وشوق النيل أكبر، فينساق وراء الدميرة ويتعجّلها فيسبقها ليوازي القيف وماهي إلا زلقة قدم حافية وتسقط السبايط على عكرة مياهه التي لاأشهى من شرابها إلا التمرّغ فيها ذات مساءٍ لا يحتمل وجود غيرك فيه وأنت تتوسط مياهه. أن أتواجد هناك في موسم كهذا كان كليلة قدر تمنيت فيها زيارة الجنة لبرهة فساقك الله وأراك نزلك على إمتداد محصور بين جبلٍ ونيل يغطيه بلا حزن تمر وجرائد نخل وجداول وبيوت نشأت بين جدرانها التي كان عليك (تلييسها) كل عيد ، فتصيغ حنّاه الأقدام منك والأيادي..والوجه،تِسود..ولاتتسخ. مابين مسار البركاوي وأكوندينا تعرّجات شريان الشمال الذي ينقطع مساره بعد دنقلا بمسافاتٍ وقبل دلقو المحس فيتركنا بلا بوصلة ندور لايجاد اتجاه الشمال فنوحل ولايغرقنا الهم وكأنّ الرمال بحر من التمهّل يمسك بتلابيب عجلتنا قبل الوصول. لاأظنها مهارة السائق بقدر ماهي رأفة الرمال.. نعبر البلاد التي ساد بنوها زمناً وتركوا سمرتهم على جبالها سواداً يغطيها ومبانٍ ماوجدت من يقدّسها ويحفظ تراثها فانهارت على اهمالها إلا ان أعمدتها مازالت مشرئبة نحو السماء تأبّى الانصياع للزمن وترفع قسم العنفوان وبقايا تماثيل تبسم في عيونها حتشبسوت وتبرق حواشيها. يؤرجحنا التعب فنصل مشارف دلقو والجريد يمد أصابعه مستقبلاً.. والنخل ينوء بمايحمل من ثقل التمور ليّن يتقاسمنا فيه الطير يضربه الهواء فيسقط مرهفه ويبقى عنيده متحدياً تسلّقات حاصديه فيهوي على اخضرار ونتلقفه من على علوّه فيمازج مذاقه قهوتنا تضيع في حلاوته وترسى نوبيتنا مابينهما.
_______ * موسم حصاد البلح.
Post: #2 Title: Re: فنتِن موكين أوانا Author: هاشم أحمد خلف الله Date: 10-02-2009, 10:00 AM
تماضر الف حمداً لله على السلامة منورة المنبر والله
Post: #7 Title: Re: فنتِن موكين أوانا Author: Mahir Mohammed Salih Date: 10-02-2009, 11:16 AM Parent: #2
Quote: فنتِن موكين أوانا
تماضر لك التحية والتقدير على إحيائك لهذا الحدث الجميل الذى يتكرر سنوياَ فى مثل هذا الوقت تحديداَ حيث يستعد الخلق من سكوت ومحس إلى التوجه لبلادهم فى مشاركة أهلهم فى حش البلح والرجوع غانمين بتلك التمرات الثمينات ،،
وأخال أن الكلمة الصحيحة هى ( موكرين ) حيث نطلق عليها فى السكوت وأيضاَ وردت فى أغنية مشهورة للفنان محمد عبدالرحمن إن لم أكن مخطئاَ:
يا سلام على البلد فى هذا الموسم سابقاَ وحالياَ ،، إنها أوقات فرح لا تنتهى أبداَ ،، يلتقى الأهل بعد طول غياب ،، حراك تجارى كبير ينتظم البلاد ،، يودع العرسان فيها أيام العزوبية الكئيبة ويتراقص القوم على وقع أنغام الطنبور والأورجات ،، تقام العزائم هنا وهنالك إما بما تيسر من القراريص وإما بزبح الكبش المربى أمام ناظريك .
يااااااه تماضر يا نخلة بلادى التى اباهى بها الكون حين اقرا اسمك بين الحضور تهلل بشائر الفرح ويهل خريفنا مبكر تسلمى يا عتيقة بى ارثك وفهمك واحساسك الوطنى الموكر حد الحشا كل سنة وانتى طيبة وكل سنة وانتى قمرنا قمر دورين تتلآلآى فى كل الامكنة شكرا مارقة من الجوف والتحايا عبرك لكل الاهل
Post: #20 Title: Re: فنتِن موكين أوانا Author: عبدالحافظ عثمان Date: 10-03-2009, 00:00 AM Parent: #19
العزيزه تماضر كل عام وانت بخير وكل عام وانت الخير كله
كل شى يرتفع سعره الا التمر فانه لا يرتفع بالرغم عن المجهود الذى يستمر عام كامل بالعنايه بالنخيل. لولاء الجنيات المن بدرى هاجروا لما تبقى اليوم احد يزع التمر( ويحشوا) ذى ما بقولوا فى البلد زراعة البلح وحشوا صار ارث اكثر من الفائده المرجوه مقارنه بالمجهود والاسعار التى يتحكم بها التجار وليس المزارعين.
Post: #22 Title: Re: فنتِن موكين أوانا Author: سيف بخيت موسي Date: 10-03-2009, 08:39 AM
تماضر الخنساء
صباحك خير
Quote: وشوق النيل أكبر،
شوقنا لرؤياك بيننا أكبر
Quote: أراك نزلك على إمتداد محصور بين جبلٍ ونيل يغطيه بلا حزن تمر وجرائد نخل وجداول وبيوت نشأت بين جدرانها التي كان عليك (تلييسها) كل عيد ، فتصيغ حنّاه الأقدام منك والأيادي..والوجه،تِسود..ولاتتسخ.
Quote: ويبقى عنيده متحدياً تسلّقات حاصديه
Quote: فيمازج مذاقه قهوتنا تضيع في حلاوته
لوحة بديعة سهلة الفهم عصية النسيان
Quote: ولو اني كنت بعمل العكس
بل أنت كنت تعملين الصاااح
سلامي وتحياتي
Post: #23 Title: Re: فنتِن موكين أوانا Author: حامد محمد حامد Date: 10-03-2009, 11:33 AM Parent: #22
Quote: نعبر البلاد التي ساد بنوها زمناً وتركوا سمرتهم على جبالها سواداً يغطيها ومبانٍ ماوجدت من يقدّسها ويحفظ تراثها فانهارت على اهمالها إلا ان أعمدتها مازالت مشرئبة نحو السماء تأبّى الانصياع للزمن وترفع قسم العنفوان وبقايا تماثيل تبسم في عيونها حتشبسوت وتبرق حواشيها. يؤرجحنا التعب فنصل مشارف دلقو والجريد يمد أصابعه مستقبلاً..
يا لروعة الوصف
موسم يظل خالدا فى ذهن كل من مر بتجربة ( فنتن موكرين اوان)...فلتسعدين وليسعد بك المكان
Quote: مابين مسار البركاوي وأكوندينا تعرّجات شريان الشمال الذي ينقطع مساره بعد دنقلا بمسافاتٍ وقبل دلقو المحس فيتركنا بلا بوصلة ندور لايجاد اتجاه الشمال فنوحل ولايغرقنا الهم وكأنّ الرمال بحر من التمهّل يمسك بتلابيب عجلتنا قبل الوصول. لاأظنها مهارة السائق بقدر ماهي رأفة الرمال.. نعبر البلاد التي ساد بنوها زمناً وتركوا سمرتهم على جبالها سواداً يغطيها ومبانٍ ماوجدت من يقدّسها ويحفظ تراثها فانهارت على اهمالها إلا ان أعمدتها مازالت مشرئبة نحو السماء تأبّى الانصياع للزمن وترفع قسم العنفوان وبقايا تماثيل تبسم في عيونها حتشبسوت وتبرق حواشيها
لا حول ولا قوة إلا بالله ... ينصر دينك تماضر
هتروك إنا فايي مللى أونا hutarouk inna faei mulle owna
تصويب:
إذا كان أقرب طريق لقلب الرجل هو معدته (كما يقولون) فإن أحسن طريقة لاصطياد النوبيين فى سودانيز اون لاين هو العنوان بلغتهم.
Post: #25 Title: Re: فنتِن موكين أوانا Author: ادهم عبد الرحمن نصر Date: 10-03-2009, 12:48 PM Parent: #24
تماضر
شكرا علي هذه الطلاوة التي تفوق البركاوي حلاوة
Quote: فنتِن موكين
Quote: فنتن موكرين
حسب رايي كاستاذ في اللغة النوبية الكلمتين صحيحتين
لكن لكل استخدام يختلف عن الاخر وفي هذا الموضع الاصح استخداما هو
Quote: فنتن موكرين
وجزر الكلمة (موك) وتعني حصاد التمر وايضا تعني الابحار
ايقا سوكمي موكا في تو سقروقو aiga sokemi mokka fi to siggirrogo
واستخدام موكين بالكسرة فقط مع حذف الواو (موكن) اقرب للنطق بالنوبية
يعني يرسولك مع الفجرية كده علشان تلم وتكسر اليابس من القشور سريع الاشتعال تحت الصاجات الكبيرة التي يتراقص من فوقها الكابات مع الصباحية كده مع الشاي ولا أطعم من هكذا لمّة ومذاق..
كل الود
Post: #38 Title: Re: فنتِن موكين أوانا Author: Adil Osman Date: 10-04-2009, 11:56 AM
Quote: وشوق النيل أكبر،
يا لهذا الحنان المعطوف على الحب والواضح كما النيل. النيل( الجاب الناس) والنخيل (العالية تتحدى الزمان) علامات خالدة خلود الحجر والجبل. شهدت النخلة مولد الحلم. وشادت النخلة السقوف. واطعمت النخلة. وأسكرت للقهوة بديل. واسكرت معصورآ نقيآ كما البلور. والنخلة أخت النيل وأمه وبنته وكاتمة اسراره.
عيد الحصاد ومهرجان الحياة. مكافأة الكدح والرعاية. والصحراء تنازع الناس على ملكية النخيل والنيل. والقمر يمسك القلم ويغمسه فى حبر القلب فيكتبنا. ويحرضنا على التأمل، وعلى الفعل.
شكرآ يا تماضر الخنساء حمزة.
Post: #39 Title: Re: فنتِن موكين أوانا Author: ادهم عبد الرحمن نصر Date: 10-04-2009, 01:50 PM Parent: #38
Quote: وعد آخر العنقود دعاء لاينقطع بدوام انتصاراتها على اللوكيميا
وكيف لا يا تماضر وهى تستظل باشجار النخيل وتشرب من مياه النيل وتأكل أطيب التمرات من قنديلة وأبيتى مودة وكوكولوة وبعض من الدوكونات والشروات ؟؟ لابد لها أن تقاوم .
أبوبكر يوسف ابراهيم، سلام على حروفك العطرة، كلماتك ذكرتني بصورة ألتقطت في الصباح الباكر ل زرزور التقطها ضيف زار بلدنا لأوّل مرّة وصحى من الدغش قبلينا وقيل انو أغنية أنا ياطير بشوفك فرحان وبتغني وحبيبك معاك وحبيبي غاب عنّي
رائعة الكاشف
قيلت في زرزورين شافهم الشاعر عبيد عبد الرحمن على ماأظن وكان قبليها في شكلة بينه وبين زوجته فشاف الزرزورين في عناق وحميمية وقارن أحوالهم معاه
أنا ياطير موله .. محزوناً لاني وحيد .. وحبيبي غايب آه يا طير .. وتاني علي مصايب من ادهى الغرايب .. لي اجمل حبايب صدوا .. وبعدوا مني
المسافة مابين الشوق وتلك البلاد ممشاها كالمسافة مابين القيف والرملة في موسم كهذا.. هشّة...تمشي وأنت تتخيّر الصلب من تحت أقدامك..خشية الانزلاق فمتر أو أقل إلى أسفل يفصلك عن ضحكة المياه والشقوق هناك تغريك بالنظر من خلالها تجد رأسك ملاصقاً لها ترفرف فوقه رايات فضولك وتخالك ترى دنيا غير التي تعيش وأنت في الحقيقة لاترى أبعد من ظلمة الرمال وضوء يخفت تدريجياً ولكنها رائحة النيل هناك تستدعي الحور وفتيات ألقين بكامل زينتهن في أزمان بعيدة كنّ قرابيناً لأساطير لو دامت لما قرأت أحرفي هذه. لا أخفيك.. كنت أتعمّد المشي على هشّ الرمال.. فلمغامرة الغرق هناك..لذّة لا يعادلها إلا انتشالك من بين ضحك وصراخ وأيادٍ كما العنّاب من أثر الحناء أخوات هنّ ورفيقات تقاسمت معن الأسرار والصوت الخفيض وفنون يفوز بها واحد أحد سميّناه مليكاً في زمنٍ آتٍ. تترافق ضحكاتهن مع اشارات الفجر الأولى لحمل الماء من النيل في زمنٍ خلا وصعود عسير على مدرجات القيف غالبا ما تنكشح نص الموية في المسير هذا ان كانت أولى جيّاتك ودائماً ماتصل كما عبأتها إن كنت من تعوّد على الشغلة دي وياجمالها من شغلة لها المحبّة التي لاتنقطع تلك البلاد.. ولك مثلها.
ياعادل إنّه النيل الذي يغار على التمرات فيستنهض الدميرة لتحمله في حشاها وتنزله منزل صدق على أطراف الجريد ليعانق النخيل في أواخر سبتمبر ويستقبل معه أكتوبر وتشهد مياهه مراسم تتويج شهداء الشهر الأحياء، وتتشابى الموجات لتنعم بغسل تمرات أشبعت الطير فهاجر بزادها حدّ المسافات القصيّة.. فلا يستطعم بعدها .. غيرها.. فيصوم مواسماً ممنّياً نفسه بالعودة.. ألا ليت لي أجنحة وحر..فضاء.. لأعود وقتما أشتهي.
العزيزة تماضر لارض النوبة بشمال السودان ولعطائها الفذ للسودان من ابناء اخيار واجلاء وعظماء ازدان بهم جيدالوطن وازدان بهم الوطن امثلة عزيزة وكثيرة لانقدر ان نعددها بل نعد منها علي سبيل المثال ويمتد العطاء الطيب ومن احلي امثلته التمر ذلك الثمر الطيب المحبب والذي يتدلي من النخل تلك الشجرة التي ورد ذكرها في القرآن وفي احاديثنا وذكرياتنا واغانينا ونهز علي جزع النخل فيتدلي رطبا جنيا ثم لماذا ذكرنا بوستك باثنين من المبدعين من ابناء ارض النوبة المعطاءة وهما الاستاذ الشاعر والاديب والصحفي سليمان عبد الجليل والفنان القادم من توتي الجزيرة العظيمة الخضراء النوبي حمد الريح في اغنيتهما التي تمتلي بالحنين والاشواق للارض والجزائر والنخيل والريح ودعوة للاستماع اليها بتسجيل قديم قدم .....الذكريات ....وقدم شجرة النخل ...وقدم الحنين والاهل
يالاسمك ذيّك تمام، مطر كيفنك وكيف حال المدينة التي مابتنوم خالس والاسكندرية وبحرها الطاعم ومالح فلتعلم، أن تلك الليلة بمنزل أجملنا منى خوجلي لازالت تسكن الذاكرة وصديقك الذي ضمّن عوده البلاد التي ننتمي إليها وغنّى فرقص داخلنا النخيل وتساقط البلح على الكفوف مع كل صفقة لازال والقسم بصوته العذب يقيم مقام الأجمل على الصفوف الأولى من الذكريات فله التحايا النواضر ولحمد الريح ونخله منا تعظيم انسجام وخشوع تام.
Quote: دميرا كيرن بيلكي قيوشنا آير السنة اركونا فنتي سبوشنا
كل عام والنوبة بخير
Post: #88 Title: Re: فنتِن موكين أوانا Author: ابوبكر يوسف إبراهيم Date: 10-14-2009, 08:52 AM Parent: #86
Quote: وأنت في الحقيقة لاترى أبعد من ظلمة الرمال وضوء يخفت تدريجياً ولكنها رائحة النيل هناك تستدعي الحور وفتيات ألقين بكامل زينتهن في أزمان بعيدة كنّ قرابيناً لأساطير لو دامت لما قرأت أحرفي هذه. لا أخفيك.. كنت أتعمّد المشي على هشّ الرمال.. فلمغامرة الغرق هناك..لذّة لا يعادلها إلا انتشالك من بين ضحك وصراخ وأيادٍ كما العنّاب من أثر الحناء أخوات هنّ ورفيقات تقاسمت معن الأسرار والصوت الخفيض
[green]الخنساء المرهفة النبيلة أعرف للنيل في نفسي كلاماً فهو يوحي إلى أن أجدد في أمال قلبي كأمواجه لكيلا نمل فنيأس .. تتحرك في وجداننا الكلمات كما التي إقتبستها من بوحك لأخينا جلال ، هكذا ما بأنفسنا مثل تيار النيل ، تحرك ، تحرك في إعتمالات أنفسنا أمواج النيل حتى لا تركد مياهه فتفسد ، تتوسعين في جُرس الكلمات كما هي أعماقك التي تبحر وتبحر ؛ فنبحر في جوك الحر و تياراتك التي تشبه رياحي لئلا تسكن فتهمد .. أتابع الدفق
أبوبكر، سلام على روح تحمل خصال الأمواج متجدّدة، تنثر اللؤلؤ وتحفظ الأسرار تغسل الهم والحزن مدّها فيض وعكسه خير تعانق الرمال في كل لقاء ولا تفارق إلا لتعود
Post: #92 Title: Re: فنتِن موكين أوانا Author: Adil Osman Date: 10-18-2009, 11:12 PM
فى قووقل ايرث وجدت هذه الصورة بعنوان ( سادن كورتا من جبل دلقو) بعدسة محمد صالح احمد.
Post: #93 Title: Re: فنتِن موكين أوانا Author: احمد محمد بشير Date: 10-18-2009, 11:50 PM Parent: #92
أحلي بوست بنكهة "فنتي" بلادنا شكر يا تماضر علي فتح هذه النافزه التي نستنشق بها عبير جروفنا و نخيلنا من دلقو... ________ شاي كوجي توقيل دوكا فنتين كسكا توقيلا.. ايكاقلي كا جلي تاني.. ملي نيرا فيجيلا... ________
تماضر سأرفد بوستك الطاعم هذا ببعض مما كتبت فى موقع قريتنا وربما فى هذا المكان فى زمن مابحلقتين فقط من تلك الفنتيات ،، وأن أردتى المذيد منها فليس لدينا مانع فى ذلك ،،
فإليك الحلقة الأولى منها:
Quote: الفنتيات - 1
محكككككككككككككمة - قييييييييام - جللللللللوس
وكيل النيابة يتقدم فى إستجواب المتهم :
حضرات السادة القضاة والمستشارين ، لقد قمنا ببحثنا فى كافة جوانب هذا الأمر وقمنا كذلك فى تفتيش كل ركن من أركان منزله بل لقد حرضت القوة المصاحبة فى إستعمال الأدوات الحادة لفلفلة وتشريط المراتب والمخدات ، ورفعنا المفارش فى دواليب الصالون الخارجى والداخلى وكذا دواليب غرف النوم ولم نجد شيئاَ ذى بال ، وعند الإستجواب إرتبك هذا المتهم الماثل أمامكم إرتباكاَ شديداَ وقال لنا كلاماَ غير مفهوم وطنطنات لم نعرف كنهها ، وتحت الضفط الشديد خارت قواه وإعترف لنا بجرمه المشهود والذى بسببه يقف أمام عدالتكم اليوم .
قال أنه إستلقى يوماَ فى سريره غير عابىء بما حوله وسرح بخياله بعيداَ بعيداَ فى رحم التاريخ ، وهل السرحان والتخيل جرم فى عرفكم ؟؟ وأصبحت أرى الأشياء والأحداث والأشخاص وكأنها أمامى فى شاشة بلورية ، ذلك على مد البصر صف أشجار النخيل لا أعلم أين مبتداه قد يكون من توشكى وإلى أين منتهاه ربما فى عقولة أو كوسى كونجا ، وكأنك تنظر من خلال منظار تظهر صغيرة هنالك ولكنا نراها فى مستوى نظرنا فى قبان فينتين تو باسقة وارقة مخضرة مثمرة تتدلى صبيتتها حاملة السبو والأوركج من قنديلة وأورمدينة ودوكنة وجاواَ وبعض من الكوريه ، وربما أننا فى شهر يوليو الآن حيث أننى لم إستطع الفرز إن كانت تلك الثمرات من شاكلة الأوركاج أو نضجت وأصبحت فينتى سما ، يا لهذه النبتة الملائكية فغير أنها تتطعمنا بما تحويها من كافة العناصر الهامة لإحتياجات الجسم البشرى والحيوانى حيث يقولون أن التمر غذاء كامل الدسم لذا فإنه أول شىء يدخل بطن المسلم بعد صوم يوم كامل ، فغير ذلك فإنها تمد أهلنا بجميع إحتياجاتهم الضرورية فى حياتهم المعيشية .
ألم نستعمل جريدها الكبير فى الدوكسيد ( التعريش ) حيث نستظل تحتها فى بيوتنا ؟؟ ألم يدخل كذلك مع الأسيد ( بواقى جزع القمح ) فى عمل السيليتى ( ما يعمل به الراكوبة ) وذلك لإعطائه القوة اللازمة فى الإنتصاب ومقاولة الرياح ؟؟ ألم يدخل كذلك فى صناعة العناقريب الكبيرة التى لم نجد مثيل لها حالياَ والتى كانت تحمى أهلنا من أوجاع الظهر والمفاصل ؟؟ وكذلك ألم نستعمل جريدها الصغير فى عمل الأورتيرين كيرى ( حظيرة الغنم ) وكذلك إستعماله كـ ديتيه ( وقود ) مع أخيه الهاروو حيث لم تطفىء مواقدنا إلا عند الهجيع ليلاَ ؟؟ ألم يكن الجريد اليابس منه والأخضر أداة تأديب وتربية لمدرسينا وأهالينا وهم يرصعون به كل من يخرج من حدود الأدب وكل من يهمل واجباته ؟؟ ألم نكن نلعب الطوطحنية ( المرجيحة ) بالجريد الأخضر بعد شقه نصفين طولياَ وهو مازال معلقاَ فى نخله وتحت ظلال طبيعية وارفة ، ألم نكن نلعب التاب والكونيسة ( لا أعرف إسميهما بالعربى فعزراَ ) بعد تقطيع الجريد إلى قطعات متساوية صغيرة ، أى جريد هذا الذى يظلننا ويحمى ظهورنا وبهائمنا وينضج إدامنا ويحسن تربيتنا ويلهى أطفالنا.
أيا هذا هل جننت ؟؟ هل إنتهيت ؟؟ يرفع عقيرته هذا الشرطى .
فيقول متهمنا الماثل أمامكم ، كيف إنتهى ؟؟ وهل أنا بدأت أصلاَ ، فإننى لم أفرغ إلا من عطاء عضو واحد من عطايات هذه النبتة الملائكية فلا تستجعلوا هلاكى ، إسمعتم بالأومبو ؟؟ إنه الجسم الرئيسى للنخل ، إنه إتكائته السرمدية ، إنه الصمد الذى لا يجزعه لا الرياح ولا الهبوب ، إنه يكيف نفسه كيفما شاء ، إن شاء وقف لا يلوى على شىء ، وإن شاء مال على راحته وكأنه يريد أخذ نفس من طول الوقوف ، وإن شاء يطول وكأنه يعانق السماء ، وإن شاء يمكث فى الأرض رافضاَ بث الحياة فى نفسه ، وإن شاء هوى على الأرض من طوله غير عابىء بلذة الحياة ،،
رفعت الجلسة مؤقتاَ لضيف الوقت على أن يعاود الإنعقاد فى أقرب فرصة ممكنة ..........
ماهر محمد صالح
وهذه هى الحلقة الثانية من الفنتيات :
Quote: إنه الأومبو كما قلنا لكم فى الحلقة الماضية ، إنه الحياة التى تربط أسفل النخل بأعلاه ، إنه من يحمل الأمباج فى إضلاعه حتى يسهل للناس طلوع النخل حتى أعلاه ، إنه من يبث فينا الروح حتى بعد خروج روحه نفسه ، فقد نأخذه بعد تشذيب جسمه من الشوائب فى أعلى بيتواتنا كعامود رئيسى فى تماسك الحيطان الأربعة وكذلك كعمود رئيسى لحمل ثقل السقف ، بالله عليكم أنظروا لهذا التمازج فى الأرواح لقد فارقه الجريد وهو قائم هنالك ولكنه عانقه مرة أخرى هنا فى سقف بيوتنا بعد مماتهم ، هذا مسانداَ وذلك مظللاَ ، وكذلك فى سقف بيوتنا فإننا نستعمله كدعامات جانبية طولاَ وعرضاَ بعد شقها بالمناشير إلى أربعة إجزاء متساوية الطول والحجم ، وكذلك فإننا عندما نريد إنزال المراكب فى البحر بعد صناعتها تحت أشجار النخيل فإن الوسيلة الوحيدة لذلك هو هذا الأومبو نضعه تحت المراكب حتى يكون مزلقانات مثل السكلة حديد حتى يرسى المركب فى مستقره يعانق جرف البحر ، وبعضنا كان ومازال يستعمل الأومبو كمركب فى حد زاته يقضى حاجته بين البحر والجزر ، وكذلك فإننا نستعمل الأومبو كساتر ومساند لأطراف الفاية ( الأحواض ) التى تنتهى فى هاوية حتى لا تتكسر الأقمة ( طرف الحوض ) عند السقاية ، أى أمبو هذا الذى يعطينا كل هذا ميسراَ لحياتنا ومكملاَ لنواقصنا من المواد الحديثة .
وعندما اراد هذا المتهم الماثل أمامكم أخذ نفس فقد هرول ثانية ذاك الشرطى مكرراَ نفس كلامه : هل إنتهيت هل إنتهيت ؟؟ فقال له ماذا تقول يا هذا فقد قلت لكم أننى بدأت تواَ فالحديث لا ينتهى عن هذه الشجرة الملائكية ز
هل سمعتم بالأشمان ( العاشميق ) إنه ذاك الرداء القانى المائل للون البنى الذى يتدثر به النخل إن كان صغيراَ أو كبيراَ ، ومن غرائبه أنه يكثر كلما إتجهت لأعلى النخل ويقل أو يختفى فى أسفله وكذلك فإنه ينحشر بين الأمباج والأومبو ولا نعرف لذلك سببا ، إنه منسوج تماماَ مثل السجاة الإيرانية بخيوط طولية وعرضية ، ويتميز خيوطه بصلابة غير معهودة ، ولهذا فإننا نصنع منه حبال تماثل صلابتها أجعص مصانع الحبال اليابانية حيث نستعمله فى كافة أمورنا الحياتية من التربيط والربيط وتستيف العفش فى العربات وربط إجزاء الإسكاليه مع بعضها البعض وتنجيد العناقريب وعمل الواير والأولير وتثبيت الأوسو فى المراكب وكذلك الأباير بتاع السارى الذى يوجه المركب أصلاَ مع الدفة شرقاَ أوغرباَ ، وكذلك فإننا نستعلمه فى بعض الأحيان فى إيقاد النار إن كان فى العراء لطرد الكوتى مانج أو فى المنازل تحت الحلل والدوكات وخاصة عند صناعة العسل المستخرج من البلح والذى سنأتى فى ذكره لاحقاَ لأن الأمباج عصى التوليع وهو ما يماثل فى الخرطوم توليع الفحم فوق المناقد بورق الجرايد ، أرأيتم يا هؤلاء كيف أن الأشمان الذى لا يعيره الكثيرون إلتفاتاَ كيف أنه يسهل أمورنا .
طلب المتهم عند هذه المرحلة كوب ماء حتى يبرد جوفه ، ونحن نطلب العفو منكم للتوقف هاهنا لمواصلة المشوار لاحقاَ .
تحياتى ،،،
ماهر محمد صالح
نأسف إن تطاولنا عليكم بهذه الخربطات ،، فإليك عزرى سلفاَ ،،
ماهر
Post: #102 Title: Re: فنتِن موكين أوانا Author: احمد محمد بشير Date: 10-20-2009, 05:54 PM Parent: #101
وعن جبل دلقو أحدثك عادل عثمان.. يغطيه سواد تخال بشرتك قطعة منه أوّل نزولك البلاد بعد سفرٍ تصافحك فيه الرمال قبل الوصول، يحتفي به النخل كاحتفاء الأساور بمعصم من توّجت ملكة وملاكاً للجمال، سواد يحيطه اخضرار، لو رأيته مع بوادر الاشراق لظننته ظل الشمس والجريد رمشها، ولو نظرته ساعة المغيب مع انكسارات الضوء، لرأيت اغماضة الشمس هناك، يغريك بالصعود إن فعلت ترى البلاد صغيرة،صغيرة وحتجر نفس طويل،طويل ويعرض صدرك رغمك وتشمخ أنفك تكاد تلامس السماء وترى ذاتك أكبر مما اعتدت ثم تفطن لسحر العلو وتتيقّن من أسباب تكبّر بعضهم كلما ارتفع مقامه عمّن حوله.. لهذا تجد كل من صعد قمة هذا الجبل..تباطأ في العودة إلى أسفله. ثمّ أدرك بعد حين حقيقة حجم الأشياء وهوّ بينها.
تماضر لك التحية ،، وأشكرك على إتحاتك لنا لهذه المساحة الخضراء لإنزال شىء عن هذه النبتة الملائكية ،، فإليكى الفنتيات رقم 3 و4 منها ،،
Quote: الفنتيات - 3
وقد إنتهينا من تونا عن الحديث فى الأشمان ، ودعنا لا نذهب بعيداَ عنه ونحدثكم عن الأمباج الذى يتحوط جسم النخل كتحوط السوار لمِعْصم النساءِ من أعلاه إلى أسفله ، ومن المعلوم لدى الجميع بأن الأمباج أصلاَ كان فى زمانه جريداَ أخضراَ يتدلى بمنظومة فنية جميلة فى قمة النخل ، ومجمل الجريد كالزهرة المتفتحة يكون فى منتصفه واقفاَ ويتدرج فى الإنحناء كلما خطوت أسفلاَ ، ومن حكمه كذلك بأن هنالك تدرج فى ألوان الجريد الذى ينقلب أمباجاَ لاحقاَ وكأنه قوس قزح : يحمًرُ البرتقالُ بعد إصفرارٍ وإخضرارٍ ولا ينيلُ ولا يزرًقُ إلا البنفسَجُ ( كان أستاذ العلوم يحفًظنا التدرج التسلسلى لألوان الطيف هكذا ) ففى منتصفه يكون شديد الإخضرار رمز الحيوية والنضار ويتباهت لونه كلما خطونا للأسف حتى يصل مرحلة اللون البيجى المائل للرمادى عندما يصل إلى مرحلة الأمباج ، ويعاكسه فى ذلك حافة الأمباج حيث يكون مدبباَ كلما إتجهنا للأعلى لذا كان يهلكنا إن لم نكن ننتعل شبشباَ أو حزاءاَ عند طلوع النخل ، وهذا الأمباج كان مصدراَ كبيراَ للرزق وتحسين الوضع الإقتصادى للأطفال ، فعند فينتين موكاد ( موسم حش البلح ) فذلك الرجل الذى يقطع السبيطة بمنجله ( التيريب ) إن لم يكن متمرساَ فى هذه المهنة فإنه يهوزز السبيطة عشرات المرات قبل أن يقطع دابره ، حينها فإن هنالك كمية مقدرة من الفينتى ( البلح ) يتساقط بين جسم النخل والأمباج وبعد رحيلهم يأتى دور الأطفال فى الطلوع سريعاَ فى أعلى النخل لإخراج حبات البلح التى علقت هنا وهنالك بين الأمباجات ( ويسمى ذلك بلغتنا : قولين دولاد ) ويكون الناتج من ذلك خاصته تماماَ ولا دخل لأصحاب النخل به ويضاف هذا مع ( توقين فينتى ) الذى تعبنا فى جمعه عند الصباحات الباكر ، وإسمه يغنى عن السؤال حيث هو ذلك البلح الذى سبًبً التيارات الهوائية فى تساقطه من أعلى النخل ويكون مشاعاَ لعامة الناس ، ولكننا كذلك كنا فى بعض الأحيان عندما يخلو الجو من المتطفلين نستعمل الحجارة فى إسقاطه عمداَ ، ويخزن كل ذلك فى ركن بالمنزل ، هذا كوم جلال وذاك كوم الفاتح وذاك كوم آمال ، ولكن كيف يؤثر ذلك على الوضع الإقتصادى للأطفال ؟؟ فإنه يعبأ لاحقاَ فى شوالات أو فى قوسيبات لشراء مستلزمات الأطفال السنوية من ملابس وجزم وشنط من الكناتين الراسية فى البحر تحت بيوتنا وكذلك لشراء بعض الألعاب مثل المسدسات مع طلقاتها الفشنك وكذلك لشراء بعض أغذية الفاست فود مثل الدوقة والطعمية من بعض البائعين والبائعات الذين يزورون بلدنا خصيصاَ فى هذا الموسم للإسترزاق بمثل هذه التجارة وكذلك من الكرامة التى يتحصلون عليها من أصحاب النخيل عند مساعدتهم لهم فى جنى البلح ( فينتين دولاد ) .
أكثر شىء ملفت فى إستعمالات الأمباج هو إستعماله كوقود فى إستخراج عسل البلح الأسود الذى لا تطفىء ناره من الصباح الباكر وحتى وقت المغرب ، كميات كبيرة من الأمباج تستعمل فى هذا الخصوص والذى يزودنا بهذا المنتج الخالى من المحسنات ومواد الحفظ والألوان الصناعية وماشكل ذلك من الأمور التى يشتبه فى أنها من مسببات مرض السرطان ( حمانا الله وإياكم منه ) ، ما أحلى هذا العسل وخاصة عند الخرمجة بعد خلطه بشىء من السمن البلدى .. يا سلالالالالالالالالالالالالالالالام ، هذا العسل لا يخلو منه منزل فى البلد فهو يعتبر من المصادر الهامة لإعطاء الطاقة للجسم وخاصة إذا علمنا بأن جميع الأشغال فى البلد ذات طبيعة شاقة ، وقد جرت هذه الأيام بإرسال العسل للخرطوم وإن لم أبالغ حتى إلى السعودية وهو معبأ فى جركانات صغيرة ، ولا نستطيع مغادرة الأمباج وإستعماله فى صناعة عسل البلح حتى نعلمكم بأنه وفى إحدى مراحل صناعة العسل ( رغم أن هذه العادة قد تركت الآن نهائياَ ) كان يصنع النبيذ منه وهو قريب من النبيذ الأحمر الذى يتعاطاه الخواجات كثيراَ قبل وأثناء الأكلات دائماَ ، وهذا النبيذ كان يعتق لسنين عددا وجودته لها علاقة طردية مع هذه السنين ، فكلما طالت مدة التعتيق كلما أتصف أن النبيذ جيد . وأخيراَ فإن بعض الأطفال الذين لديهم حس فنى فى صغرهم ( ومثلهم كثر فى قرية مصرة بأبوراقة ) فإنهم كانوا يصنعون من الأمباج مراكباَ ( سيقر ) وكأنه حق وحقيق ويمكنك أن تنسى وتضع رجليك عليه ممنياَ نفسك بتعدية مريحة ،،، أرأيتم يا هؤلاء ماذا يقدم لنا هذا الأمباج ؟؟ إنه حياتنا وحياتنا قائمة عليه .
ألم يملوا هؤلاء القوم ؟؟ نطق بهذا متهمنا وهو يقلب نفسه لإتجاه اليمين بعد أن وضع رأسه على راحة يده المغروسة فى الرمال التى تعانق سور منزل بابا طيفور بجهة الجنوب ،،، ورفع ماهر يده من لوحة المفاتيح إيذاناَ بالرحيل مع الوعد بالعودة قريباَ .
ودمتم أحبتى ،،،
ماهر محمد صالح
Post: #108 Title: Re: فنتِن موكين أوانا Author: Adil Osman Date: 10-26-2009, 04:18 PM Parent: #107
النيل يا ولد النيل يا محمد النيل يا محمد منير يا ولد البلد
احيي كل الاهل المرو من هنا وتحية خاصةلماهر لو اتسهلت الامور ربما اسافر نهاية الاسبوع لاعيد في الشمال سأحاول رفد البوست من هناك بصور حية عن نوادينا نخيلنا التي بدأت تجف اسواقها التي غزتها السلع المصرية المضروبة نيلها الذي بدأت مياهه تنحسر بفعل سد مروي
شكرا لهذا البوست الجميل والذي صادفني متأخرا
Post: #111 Title: Re: فنتِن موكين أوانا Author: محمد عبد الله شريف Date: 11-14-2009, 05:10 PM Parent: #110
Quote: وعن جبل دلقو أحدثك عادل عثمان..
يغطيه سواد تخال بشرتك قطعة منه أوّل نزولك البلاد بعد سفرٍ تصافحك فيه الرمال قبل الوصول، يحتفي به النخل كاحتفاء الأساور بمعصم من توّجت ملكة وملاكاً للجمال، سواد يحيطه اخضرار، لو رأيته مع بوادر الاشراق لظننته ظل الشمس والجريد رمشها، ولو نظرته ساعة المغيب مع انكسارات الضوء، لرأيت اغماضة الشمس هناك، يغريك بالصعود إن فعلت ترى البلاد صغيرة،صغيرة وحتجر نفس طويل،طويل ويعرض صدرك رغمك وتشمخ أنفك تكاد تلامس السماء وترى ذاتك أكبر مما اعتدت ثم تفطن لسحر العلو وتتيقّن من أسباب تكبّر بعضهم كلما ارتفع مقامه عمّن حوله.. لهذا تجد كل من صعد قمة هذا الجبل..تباطأ في العودة إلى أسفله. ثمّ أدرك بعد حين حقيقة حجم الأشياء وهوّ بينها.
لو انه وعي (جبل دلقو ) ما كتبت خناس فيه لاستحال نبرآ وتبرآ وانبرشت تحت أقدامك يا أينها ......
تماضر تخيلتك وانا أعثر علي هذا البوست كآخر زائر له حتي الان تخرجين من النيل باسمال مبتلة تحفك جوقه من كائنات النيل الاسطوريه
قبالة جنينة الشيخ سيدي عبدالعال ... ترتلين هذا النشيد .. حق علينا ان نفاخر بك يا أبنة العم
