة رأسك في إصرار... واضعاً شفتيه قرب أذنك ..
يمكنه أن يكرر ما قاله ما شاء له التكرار كلما طلبتَ منه التوضيح أو الإستزادة.
تسلم من (العطا) الرسالة...
(مبروك) ...
قالها ( العطا ) و كأنه يجلس كعادته القرفصاء على (البرش) في حضرة المأذون يلوك التمر الجاف و يكرع كوب العصير يتلاعب بنواة التمر بين أصابعه المعروقة ..
فقد قرر ( سيدنا الشيخ الوقور ) والد العروس بأن تتم كل الإجراءات الخميس المقبل .. و كلمة الشيخ لا رجعة فيها و ( لا تقع الــــــواطــــــة أبداً ) ..
فهو الذي يعطي الضوء الأخضر لإنطلاقة أي زواج ..
و هو الذي يقرر مَن يذهب للقرية المجاورة لتقديم واجب العزاء أو المشاركة في المناسبات.
( الشورة شورته .. و هو الفيصل .. و أحياناً الخصم و الحكم ) ..
( شفرة ) الحل و الربط بين شفتيه ..
يهابه الجميع و يحسيون له ألف حساب ..
مخالفته أمر جلل .. يتوقع الطيبون هناك بأنها قد تجلب النحس و سوء الطالع ..
سافر خيال ( عبدالله) إلى هناك .. حيث تسكن ( غزالته) التي رآها أول مرة عند طرف الفريق عندما ذهب ليعزي أحد أصدقائه في وفاة خالته.
لا تبعد قريته عن قريتها كثيراً ..
من يومها .. و هو يختلق الأعذار لزيارة القرية ..
عندما أزف الموعد .. عاجله أبوه برسالة أخرى أرسلها مع العطا بأن لا تحضر فمراسم عقد القران ستتم قبل يوم الخميس و ما عليه إلا أن يحضر من مدينته قبل الزواج بيوم لزوم الإعداد لليلة ( الحنة ) .. ثم الدخلة .. فسيدنا الشيخ لا يحبذ كل تلك التقاليد و المراسم المتبعة .. فاقتنع عن طيب خاطر .. فالمهم أن تكون مريودته زوجته و شريكة حياته ..
يستبق اللحظات لكى يختلي بعروسه التي ملكتْ عليه لبه و عقله رغم أنه لم يحدثها أو يقابلها كثيراً ..
حضورها الأخاذ طغى عليه ..
إبتسامتها الراقدة في قاع خياله تموسق يومه .. تملأ أحلام يقظته ..

جَلَبَة الناس و صوت الرصاص يلعلع إبتهاجاً بالحدث ..
مبروك يا سيدنا الشيخ ..
هرج و مرج الحضور يأتيه كرَجْع الصدى .. فقد سرح بعيداً ..
لمح ( العطا ) يقف كغير عادته مستنداً إلى الجدار ..
أشار له بأن يأتي إليه .. و لكنه أولاه ظهره و غاب عن الأنظار ..
إكتنفته الحيرة من تصرف العطا ..
إقتلع نفسه من براثن خياله الجامح .. و جال ببصره بين المهنئين ..
لأول مرة يشاهد نظرة غريبة على بعض الوجوه.. لم يلحظها من قبل ..
تحاشى سؤالهم حتى لا يوصموه بالتسرع و التوهم ..
هناك ما جعله يتململ و يشعر بأن في الأمر خطب ما..
أقنع نفسه بأنه واهم لا محالة ..
تقبل التهاني .. و هو تارة يقول أنها غير صادقة و تبدو متكلفة ..
و تارة يحس بحرارة التهنئة ..
شيء ما حبس السؤال عنه ..
جلس عمه قربه و قال له : يا جنا إنت زول مبروك و محظوظ إنك ناسبت سيدنا الشيخ .. ربنا يوفقك ..
ثم تفرس في وجهه و واصل حديثه : سيدنا الشيخ مبسوط منك بالحيل .. عشان كدي ميَّزك تب ..

إنفرجتْ أساريره قليلاً .. فها هو عمه يثلج صدره بهذا الخبر ..
عندما ولج حوش العروس .. شعر بأنه يخطو إلى عتبات عُمْر جديد .. تمر أمامه خطى مستقبله واضحة المعالم ..
وقف الشيخ و صفق بيديه و قال بصوت يعرف الناس مغزاه تماماً : ( أها ياخوانا .. بارك الله فيكم و كتر خيركم كلكم .. زى ما عارفين أنا العرس عندي عقد و عشا و دخلة و بس.. خير البر عاجله ..بعدين العريس كان داير ياخد مرتو و يعمل غناهو و صفقتو و رقيصو في بيتو هو بي كيفو و كيف ناسو .. إن شاء الله عقبال البكاري .. ) ..

كانت كلماته عبارة عن إشارة لإنفضاض سامر الناس ..
في هدوء خلا المكان من الناس .. و خفَّتْ الأصوات ..
لمح صبي يبحلق فيه فسأله : يا جنا ما شفت العطا ...؟؟
فقال الصبي مبتسماً إبتسامة غريبة لم يفهم معناها : العطا مرق من الحلة زعلان و حردان العشا ..
فسأله : ما بتعرف لي شنو ؟
فقال الصبي : بتعرف براك ..
ثم إنطلق و هو يتلفت رامقاً إياه بنظرات غريبة ..
أتَتْه عجوز ( بكورية ) من خليط الحليب و السمن .. فكرعها على عجل و مسح فمه بطرف ( جلابيته ) ..
إنفتح باب الغرفة التي تجلس بها العروس ..
شعر بأن ( العنقريب ) قد تحول إلى بساط سحري و أن قوائمه ترتفع من على الأرض لتغزو طلاسم الغرفة و ساكنتها.
أنفلت عبق العطور و الصندل فامتزج بخياله المحموم ... فتسارع نبضه .. و إزدرد ريقه .. فكر أن يدلف دون إنتظار طقوس العجائز و روتين الدخول الممل الذي يمارسنه بوتيرة بطيئة مقصودة.
و لكنه تماسك .. فصوت سيدنا الشيخ لا زال يلعلع بالطرف الآخر للحوش يصدر أوامره لأهل بيته .. فخشي أن يتناهى إليه خبر تسرعه فيغضب عليه ..
جلس يعصر كفه بالأخرى .. و يتلاعب بالخرز المتدلي من الحرير حول عنقه .. و تارة يتمعن في سواد الحنة الذي يجلل كفيه .. ثم يتشاغل تارة بالسوط في يده .. و تارة بمقبض سيف والده الرابض قربه..
عيناه لا تفارقان كل حركة و سكنة تأتي بها العجوز ..
عندما تقدمتْ منه إحداهن مبتسمة .. سمعها تدعوه للدخول قبل أن تتفوه ببنْت شِفة ..
فإنطلق لا يلوي على شيء ... تتقدمه لهفة ملتهبة و شوق جارف ..
ضوء ( لمبة الجاز ) الباهت ينشر في الغرفة شاعرية غامرة ..
جالسة مُوِلَية ظهرها للباب ..
القرمصيص يغطيها بالكامل ..
وقف يتأملها ..
تقدم .. و لثم رأسها ..
ثم رفع يدها و أودعها قبلة حارة طويلة .. و تركها بين راحتيه برهة خيل إليه فيها أنها غاصت بين حناياه و ذابت فيها.
ثم سحب القرمصيص رويداً رويداً .. فانزلق متسارعاً من على جسدها ليرتاح في صمتٍ على ( البرش ) تحت قدميها المنقوشتين ..
شعرها تزينه قطع من الذهب في تناسق مع ضفائره ( الممشطة ) ....
( مسايرها ) تتلوى في عناد لترقد في صخب على مقدمتى كتفيها ..
مبروك علينا ..
همس في صوت بالكاد سمعه هو .. و إزدرد ريقه المعدوم ..
ثم وضع أطراف أصابعه أسفل ذقنها و رفع رأسها برفق .. و هي بين مستسلمة و معاندة ..
على ضوء اللمبة الأحمر الباهت .. رأى وجهها ..
أطلق صرخة مكتومة و تراجع القهقرى .. فإصطدم بطاولة فتهاوى على الأرض .. جاحظ العينين .. لاهث الأنفاس ..
ثم إنطلق متشنجاً في صوت مبحوح ، لا يدري إن كان بكاءاً أو إستغاثة .. و جاءته كلمات عمه لتصفعه بالحقيقة التي لم يفطن إليها في زحمة فرحه و إنغماسه في أحلامه الوردية ..( : سيدنا الشيخ مبسوط منك بالحيل .. عشان كدي ميَّزك تب .. )

***
في طرف القرية الأقصى.. كان ( العطا ) يبكي بصوت متحشرج .. يمسح دموعه بكلتا يديه ..
يتمتم قائلاً من بين نحيبه كمن يكلم نفسه:
معليش يا عبد الله و سامحني لله و الرسول ....
في حياتي ما طلعتَ سر زول .. لكن المرة دي كنت داير أقول ليك سر كبير بس خوفوني بالشيخ ال إيدو لاحقة .. كنت داير أقول ليك إن سيدنا الشيخ قال ما عندو بت بيعرسوها قبال ما يعرسوا أختها الكبيرة .. أبوك الكان سبب يا عبدالله .. كان لازم يقول ليك .. دة السر الوحيد ال كنت ناوي أطلعو .. سامحني يا عبدالله ياخوي ..

و توارى ( العطا ) عن القرية .. فيما يبدو أنه قد أضمر في قرارة نفسه أمراً يخص كتمانه الأسرار ..

Post: #2
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: تيسير عووضة
Date: 05-23-2006, 05:43 PM
Parent: #1

العطا صندوق الأسرار
وحمام القرية الزاجل ..

سرد شيق و متماسك
وأسلوب جميل يا أبوجهينة ..

Quote: لا يهدأ له بال إلا أن أوصل لك الرسالة همساً بينك و بينه ،
ممسكاً بمؤخرة رأسك في إصرار... واضعاً شفتيه قرب أذنك ..

كأن العطا يقف أمامي الآن ..

Quote: في حياتي ما طلعتَ سر زول ..
لكن المرة دي كنت داير أقول ليك سر كبير

يا ريتو لو كان قال !!

Post: #3
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: ابو جهينة
Date: 05-24-2006, 00:33 AM
Parent: #2

تيسير

صباحاتك معطرة بأجمل المنى ..

شكرا على المرور البهي.
كم من ( عطا ) أفسد أموراً بخلطه بين المسكوت عنه و المباح ..
لك مودتي
أرقدي عافية

Post: #4
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: أبوذر بابكر
Date: 05-24-2006, 00:54 AM
Parent: #1

يا ابا جهينة

صباح مبلل برائحة أنسام الوطن

وها أنت تفشى اسرار جمال الحكاية
جهرا بديعا

سلمت وسعدت يا ايها الإنسان الجميل

Post: #7
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: ابو جهينة
Date: 05-24-2006, 07:08 AM
Parent: #4

عزيزي أبا ذر

تحية عطرة

دوماً تسعدني طلاتك البهية و مداخلاتك اللماحة .. فلك الشكر.
كن بخير

Post: #5
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ... (Re: ابو جهينة
Author: Ahmed Daoud
Date: 05-24-2006, 02:01 AM
Parent: #1

عزيزى ابوجهينه

كعهدى بك دائما.... سرد بهى
يحبس الانفاس ...... أنت رائع جدا قريبى


ارقد عافية

احمد داود

Post: #6
Title: Re: Re: سر ( العطا ) الأخير ... (Re: ابو جهينة
Author: إدريس محمد إبراهيم
Date: 05-24-2006, 04:32 AM
Parent: #5

Quote: تقدم .. و لثم رأسها .. ثم رفع يدها و أودعها قبلة حارة طويلة .. و تركها بين راحتيه برهة خيل إليه فيها أنها غاصت بين حناياه و ذابت فيها.
ثم سحب القرمصيص رويداً رويداً .. لينزلق على ( البرش ) تحت قدميها المنقوشتين ..
شعرها تزينه قطع من الذهب في تناسق ..
( مسايرها ) تتلوى في عناد لترقد في صخب على مقدمتى كتفيها ..
مبروك علينا ..
همس في صوت بالكاد سمعه هو .. و إزدرد ريقه المعدوم ..
ثم وضع أطراف أصابعه أسفل ذقنها و رفع رأسها برفق .. و هي بين مستسلمة و معاندة ..


أنا ما عارف غايتو يا أبا جهينه ... أنا بصراحه عشت مع هذا العطا في جو كأني أنا العريس .. الله يخليك يا جلال .. غايتو أنت زول وصاف وصف ... كأنك كنت معهم ...

لك التحية ةالتقدير بقدر إبداعك اللامحدود أخي العزيز ...

وكن بألف خير أبداً ؛؛؛

Post: #8
Title: Re: Re: سر ( العطا ) الأخير ... (Re: ابو جهينة
Author: nadus2000
Date: 05-24-2006, 08:32 AM
Parent: #6

أبو جهينة

كعادتك تمسك بناصية السرد، وناصية أنفاسنا.

Post: #16
Title: Re: Re: سر ( العطا ) الأخير ... (Re: ابو جهينة
Author: ابو جهينة
Date: 05-25-2006, 02:46 AM
Parent: #8

عزيزي نادوس ( أبو محمد )

تحياتي العطرة

سعيد بطلتك ..
تحياتي للأسرة الكريمة

كن بألف خير

Post: #13
Title: Re: Re: سر ( العطا ) الأخير ... (Re: ابو جهينة
Author: ابو جهينة
Date: 05-25-2006, 00:41 AM
Parent: #6

عزيزي إدريس

تحياتي و مودتي و تقديري

شكرا على المداخلة و ولوجك معي دنيا ( العطا ) ...
دمت
كن بخير

Post: #9
Title: Re: Re: سر ( العطا ) الأخير ... (Re: ابو جهينة
Author: ابو جهينة
Date: 05-24-2006, 08:39 AM
Parent: #5

قريبي أحمد داود

سلام و مودة و تقدير

مروروك يغمرني بسعادة ..
شكرا
كن بخير

Post: #10
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: walid taha
Date: 05-24-2006, 12:49 PM
Parent: #1

استاذى الجليل ابو جهينة ..لك عظيم التحايا

فى غمرة ما يكتنفنى من ضيق ارانى ادلف الى دواخل حكيك الجميل اشتم دعاش سردك الآسر وصورة (العطا) لا تكاد تفارق تخيلى مغبر الجبين...مرسومة على جبهته السمراء خطوط خطها الزمن ..طيبته تتعدى الحدود ..ذالك المرسال موشح بالبساطة يغطى جسده النحيل (عراقى) ومن تحته ذاك (السروال)..يرقد ما تبقى له من شعر رأسه تحت (طاقية) يعدل من وضعها كلما سمع سرٌ يغوص فى اذنه ويأوى الى مستودع اسراره.
لا ادرى لماذا تخيلته هكذا..

حكاية اشبه بحكاية (أمونة بت الشيخ الحمد)..حكايات تعج بها تلك المجتمعات لتصبح جزء من ثقافاتها.
سيدى...لا استطيع إخفاء اعجابى بهذه اللوحة واتوق الى مزيد من ما يسكن ذاكرتك ومداد قلمك منها.

سلمت،،
ودى



Post: #11
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: غادة عبدالعزيز خالد
Date: 05-24-2006, 01:45 PM
Parent: #10

الاخ ابو جهينة

بدأت القراءة

حبست انفاسى

و لم اقف

الا

عند آخر سطر

خالص التحايا

غادة

Post: #12
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: newbie
Date: 05-24-2006, 04:03 PM
Parent: #11

^

Post: #14
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: أيزابيلا
Date: 05-25-2006, 01:13 AM
Parent: #12

العطا
خيط غائر في نسيجنا البدائي
ملامحه تتوزع في ذاكرتنا
بين ملامح الدراويش والفقرا والعابرين في أرثنا بهدوء
‏_أنت أفلت هذا الخيط وحكت منه صياغة ثرة
بحس ممتلئ
‏_ليصادف وجداننا
تماما كما صادفه الزين والحنين وبت مجذوب
‏_تلك خيوط تفلت ببراعة
لتعلق في فضاءاتنا المزاجية
لن أنسي أن أشكرك

Post: #21
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: ابو جهينة
Date: 05-25-2006, 03:26 PM
Parent: #14

الأخت الأديبة إيزابيللا

تحياتي و تقديري

سعدت جدا بولوجك دنيا العطا هنا ..

Quote: العطا
خيط غائر في نسيجنا البدائي
ملامحه تتوزع في ذاكرتنا
بين ملامح الدراويش والفقرا والعابرين في أرثنا بهدوء


عافاك الله .. هو كذلك تماماً كما وصفتيه ..
خيط غائر .. تنغرس مخالب موروثاته في جسد حياتنا .. و تتشبث جذوره بعناد في تربة ذاكرتنا ..

أكرر الشكر ..
كوني بألف خير

Post: #22
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: ابو جهينة
Date: 05-25-2006, 03:36 PM
Parent: #12

newbi

عزيزي و صديقي

سلام كبير ..
في إنتظارك ..
و حتى ذلك الحين .. أرقد عافية

Post: #20
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: ابو جهينة
Date: 05-25-2006, 11:34 AM
Parent: #11

الأخت العزيزة غادة

تحياتي و تقديري

سعدت كثيراً لمرورك.
شكرا على الولوج و مداخلتك ..

كوني بألف خير

Post: #18
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: ابو جهينة
Date: 05-25-2006, 03:40 AM
Parent: #10

عزيزي وليد طه

تحايا عطرة

هذا العطا .. هو في الغالب كما صوره خيالك الخصب المترع بخيوط قرانا في الشمال :

Quote: وصورة (العطا) لا تكاد تفارق تخيلى مغبر الجبين...مرسومة على جبهته السمراء خطوط خطها الزمن ..طيبته تتعدى الحدود ..ذالك المرسال موشح بالبساطة يغطى جسده النحيل (عراقى) ومن تحته ذاك (السروال)..يرقد ما تبقى له من شعر رأسه تحت (طاقية) يعدل من وضعها كلما سمع سرٌ يغوص فى اذنه ويأوى الى مستودع اسراره.
لا ادرى لماذا تخيلته هكذا..

حكاية اشبه بحكاية (أمونة بت الشيخ الحمد)..حكايات تعج بها تلك المجتمعات لتصبح جزء من ثقافاتها.


نفس الخيوط في كل قرى و بوادي السودان ..
عافاك الله

تحياتي للأسرة و الملاك الصغير ..

Post: #15
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: بدرالدين شنا
Date: 05-25-2006, 01:49 AM
Parent: #1

شقيقي بالكامل جلال
سلامي وشكري على هذا (العطا) الثر
Quote: كلمة الشيخ لا رجعة فيها و ( لا تقع الــــــواطــــــة أبداً ) ..
هو الشيخ دا كان ماهو مبروك الشغلانة دي مرت كيف من #########

الله يهنيك ويبارك فيك يا شقيقي

Post: #23
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: ابو جهينة
Date: 05-26-2006, 06:18 AM
Parent: #15

شقيقي العزيز أبو البدور

سلام و شوق

Quote: هو الشيخ دا كان ماهو مبروك الشغلانة دي مرت كيف من #########


بركات إسفيرية تتعدى حدود الباند ويدث

الشغلانة في الحقيقة تحفها من كل جانب مهابة الناس للشيوخ و الأولياء و وضعهم في مكانة لا تعرف الجدل أو النقاش .... و هو ديدن كل أهلنا الطيبين في كل قرانا و أمصارنا.
مش؟
أرقد عافية

Post: #17
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: الفاتح وديدي
Date: 05-25-2006, 03:18 AM
Parent: #1

......
الغالي أبو جهينة،
صباحاتك بألف خير،
دوماً أجد نفسي مع عوالمك القصصية.. الصور الشعرية تتجلّى بحضور طاغ خلال الحكي لديك.. المتعة مضمونة كما وأنّه لاتلوح في الأفق بادرة شفاء من إدمانك يبدو.. فقط مع ملاحظة بسيطة حول "سر ( العطا ) الأخير"..
ذات السؤال القديم حول سطوة الطيب صالح؛ هل نحلم بفكاك من أُسارها؟ أم أن شبح الزين لاوجود له كما تراءى لي في ثنايا وصفك للعطا كـ "رقم مهم في تكوين رتابة القرية و طاحونة حياتها".. ثمّ بقية الدور في الحبكة عاليه؟
هذا مع المحبّة..
......

Post: #19
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: الفاتح وديدي
Date: 05-25-2006, 04:07 AM
Parent: #17

....
طبعاً النص ده كلو كوم، وكلام بدر الدين ده كمان كوم تاني،
يعني هسّة دي زاوية زول نصيح القرأ من خلالها القصة دي؟
Quote: شقيقي بالكامل جلال
سلامي وشكري على هذا (العطا) الثر
Quote: كلمة الشيخ لا رجعة فيها و ( لا تقع الــــــواطــــــة أبداً ) ..
هو الشيخ دا كان ماهو مبروك الشغلانة دي مرت كيف من #########
الله يهنيك ويبارك فيك يا شقيقي..

الله يديكم العافية ياخ..
.....

Post: #26
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: ابو جهينة
Date: 05-27-2006, 06:01 AM
Parent: #19

عزيزي الفاتح

عودة مرة أخرى لتعليقك لتعليق أبو البدور


Quote: طبعاً النص ده كلو كوم، وكلام بدر الدين ده كمان كوم تاني،
يعني هسّة دي زاوية زول نصيح القرأ من خلالها القصة دي؟


****

: شقيقي بالكامل جلال
سلامي وشكري على هذا (العطا) الثر

: كلمة الشيخ لا رجعة فيها و ( لا تقع الــــــواطــــــة أبداً ) ..

هو الشيخ دا كان ماهو مبروك الشغلانة دي مرت كيف من #########
الله يهنيك ويبارك فيك يا شقيقي..



بدرالدين أخوى دة بالإضافة إلى إنو زول لماح و سريع البديهة ، فهو كما تعلم خريج دراما و مسرح .. مما يعني إنو بيلقطها قبال ما تطير و بينظر للأمور من زوايا لا تصلها بعض الأعين ..
إنت ذاتك يا الفاتح ماك هين ال لقطت لقطة أبو البدور ..

عافاكم الله

Post: #24
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: ابو جهينة
Date: 05-27-2006, 01:22 AM
Parent: #17

عزيزي جدا الفاتح وديدي

تحياتي و تقديري و مودتي

سعدت لمرورك اللماح كعادتك ..

Quote: ذات السؤال القديم حول سطوة الطيب صالح؛ هل نحلم بفكاك من أُسارها؟


أنا شخصياً لا أمل لي في الفكاك من تلكم السطوة .. ففي أعماقي تترسب ذرات كثيفة من ( صوفية ) و لكنها صوفية على طريقتي الخاصة لا تتبع مدرسة بعينها .. دون مبالغة يا الفاتح .. ربما تكون شذرة من شذرات الصوفية .. و لكنني أقنع نفسي بأنها كذلك. لذا فأنا مطوَّق بقيدها ..

Quote: أم أن شبح الزين لاوجود له كما تراءى لي في ثنايا وصفك للعطا كـ "رقم مهم في تكوين رتابة القرية و طاحونة حياتها".. ثمّ بقية الدور في الحبكة عاليه؟


شبح الزين إن لم يكن مخيماً في رواياتنا .. فهو منسرب في جزئيات دمائنا ، و يتلوى كما شجرة اللبلاب في تفاصيل حياتنا ..
ليس في القرى و البوادي فحسب .. و لكن حتى لأهل الأمصار و المدن هو إجترار لذكرى بعيدة أو واقع مربوط بحياة الآباء و الأجداد و نفحات الحبوبات .. لذا ربما وجدنا هنا و هناك ( ريح طيبة ) من ريح ( الزين ) أو مِن هم على شاكلته ..

محبتي الدائمة
كن بخير

Post: #25
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: عبدالرحمن الحلاوي
Date: 05-27-2006, 03:23 AM
Parent: #24

وانتهى المقام بالعطا أن رحل من تلك القرية المسكونة بتخاريف ذلك الشيخ النصاب الذي اغتال حلم العطا في العطاء ، وجلس العطا تحت دوحة وارفة الظل يتقيأ شريط ذكريات القرية المرير ، ليبدأ الركض من جديد ، تنهد طويلاً وحمد الله آلاف أن خرج بجلدته من هذه القرية الظالم أهلها ، ام بمنعه من الهرب من الجحيم بحثاً عن نعيم آخر أو جحيم مستعر إلا تلك التي ظلت تسيطر على حواسه المشتتة ، إنها تلك بكل قسماتها القروية ، الممتلئة بساطة وحشمة وعفوية ، استطاعت أن ترد له وعيه المفقود في غياهب اختزالات ذلك الشيخ الذي أثار حنقه وأفسد أحلامه الوردية .. تراجع العطا عن نوبة غضبه العارمة ، وعاد أدراج الرياح .. وكان انفض سامر العرس وملأت ذرات الرمال أواني الطبخ ، وهاهي القرية تغط في نوم عميق .. الوحيد الذي ظل مستيقظاً العطا يرقب نجم سعده الذي أفل دون عودة ..

Post: #27
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: ابو جهينة
Date: 05-28-2006, 00:42 AM
Parent: #25

عزيزي الحلاوي

تحايا و مودة

سعدت بولوجك المفعم بالتفاعل مع العطا و سيرته ..
قصة مثل هذه القصة .. أنا مقتنع بأن كل من عاش في القرى يمكنه أن يأخذ منها طرف خيط ثم يغزل منها نسيجا متكاملاً و شبكة واسعة .. لأن ( العطا ) ليس شخصية من لحم و دم فقط .. بل شعور متغلغل في حنايا كل قرانا.

كن بخير

Post: #28
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: انا بنت النيل
Date: 05-28-2006, 02:40 AM
Parent: #27

عندما لا اجد الوقت الكافي للمطالعة وهي القاعدة الآن ، ابحث عن الإبداع في شخوص ودائما ما اتخير دوحاتك الوارفة الظلال وحتما اجد الظل والراحة والإستتاع

تسلم وما يكملن ايامك

Post: #29
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: newbie
Date: 05-28-2006, 03:28 AM
Parent: #28

جلس عمه قربه و قال له : يا جنا إنت زول مبروك و محظوظ إنك ناسبت سيدنا الشيخ .. ربنا يوفقك ..
ثم تفرس في وجهه و واصل حديثه : سيدنا الشيخ مبسوط منك بالحيل .. عشان كدي ميَّزك تب ..
المبكي ان بعض اهله يسيرون مع التيار عن طيب خاطر واحساس عظيم بالفورز فأين له ان يتجه ...حتى العطا الذي عرف الخيط الابيض من الاسود من الامر داس على نفسه وأثر ان بيقي شباك سره نظيفة حتى لوتيقن هلاك نفسه ,,
يعجبني تطرف العطا

Post: #30
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: ابو جهينة
Date: 05-28-2006, 05:57 AM
Parent: #28

أنا بنت النيل

الأخت العزيزة
عافاك الله

سعدت كثيرا بمداخلتك ..
و لك كثير الشكر لكلماتك الطيبة ...

تحياتي لك و لأسرتك الكريمة

كوني بألف خير ..

Post: #31
Title: Re: سر ( العطا ) الأخير ...
Author: ابو جهينة
Date: 05-29-2006, 01:00 AM
Parent: #30

عزيزي Newbi

تحياتي و مودتي

Quote: حتى العطا الذي عرف الخيط الابيض من الاسود من الامر داس على نفسه وأثر ان بيقي شباك سره نظيفة حتى لوتيقن هلاك نفسه ,,
يعجبني تطرف العطا


و أنا أعجبني إلتقاطك اللماح لهذه الجزئية من النص فهو لب و روح الحكي كله.

سعيد بمرورك هنا.
كن بألف خير