البعث السوداني: والموقف من العدوان الاسرائيلي علي لبنان

البعث السوداني: والموقف من العدوان الاسرائيلي علي لبنان


07-21-2006, 05:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=271&msg=1183887236&rn=6


Post: #1
Title: البعث السوداني: والموقف من العدوان الاسرائيلي علي لبنان
Author: altahir_2
Date: 07-21-2006, 05:45 PM
Parent: #0


مؤشرات مقترحة للموقف من العدوان الاسرائيلي علي لبنان

+ المواجهات العربية مع اسرائيل بدأت منذ عام 1948، اي منذ فرض وجودها اللاشرعي علي الامة العربيه ولن تنتهي الا بمعالجة اصل المشكله. لذلك فأن المعركة الحالية استمرار لمواجهات سابقه سواء استمرت في شكلها الساخن لفتره او انتهت اليوم. من هنا ضرورة ان تخاض هذه المعركه بما يجعلها جزء من استراتيجية سليمة لمعالجة اصل المشكله.

ان خروج العرب مهزومين من كافة المواجهات الكبري مع اسرائيل يعني ان هناك قصورا لدي الجهات التي تولت قيادة هذه المواجهات في مراحلها المختلفه. يهمنا من هذه الجهات تلك التي ننتمي اليها وهي قوي التغيير والتقدم. هذه القوي طرحت نفسها كبديل للقوي والانظمة التقليديه منذ الخمسينيات وتولت فعليا قيادة المواجهات ضد الكيان الصهيوني حتي السبعينيات.

انطلاقا من هذا الفهم نقترح النقاط التاليه كأساس لاتخاذ الموقف الصحيح في المواجهة الراهنه:

+ الادانة المطلقة والكاملة للعدوان الاسرائيلي ودعم كافة الجهود الرامية للتصدي له وايقافه. بصرف النظر عن السبب المباشر للعدوان وحتي اذا قبلنا ان اسر الجنديين بواسطة حزب الله هو السبب، فأن علينا ان نتذكر دائما أن اسرائيل غير قادرة علي التصرف بغير هذه الطريقه البربريه لان هذا تعبير عن طبيعتها. نتذكر دائما ان كافة تصرفاتنا الراهنه والمرحليه يجب ان تصب في اتجاه المعالجة الجذريه لاصل المشكله علي المدي البعيد.

+ الخطوط العريضة لهذه المعالجه تقوم علي استعادة الشعب الفلسطيني لكافة حقوقه في ارضه قبل وبعد 1948 بتهيئة العوامل الايلة الي اقامة دولة ديموقراطية علمانيه يعيش فيها العرب واليهود بما في ذلك من يختار البقاء من غير سكان فلسطين الاصليين. هذا ممكن علي المدي التاريخي اذا ركزنا جهودنا علي تهيئة العاملين الاهم من غيرهما وهما تقوية بنية الدول العربيه والتأثير علي التوازن الدولي بما يقلل من الهيمنة الامريكية عليه.

+ علما بان هيمنة القطب الواحد امر غير طبيعي وسينتهي حتما، فأن العامل الاول هو الاهم لانه ذاتي كما انه اضحي قابلا للتحقيق اكثر من اي وقت مضي. ان نقطة الضعف الرئيسية في ضعف بنية الدول العربيه قد اتضحت بما لايدع مجالا للشك وهي فشل النخب العربية التقليدية والحديثه في اقامة انظمة ديموقراطيه لانها الوسيلة الوحيدة لاحياء المجتمعات العربيه كشرط لذلك. فالدرس الاكبر الذي اثبته انهيار المعسكر الاشتراكي وقبل ذلك فشلنا امام اسرائيل وازاء مهمات التنمية والنهوض، هو الارتباط الوثيق بين الديموقراطيه وقوة الدول ككيانات سياسيه واقتصاديه.

+ في هذا الاطار يظهر الدور المحوري لقوي التغيير والتقدم. فبالرغم من تاريخها الطويل والتضحيات التي قدمتها والانجازات التي حققتها ومن بينها محاولات بناء جيوش قويه لمواجهة اسرائيل، الا ان اهمالها لقضية الديموقراطية السياسيه ساهم في قتل روح المجتمعات واقصاء الشعوب عن المشاركة في السلطه بالرقابة عليها. وينعقد الاجماع الان علي ان نجاح العامل الخارجي الاسرائيلي والامريكي والغربي عموما في التاثير السلبي علي الاوضاع الداخليه والاخفاقات الكبري التي تعرضت لها الانظمة والحركات التقدميه الناصرية والبعثية والماركسيه، هو افتقار شعوبنا الي الوعي الديموقراطي .

+ هذه الاخفاقات شكلت احد العوامل الرئيسية في نمو الحركات الدينية الاسلاميه ونجاحها في تأسيس وقيادة حركات مقاومه فعاله ومن الطبيعي علي هذا الاساس ان تحدد هي مواعيد ومجالات المواجهة مع اسرائيل تماما كما كان يحدث ابان قوة الناصريه اوالبعث او غيرهما من قوي التغيير. ومهما كان اختلافنا الفكري والسياسي مع هذه الحركات وحتي فيما يتعلق بالتوقيت للمعركة الحاليه، فأن هذه معارك لايمكن ان نتخلف عنها ولكننا ندخلها بوعي وعيون مفتوحه مستفيدين من تجارب الماضي.

اول واهم هذه الدروس هو عدم التخلي عن هدف تنمية الوعي الديموقراطي بالتنبيه الي ان المعركة ضد اسرائيل ساخنة كانت او بارده هي جزء من معركة التقدم العام وهذه لن يتحقق فيها شئ اذا لم تلتزم قياداتها اسلامية كانت او غير ذلك بقضية الديموقراطيه. وبرغم ماخذنا علي الحركات الاسلامية في هذا الصدد لاسيما من واقع تجربتنا في السودان، فأننا نلاحظ بقدر من التفاؤل تغييرات جزئية تطرأ في هذه الخصوص لدي حماس وحزب الله ممثلة بقبولهما المشاركة في العملية السياسية الانتخابيه بعد ان كانا يرفضانها.

+ في نفس الوقت فأننا نظل منتبهين الي الحقائق التاليه حول حزب الله:

اولا : الحزب ينشط خارج نطاق الدولة اللبنانيه نظرا لظروف تاريخية معينه. وبما ان الحكومة الحالية منتخبة ديموقراطيا وحزب الله ممثل فيها وفي برلمانها فأن التنسيق معها لابد منه. واذا كانت ضرورات السرية قد اقتضت غير ذلك في بداية المعركه فان ذلك مطلوب الان خصوصا وان مرحلة المفاوضات قادمة حتما. فالولايات المتحدة التي تضع العراقيل في وجه وقف اطلاق النار حاليا لتمنح حليفتها فرصة تحقيق اهدافها بالقوه، حتي لو ادي ذلك الي تدمير لبنان بعد ان بدأ يسترد عافيته من الحرب الاهليه، ستضطر الي ذلك اجلا او عاجلا تحت ضغط الرأي العام العام العالمي وحتي داخل امريكا واسرائيل.

ثانيا: ليس سرا ان حزب الله مدعوم منذ نشأته من قبل سوريا وايران وان قاعدته الشعبيه شيعيه حصرا. وفوق ذلك فأنه ، بعكس الشيعة العراقيين، ملتزم بنظرية ولاية الفقه الخمينية الايرانيه التي تجعل من المرجع الديني الاعلي، اي خامنئي حاليا، السلطة الدينية والدنيوية النهائيه. والمعروف ان من بين القاب الشيخ حسن نصر الله، الامين العام لحزب الله، انه " الوكيل الشرعي لاية الله علي خامنئي في لبنان " وفي بيان للحزب بتاريخ 16 فبراير 1985 ورد ان الحزب " ملتزم بأوامر قيادة حكيمة وعادلة تتجسد في ولاية الفقيه وتتجسد في روح الله اية الله الخميني ". هذا امر لابد من حوار صريح حوله.

+ الخلاصة اننا في الوقت الذي ندعم فيه المعركة الحالية بكل قوانا فأننا مدعوون للتخلص من الشعار الذي صاغته احدي قوي التغيير الرئيسيه وهي الناصريه والتزم به بعد ذلك النظامان البعثيان في العراق وسوريا والحركات الاسلامية نفسها وهو شعار " لاصوت يعلو فوق صوت المعركه " لان المعني العملي لهذا الشعار في معركة ممتدة مع اسرائيل طوال هذه السنين هو اقفال المجال امام اي نقد مهما كان سليما وضروريا لنجاح المعركة نفسها وبالتالي تكريس المناخ الاستبدادي المانع للمشاركة الشعبيه والمعطل لنمو الوعي الديموقراطي. لذلك فهو شعار ترحب به حكومة السودان وحزبها المؤتمر الوطني ومثيلاتها من الانظمة والحركات اللاديموقراطيه لانه يتيح لها تحقيق شعبية رخيصه بركوب موجة الغضب الشعبي علي اسرائيل وامريكا والمزايده في الوطنيه والعداء لامريكا كما فعل المشير البشير.

مكتب الاعلام الخارجي

البعث السوداني

17 يوليو 2006

Post: #2
Title: Re: البعث السوداني: والموقف من العدوان الاسرائيلي علي لبنان
Author: هاشم نوريت
Date: 07-21-2006, 09:40 PM
Parent: #1

اهلا بعودة الطاهر2 ولمزيد من القراءة ولى عودة ان شاء الله

Post: #3
Title: Re: البعث السوداني: والموقف من العدوان الاسرائيلي علي لبنان
Author: Abureesh
Date: 07-21-2006, 10:06 PM
Parent: #2

Quote: والاخفاقات الكبري التي تعرضت لها الانظمة والحركات التقدميه الناصرية والبعثية والماركسيه، هو افتقار شعوبنا الي الوعي الديموقراطي .




وما عليكـم إذا لم تفهـم البقــر!! (موش كدا)

الطـاهــر،
طيب ما تطرحـوا الثقـة فى الشعـوب دى وتريحـونـا منها ياخ.



قصــة عجييييييييييييييييييبــة خلاص.

Post: #5
Title: Re: البعث السوداني: والموقف من العدوان الاسرائيلي علي لبنان
Author: altahir_2
Date: 07-22-2006, 01:10 PM
Parent: #3

عزيزى الفاتح ابو الريش
تحياتى
قلت:

وما عليكـم إذا لم تفهـم البقــر!! (موش كدا)

Quote: الطـاهــر،
طيب ما تطرحـوا الثقـة فى الشعـوب دى وتريحـونـا منها ياخ.



قصــة عجييييييييييييييييييبــة خلاص.

الاعجب منها فهمك المجزئ للنقطة على صيغة لا تقربوا الصلاة
فضلا هل قرأت هذه الجزئية بروية ربما تجد فيها فهما مخالفا

Quote: + في هذا الاطار يظهر الدور المحوري لقوي التغيير والتقدم. فبالرغم من تاريخها الطويل والتضحيات التي قدمتها والانجازات التي حققتها ومن بينها محاولات بناء جيوش قويه لمواجهة اسرائيل، الا ان اهمالها لقضية الديموقراطية السياسيه ساهم في قتل روح المجتمعات واقصاء الشعوب عن المشاركة في السلطه بالرقابة عليها. وينعقد الاجماع الان علي ان نجاح العامل الخارجي الاسرائيلي والامريكي والغربي عموما في التاثير السلبي علي الاوضاع الداخليه والاخفاقات الكبري التي تعرضت لها الانظمة والحركات التقدميه الناصرية والبعثية والماركسيه، هو افتقار شعوبنا الي الوعي الديموقراطي .

Post: #4
Title: Re: البعث السوداني: والموقف من العدوان الاسرائيلي علي لبنان
Author: altahir_2
Date: 07-22-2006, 12:59 PM
Parent: #2

عزيزى هاشم نوريت دابايوا
انتظر عودتك الله يسلمك من كل شر.

Post: #6
Title: Re: البعث السوداني: والموقف من العدوان الاسرائيلي علي لبنان
Author: Nasr
Date: 07-22-2006, 01:18 PM
Parent: #1

حزب البعث السوداني دا ياهو ذاتو حزب البعث العربي جناح السودان؟ ناس ميشيل عفلق وصلاح جديد, وناس بدر الدين مدثر؟
السؤال دا إستفهام وليس إستنكار

Post: #7
Title: Re: البعث السوداني: والموقف من العدوان الاسرائيلي علي لبنان
Author: altahir_2
Date: 07-22-2006, 01:49 PM

Nasrالاخ

حزب البعث السودانى ليس المعنى
كنا ضمن منظومة واحدة حتى العام 1997 وبعدها لاسباب كثيرة اصبحنا تنظيمين
حزب البعث السودانى ويقوده الرفيق محمد على جادين وهذا الحزب قطع علاقته ببغداد
واصبح مركزا سودانيا مستقلا بينمااحتفظ التنظيم الاخر بأسم حزب البعث
العربى الإشتراكى وبعلاقته بها. وربما تجد كثيرا من البوستلت التى تناولت هذه
المسالة فى الارشيف.
مودتى
ضياء الدين ميرغنى

Post: #8
Title: Re: البعث السوداني: والموقف من العدوان الاسرائيلي علي لبنان
Author: altahir_2
Date: 07-23-2006, 08:22 PM
Parent: #1

up

Post: #9
Title: الصراع العربي الإسرائيلي وشرط الديمقراطية : محمد علي جادين
Author: altahir_2
Date: 08-08-2006, 04:35 AM
Parent: #8

الصراع العربي الإسرائيلي وشرط الديمقراطية
العدوان الاسرائيلي الجاري منذ اكثر من ثلاثة اسابيع على لبنان الشقيقة هو استمرار للمواجهات العسكرية والسياسية العربية الاسرائيلية منذ حرب 1948م التي فرضت وجود الكيان الاسرائيلي في المنطقة على حساب الشعب الفلسطيني بمساعدة مباشرة من قوى الاستعمار العالمي بقيادة بريطانيا وهذه المواجهات لن تنتهي الا بمواجهة المشكلة الاساس وهي حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على ارضه الوطنية ويشمل ذلك حق اللاجئين في العودة الى ديارهم المغتصبة والتعويض العادل عن خسائرهم المادية والمعنوية.



ومايجري الآن في الاراضي الفلسطينية ولبنان هو عدوان اسرائيلي بربري يجد دعم ومساندة الادارة الامريكية وبريطانيا بشكل خاص وذلك بهدف ارهاب الانظمة العربية والقضاء على حركة المقاومة العربية وتحطيم قدرات لبنان والسلطة الفلسطينية ومن ثم اجبار الانظمة العربية على قبول تسوية مذلة للصراع العربي - الاسرائيلي وفرض الهيمنة الامريكية الاسرائيلية على المنطقة ويساعدهما في ذلك تدهور الوضع العربي وعجز النظام الاقليمي العربي عن القيام باي دور ايجابي معاكس اضافة الى سيطرة القطب الامريكي الاوحد على مسرح السياسة الدولية واحتكاره لادارة الصراع العربي - الاسرائيلي منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي اي منذ اتفاق كامب ديفيد في 1979م وبالتالي ابعاد القوى الكبرى الاخرى عن التدخل في تطوراته.



هزيمة الانظمة العربية في كافة المواجهات السابقة طوال الخمسين عاما الماضية يشير الي قصور وعجز هيكلي في تركيبة القوى والانظمة التي تولت قيادتها، ويشمل ذلك القوى والانظمة التقليدية وقوى التغيير والتقدم التي طرحت نفسها كبديل لهذه القوى وانظمتها منذ بداية خمسينيات القرن الماضي.



وفشل هذه القوى الاخيرة وانظمتها (الوطنية والقومية التقدمية) في معاركها مع دولة الكيان الصهيوني، طوال العقود الماضية، يشكل احد العوامل الاساس لنمو واتساع حركات الاسلام السياسي في المنطقة وظهور حركات المقاومة المرتبطة بها منذ ثمانينيات القرن الماضي، من ضمنها حزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين.



وفي هذا الاطار يمكن القول ان حسم هذا الصراع لمصلحة قوى النهضة العربية يتطلب التركيز على عاملين مهمين هما: تقوية وتطوير بنية الدول العربية والتأثير الفعال في توازن القوى الدولي في اتجاه تفعيل دور القوى الكبرى الاخرى واضعاف السيطرة الامريكية على المسرح العالمي.



وبما ان العامل الثاني سينتهي حتما مع نمو وتطور القوى الاخرى، فان العامل الاول يصبح هو العامل الاكثر اهمية والحاحا ونقطة الضعف الاساس في بنية الدول العربية، كما هو واضح، تتمثل في فشل القوى التقليدية والحديثة، على السواء، في بناء انظمة ديمقراطية هي الوحيدة القادرة على تنمية المجتمعات العربية وتطويرها- فالدرس الاساس الذي اكده انهيار المعسكر الاشتراكي السابق وفشل الانظمة الوطنية والقومية التقدمية في احداث تنمية اقتصادية - اجتماعية حقيقية وفي مواجهة العدوان الاسرائيلي، الدرس الاساس في كل ذلك يتمثل في الارتباط الجدلي بين الديمقراطية والتنمية والحرية وقوة الدولة ككيان سياسي اقتصادي. اذ بالرغم من الانجازات الكبيرة التي حققتها التجارب الناصرية والبعثية والاشتراكية والقومية وغيرها في مجالات البناء الاقتصادي الاجتماعي وبناء جيوش قوية لمواجهة اسرائيل الا انه فرض انظمة استبدادية بحجة مواجهة اسرائيل وقضايا البناء الوطني، كما حدث في مصر والعراق وسوريا والجزائر واليمن وليبيا والسودان وغيرها، الا ان ذلك ساهم بفعالية في قتل روح الشعوب العربية وابعادها عن المشاركة في تقرير مصيرها وساهم بشكل خاص، في اضعاف هذه الانظمة وانهزامها امام اسرائيل والقوى الدولية المساندة لها.



غياب الديمقراطية اذن هو الذي ادى الى الاخفاقات الكبرى والنكسات القاتلة التي تعرضت لها قوى التغيير والتقدم في المنطقة العربية بكافة تياراتها: الناصرية والبعثية والقومية والماركسية والوطنية وهذه الاخفاقات ظلت تشكل العامل الرئيس في نمو حركات الاسلام السياسي في المنطقة وفي مقدمتها حزب الله وحركة حماس وايا كان تقديرنا وموقفنا من هذه الحركات فانه لايمكن التخلف عن دعمها ومساندتها في مواجهتها الفعالة في المعركة الجارية الآن في فلسطين ولبنان ولكن يجب ان يتم ذلك بوعي كامل وعيون مفتوحة على تجاربنا السابقة ودروسها المهمة.



وهنا يبدو ان اهم دروس التجارب السابقة يتمثل في عدم التخلي عن شرط تنمية الوعي الديمقراطي، بحكم ارتباط المواجهة مع اسرائيل بقضية النهضة العربية العامة وهذا يتطلب من قيادات حركات الاسلام السياسي وقوى التغيير والتقدم، على السواء، الالتزام بهذا الشرط وهنا لابد من الاشارة الي تطور ملموس في هذا الاتجاه وسط كافة هذه القيادات رغم بطئه ومحدوديته وخاصة وسط قيادات حركات الاسلام السياسي ومع ان حزب الله وحركة حماس قد ابديا تحركا ايجابيا بالمشاركة في الانتخابات اللبنانية والفلسطينية بعد ان كانا يرفضانها في الفترات السابقة فان واقع الحال يشير الى تردد وغموض يفتح الطريق للعودة السريعة من جديد لشعارات وسياسات ثبت فشلها وتصادمها مع حقائق الواقع وتطوراته العاصفة ومع كل ذلك يجب الانتباه الي الحقيقتين التاليتين، الاولى: ان حزب الله ظل يعمل خارج نطاق الدولة اللبنانية لاسباب تاريخية معروفة ومع تقديرنا لحقه كحركة مقاومة، في تحديد اشكال ومواقيت معاركه مع العدو الاسرائيلي، وان مشاركته في الحكومة اللبنانية المنتخبة وتطور العدوان الاسرائيلي الي عدوان شامل، كل ذلك يتطلب التنسيق والتعاون مع الحكومة اللبنانية والقوى السياسية الاخرى، خصوصا في مجالات العمل السياسي والدبلوماسي وفي مرحلة المفاوضات وبرنامج رئيس الوزراء اللبناني الذي طرحه في لقاء روما الاسبوع الماضي يشكل اساسا ملائما لتوحيد الجبهة الداخلية اللبنانية ولبناء جبهة عربية مساندة قوية.



وتزداد اهمية هذا التوجه مع تراجع امريكا للبحث عن قرار دولي بوقف اطلاق النار تحت ضغط صمود المقاومة ووحدة الشعب اللبناني وضغوط الرأي العام العربي والعالمي حتى داخل اسرائيل وامريكا وبريطانيا.



والحقيقة الثانية تتمثل في الدعم الواسع الذي يجده حزب الله من سوريا وايران وفي قاعدته الشيعية وارتباطه بنظرية (ولاية الفقيه) الخمينية التي تجعل من المرجع الديني الايراني السلطة الدينية والدنيوية العليا. وذلك بعكس غالبية شيعة العراق مثلا وقد ادى كل ذلك الى ظهور بوادر انقسام وصراع سني - شيعي كما هو واضح في مواقف الدول العربية الاساس ومراجعها السنية وتلك حقيقة لم تعد خافية ولذلك تتطلب حوارا صريحا وواضحا مع قيادة حزب الله يستهدف محاصرة هذا الانقسام وتوحيد الجبهة العربية والاسلامية وتطوير حركات الاسلام السياسي في اتجاه الديمقراطية.



خلاصة ما تستهدفه هذه المداخلة تتركز في ضرورة دعم ومساندة حركة المقاومة اللبنانية والفلسطينية في معركتها الجارية الآن بكافة اشكال الدعم والمساندة وذلك جنبا لجنب مع التركيز على شرط تنمية الوعي الديمقراطي والمشاركة الشعبية الواسعة، بعيدا عن شعارات (لاصوت يعلو فوق صوت المعركة) اذ ان ذلك يعني عمليا تكرار تجارب ثبت فشلها ومنع المشاركة الواسعة في معركة ممتدة وشاملة مع كيان تسنده الحركة الصهيونية وقوى دولية كبرى، وبالتالي تكريس مناخ القمع والاستبداد وقفل الطريق امام نمو وتطور الوعي الديمقراطي في البلدان العربية وهي شعارات ترحب بها الانظمة الاستبدادية العربية، التقليدية منها والحديثة على السواء، وذلك لانه يتيح لها ركوب موجة الغضب الشعبي على العربدة الاسرائيلية المدعومة من امريكا، دون المساهمة الحقيقية في المعركة الجارية، كما فعلت في التجارب السابقة. وبذلك وحده تفتح الطريق لبروز استراتيجية عربية جديدة تستفيد من تجارب الخمسين عاماً الماضية، بايجابياتها وسلبياتها، وتتوافق مع المتغيرات الدولية والاقليمية العاصفة الجارية في عالم الالفية الثالثة.·



محمد علي جادين

Post: #10
Title: Re: البعث السوداني: والموقف من العدوان الاسرائيلي علي لبنان
Author: altahir_2
Date: 08-13-2006, 05:54 AM
Parent: #1

up