19 يوليو1971 ........... من ذاكرة صبية

بعد منتصف النهار فى ذلك اليوم الاثنين من يوليو العام واحد وسبعين
كنا نلتف كعادتنا حول الراديو فى بيتنا فى العباسية
لم يكن يدر بخلد احد ان يكون هناك ثمة ما يمكن ان يتم تصنيفه تحت بند الانقلاب
لكن ما اعاد الى الاذهان مسمى الانقلاب دخول المارشات قاطعة برامج الاذاعة فى تلك اللحظة
يوليو ، غيظ الصيف باكمله كل اهل البيت كانوا فى غرفة واحدة تحت مروحة السقف المصفر لونها بفعل القدم ، لم يكن احد فى تلك اللحظة بقادر على نفى او اثبات ما حدث ، لكن امى كانت تردد فى تلك اللحظة عبارة (الله يستر )
خرجنا بنزق الصبا الى الشارع نستجلى الامر لكن ما من احد يجيب ، فى العصر ايضا حاولنا ان نستجلى الامر من اهلنا الكبار (كنا نراهم يدخلون ويخرجون ، احاديث هامسة واخرى عالية ـ فى الديوان ـ رجال ونساء
يدخلون ويخرجون ـ كانوا يتحدثون عما اسموه ( ثورة تصحيحية ) وكان ذلك مثار تساؤل ايضا فكيف يتم تصحيح الثورة بانقلاب ؟وما هو الخطا ؟
حين خيبت الاذاعة امالنا اتجهنا الى التلفزيون عسى ان نجد ما يفى
فى التلفزيون وجدنا صورة الرائد هاشم العطا حسبما اشار (الكابشن )
لكن مازاد مخاوف امى دخول وخروج اناس لا نعرفهم الى البيت والهمس الدائر حينها والاجتماعات المغلقة فى الديوان
كان الليل هادئا فى ذلك المساء ، لم يعكر صفوه سوى عربات الجند التى كانت تمر واعلان مستبطن لوصول طائرة القائد الى الخرطوم فى اى لحظة حسبما اورد التلفزيون والاذاعة من ثم .....
بدا اليوم الثانى بتظاهرات لم نكن طرفا فيها لان امى منعتنا من الخروج منعاباتا من البيت لكننا كنا نتابعها من شاشة التلفزيون
اليوم الثالث كان الثانى والعشرين من يوليو ، سادت البيت روح فوضى غريبة
كنا نرى ارتالا من الورق يتم حرقها واخرى مثلها من الكتب يتم حفر خندق مرتجل لمواراتها ، شحوب فى الوجوه ، نفس الناس الذين كانوا هاشين بالامس تلاشت ابتساماتهم وحل محلها شحوب لا يخفى على احد من اثر السهر والتعب .
فى صباح اليوم التالى جاء من يحمل نبا اعدام الشفيع زوج السيدة فاطمة احمد ابراهيم ، وهنا كانت الامورقد دخلت الى اللحم الحى
فى المساء كان لابد للجميع من مؤازرة الخالة فاطمة فى فقدها ،فتقاطرت جموع الاهل باتجاه بيتهم فى العباسية
الشارع كان مدججا بالعسكر من كل ناحية ، البيت ايضا كان محاصر بالجند وبنادقهم يمنعون الناس من الدخول الى حيث العزاء بل انهم منعوا اقامة سرادق للعزاء
مر اليوم عاصفا وحامضا على حلوق الجميع
لكن ما زاده حموضة تلك الرصاصة التى تسللت الى سريرى خلسة
السرير كان ملاصقا للحائط الذى يفصل بيتنا عن طلمبة البنزين من الناحية الشرقية كنت لسبب قد تقلبت فى مرقدى فاحسست شيئا حارا ينزلق الى محل مرقدى ، حملته بين الفزع والخوف الى جدى الطيب الذى كان يرقد فى حوش بيتهم صائحة :
ـ جدى عاين لقيت شنو فى السرير
حمل الرصاصة بين كفيه وتفحصها وقال
ـ الله سلمك لانها لسه ماانفجرت
وافرغها من حشوتها
بعدها غادرنا صباح اليوم التالى الى مدينة بربر بايعاز من ابى لان المدينة كما قال لم تعد امانا
2007 يوليو

إنتي من الزمن داك حية?

و الله يا كوستاوي قاعد مع حبوباتك ديل في أمانة الله ما بتجيك عوجة.

1971 الجماعة كانو بجكسوا ساكت ما فكروا فيني
شفتي الحقارة دي


طيب قرينا السطر الأول
نمشي نقرا باقي الموضوع

Quote: كانوا يتحدثون عما اسموه ( ثورة تصحيحية ) وكان ذلك مثار تساؤل ايضا فكيف يتم تصحيح الثورة بانقلاب ؟

سؤال يستوجب الوقوف عنده !!


إحترامي وتقديري أستاذتي سلمى

العزيز امير على السؤال كانت صيغته يجب ان تكون (كيف يتم تصحيح انقلاب بانقلاب)؟
ولماذا ؟
هل لان الانقلابات هى مفتاحنا لحل ازماتنا التى طالت وامتدت بعمر الاستقلال؟
علينا ان نفكر فى صيغة اخرى
جميعنا مطالبون بالبحث عن صيغة تخرجنا من هذه الحلقة الشيطانية
لك امتنانى

لكن يا كستاوى يا ود امى الكتوف اتلاحقت
انت ترى رؤية ونحن نرى اخرى
لكنها بالنهاية رؤانا للوطن
كنت اراه ولا ازال بعين تلك الصبية
وسيظل ذلك التاريخ محفورا فى دواخلى
ففيه تمت اقالة معظم خؤولتى الى الصالح العام
بيوت بحالها باتت فى عشية وضحاها محل الصمت
تستطيع ان تقول ان البيوت (انطفت نارها)
لكن الصمود هو من ابقاهم على سطح الحياة وعقمها حتى الان
ما يزال اولئك النفر هم من علمونا معنى حب الوطن
وكيف ان الانسان يكون ابنا مخلصا لوطنه
علمونا ان الحياة ليست مجرد (وظيفة ) ديوانية
فهى ان تقف موقفك وتكون مسؤولا عنه حتى اخر نقطة فى دمك
حتى اخر شهقة فى الجسد
حتى اخر لفظة تبارح وان تردد اسم ذاك الوطن
لا اقول ذلك تزلفا ولا مبتغاة لوجه تفضل احد بكلمة ما تسبل على بعض الامن
لكنى اقوله بعد كل تلك السنوات التى مرت وما تزال تلك اللحظات فى الذاكرة
صحيح انها كانت ذاكرة طفلة ان شئت الدقة لكن تلك الطفلة لم تكن الا نتاج وعى حكم عليها منذ ذلك التاريخ ان تظل امينة وعاشقى لتراب ذلك البلد
شكرا لك
ولاننى اكتب تاريخا كنت شاهدا عليه لانك وجدت فيه بعض ما جعلك وانت الذى لم تخلق حينذاك ما يستوجب الوقوف عنده وستبقى (قاعد مع حبوباتك ديل في أمانة الله ما بتجيك عوجة).

طفلك المطعون يوليو في السماء
صانك الوجد و حب الفقراء
و افتداك الشعب دوماً


رجالا هدو كتف الموت دماهم شمسنا الحية و مصابيح ثورة يومية


اطنان من الاسئلة و مقاصل من الالم تذبحنا كل يوليو و نحن جيل لم يحضر الماساة و لعلها الملهاة يا استاذة سلمى
رجال تفتح وعينا على روايات عن اسطوريتهم فذبحنا الحزن حين وعينا كيف فقدهم شعبنا و حزبنا و فكرنا
فجيلي انا جبل على ان يلعق الام الفرص الضائعة و الدماء الغالية المهدورة عبثاً و جهلا و تخلفا اعتاد ان يتالم لأنه لم يحضر عصر هولاءو كثيرون غيرهم
و اعجب حين ارى الجلاد لا زال لم ياخذه حجم جرمه فيذهله
اعجب منه و اتعجب في حاله و...



ادرك الماساة


في ان وعيه لم يسع ان يتصور فداحة جرمه


فهل اعجب منه ام اتعجب فيه
لست ادري
فهلا خبرتمونا انتم؟؟؟

هي الغصة التي تطعن في الحلق ولا تزول
لذكرى رجال عظماء
فدواالوطن بارواحهم ودمائهم

ليس هناك اسمى من ما قدموه

عاشوا ومت يا سفاح

ست سلمى
بحبك

سلامات يا سلمي

استمري..
ذلك اليوم غير التأريخ
وادخل العنف في حياتنا السياسية بصورة مريعة...

فاض فيها الدم السوداني...
وتعلقت هامات في المشانق
وتطايرت ارواح وشخبت دماء في قصر الضيافة وفيما بعد في الدروة..

الله يا وطن جرحك كبير..

استمري..
ذلك اليوم غير التأريخ
وادخل العنف في حياتنا السياسية بصورة مريعة...

فاض فيها الدم السوداني...
وتعلقت هامات في المشانق
وتطايرت ارواح وشخبت دماء في قصر الضيافة وفيما بعد في الدروة..

الله يا وطن جرحك كبير..
الاخت العزيزة بيان
ذلك يوم لم يكن سوى احد الايام التى عشناها لكن اين بقية الايام ؟
اين عنبر جودة ؟
اين ما كان يفعله الخليفة عبد الله بخصومه؟
وغيرهامن الايام (احيلك الى كتاب كتبه الاستاذ محمد عبد الخالق عن تلك الحقبة اعنى الدولة المهدية )
اذن نحن امام واقعة واحدة ، هذه الواقعة نبهت فقط الى العنف الذهنى المخبوء فى الفرد او الافراد فهم نتاج مجتمع يدعى السلم ، لكنه مندس تحت عنف ذهنى لاحدود له ، وحين تطالعين احداث (مارس ) فى الخمسينات تقفين على كم من العنف الذهنى المصاحب للفرد السودانى الذى احال ذلك الخيال الى واقع فى عديد مناسبات منها (يوليو 71 ومنها ما اسمته السلطات بعد ذلك بالغزو الاجنبى والمرتزقة ، ومنها ما حدث مع اعضاء انقلاب رمضان فى نهاية العقد قبل الماضى )
ومسيرة العنف لم تبدا فى يوليو لها تاريخ ممتد ولها (اصول ) لكننا لم ننتبه لها الا فى تاريخ قريب

عاشوا ومت يا سفاح
وهم فى الخالدين دوما
الحبيبة نهال
لكنه ما طالته يد عقاب وهو امر يستوجب السؤال ؟ لماذا ؟
وكيف لا نسال عمن دمر تاريخنا الحديث دون ان تطرف له عين او رمش
كيف وهو من سام خصومه الويل والسحل
والقتل ؟
كيف ؟
ان كنت قد كتبت من ذااكرة صبية فلقد تجاوزت تلك المرحلة وغدوت كهلة
وحتى الان لم اجد اجابة على كل ما تساءلت حوله
لا اجد سوى الغصص التى تستعصى على النزول
ولا مناص من انتظار عقد اخر ربما ينصف التاريخ بعضا من الذين تم اغتيالهم عنوة
وبليل دون ادنى محاكمات عادلة
المجد والخلود لهداء شعبنا
والويل كل الويل لمن اغتال ابناء هذا الوطن

(و اعجب حين ارى الجلاد لا زال لم ياخذه حجم جرمه فيذهله
اعجب منه و اتعجب في حاله و...)
الاخ امجد ومثلك اتعجب فلم تطاله هذا الجلاد يد السؤال ، كاننا بتنا بغير ذاكرة
كان ذاكرتنا اكلها الزمن
لاننا نرهن واقعنا دائما لمقولات لا تتسق
لاننا نرهن حالنا لمقولات ( عفا الله عما سلف ؟؟؟؟؟؟)
كيف ؟
كنت دائما اقول (الله يغفر ، اما انا فلا )
فقيل عنى حاقدة او مجنونة
لكنى مازال السؤال غصة فى حلقى
كيف يفلت جان من عقاب؟
ومتى سيناله ؟
ومن الذى سيعاقبه ؟ هل هو التاريخ ؟
التاريخ احيانا يكرر نفسه بغباء
واحيانا يتغاضى فلا يكتب الا ما اراد له الكتابة
واحيانا يمد لسانه لواقعنا وكانى به يقول (ما عندكم تاريخ )
ونحن الذين نرى ان (سرة العالم تبدا من عندنا )
فهل نحن نعيش الوهم ام نحن خالقوه ؟

وماذا عن 2 يوليو 1976
بالرغم من أنني حقيقة لدى رغبة أكيدة
أن أستمع لشاهد عيان .

الاستاذة /سلمي

Quote: وماذا عن 2 يوليو 1976 بالرغم من أنني حقيقة لدى رغبة أكيدة أن أستمع لشاهد عيان .

واصلي ...........ماشنقتينا .
يديكي العافية
هارون دياب

عاليآ ياسلمى

الجيلى الجميل
ما نسيتك ولا جفيتك
لكن كنت بره
شاكرة مرورك

الاخ العزيز هارون دياب
هناك خوف من كتابة التاريخ الحديث اعنى القريب ومن يكتبونه
يفعلون ذلك على استحياء
كأن تلك السلطة لم تنصرم بعد
اعنى سلطة مايو
وكان الخوف هو ما يجعل كتابة تلك التواريخ امرا محاطا بالتابوه
هل لان النميرى ما زال يعيش ؟
ام ان تلك الحقبة لا تستحق التدوين ؟
الشاهدان الكثير من الارواح فقدناها فى تلك المغامرة (او ماعرف بدخول المرتزقة )
لغاية الان لم يتجرا احد بكتابة تلك الايام بتجرد وامانة للتاريخ
او ربما قد كتبت لكنها لم تنشر
او ربما
كثير من الاحتمالات امر وارد
نتمنى ان تجد تلك الفترات من تاريخنا من يوفيها حقها من الرصد والامانة التاريخية

Quote: المدينة كما قال لم تعد امانا

ولا تزال....

لله درك يا ام عطوس (اقصد عزوز) وواصلي التوثيق ...

الحبيبة ريهان
وكل ما عبرت تلك الايام بذاكرتى تحيلنى الى سواد
انها ايام الانقاذ الاولى وكنت ايضا شاهد عيان بعين امراة ثقب الخوف قلبها
كنا ذات يوم نمر من محطة تفتيش فى العاصمة
كانت العربة التى امامنا تحمل اشياء مخبوءة تحت اغطية من المشمع السميك
لم تتركنى حاسة الا وكانت اكثر انتباها حين عبرنا تلك المحطة من التفتيش قال السائق بصوت عال
ــ لا حول ولاقوة الا بالله
سالته بنفس العلو فى النبرة
ـ مالك ياعم (.........)
قال
ـ العربية المشت قدامنا دى مليانه جثث لناس اعدموهم امس بالليل دا كلام دا ؟
وطفق يرتجف وازدات شحنتى ارتجافا وخوفا
لان عربة ثانية كانت تعبر لها نفس نفس مواصفات الاولى

وماذا عن 2 يوليو 1976
بالرغم من أنني حقيقة لدى رغبة أكيدة
أن أستمع لشاهد عيان .
الاخ عاطف مكاوى
تحية واحتراما
لم اكن فى الخرطوم انذاك لذلك ليس لدى ما اضيفه سوى انه كان هناك ثمة معرض للصور فى مدينة الابيض
لمن اسمتهم السلطة انذاك (المرتزقة )
وتصادف ان كانت تلك الصور لجنودمن مناطق جبال النوبة
وتحول المعرض الى (0بيت بكا )
مما حدا بالسلطات الى سحبه
كل هذا ما اذكره
اضافة الى قصيدة تؤرخ لذلك الحدث كان قد بعثها لى الاستاذ فضيلى جماع من سجنه فى شالا
بواسطة (عم على )الذى رحل الى رحاب ربه
فيما كان فضيلى جماع احد الذين تم سجنهم لسبب من الاسباب
والقصيدة هى (جيناك زى وزين هجر الرهيد يوم جف )

استمري..
ذلك اليوم غير التأريخ
وادخل العنف في حياتنا السياسية بصورة مريعة...

فاض فيها الدم السوداني...
وتعلقت هامات في المشانق
وتطايرت ارواح وشخبت دماء في قصر الضيافة وفيما بعد في الدروة
الله يا وطن جرحك كبير..
----------------------------------------------
أعلاه قول بيان فما قولكم؟؟؟؟؟؟؟؟

الأخت العزيزة – سلمى – دائماً ما تأتين بالذكريات التي
تثير الشجون .. وهذه المرة عن
-عصر 19 يوليو .. و (الرائد هاشم العطا يعلن بداية
الثورة التصحيحية)
- 20 يوليو مظاهرات مؤيدة للإنقلاب .. وحديث هنا
وهناك عن أن الثورة أنطلقت ..
-21 يوليو إشاعات تترى عن إنزال الطائرة القادمة
من لندن وعلى متنها بابكر النور وفارق عثمان
حمدالله .. بعض وحدات العاصمة لم تسلم سلاحها
ولم تؤيد الإنقلاب (مظلات شمبات مثلاً).

عصر 22 يوليو .. تحرك لقوات من منطقة المهندسين أم درمان
ومن مدرعات الشجرة صب مباني الإذاعة والتلفزيون
وجماهير تؤيد سحق الإنقلاب .. وقصف كثيف وسط العاصمة
بالدبابات تي 55 وصلاح الدين .. وإشاعة تتحقق لاحقاً عن قتل
معظم الضباط المعتقلين بقصر الضيافة .. وحالة يصعب التعبير
عنها بالكتابة .. ومآسي إنسانية تفوق الوصف .. وتنامي
لغضب والتوتر والرغبة العارمة والظاهرة في الانتقام ..

تلك الأيام التي مازالت علامات استفهامها تترى .. وشهودها
يتناقضون في تصريحاتهم .. تعيدنا لديمقراطيات السودان فهي ليست
استثناءا في الفشل المستمر، فهكذا حال ديمقراطيات البلدان
المتخلفة والمغضوب عليها..
عموماً والتي تتميز بضعف الأساس الاجتماعي – الاقتصادي،
وبالتالي الفشل في إحداث التنمية يخلق الأرضية المناسبة
لتوجيه الاقتصاد والسياسة بما يلبي المصالح الاقتصادية
والسياسية الضيقة للأحزاب التي في السلطة على حساب البرامج
التنموية، وهذا بدوره يضطرها لتضييق مساحات الحريات وتنامي
السخط الجماهيري وتتهيأ بالتالي الظروف للطامحين في المؤسسة
العسكرية وهذا ما يجعل الدائر ة تتكرر ديمقراطية – انقلاب –
ديمقراطية .. الخ، حتى أصبح الصبح على القسمة الضيزى للسلطة
والثروة .. و.. نواصل رغم صعوبة الحكى ومآسي اللحظة الراهنة
تتضاءل أمامها كل سابقاتهاكثيرا كثيرا.

تلك الأيام التي مازالت علامات استفهامها تترى .. وشهودها
يتناقضون في تصريحاتهم .. تعيدنا لديمقراطيات السودان
الاخ محمد عبد الجليل
ساقف عند نهاية الجملة المقتبسة اعلاه (تعيدنا لديمقراطيات السودان )
الا تتفق معى اننا لم نعش ذلك الحلم ؟
اعنى الديمقراطية بمعناها الذى نعرفه جميعا
لعمرى ان تلك الديمقراطية المزعومة ماهى الا وهم كبير لاننا فى كل مرة نجابه بغيابها
ففى الثانية (الستينات ) كانت الدعوة لقيام مؤتمر المائدة المستديرة الذى بمموجبه كانت ستنحل ازمة الجنوب كما حدثتنا كتب التاريخ
فيها تم طرد اعضاءالحزب الشيوعى من البرلمان
فى الثالثة تمت التهيئة لانقلاب يونيو دون ان يصل البرلمان الى حل الازمة محل الجدال ( الغاء قوانين سبتمبر المثيرة للجدل )
نفس الشخصيات نفس الخطاب نفس الالقاء والاقصاء الذى تم فى الديمقراطيةالثانية من عدم التحمس للمؤتمر الدستورى الذى كنا نعول عليه للخروج من النفق المظلم
نفس رئيس الوزراء !!!!!!!!

Quote: أعلاه قول بيان فما قولكم؟؟؟؟؟؟؟؟

شنو يعني؟
ما فهمنا حاجة... وافضل لو خليت متابعتي
لانك حتتعب كثير فيها..


الحبيبة سلمى

معليش يا حببتي... استمري...

ويا بيان
أنا برضو بقول ليك
أحسن تختيني
أنا البورد ده ما حياتي كلها
لكن هذا البورد يمثل لك الحياة الآولي
ثم من بعدها الآخريات
أنا وقفت فأرجو أن لا تثيريني مرة أخرى

Quote: ويا بيان أنا برضو بقول ليك أحسن تختيني أنا البورد ده ما حياتي كلها لكن هذا البورد يمثل لك الحياة الآولي ثم من بعدها الآخريات أنا وقفت فأرجو أن لا تثيريني مرة أخرى

يا راجل بطل البتعمل فيه دا
وخلي التحرش بي بدون سبب..
لو بالجد عندك حياة تانية...
غير تعقب بيان...

بت الشيخ كيفنك

Quote: 1971 الجماعة كانو بجكسوا ساكت ما فكروا فيني شفتي الحقارة دي

والله ياكوستاوي
انا سيم سيم انت

الله يخلي ناس بت الشيخ
يحجونا بالتاريخ ده

واصلي ياسلمى متابعين

حافظ عشا البايتات
حقيقة انه تاريخ يتمفصل فى الروح
لكانى بالاحداث ما تزال طازجة
لكانى بها ما تزال تجرى
كان التاريخ لم تمض على كتابته ثوان
لكنه للاسف تاريخ يتابى على النسيان وعصى لا ينفك يعيش فى الروح
ومع ذلك تجد من يوثق له كل حسب (انتماءه السياسى )
حياد التاريخ منعدم
فلا تعرف اي المؤرخين هو محل الصدقية
حتى ذلك الحين وحتى يكتب التاريخ احد محايد نظل لابثين فى الذاكرة التى انتجت ذلك الحدث

"ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب"
تجاوزنا ما امرنا الله به بحجة عفا الله عما مضي فاستمرء القتلة ذلك وتفننو في ذبح الشعب السوداني بوسائل مختلفة ..
انه خالقنا الذي امرنا بذلك لانه ادري بمصالحنا ..وهكذا برفضنا لامره يعيش بيننا القتلة مرفهيين يفعلون ما يشاؤون ونحن تقتلنا الحسرة وهم يغيظوننا....!

وبعد ذلك توالت الأحداث وإستقر بنا المقام في سجن النهود

المقدم أحمد حريكة رحمه الله
الرائد زهير قاسم
النقيب فيصل محجوب كبلو
النقيب مدني على مدني
وانا

الاستاذة سلمى الشيخ سلامة
قبل قليل كنا نشدو وعبدالله النسر عضو المنبر واخرين:
ثورة زراع يوليو
ضد الاقطاع يوليو
ثورة عمال يوليو
ضد الراسمال يوليو
الى: قسما يا شفيع يوليو
حقك ما يضيع يوليو
قسما يا جوزيف يوليو
حقك بالسيف يوليو
والتاكسى يتهادى فى مصر الجديدة, عزمت ان يكون المطلع عنوان بوست, بالمناسبة, درجى فى المتوسطة كان يحتوى على صور بابكر, هاشم, فاروق, جوزيف, قبل ان انتقل من اتحاد الشباب الى اعلى, وقبل ان اعى شيئا يذكر, لذلك يوليو بالنسبة لى شهر حرام, فمتى يؤخذ حق اصدقائى فى درج المتوسطة, سؤالى يحرقنى جدا...واصلى السرد الممتع.

Quote: ذلك يوم لم يكن سوى احد الايام التى عشناها لكن اين بقية الايام ؟ اين عنبر جودة ؟ اين ما كان يفعله الخليفة عبد الله بخصومه؟ وغيرهامن الايام (احيلك الى كتاب كتبه الاستاذ محمد عبد الخالق عن تلك الحقبة اعنى الدولة المهدية ) اذن نحن امام واقعة واحدة ، هذه الواقعة نبهت فقط الى العنف الذهنى المخبوء فى الفرد او الافراد فهم نتاج مجتمع يدعى السلم ، لكنه مندس تحت عنف ذهنى لاحدود له ، وحين تطالعين احداث (مارس ) فى الخمسينات تقفين على كم من العنف الذهنى المصاحب للفرد السودانى الذى احال ذلك الخيال الى واقع فى عديد مناسبات منها (يوليو 71 ومنها ما اسمته السلطات بعد ذلك بالغزو الاجنبى والمرتزقة ، ومنها ما حدث مع اعضاء انقلاب رمضان فى نهاية العقد قبل الماضى ) ومسيرة العنف لم تبدا فى يوليو لها تاريخ ممتد ولها (اصول ) لكننا لم ننتبه لها الا فى تاريخ قريب

تسلمى ياسلمى
هناك من يريد ان يؤرخ للعنف وينسب ميلاده ليوليو ,بكل بساطة
لانه ملك الاذاعة والتلفزيون ذات يوم , وارشف لقتلى القصر فى ذلك اليوم
اما عنبر حودة وملاحقاته ونسخه المعدلة فى الجنوب ودارفور فلا تعدوا ان
تكون رسوم متحركة للتسلية والترفيه

سلمى الشيخ سلامه
واصلي سردك الجميل لتلك الايام الحزينه وبجيك بذكرياتي حول يوليو من طوكر.
ليوليو واحداثه العظام آثر بالغ في حياتي.
والرحمه لكل العظماء الذين فقدناهم يومها.

الاخت الغالية تراجى مصطفى
ما زلنا ننتظر ما حوت ذاكرتك عن طوكر
لك كل المنى والود

ونسخه المعدلة فى الجنوب ودارفور فلا تعدوا ان
تكون رسوم متحركة للتسلية والترفيه
الاخ محجوب على
اقول وفى القلب حسرة اننى شتمت ذات مرة واحدا حكى لى عن احد الضباط الذين كانوا يتباهون بالحرب فى الجنوب
وبكيت نعم بكيت لانه حدثنى بفخر واضع الف خط تحت فخر هذه
قال :
الضابط قال لمن كان فى الجنوب وكان طالع للصيد فحدثه الزملاء ممن كانوا معه ان عليه حين يعود ان ياتيهم بصيد وفير
قال المتحدث وحين عاد الضابط كان يحمل (شوالا ) مليئا بالجماجم التى حصدها لرجال اطفال ونساء
قلت لمحدثى :
ـ هذا ابسط ما يمكن ان نصفه به انه مجرم حرب
فكيف ترى انت لهذا الضابط والذى يتقلد الان المناصب ؟
بلا اسف على روح ازهقها ولا طفلا اغتاله عنوة فى حالة (صيد )
انظر معى الى مشهد اخر حكاه لى شاهد عيان ولست هنا اجتذب الشفقة بقدرما اشهدكم على وقائع لم ارها لكن محدثى كان شاهد عيان فى مدينة ملكال وكان جنديا استقال بعد تلك المجزرة
قال :
كانت اشول فتاة تعمل بالتدريس تم نقلها الى مدينةكوستى عادت لتصفية اغراضها من القرية الى كوستى
امر الضابط اهل القرية التى جاءت اليها اشول تحت السيالة
اجتمع الناس لمعرفة سر الاجتماع
فجاء الضابط يحمل رشاشه وبدا بضرب النار على اولئك الابرياء بلا واعز او ضمير
هرول الناس لكن لم ينجو احد حتى اشول واسرتها الصغيرة بكاملها
وهذا مشهد يا اخى محجوب على من الاف المشاهد التى لم يتم تدوينها

الاخ العزيز محى الدين ومثلما يحرقك السؤال يحرقنى
لماذا تظل كل السير مدفونة ؟
لماذ يظل التاريخ مجافيا انصاف الذين خطوه ؟
بعد كل هذه السنوات التى عبرت تجدنا فى نفس المكان (ضايعين )
الكل يتوارى خلف سحب التعتيم الكل يخشى
يخشى الكتابة التى تقيس وتنطوى على المعرفة
المعرفة التى لابد منها
فى كل الدنيا هناك من يكتب تاريخه الا نحن
كتب جابرييل غارثيا ماركيز كل ما امكنه من تاريخ امريكا اللاتيتية عبر الرواية
مستلهما اياها فى الوصول الى قلب الحقيقة التى تشابه كل اقطار العالم الثالث
لكننا لم نجد على تاريخنا بالكتابة
كتب جورج امادو تاريخ البرازيل وخرج الى العالم مشهدا اياه كيف كانت البرازيل وكيف غدت
كتب كزانتزاكس تاريخ اليونان المعاصر وبات مرجعا
وحتى حين تمت كتابته لدينا تمت بصورة منحازة (هناك مسلسل تلفزيونى عبأه كاتبه بالحقد على كل شهداء يوليو ) واخرجه من كان ذات يوم محسوبا على الحزب الشيوعى تحديدا (عبد الرحيم محمد سعيد ) وبات الان احد ابواق السلطة الفاعلين فى التلفزيون السودانى ؟؟؟!!!!!!!
اسئلة تحاصرنا بلا اجابات فهل قدرنا ان ننتظر حتى يكتب احد ما تاريخنا المعاصر ؟

استاذى ابوبكر
لماذا لاتكتب عن تلك الفترة فى حياتك ؟
كتب الدكتور محمد سعيد القدال عن ايامه فى كوبر كتابة توثيقية
لتلك الفترة فلماذا وانت مؤهل لفعل تلك الكتابة ؟
لماذا لا تحفر فى الذاكرة والتى لانراها بعيدة للكتابة
بربك افعل يا صديقى فنحن احوج ما نكون لحضور تلك الفترة
وهناك من امثالكم بيننا فلا تخاف ولا تحزن اكتب عنها
خاصة وانت كنت فيما يلوح من الاسماء التى ذكرتها ضابطا بالجيش
ونحن لم نقف على تاريخ كذاك التاريخ الا من وجهة نظر واحدة
نحلم ان تفعل
فيصل كبلو ايضا نستحلفه ان يكتب
وفيصل مصطفى الذى يعيش فى كندا ايضا كان شاهد عيان
وغيركم من شهود العيان
رعاكم الله فالوقت يمضى والتاريخ ينتظر قول الحق منكم

يا صحبى وليت الامر وقف حد الغيظ بل انه تمادى لمد اللسان والقول الفج ان
(اشربو ا كاسنا او موتوا بغيظكم) ؟؟؟
لكننا لن نقف فى حد التساؤل بل سنرفع القضايا الى اعلى منابر الرفعة
وسياتى يوم يرى فيه هؤلاء واولئك خيبتهم الابدية
سنكتب تاريخنا يا صحبى بمداد من نور
للاجيال القادمة لتعرف كيف ان مهووسى السلطة كانوا مجرد اشباح تحميهم دبابات من ورق
وجنود من (حلاوة قطن ) لهشاشة تعتريهم
فى يوم سياتى سيرى كل الطغاة الذين حرموا الابن من ابيه والام من ابنها والاخ من اخيه والزوجة من زوجها
سيرون ان التاريخ لن يسامحهم ولن يغفر لهم وسيظهرعوراتهم التى حاولوا الى دفنها بحد البنادق
واصوات الرصاص

Quote: هل لان الانقلابات هى مفتاحنا لحل ازماتنا التى طالت وامتدت بعمر الاستقلال؟ علينا ان نفكر فى صيغة اخرى[/ االأستاذة سلمي ..بالفعل .فالإنقلابات العسكرية هي قمة التخلف ...ويجب رفض كل انواع الإنقلابات العسكرية و مهما رفعت من شعارات فهي كاذبة ومضللة.. ويكيفينا ضياع 50 سنة هدرا من استقلال البلاد نعم يجب البحث عن صيغة حضارية لتغيير شؤوننا السياسية

---

Post: #39 Title: Re: 19 يوليو1971 ........... من ذاكرة صبية Author: سلمى الشيخ سلامة Date: 07-15-2007, 07:47 PM Parent: #36 يجب البحث عن صيغة حضارية لتغيير شؤوننا السياسية اخى عمر عبد السلام تحياتى ماذكرته هو مانحتاجه لكن اين الالية التى تحرك ذلك ؟ لدينا امية فاقت التسعين بالمئة الان لدينا فقر يعم كل ارجاء الوطن لدينا جهل (يغنى عن كل علم ) ومشكلات تنمية ومشكلات بلا حصر ولا عدد لدينا ذهنية باتت الان من اعتى الذهنيات فى المنطقة ميلا للعنف وفوق كل ذلك غياب الكادر الذى يمكن ان يقود تلك العملية التى نرومها جميعا وبدون تنمية حقيقية نظل فى مكاننا هذا لملايين السنوات فالتنمية هى مخرجنا الحقيقى الى غاياتنا تنمية متوازنه فالازمة لم تعد شمال وجنوب او شرق وغرب بل عادت تشمل كل الوطن حتى الوسط الذى كان نسبيا احسن حالا لكنه الان فى نفس مستوى كل الانحاء الاخرى والشمال لا تسال عنه فهو اسوا من كل جنوب وال... القائمة تطول يا صديقى كل هذه الاعتبارات ان لم نضعها فى الحسبان سنظل اولئك الرافلين فى ثياب الفقر والعوز والانقلابات الت تسعى الى جرنا الى الخلف بكل ما اوتيت لان العسكر واسفة لما اقول يفهمون لغة واحدة يشتركون فيها جميعا ولك الاحترام

---

Post: #40 Title: Re: 19 يوليو1971 ........... من ذاكرة صبية Author: بكري الصايغ Date: 07-19-2007, 09:18 AM Parent: #39 فـوق، احـياءآ للذكـري السادسـة والثلاثيـن عـلي حـركة 19 يوليـو 1971.