بيوت من طين لا تجرفها السيول

بيوت من طين لا تجرفها السيول


12-30-2003, 03:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=28&msg=1116936798&rn=5


Post: #1
Title: بيوت من طين لا تجرفها السيول
Author: ابو جهينة
Date: 12-30-2003, 03:29 PM
Parent: #0

فتيل الشمعة يتمايل راقصا بفعل نسمة مرت متباطئة و كأنها تعرف أن الجسد المسجى على ( العنقريب ) يحتاج إلى هواء ينعشه.
الأم تعدل من جلستها بين الفينة و الأخرى على الأرض مفترشة ( برشا ) مهترءا و في يدها ( هبابة ) تصطاد بها هواءا معدوما في الغرفة الطينية ذات النوافذ الضيقة.
يدها الأخرى تمررها على جبين الصبي ، فيلسعها فيح الحمى.
يقطع نياط قلبها أنين فلذتها الذي يأتيها في حشرجة متقطعة .
الجسد واه و البطن خاوية.
أواه أيها الحبيب ، فديتك روحي ، ما بيدي حيلة.
بالكاد سيأكل وجبته الثانية ( فول حاف ) دون زيت أو جبن.
روشتة الدواء لم تستطع أن تأتي بها كاملة ، إكتفت بدواء واحد ( على قدر قريشاتها ).
باعت آخر ( غويشة ) و ذهبت بثمنها للطبيب و عادت بدواء واحد.
ماذا لو إستمر يرتعش هكذا ؟
من سيقرضها ؟ إقترضتْ من كل الجيران.
ماذا سيأكل غدا ؟ و عشرات الأسئلة تطن في أذنها ، تتجاهلها و تعصر قطعة القماش المبللة على جبين الصبي.
نزلت دمعة حارة تبلل خدها المتقرح.
كيف كان سيكون الحال لو لم يكن هذا البيت المتهالك ملكا لزوجها؟
أين أنت يا ترى ؟ هل أنت حى نرجو عودتك و نحتفظ بباقي كرامتنا التي تمنعنا من سؤال الناس ، أم ميت أنت فنبكيك و نعلن تسولنا و تطفلنا على موائد اللئام ؟
ثلاثة سنوات منذ أخذت نصف ما أملك من ذهب و سافرت للعمرة و لم تعد. كل الذين من حولها ، لا يملكون سوى مواساتها بكلمات الشفقة و زيارتها من حين لآخر.
الأنين يتصاعد من صدر الصبي .
البنت ترقد على الأرض بجانبها ، متكومة تتلاعب بضفيرتها المتسخة.
بكت طويلا لأن حذاءها المقطوع لن تستطيع أن تنتعله في المدرسة بعد اليوم.
كان إفطارها اليوم بقايا فول سوداني نخر السوس معظمه.
الزير القابع وسط الصالة يموسق لحنا بنقاط الماء على ( الجردل الصديء ) ، ترن في أذن الأم كسقوط الماء من السبلوقة الوحيدة الصامدة في جدار منزلها المتآكل.
الكلب الهزيل يثاءب بعد أن تعب من إنتظارما يسد رمقه . يحشر ذيله بين فخذيه في كسل و تراخ.
يتململ الصبي ، فتحادثه ، لكنه كان يهذي.
إلتقطت منه بضع كلمات ( أبوى ما تتأخر ، ما تنسى العجلة و شنط المدرسة و علب الألوان ).
خنقتها عبرة ، فدفنت رأسها في طرف ثوبها المهتريْ ، المعبق برائحة دخان المطبخ ، فأهتز جسدها و ( عنقريب ) الصبي .
إزداد الصبي هذيانا. إرتعش و إنتفض ، ثم تشنج.
هبتْ صارخة تضمه إلى صدرها ، تقيأ عليها.
أفاقت البنت على ولولة الأم ، فتشبثتْ بأطراف ثوب أمها خائفة مذعورة.
مالو يا يمة ؟ أكان مات أنا بزعل منك.
جفل الكلب و هرول خارجا للحوش.
حملته بين يديها و انطلقتْ تدق على أبواب جيرانها.
لم تخف من ظلام الليل الحالك ، فتنقلت بين كل الأبواب تطرقها.
و الصبي يتشنج ، ثم تقوس فإبتعدت رأسه و قدماه عن حضن أمه .
كلاب الحى تنبح و هي لا تسمع غير نبضات قلبها و أنين فلذتها.
تجمع الرهط من الحى ، و لكن بلا حول و لا قوة.
تبادلوا حمله من يد لأخرى ، و الأم تلطم و تئن.
ثم هدأ الولد ، خالته قد فارق الحياة . العرق البارد يتصبب من على جبينه الصغير فينزل منحدرا على وجنتيه الباهتتين.
حملته راجعة لبيتها. عادت به لتسهر معه و مع مرضه.
ذهبت باكرة لدكان بابكر . حدجها بنظرة فهمتْ مغزاها.
ربنا يخليك يا خوي. الولد أمبارح كان داير يروح مني. أدينا سلفة تاني ، و ربنا كريم ، الولد لازم أوديهو الدكتور حسع.
قال لها و هو يخبط طاولة دكانه : أنا فاتح الدكان دة سبيل ؟ ديونك بقت أكتر من تمن بيتكم.
ظلت تتوسل و هو يسد أمامها كل أبواب الأمل.
جاءت إبنتها مهرولة : يمة أروح المدرسة حفيانة و لا أروح بي سفنجتك؟
تجاهلتْ الأم سؤالها.
رجعت خائبة. نظرات الإبن الزائغة تدعوها لمعاودة الكرة مع بابكر ( سيد الدكان ).
إستوقفت أستاذ المدرسة تسأله : ممكن أبيع البيت بدون وجود زوجي ؟
طبعا ما ممكن.
طيب ممكن أرهن البيت ؟
برضو صعبة يا أختي.
فماذا ترهن و ماذا تبيع ؟ الموت أهون يا زينب يا بت الرجال.
( إن شاء الله يجي يومي قبال أفكر في جنس دا ).
مسحتْ دمعة قهر بطرف ثوبها ، و رفعتْ رأسها بشموخ مهرولة لصغيرها.
الحمى تدب من جديد.
عيون الصبي تغور في المحجرين.
ينظر إليها في توسل و رجاء .
تزيدهانظراته وجعا على وجع.
يناديها بصوت خافت. يمسك بيدها بقوة لا تدري من أين أتى بها.
وجدتْ ( سيد الدكان ) على عتبة الباب يقف دون أن يستأذن.
تنظر إليه و رأسها مليء بعشرات الأسئلة.
إزداد ضغط يد إبنها على يدها.
ينظر الرجل إليها نظرة أخافتها ، و لكنها رمقته متحفزة ، فوقف مترددا .
إنزلقتْ يد الصبي.
إرتسمتْ على محياه بسمة هادئة.
لمستْ جبينه فكان باردا كالثلج ، رفعته بين يديها ، خمدتْ أنفاسه. إنتهت عذاباته .
لم تعد أمه تحتاج للتوسل ( لسيد الدكان ) الواقف كالذئب عند عتبة دارها ينتظر أن تتوسل إليه لكى ( ينهش لحما ).
ضمته إليها ، دونما صرخة أو عويل. لثمتْ خده و أبقتْ شفتيها على خده و كأنها تنفث فيه الروح.
إبتلعت حزنها و الجسد البارد يغوص بين حناياها
و البنت تتشبث بعنق الأم :
يمة ، أنا زعلانة منك شديد.

Post: #2
Title: Re: بيوت من طين لا تجرفها السيول
Author: خالد عويس
Date: 12-30-2003, 04:27 PM
Parent: #1

قصة تستحق الوقوف عندها .
جلال ، أرجو أن تبعث بها الى (أخبار الأدب ) المصرية وموقع (كيكا ) الأدبي

Post: #3
Title: Re: بيوت من طين لا تجرفها السيول
Author: سجيمان
Date: 12-30-2003, 04:54 PM
Parent: #2




جلال


الرسول فوقك....كان ما اتوسطت لي معاك......

Post: #5
Title: Re: بيوت من طين لا تجرفها السيول
Author: ابو جهينة
Date: 12-31-2003, 08:50 AM
Parent: #2

أستاذنا خالد عويس
تشكر للمداخلة القيمة التي تعطيني دوما دافعا للمواصلة.

Post: #4
Title: Re: بيوت من طين لا تجرفها السيول
Author: Osman Hamad
Date: 12-30-2003, 05:16 PM
Parent: #1

اخخخخخخخخخخخخخخ

ياابوجهينة

اخير لى اسكت!!!

Post: #6
Title: Re: بيوت من طين لا تجرفها السيول
Author: ابو جهينة
Date: 12-31-2003, 08:51 AM
Parent: #4

سي جي
كدي بالأول خلي موضوعي ينجض تمام بعدين نشوف ليك الواسطة
تسلم

Post: #7
Title: Re: بيوت من طين لا تجرفها السيول
Author: ابو جهينة
Date: 12-31-2003, 08:52 AM
Parent: #6

أخي العزيز عثمان حمد
لك ودي و تقديري
سكوتك أبلغ من كل الكلام.
و تسلم على الطلة المعبرة

Post: #8
Title: Re: بيوت من طين لا تجرفها السيول
Author: ودقاسم
Date: 12-31-2003, 10:41 AM
Parent: #1

ابو جهينة
ما لعنت أبو الحكومة ، سأتهمك بأنك جبهة ، الأب هاجر واختفى ، سيد الدكان فاقد الإنسانية ، أهل الحي لا يمدون يد العون ، لفقرهم ولعدم مبالاتهم ، البنت صغيرة ولا تملك إلا حزنها ، والأم وبكل كبرياء اعطت للولد صدرها وحضنها ، وهي لا تملك غير ذلك ،
ملعون أبو الحكومة التي أفقرت كل هؤلاء ، والتي دفعت ألأب إلى الهجرة التي لا ثمرة فيها ، والتي سلبت إنسانية صاحب الدكان ، والتي أنهكت أهل الحي وأفقدتهم شهامتهم ، والتي لم تترك للبنت إلا حزنها والتي لم تترك للأم إلا صدرها الحنون وحضنها الدافئ .
هذه الصورة تتكرر لسنين طويلة وعذاباتنا تتمدد بلا حدود

Post: #9
Title: Re: بيوت من طين لا تجرفها السيول
Author: hamid hajer
Date: 12-31-2003, 11:38 AM
Parent: #8

الرائع ابوجهينة
والله كسرت قلبي اشفاقا.. علي العيال
و امهم ... رمزية ... لحالنا ....
ربنا يغيره لاحسن .. ويرجع ابوهم من
الغربة المرة ......... يارب
وتسلم .........................

Post: #10
Title: Re: بيوت من طين لا تجرفها السيول
Author: ابو جهينة
Date: 12-31-2003, 11:53 AM
Parent: #8

عزيزي و صديقي ود قاسم : تحياتي

حالة حكوماتنا أرزت هجرة الآباء و تجاهلهم للأسرة بسبب الحالة في الغربة أيضا. أهل الحى لا حول و لا قوة لهم ، رغم أنهم ما قصروا معاها لفترة طويلة و لكن الموضوع طال. بعض ذوي القلوب المريضة ينتهزون مثل هذه الفرص ليقفزوا على حاجة الناس برغبات دنيئة.
و هذا هو الحال : ملعون أبوكي ................
تسلم ود قاسم

Post: #11
Title: Re: بيوت من طين لا تجرفها السيول
Author: ابو جهينة
Date: 12-31-2003, 12:01 PM
Parent: #10

الأخ الفاضل حامد
لك تحيتي و تقديري و مودتي
تشكر على هذه الطلة الحلوة على هذه القصة التي تصور حياة شريحة كبيرة من الأسر السودانية التي عانت و تعاني من الغربة و إهمال القائمين على الأمر و إفرازات ولقع الحال المرير.
ربنا يصلح الحال حامد أخوى
حفظكم الله

Post: #12
Title: Re: بيوت من طين لا تجرفها السيول
Author: Omer54
Date: 12-31-2003, 03:02 PM
Parent: #1

الاخ جلال
التحيه علي هذه القصه الرائعه . انها حقيقيه و معبره.
في احد ايام شهر يونيو الماضي عند حوالي الساعه الثانيه ظهرا دلفت بالعربه الي شارع افريقيا في منطقه مزدحمه بالسيارات, لاحظت عند طرف الشارع امراءه تحمل طفلا و تقود طفله اخري من يديها اشارت لي المراءه بتوسل شديد اجبرني علي الوقوف لها رغم زحمه المرور و حافه الشارع الحاده. عندما ركبت المراءه العربه كان لسانها يلهج بشكر شديد و كاني قد اتيت بالخوارق. ارجل المراءه كانت تحمل قدرا كبيرا من التراب. البنت الصعيره اتكاءت علي كرسي العربه ونامت , كان واضاحا انها متعبه بشكل كبير. حدثتني المراءه ان الطفل الذي علي كتفها في صدمه سكر منذ الامس وهو فاقد الوعي, و ان الطفل اكتشف انه بعاني من داء السكري منذ بلغ عمره 3 اشهر. و انه يتعاطي حقنه انسولين بصوره منتظمه. لكن نفذ المال و لم يعد هناك من قدره علي دفع قيمه حقنه الانسولين. اتصلت بالاهل و المعارف , الجميع و عد لكن !!!
و اين زوجك؟
زوجي عسكري و هو الان في منطقه غرب النوير.
طالما ان زوجك عسكري فانت باستطاعتك العلاج في المستشفي العسكري.
اخرجت لي بطاقه السلاح الطبي و اخبرتني ان السلاح الطبي لا يتكفل بعلاج السكري.
المراءه كانت تسكن في منطقه طرفيه و حيث انها لم تكن تملك ثمن تذكره المواصلات فانها كانت تستعمل طريقه ياعم و المشي . و كان ذلك و اضحا علي بنتها الصغيره التي راحت في نوم عميق.
و طلبت مني ايصالها الي مستشفي الخرطوم - الحوادث و اخبرتني انها ستقابل الطبيب المختص و ستضع الطفل امامه و انها لا مال لها وان........
مرت اكثر من 6 شهور علي هذه القصه المؤلمه والتي لم انسها ابدا و لا اعرف ماذا حل بالطفل الذي ارسلت و الده الحكومه الي مناطق البترول لحمايته و رفضت علاج ابنه في الخرطوم.


ط

Post: #13
Title: Re: بيوت من طين لا تجرفها السيول
Author: ابو جهينة
Date: 12-31-2003, 03:11 PM
Parent: #12

omer54

لك كل التحايا و المودة

دفتر الأحزان في بلدي الحبيب مملوء حتى النخاع.
قصتك و الله أكثر إيلاما من قصتي.
يا ترى ، كم من جندي يحرس حمى هذا الوطن الحدادي مدادي دون أن يدري هل أكل أطفاله أم إن كانوا بصحة أم إن كانوا يذهبون إلى المدرسة.؟

تسلك أخي الكريم على المداخلة و الطلة.
و لك مودتي الصادقة

Post: #14
Title: Re: بيوت من طين لا تجرفها السيول
Author: haneena
Date: 01-05-2004, 03:51 PM
Parent: #13

ابوجهينة
لحقت بوستك الذي فاتني في حينها

ما عارفة..الدمع مدرار

لي قصص في هذا الشأن لو سردتها...لانتحب الجميع حتي تقوم الساعة

بجي تاني بعد ان أستجمع نفسي

اسمح لي...سأذهب و أعود

Post: #15
Title: Re: بيوت من طين لا تجرفها السيول
Author: ابو جهينة
Date: 01-05-2004, 03:59 PM
Parent: #14

حنينة
تحياتي
أتمنى أن لا تنزل لك دموع إلا عند الفرح. قولي آمين.
هذا غيض من فيض ، و السودان مترع حتى الثمالة بمثل هذه القصص.
تسلمي و في إنتظارك.

Post: #16
Title: Re: بيوت من طين لا تجرفها السيول
Author: Nada Amin
Date: 01-06-2004, 05:37 PM
Parent: #1

أبو جهينة

قصة عميقة تعكس واقع اجتماعي اقتصادي غاية في القسوة و البشاعة. انعكاسات هجرة الرجال الغير مخطط لها بحثا عن حياة أفضل لأسرهم، من ما ينتج عنه وضع معكوس لحياة مزرية و أسر في مهب الريح.
هل يا ترى لو كانت هذه المرأة امرأة عاملة كانت هي و أسرتها ستلقى نفس الهوان و ضنك العيش بعد رحيل زوجها؟
بالتأكيد لا، التعليم في مثل هذه المناطق الريفية النائية، ربما يزيد الوعي لكنه قطعا ليس ضمانا للعمل. لو كانت هذه المرأة تمتهن أي مهنة يدوية أو منزلية بسيطة لتمكنت من العيش بكرامة ولكفت نفسها و أسرتها شر السؤال و أبناءها شر المرض و الحاجة. لعن الله الفقر حيثما كان.

Post: #17
Title: Re: بيوت من طين لا تجرفها السيول
Author: معتصم دفع الله
Date: 01-06-2004, 11:33 PM
Parent: #16

العزيز أبو جهينة

ما أكثر المآسي الإنسانية في بلدنا ..
والقصة تحكي عن واقع أليم .. وحال يغني عن السؤال
كلما سألت احدا عن حالته .. يقول لك والله فلان حالته أصعب من حالتي
وقصة المرأة التي باعت ثوبها أمام مستشفى الخرطوم لعلاج إبنها خير دليل ..
لو كان الفقر رجلا لقتلته .. وقتلت ناس الحكومة كمان ..

Post: #18
Title: Re: بيوت من طين لا تجرفها السيول
Author: ابو جهينة
Date: 01-07-2004, 09:02 AM
Parent: #17

الأخت ندى أمين
لك كل التحية و التقدير
تشكري على الطلة الحلوة على هذا الواقع المرير الذي جسدته هذه المرأة و مثيلاتها لا عدد لهن.
و لا نملك إلا أن نردد معك :
قاتل الله الحاجة أينما حلت.
تسلمي أختي

Post: #19
Title: Re: بيوت من طين لا تجرفها السيول
Author: ابو جهينة
Date: 01-07-2004, 09:05 AM
Parent: #18

الأخ العزيز معتصم دفع الله
لك التحايا و التقدير
سعدت بالمداخلة.
و الفقر يا عزيزي أناخ راحلته في بلدي الحبيب بفعل فاعل و لا نملك إلا الدعاء أن يزيح الله الغمة و يرفع الكرب.
تسلم معتصم

Post: #20
Title: Re: بيوت من طين لا تجرفها السيول
Author: شتات
Date: 01-07-2004, 01:27 PM
Parent: #19

الأخ أبوجهينة

تأسرنى دوماكتابتك ..
الحس الصادق ..الشفافية.. والخيال الأنيق
..
هناك مشهد يقتلنى فى كل عيد فى السودان
منظر بعض الأطفال الفقراء يوم العيد وهم ببراءتهم يرتدون ملابسهم القديمة من الدمورية
نعم هى نظيفة ولكنها قديمة وبالية ..
يحتفلون مع آخرين بملابسهم الزاهيةالجديدة ..
لم يمنعهم ذلك من اضافة شمعات فرح احتفالا بالعيد ..
ولكن كان مشهدهم يصيبنى بالدوار ..
يا الهي .. رحماك ربي ..
لسنا بأرحم منك .. أنت الرحيم الودود..
أنت تعلم ولا نعلم .. فهب لنا صبرا لاحتمال ما قدرت ..
..
أعتقد أن الفقر فى أقصى معانيه غنى ..
والغنى فى أقصى معانيه فقر ..
مثلما يكون الحزن فى معناه البعيد فرح ..
لأن الفرح فى أقصى معانيه حزن ..
الفقر كالحزن ..
وقفة للتأمل ..
دمعة لغسيل الروح ..
وربما كان الغنى والفرح ..
غيبوبة ..
ولحظة مفقودة ..

Post: #21
Title: Re: بيوت من طين لا تجرفها السيول
Author: shiry
Date: 01-07-2004, 01:53 PM
Parent: #20

ابو جهينه
سلام مربع

يحتاج (عالمنا) التحتاني الى كثيرا من الاسبوتس لايت والزوم ان
حتى نتشارك جميعنا الحياة مرها وصعبها

Post: #22
Title: Re: بيوت من طين لا تجرفها السيول
Author: ابو جهينة
Date: 01-07-2004, 02:22 PM
Parent: #21

الأخ العزيز شتات
لك كل الود
بقدر ما أسعدتني مداخلتك الراقية ، بقدر ما توقفت عند كل كلمة من سطورك التي تعكس جانبا من هذا الألم في بلدي الحبيب
و بالذات توقفت عند :

( نعم هى نظيفة ولكنها قديمة وبالية ..
يحتفلون مع آخرين بملابسهم الزاهيةالجديدة ..
لم يمنعهم ذلك من اضافة شمعات فرح احتفالا بالعيد .. )

هذه يا أخي شتات نفس صورة تلكم الزوجة المحتاجة ، و لكنها كانت مرفوعة الرأس بعزتها و كرامتها و شرفها.
سلمت يداك أخي شتات و دمت
و لك وافر المحبة

Post: #23
Title: Re: بيوت من طين لا تجرفها السيول
Author: ابو جهينة
Date: 01-07-2004, 02:26 PM
Parent: #22

الأخت العزيزة شيري
سلام مربع الأركان
العالم ( التحتاني ) فعلا يحتاج للإسبوتس لايت و للزووووم إن
أما العالم ( الفوقاني ) بطبقاته المتنوعة المتلونة ، فيحتاج إلى ( غرف إنعاش ) و إلى صدمات كهربائية عالية الفولتاج ، علهم ( يصحصحوا ).

هترشاتك بها كثير من الزوم و اللإسبوتس لايت و الصدمات ، لذا ( فوق دربك ). لعلهم يتعظون.
تسلمي شيري.