النوبة ... المدخل الصحيح الى السودان

نقلا من كتاب الا معقول في بلاد الاتر والفول
كتب الأديب النوبي المصري حجاج حسن ادول
تحت عنوان
استراتيجية (رمسيس_نفرتاري)
مدخلناالصحيح الى السودان وافريقيا.

أرى أنناخاصة منذ الخمسينيات ابتعدناعن الفهم الصحيح للسودان, ذلك القطر الشقيق و بالتالي فقدنا القدرة على فهم افريقيا جنوب الصحراء كلها. فكل امورنا ناحية الجنوب مبنية على ردود أفعال وقتية أغلبها خاطئ وأقلها صحيح. والصحيح القليل لا ينشئ إستراتيجية متكاملة. بل هو ضائع وسط الكثير الخاطئ.
اغلبنا ينسى ان النيل إفريقي جنوبي المنبع. كما كدنا ننسى اننا دولة افريقية. وأن البعد الاستراتيجي الافريقي هام لمصر ولا يقل اهمية عن البعد الاستراتيجي العربي أو بعد البحر المتوسط. نتذكر فقط حين تهب المشاكل. ونحن نمتلك من قبل الميلاد إستراتيجية جنوبية متكاملة.
وضحت تماما في بعض الاسرات الفرعونية القديمة. بل أقول إنها نحتت وصورت في ضخامة رائعة نراها بالبصر ولا نفهمها لركود البصيرة. إنها معبدا أبي سمبل. ذلك المعبد الفرعوني الوحيد في ثنائيته معبد( رمسيس-نفرتاري).
لم يكن اختيار موقع المعبدين اختيارا عشوائيا. ولم تكن الثنائية فيه اعتباطا. ولم يكن إطلالهما على النيل مجرد منظرة. إن المعبدين رسالة استراتيجيةعلمية عملية.
المعبدان كانا في عصرهما الذهبي نواة واحدة. حولهما الكهنة ورجال العلوم الرفيعة وزحام من جوقات المنشدين والمرتلين والموسيقيين والفنانين التشكيليين. ثم قطاعات الخدمات عالية المستوى التي تعتني بكل هؤلاء المشاركين في احتفالات المعبدين الدينية والدنيوية من ملابس وحلي وادوات تجميل ..الخ .

ولكي لانطيل على المتابعين فقط نذكرهم بان للمقال بقية... وسوف نواصل النقل..

لأول مرة في تاريخ الفراعنة يتم انشاء معبد لإمرة !!
ونواصل
أي أن المنطقة كلها كانت جامعة مفتوحة، كانت مدينة علمية دينية في أجواء ثقافية رفيعة. مناخها الجنوبي يحوي سكان المنطقة من نوبيين وغير نوبيين من كل أنحاء مصر. قطعا جذبت من الجنوب الافريقي عطشى الفنون والعلوم الدينية وغير الدينية. فالمكان موجه اصلا اليهم. ياتونها تلاميذ ويعودون الى يلدانهم وقبائلهم الجنوبية وقد تمصرت وتنوبت ثقافاتهم حاملين عرفانا لمصر متشربين بثقافته. وبذلك صاروا قلاعا مصرية تحمي حدود ومصالح مصر من داخل بلدانهم المختلفة.
ودلالة المعبد الصغير معبد نفرتاري يشير لأعماق وجوانب هامة. فلأول ولآخر مرة في تاريخ الفراعين يتم إنشاء معبد لامرأة ويجسد تمثالها بنفس حجم الفرعون نفسه! ونعلم ان نفرتاري ليست من أصول الأسر الحاكمة. والرأي الغالب أنها من النوبة. ولم يكن وقتها اسم السودان قد ظهر. أي أن نفرتاري كانت تمثل الجنوب الإفريقي. أي البعد الاستراتيجي لمصر.
وعليه فإن اهمية نفرتاري عند زوجها رمسيس الثاني ليست فقط لجمالها، بل لأهمية قبائلها الممتدة حتى جنوبي الجندل الرابع. فحب رمسيس الثاني لها هو حب سياسي، بالإضافة لكونه حبا لزوجته المفضلة. لذا أقام معبدهافي الحدود الجنوبية ليقول لقبائلها..إنني أقدركم وأحترمكم بدليل مكانة ابنتكم عندي وأنا فرعون مصر والممثل لها. فباتحاد رمسيس بزوجته الجنوبية يقول لهم ..إننا متحدون. الشمال والجنوب لهما الوحدة كما اتحدت أنا ونفرتاري. الجنوب والشمال يجب أن يكونا أسرة واحدة في مصلحة مشتركة. أليس هذا ما نردده الآن حول ضرورة وحدة قطري وادي النيل مصر و السودان!
للمقال بقية... ونواصل.

الرائعwelyab

مسكاقنا


في انتظار لكي نتابع



فيصل محمد خليل

لك التحية عزيزي واخي في النوبية ... فيصل
سوف اواصل ..
حقيقة نشرت المقال دون استئذان مسبق من استاذي الاديب حجاج ادول
لذا كان من الواجب ايضا الاشارة الى (دار مصر المحروسة) حيث ان حقوق الطبع والنشر محفوظة لها... ولنا ان نستاذهم في نقل المقال!! .. ومن(عشمي الشديد) سوف اواصل تكملة المقال ..
ولو اذن لنا حجاج ادول نقل بعض النختارات من المجموعة القصصية ( ليالي المسك العتيقة )
( النوبة... اللا معقول في بلاد الاتر والفول )

مواصلة لما سبق

نقترب من زاوية اخرى معبدي ابوسمبل في الجنوب. جبروت رائع علميا وعمليا وفنيا. دلالات دينية. نقوش ترصد فتوحات الفرعون العظيم حتى لو بالغ فيما وثقه. وكل آت من الجنوب الافريقي إلى مصر في الأغلب ألأعم يأتي من الطريق الرئيسي مجرى نهر النيل. وقطعا سيمر امام المعبدين. يصدم بتماثيل فرعون مصر الاربعة. يراهم ضخاما يجلسون في شموخ الواثق الراسخ. يشعر بالضآلة امام الفرعون المصري ز فالفرعون افله في علو شاهقمتسام. فخم مهيب. لسانحالهيقول الآتي .. انظر كم انا جميل .. اظر كم انا جليل . واعلم كم انا جلار متين. لي السطوة ولي الغلبة. من عاداني خاسر ومن والاني رابح،
ولأن رمسيس الثاني يتجسد في معبده ممثلا لمصر فإن الاتي الذي ينبهر يترسخ في قلبه وإدراكه أن مصر تعلو ولا يعلى عليها. وامام معبد نفرتاري الجميل الرقيق يجد من تمثله متواجدة في احترامكبير. نفرتاي الملكة الشرعية، فيشعر الجنوبي الآتي من بعيد أنه ليس بغريب، وأن له في الديار ديارا.
إذن من يأتي ويدخل الديار إن كان زائرا ينبهر، وإن كانغازيا ينهزم من قبل ان يتخطى الحدود. إنها الصدمة الحضارية.
فحكمة تواجد المعبدين بهذه الكيفية وفي هذا المكان ورسالتهما بالامكان إيجازهما في بندين رئيسيين
- 1 توثيق ارتباط جنوب مصر بشمالها.
- 2 حصن ثقافي يشع الى الجنوب.يصادق المملك والقبائل ويبني الجسور معهم وايضا يصيب إرادتهم بالخوار في حالة العداء.
وإن كان المعبدان قد كونا سابقا مدينة ثقافية شاملة، فعليه يجب ان نقيم نحن الآن وفي نفس الموقع العبقري مدينة تراثية علمية اقتصادية. هدفها الاستراتيجي هو الإشعاع الثقافي جنوبا لتأمين مصر. إشعاع ثقافي يعمل على خلق التآلف والانسجام والفهم الصحيح والمصلحة المشتركة بين مصر والسودان أولا. ثم بين مصر والسودان كوحدة متجانسة وبين إفريقيا جنوب الصحراء خاصة دول حوض النيل.

وللمقال بقية .... سنواصل

بطاقة دعوة
ايها النوبي ... اضف اسمك الى لوحة الشرف النوبية ..
ونواصل
ولان كارهي وحدة افريقيا يعلمون ذلك. فهم يحاربون التواصل الثقافي بين بلدانها. تشرشل ذلك الاستعماري الداهية أشار الى ذلك في كتابه (حرب النهر) فقد شبه النيل بنخلة أً,لأ÷أ في الجنوب وشواشيها في دلتا مصر. وقال انها الرابط للشمال والجنوب الافريقي. وفك هذه الرابطة النهرية النخيلية يكون منطقة الساق النوبية. فأتى عبد الناصر وحقق ما خطر في ذهن تشرشل بتهجير النوبة سنة 1964.

. مايقي الا القليل .. سوف نواصل

مدينة ابي سمبل حاليا بها بنية اساسية معقولة وجذبها الاثري لا يقاوم. المواصلات اليها متواجدة بريا ونهريا وجويا. حولها فضاء رحب لم يلوث بعد معماريا . أي ان المقومات الاساسية موجودة وتهيئة هذه المدينة لتؤدي نفس دور المعبديين قديما يحتاج الى مشاركة الازهر الشريف بمدينة بعوث اسلامية تستقبل ابناء افريقيا المسلمين . وايضا تتواجد الكنيسة المصرية لتستقبل ابناء افريقيا المسيحين . ايضا مراكز ومعاهد الدراسات الافريقية للعلوم. ساحات واماكن لاقامة مهرجانات الفنون الافريقية والرياضات التراثية والحديثة . .هنالك تكون القناة التلفزيونية المصرية الموجهة الى افريقيا .
هكذا كانت رؤية رمسيس الثاني على حد زعمي. التركيز على المدخل الثقافي . وهو ما تتناحر عليه الدول العظمى حاليا فيما يسنى بالحرب الثقافية . واشير اخيرا لوقفة تمثال الحرية على بوابة نيويورك ليؤدي نفس دور معبدي لبي سمبل مع الفارق .
وبأحاسيس عميقة بالفخر . اقول ان رمسيس الثاني ومسشتشاريه كانوا على وعي كامل باهمية الثقافة استراتيجيا قبل ما تعي ذلك العصور الحديثة . وباحاسيس عميقة من الاسى اقول اننا تخلفنا كثيرا عن اسلافنا وصرنا نجهل اهمية البعد الثقافي في تماسك مصر داخليا ولحماية مصالحها خارجيا.
انتهى...
ولو كان لي خيار استبدال لوضعت كلمة (النوبة) بدلا من ( مصر ) في مواضع كثيرة!!!
أقول اننا تخلفنا كثيرا عن أسلافنا وصرنا نجهل أهمية البعد الثقافي في تماسك ( النوبة) داخليا ولحماية مصالحها خارجيا.
مدينة ابي سمبل حاليا بها بنية اساسية معقولة وجذبها الاثري لا يقاوم. المواصلات اليها متواجدة بريا ونهريا وجويا. حولها فضاء رحب لم يلوث بعد معماريا . أي ان المقومات الاساسية موجودة وتهيئة هذه المدينة لتؤدي نفس دور المعبديين قديما يحتاج الى مشاركة الازهر الشريف بمدينة بعوث اسلامية تستقبل ابناء افريقيا المسلمين . وايضا تتواجد الكنيسة المصرية لتستقبل ابناء افريقيا المسيحين . ايضا مراكز ومعاهد الدراسات الافريقية للعلوم. ساحات واماكن لاقامة مهرجانات الفنون الافريقية والرياضات التراثية والحديثة . .هنالك تكون القناة التلفزيونية المصرية الموجهة الى افريقيا .
هكذا كانت رؤية رمسيس الثاني على حد زعمي. التركيز على المدخل الثقافي . وهو ما تتناحر عليه الدول العظمى حاليا فيما يسنى بالحرب الثقافية . واشير اخيرا لوقفة تمثال الحرية على بوابة نيويورك ليؤدي نفس دور معبدي لبي سمبل مع الفارق .
وبأحاسيس عميقة بالفخر . اقول ان رمسيس الثاني ومسشتشاريه كانوا على وعي كامل باهمية الثقافة استراتيجيا قبل ما تعي ذلك العصور الحديثة . وباحاسيس عميقة من الاسى اقول اننا تخلفنا كثيرا عن اسلافنا وصرنا نجهل اهمية البعد الثقافي في تماسك مصر داخليا ولحماية مصالحها خارجيا.
انتهى...
ولو كان لي خيار استبدال لوضعت كلمة (النوبة) بدلا من ( مصر ) في مواضع كثيرة!!!
أقول اننا تخلفنا كثيرا عن أسلافنا وصرنا نجهل أهمية البعد الثقافي في تماسك ( النوبة) داخليا ولحماية مصالحها خارجيا.