الزمن في القصائد

الزمن أمر مهم لهذا أحب مراقبته في كتابات الآخرين..أحب أن ألاحظ طولها وقصرها لأقدر كم من الزمن أستغرق كاتبها لإنجازها.وهذا طبعا ليس مقياسا لجودتها .. الكتابة القصيرة أحيانا كثيرة أوقع .. والأحداث التي تستغرق وقتا قصيرا قد نستغرق وقتا طويلا جدا مثأثرين بنتائجها, لقد إستغرق قصف هيروشيما وقتا قصيرا جدا.. ولم يستغرق إنهيار برجي مركز التجارة العالمي وقتا كالذي لزم لتشيدهما.!

وبعد,
مراقبة الزمن في القصائد والمفاجآت التي يحدثها الحديث عنه أمر جميل أيضا ,في الsound track للفيلم الأمريكي kill bill هناك أغنية بطلها الزمن
والقصيدة في الأغنية قصة تحكي عن زمنين مختلفين ماضي ومضارع ,القصيدة جميلة جدا و أجمل ما فيها اللازمة التي تأتي في آخر المقاطع الثلاثة للقصيدة ففيها مفاجأة القصيدة, حيث يحدث تغيير طفيف في المفردات و تغيير كبير في المعني
أقرأوا معي


I was five and he was six
We rode on horses made of sticks
He wore black and I wore white
He would always win the fight

Bang bang, he shot me down
Bang bang, I hit the ground
Bang bang, that awful sound
Bang bang, my baby shot me down.

Seasons came and changed the time
When I grew up, I called him mine
He would always laugh and say
"Remember when we used to play?"

Bang bang, I shot you down
Bang bang, you hit the ground
Bang bang, that awful sound
Bang bang, I used to shoot you down.

Music played, and people sang
Just for me, the church bells rang.

Now he's gone, I don't know why
And till this day, sometimes I cry
He didn't even say goodbye
He didn't take the time to lie.

Bang bang, he shot me down
Bang bang, I hit the ground
Bang bang, that awful sound
Bang bang, my baby shot me down...
______________________
Artist: Nancy Sinatra

جدية الفعل تختلف في كل لازمة باختلاف الزمن
ففي اللازمة الأولى كان مهما لحبيبها أن يربح القتال رغم أنه لعب هي لم تكن تهتم لذلك ربما أمتعها أن يصوب نحوها مسدسه لقتلها فالحب في بداياته و هي بدت منتبهة للحب أكثر من اللعب
ثم عندما يمر الزمن و تمتلكه يبدو الفعل باهتا فهو ذكرى قديمة و مضحكة لكليهما ثم تأتي نهاية القصة عندما يغادرها حبيبها فجأة(لاحظ لجمال قولهاHe didn't take the time to lie) حتى الكذب يحتاج أن ننفق فيه بعض الوقت
هذا الهجر المفاجئ سيجعل اللعبة القديمة حاضرة و حية و أقوى من المرتين السابقتين فهذه المرة سيرديها قتيلة بحق
جميل جميل جميل
سأحكي لكم أكثر عن فرجتي على الزمن في الكتابة فانتظروني

الست فيروز عندها أغنية حبيبةالى قلبي بها نفس المدرسة ,زمنين ماضي ومضارع إسمها( شادي)
أجمل ما في هذه المدرسة أن هنالك دائما مفارقة لا يخبرك عنها الكاتب بل تكتشفها أنت المتلقي ..فتغمرك نشوة جميلة عند إكتشافك لها
في الأغنية السابقة اللازمة كانت مركز المفاجآة فهي تحمل معنى مختلف في كل مرة كما لاحظتم..
في (شادي) المفاجآة كلها في السطر الأخير ..

من زمان أنا وصغيرة
كان في صبي
يجي من الأحراش
نلعب أنا وياه
كان إسمو شادي
أنا وشادي غنينا سوا

لعبنا عالتلج ركضنا بالهوا

وفي يوم من الأيام ولعت الدني
ناس ضد ناس
علقو بها الدني
وصار القتال
يقرب عالتلال

المهم عندما حدث هذا ذهب شادي ليرى ماذا يحدث ,والجميل أن القصة تحكى بلسان الطفلة وببرأتها بالرغم من أنها ناضجة الآن إلا أنها تحكي كأنها لازالت البنت الصغيرة التي تلعب مع شادي..ومنذ ذلك اليوم لم ترى الطفلة شادي ثم:

التلج إجا
وراح التلج
عشرين مرة
إجا وراح التلج
وأنا صرت أكبر
وشادي بعدو صغير
عم يلعب عالتل..!



________________________
ملحوظة: الكلمات كتبتها حسب سماعي لها و الأخطاء محتملة و لكنها ليست كبيرة لدرجة الإخلال بالمعنى

الخالب في أغنية الست, صورة شادي التي يتم رسمها منذ بداية القصيدة ومن ثم تضاف إليها التفاصيل لتصبح أوضح فأوضح .. الراوية بالرغم من أنها أساسية جدا في الحكاية إلا أن الشخصية المحورية هي شادي الذي جمدت ملامحه عند لحظة إختفائه .. فبالرغم من مرور عشرين عام لا زال شادي هو الصورة الأخيرة التي خلفها قبل إختفائه .. طفل صغير يلعب عالتل