قناديل محاسن

قناديل محاسن


01-11-2004, 03:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=28&msg=1116936712&rn=0


Post: #1
Title: قناديل محاسن
Author: ابو جهينة
Date: 01-11-2004, 03:56 PM

إلى محاسن ، الفتاة الجميلة ( جدا ) التي رأيتها لمرة واحدة في رحلة بالقطار بين الخرطوم و عطبرة عام 1974، حادثتها ، فعرفت أنها ضريرة ، و لكنها كانت تحمل قلبا بصيرا و ذهنا متوقدا :
--------------------------------------

أنامل أمي تتحسس جسدي ، هي كل صلتي بهذا العالم الذي لا أعرف له شكلا أو لونا.
تحادثني بصوتها الحنون و تغني لي به ، هو كل ما أود سماعه كل يوم دون ملل أو كلل.
ترعرعت ، و نموت ، و كبرت ، و الدفء و الأمان يعنيان حضن أمي.
صوتها يعني أنني أتمتع بحاسة عوَضني الله بها عن بصري.
إن إبتعدتْ عني أحس و كأنني أسبح في فضاء دون أجنحة ، أحس أن شيئا سيتلقفني و يطير بي ، و لكن ما أن تلامسني حتى أحس بمعنى وجودي.
ترى ، كيف شكل أمي؟
كيف شكلي ؟ و شكل إخوتي و أبي و كل هؤلاء الذين أسمع أصواتهم و أعرفهم .
أتحسس أطرافي ، و أتخيلها كما لمستها.
أتحسس شعري . كيف هو هذا الناعم المجدول ؟
منذ نعومة أظافري و أنا أسمع ( كم هي جميلة هذه الطفلة ، و لكن خسارة ...... ).
لا يكملون العبارة. لم أكن أفهم معنى أن أبصر أو لا أبصر.
خالتي كانت تأتي من البلد ، أعرفها من رائحتها المميزة المعطونة بعرق السفر الطويل و عناقها الحار.
أناديها و أنا أبحث عن مصدر صوتها مهرولة أتعثر في ملابسي ، و يداى الصغيرتان تمتدان بلهفة نحو مصدر رائحتها و صوتها و صراخي يسبقني :
( خالتي خديجة .... خالتي خديجة )
و أرتمي بين ذراعيها المفتوحتين ، فترفعني لتقبلني ، فأحس بدمعاتها تبلل خدي.
كانت تحبني بجنون ، لا ترضى أن يغضبني أحد.
عاهتي كانت سببا في أن يدللني الجميع ، و لكن خالتي كانت تحبني لدرجة كبيرة. كل ما تجنيه من ثمن محصولها ، كان يتحول إلى ملابس لي و أحذية و حلويات و لعب و هدايا.
عندما تسافر عائدة إلى البلد ، أنام ليلتها في حضنها و أنا أبكي طوال الليل ، أنتفض مذعورة من النوم و كأنها ذهبت و تركتني دون وداع.
عندما كبرت ، و صرت فتاة ناضجة ، كنت أسمع كلمات الإطراء من الجميع : سبحان الخالق ، كل شيء فيها جميل ، و لكن لله في خلقه شئون.
يقولون أن جمالي منقطع النظير ، و قد أضفتْ عيناى اللتان لا تريان شيئا ، أضفتْ سحرا خاصا على تقاطيع وجهي فكلما سمعت صوت أحد ، لا تستقر عيناى على هدف محدد في محاولة يائسة للمشاهدة ، فتجول في غير ما هدف ، و تستقر ساكنة قانعة في محجريهما في هذا الظلام السرمدي.
يقولون أن هذه الحركة و الإستكانة كانتا لهما فعل السحر .
بنيت عالما خاصا بي. عالما لا أستطيع أن أصفه لأي أحد ، إلا لخالتي خديجة. لا أدري سر إرتباطي الوثيق بها ، و لكن يبدو أن السبب هو أنها كانت بجوار أمي المريضة طوال أشهر الحمل و حتى الولادة ، و مكثتْ معنا حتى تماثلت أمي للشفاء. لذا كانت يدا خالتي أيضا هما أول شكل من أشكال عالمي الخاص الذي بنيته في خيالي الغائص في هذا الظلام الدامس.
أمي كانت تعني لي شيئا يحيط بي من كل جانب ، تماما كجدران الغرف التي أتحسسها ، صوتها كان يأتيني فينتشلني من تفكيري المستمر عن العالم من حولي.
أبي ، كان كلما إقتربت منه ، يقبلني على رأسي ، و أحس أنه لا يريد أن يتحدث عن مشكلتي. و لكنني كنت أحس أنه كقطع الأثاث التي أتحسسها ، قوية و متينة .
إخوتي كانوا دائما في عراك مستمر معي بسبب تدليل الكل لي. لذا كانوا يعطونني شعورا دائما بالتحفز و الإستعداد للملاسنة.
كبرت ، و يقولون أنني صرت مكتملة الأنوثة و جميلة لحد بعيد. لا أدري ماذا يقصدون. لا أعرف الفرق بين أن أكون جميلة أو غير ذلك.
ما عكس صفة جميلة ؟ لا أدري.
من بين كل الذين يترددون على بيتنا من أهل و جيران و معارف ، كان هناك صوتا واحدا يجعلني أرهف السمع و أتابع صوته. ألتقط نبرات صوته من بين عدة أصوات مجتمعة. فيدق قلبي بشدة ، و أتلعثم في الرد على تحيته التي أحس أنه ينتقي كلماتها بعناية.
ليته يصافحني ، لديَ مقدرة على معرفة الناس أحيانا من حرارة أياديهم و دفئها.
يا ترى ، كيف تبدو يا ( تاج السر ؟ )
هل أنت جميل كما يقولون عني ؟
لا فرق عندي ، و لكن صوته يقتحم روحي الغائصة في جسدي.
سألت أختي يوما : ما معنى تاج ؟
قالت : التاج هو شيء من الذهب و مرصع بالجواهر و الفصوص و يضعه الملك على راسه رمز ملكه .
قلت : كيف ؟
قالت : زى طاقية أبوي ، بس هي من الدهب ، و الدهب زى خاتم أمي الكبير الفي أصبعها.
قلت لها : إذن ما معنى تاج السر ؟
فقالت : أختي : يعني واحد بيحفظ سر الناس ، فيقوموا يدوهو أسرارهم كلها ، و يبقى ليهم زى رمز كبير لأسرارهم ، أو ملك على أسرارهم. فهمتي؟
يا ترى يا تاج السر ، هل أنا سر في مملكتك ؟
أعجبني شرح أختي ، فتخيلت نفسي أحدى رعاياه ، يتعهدني بالرعاية و الإهتمام ، و يخاف على .
أحس بأنه يكمل نقصا في روحي الهائمة في بحر متلاطم من ليل بهيم.
يفرهد الفرح في داخلي ، فأبتسم و أنا مطمأنة و مرتاحة البال.
أتخيله شيئا يومض داخل حناياى عندما يسألني ( كيف أصبحت ؟ ) و ( كيف أمسيت ؟ )
أسئلة كهذه تجرحني إن سألني إياها الآخرون ، لأنني أدري أنهم يدرون أن مسائي و صباحي سيان ، إلا أنني أنتظر أسئلته هذه منه فقط ، و أتعمد الإطالة في الرد عليه :
تاج السر ؟ مش كدة ؟ الحمد لله أنا كويسة ، كيف ناس البيت ؟ و كيف الوالدة ؟
و أطرح عليه الأسئلة متقطعة ، حتى أحظى بأطول وقت ممكن من صوته الذي يهدهد كياني المتعب.
شكل آخر ( لتاج السر ) جسَدته في مخيلتي الجرداء.
كنت في صغري ، أرهق عقلي في بناء عالم خاص بي.
عالم أبني بيوته و أشجاره و أنهاره و طعامه و شرابه بتصوري الخاص.
كلمات أسمعها من إخوتي و أولاد و بنات الجيران ، فأسألهم عن مكنوناتها ، فيصفونها ، فأرسمها في خيالي و تظل محفورة لفترة طويلة ، أجلس أشكلها بحدس لا أدري إن كان صائبا أم مخطئا.
فأضع أمي في خانة البيوت و الحجرات.
و أبي ، أتخيله مصدرا للأكل و الشرب ، و كأنه يحملهما بين يديه طوال الوقت.
و خالتي خديجة ، أتخيلها دائما حفل صاخب مملوء بالفرح و الزغاريد.
و إخوتي أتخيلهم أشجارا لا أسمع حفيفها ، و لكنني أرتطم بهم في مشاحنات يومية.
و لكن بعد أن كبرت ، صار ( تاج السر ) هو همي الذي أنام عليه ، و شغلي الشاغل إن أصبح الصباح.
فاجأتني أمي ذات يوم : إبتسامتك الحلوة دي يا محاسن بقينا ما بنشوفها إلا لما يجي تاج السر ، يا ربي السبب شنو ؟
فاجأني السؤال ، ليتني كنت أستطيع أن أرى وجه أمي لأرى تعابير وجهها ، و بالرغم من أن صوتها كان يغلفه المزاح ، فقد ران صمت طويل بيننا ، قطعته أمي :
إنت حلوة حتى بدون إبتسامة يا بتي.
هل لاحظوا شيئا ؟ معنى ذلك أنهم يعرفون ، و ربما يتحدثون في غيابي عن مشاعري نحو تاج السر.
واخجلتاه.
كأنهم فاجأوني في غرفة نومي عارية.
لا أدري إن كانوا يتغامزون عندما كانت أساريري تنطلق بالفرح و تفرهد بالحبور عند حضوره.
إنزويت في ركن قصي ، لم أعد أختلط بالحضور.
لم يأت تاج السر ليسأل عن سبب إحتجابي.
هل مشاعري نحوه من طرفي فقط ؟
فاجأني تساؤل أخافني : هل تظنين أنه سيحب فتاة عمياء ؟
تسليتي الوحيدة كانت أن أجلس وسطهم و أستمع إليهم و أحفظ عن ظهر قلب كل ما يقولون.
حاولوا مرارا أن يعرفوا سبب إكتئابي.
أمي تعرف السبب ، و لكنها خافت أن تعيد الكرة و تنطق إسمه أمامي ، تعرف أنني حساسة لدرجة كبيرة.
مسكينة أمي ، أنا أعرف أنها لم تقصد أن تجرحني.
( كيف أصبحت يا محاسن ؟ )
جفلت ، ثم هببت واقفة . لم أرد عليه ، أعطيته ظهري.
وضع يده على كتفي.
لأول مرة يضع شخص غريب عني يده على كتفي.
شعرت و كأن شحنة من طاقة قد هزت كياني. و خرجتْ مني شهقة عفوية و تقدمت عنه خطوات مبتعدة.
تصبب العرق باردا يبلل عنقي.
( إنت زعلانة مني ؟ ).
أردت أن ألتفت و أجعله يتفرس و يتمعن في وجهي ، و لكني خفت أن يكون هناك من يسترق السمع أو ينظر إلينا.
قال : ( وين ناس البيت ؟ ).
عندها إلتفت إليه ، و أنفاسي تتلاحق ، و وجهي مشحون بالإنفعال.
قلت له : هل يعرفون ؟
قال : يعرفون ماذا ؟
هل يصطنع الغباء أم أنه بالفعل لا يدري ؟
إذن أنت أيضا لا تدري ؟
أنا أدري شيئا واحدا ، هو أنك إنسانة فاضلة تستحق كل خير.
قلت و أنا أزدرد ريقي و بشجاعة لا أدري من أين أتيت بها : الخير في داخلي لا يكتمل بي وحدي. أشعر بأن هناك من يكمل لي ذاتي.
ران صمت عميق.
ليتني أقرأ ما يجول في خاطره. أنتظر إجابته و الأمل شعلة تتقد و تفرهد في داخلي.
قال و كأنه يعاني صعوبة في النطق : جئت أدعوكم لزفافي الأسبوع المقبل.
لأول مرة أحس أن شيئا إنطفأ داخل صدري .
إنكمش جسدي كله.
أحسست أن كل ما بنيته في وجداني قد إنكسر و تناثر قطعا مسنونة و مدببة إنغرستْ في كل أنحاء جسدي.
إنهارت كل الصور التي جمعتها كل هذه السنوات ، أصبح رأسي فارغا من كل ما تصورته. بدا صوته و كأنه دبيب أقدام على الأرض تبتعد رويدا رويدا.
أسرعت إلى غرفتي و أنا أصطدم بكل شيء أمامي ، و هو طريق كنت أحفظ كل تفاصيله و منحنياته.
أحسست أنني غريبة حتى عن نفسي.
بكيت كما لم أبك من قبل.
خيل إلي أن رائحة خالتي البعيدة في البلد قد عادت لتعبق جو البيت و تملأ خياشيم أنفي.. وددت لو أنها الآن هنا ، لأهرول نحوها فاتحة ذراعي و أقفز إلى حضنها لأعود أحس بذلك الشعور الذي أحسسته في طفولتي.

Post: #2
Title: Re: قناديل محاسن
Author: Yasir Elsharif
Date: 01-11-2004, 04:04 PM
Parent: #1

الأخ الحبيب جلال

بديت أقرأ

والعبرة قاعدة تعمل عمل عجيب معاي.. لله درّك.. وسلام على محاسن

ياسر

Post: #3
Title: Re: قناديل محاسن
Author: ابو جهينة
Date: 01-11-2004, 04:10 PM
Parent: #2

الأخ الحبيب ياسر الشرف
لك التحية و التقدير ، و السلام للأسرة الكريمة
أين أنت يا رجل ؟
ربنا ما ينزل دميعاتك إلا لخبر خير و تكون دموع فرح.
و تسعدني بحق مداخلاتك الراقية.
سلام لك و مودتي

Post: #4
Title: Re: قناديل محاسن
Author: Yasir Elsharif
Date: 01-11-2004, 04:51 PM
Parent: #3

يا جلال

عندما كتبت لك لم أكن قد أتممت القراءة ولم أكن أعرف النهاية.. ويمكنك أن تتخيل، أنا لا أشك في مقدرتك على التخيل أبدا، فقد لمستها وسمعتها وشممتها، تماما كما كانت محاسن تشم "خالتي خديجة".. والآن صرت هائم مع هذه الخديجة، وتخيلتها كإلهة "استغفر الله".. ولمَ لا يؤله من يُحب بدون مقابل، كحب الأم.. ألم يقل شوقي عن النيل:
دين الأوائل فيك دين مروءة
لمَ لا يؤلّهُ من يقوت ويرزق


وتذكرت قصيدة للأستاذ عصام البوشي في ستنا خديجة بنت خويلد أم المؤمنين وزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأم البتول فاطمة، وجدة الحسن والحسين..
أماه يا خديجة حبي لكم وشيجة
يا اعظم النساء يا منبع الوفاء
يا موئل الرجاء يا مصدر الصفاء
طوقت بالولاء إمام الأنبياء
***
من حضرة الإطلاق من سره المغداق
صب القديم الباقي في بحرك الدفاق
بدائع الخلاق من أنبل الأعراق
***
من سمتك الفريد من نثرك النضديد
من ساحر القصيد جودي علي جودي
فخافق العربيد يجيش بالنشيد
***
يا جدة الأشراف ليس العناء بخاف
فيسري إيلافي ان قمت في الأعراف
وكملي أوصافي بكل سر شافي
***
السقم في الأجسام والجهل في الأحلام
فدثري عظامي وزملي أيامي
وعتقي مدامي من كرمة الكرام
***
أماه قد جئناكم لا نبتغي سواكم
قد فاز من والاكم وخاب من عاداكم
نهيم في ثراكم ونقتفي خطاكم
***
شوقاً الي الأحبة لدرة في الكعبة
أسرجت ليل الغربة من خالص المحبة
فامي المحبة قد اورثتني الحب
***

ياجدة الفدائي شهيد كربلاء
من جاد بالدماء مهراً لعصر الماء
يعلو علي العلاء
يفيض باللالاء
***
أماه يا أماه يا حسرتاه لولاه
قلوبنا تهواه لا نبتغي الا هو
يجيب من دعاه الله يالله


وأهدي بدوري القصيدة إلى محاسن.. وأشكر اخي الذي أوردها مكتوبة في منبر آخر..

***
يديك العافية يا جلال وسلامي للأسرة..

Post: #5
Title: Re: قناديل محاسن
Author: THE RAIN
Date: 01-11-2004, 05:09 PM
Parent: #1

أبوجهينة

سابقا قلت لك أن لديك القول اليقين

والآن أقول، أن منك جلال الجمال

روعة السرد وعنفوان الغوص فى مسام الأشياء

حتى قرار الفرح

نعم حتى قرار الفرح

وهل أجل يا جلال من أن يسعدنا أحد

وأنت قد فعلت

لك التحية بما فيها

أبوذر

Post: #6
Title: Re: قناديل محاسن
Author: انور الطيب
Date: 01-11-2004, 08:22 PM
Parent: #1

الأخ العزيز أبوجهينة ؛ لحظات مليئة بالحنان عشناها معك ومع محاسن و بيئتها الجميلة وبالجد قد طرقت موضوعا في غاية الأهمية من خلال سردك الجميل لهذه المشكلة الاجتماعية التي يجب أن نتعامل معها بوعي تام. والمشكلة أننا في السودان وفي كثير من العالم الشرقي نعامل ذوي الاحتياجات الخاصة معاملة خاطئة رغم سلامة نيتنافي ذلك فان المعاملة لهؤلاء الأشخاص بأنهم ناقصون فيها كثير من الاجحاف والأجدى بهم أن نعاملهم كأناس أسوياء ولكنهم يحتاجون لمساعدتنا حتى يستطيعوا مساعدة أنفسهم لا أكثر ولا أقل. فقيمة الانسان الحقيقية لا تكمن في شكله ولا لونه ولا حجم اعاقته ان صح التعبير ولكنها قيمة داخلية ليست لها علاقة كثيرة بالشكل. والخلل هنا يكمن في تربيتناعلى التعامل مع مثل هؤلاء الأشخاص.وبالمناسبة لدي صديق من ذوي الاحتياجات الخاصة يرفض تماما تسميته بالمعاق ولا يقبل أبدا أن يعامل معاملة خاصة وان كانت حالته مختلفة. لكن أظن أن نظرته صائبة كما أن نظرته هذه لم تأتي من فراغ فهو أخذ تدريبا كافيا في منظمة للخدمات الانسانية . وهنالك كثير من المنظمات التي تعمل في هذا المجال وخصوصا في السودان ولكن للأسف لا تجد الدعم الكافي الذي يمكنها من أداء رسالتها بالشكل الصحيح وأظن أن الدولة تتحمل الوزر الأكبر في عدم دعم منظمات كهذه بل هذا واجب الدولة الحديثة. وأعطيك مثالا لا يوجد في جامعات السودان برمتها مراعاة لذوي الاحتياجات الخاصةوحتى تصميم قاعات الدراسة لم يكن لأجل أمثالهم ؛ لكن هذه القصة اعتبرها بداية لتنوير الناس بمشاكل شريحة معطاءة لم تجد ماتستاهله من رعاية.

نعود مرة أخرى للقصةفأنا لا ألوم تاج السر اطلاقا ولكن أيضا أوجه اللوم لنا جميعا بأننا لم نوفر لمحاسن وأمثالهاالمناخ الملائم الذي يجعل تاج السر يتشجع لخطبتها أو يشجعها هي أو أهلها للتقدم بطلب كهذا.
مرة ثانية وثالثة السرد جميل وقد أصبت الهدف تماما.

ولك خالص حبي وتقديري.

Post: #7
Title: Re: قناديل محاسن
Author: haneena
Date: 01-11-2004, 11:53 PM
Parent: #6

استاذنا ابوجهينة
لك التحية وانت تلمس الدواخل
خديجة
فقدت البصر واحتفظت بالبصيرة المتقدة
حرمها الله احدي الحواس واحتفظت بالقلب والعقل

كم هي ظالمة مجتمعاتنالشريحة هامة لا يلتفت اليها وبالتالي تحرم من حقها الطبيعي في الحياة والحب ،اما عمي القلوب فهم بيننا يبثون سمومهم

جمال محاسن الأخاذ لم يشفع لها فنحن ننظر دائمآ للنواقص وبالذات لو كانت عاهة جسدية,اما جمال الدواخل فمن يلتفت له؟

اضم صوتي للاخ انور الطيب من مبدأ انه حان الالتفات لرعاية هذه الفئة و معاملتهم كبشر وليس ككائنات شوهاء ناقصة

ولي عودة

Post: #8
Title: Re: قناديل محاسن
Author: ودقاسم
Date: 01-12-2004, 08:29 AM
Parent: #1

أبوجهينة أيها الكائن الجميل ،
لك التحية والمودة
قناديل محاسن ، نعم هي قناديل عديدة ، مضيئة ومشعة ، كيف كانت ترى محاسن أمها، وأبوها ، وخالتها خديجة ، وتاج السر ، واخوتها ، ، لكن قناديل خيالك وسعيك الجميل هي التي تحتاجها محاسن واخوة واخوات محاسن ،
أبو جهينة تذكرت بنت عم لي كانت من فئة محاسن ، وكان كل الناس الذين يعرفونها ينحدثون عن جمالها ، وكانت أمها وأبوها ينحدثان عن قيامها الليل ، وكنت أراها دائما تلبس الثوب في كل الأحوال ولا تتركه مطلقا حتى وهي داخل غرفتها ، كنت أصغرها كثيرا لكني كنت أحس بملائكيتها ، كبرت بنت عمي حتى تخطت الأربعين ، وتقدم إليها رجل غريب ، وتزوجها ، بقيت معه فترة قليلة ، ثم رحلت عن دنيانا ، تركنا ذاك الرجل وأنا لا أعرف من أين أتى ولا إلى أين ذهب ،، ( وبنت عمي كان اسمها نور الشام )

Post: #9
Title: Re: قناديل محاسن
Author: ابو جهينة
Date: 01-12-2004, 09:34 AM
Parent: #8

أخي الأستاذ ياسر الشريف
التحية و التقدير
تشكر مرة أخرى
أما قصيدة ( عصام البوشي ) فهي تحتاج لأن نحفظها عن ظهر قلب. فلك الشكر على إختيارك لها هنا.
تحياتي و دمت أيها الأخ الكريم.

Post: #10
Title: Re: قناديل محاسن
Author: ابو جهينة
Date: 01-12-2004, 09:37 AM
Parent: #9

أخي الحبيب أبو ذر ( ذارين )
لك كل المودة و المحبة الأخوية
سعدت بمداخلتك الراقية ، و بكم نواصل
تشكر و تسلم أباذر

Post: #12
Title: Re: قناديل محاسن
Author: ابو جهينة
Date: 01-12-2004, 09:40 AM
Parent: #10

عزيزي جدا أنور الطيب
تحياتي و تقديري و مودتي
مداخلتك كانت وافية و شافية و لمستْ كل جوانب القصة بمنظار المعالج.
و بالفعل الموضوع يكمن في توفير المناخ المناسب لكل أمثال محاسن و مثيلاتها.
تسلم أنور

Post: #11
Title: Re: قناديل محاسن
Author: maia
Date: 01-12-2004, 09:39 AM
Parent: #1

استاذنا ابوجهينة

(لا أعرف الفرق بين أن أكون جميلة أو غير ذلك.
ما عكس صفة جميلة ؟ لا أدري.)

اجدت فابدعت في الدخول الى تلك الاحاسيس اللامرئية لمن هم فقدوا نعمة البصر
دوما كنت افكر ، كيف يرى الضرير احلامه وكيف تكون ملامح الخيال لديه؟

لا انضب الله نبع ابداعك

Post: #13
Title: Re: قناديل محاسن
Author: ابو جهينة
Date: 01-12-2004, 09:42 AM
Parent: #11

الأخت العزيزة حنينة
لك كل التحايا الأخوية
و تشكري على هذه الجملة :

كم هي ظالمة مجتمعاتنالشريحة هامة لا يلتفت اليها وبالتالي تحرم من حقها الطبيعي في الحياة والحب ،اما عمي القلوب فهم بيننا يبثون سمومهم


و هو بيت القصيد

تسلمي

Post: #14
Title: Re: قناديل محاسن
Author: ابو جهينة
Date: 01-12-2004, 09:44 AM
Parent: #13

ود قاسم الحبيب
تحياتي و مودتي

إستوقفتني هذه الجملة في مداخلتك :

وكنت أراها دائما تلبس الثوب في كل الأحوال ولا تتركه مطلقا حتى وهي داخل غرفتها ، كنت أصغرها كثيرا لكني كنت أحس بملائكيتها

و هذا ما أحسسته عنما رأيت ( محاسن )

تشكر للمداخلة الراقية

Post: #15
Title: Re: قناديل محاسن
Author: ابو جهينة
Date: 01-12-2004, 09:50 AM
Parent: #14

دكتورتنا مايا
صباح الخير و الأنوار
بضع ساعات مكثتها مع خديجة قبل سنوات طويلة.
و بالرغم من أن المدة طالت ، إلا أنني كلما أرى ( ضريرة ) أتذكرها ، فقد أعطيتها طرف الخيط بسؤال حذر : بتتصوري كيف شكلي ؟
فأنطلقتْ الشابة تصف أحاسيسها بلغة دارجة تجبرك على متابعتها دون كلل أو ملل ، و أنت تنظرين لوجهها الملائكي.
و رغم أنني تألمت ، إلا أنني قلت في قرارة نفسي : لا بد أن تجد هذه الشابة يوما من يفهمها و يسعدها.
أرجو ذلك.
تسلمي يا دكتورة.

Post: #16
Title: Re: قناديل محاسن
Author: ابو جهينة
Date: 01-13-2004, 09:18 AM
Parent: #15

قد تبصر محاسن بقلبها
و لكن هناك من لا يبصر حتى بعينيه في تمام الصحوة و العنفوان

Post: #17
Title: Re: قناديل محاسن
Author: shiry
Date: 01-13-2004, 10:32 AM
Parent: #16

سلام مربع
المبدع دوما : ابو جهينه

لم يبكيني حال بطل قرأت له منذ زمن بول وفرجيني
الا هنا في هذه القطعة الرائعة من الادب الراقي
واتاني احساس البطله دفعة واحدة ، حشرني ركن ، انزوت فيه كل احلامي وكلامي ، وامنياتي ..
وتوقف حتى ختي خيالي ، وانتحر جموحه على اهداب تحمل دمعا سخينا

شكرا لانك فعلت ذلك

Post: #18
Title: Re: قناديل محاسن
Author: ابو جهينة
Date: 01-13-2004, 10:40 AM
Parent: #17

الأخت الفاضلة شيري
لك تحياتي الأخوية الصادقة
لا أبكى الله لك عينا إلا لسكب دمعات الفرح.
أسعدتني مداخلتك الراقية جدا.
و خصوصا : وانتحر جموحه على اهداب تحمل دمعا سخينا
تسلمي شيري