عاشقٌ ينظُر بمصباح القَمـر .

عاشقٌ ينظُر بمصباح القَمـر .


08-30-2006, 07:03 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=265&msg=1356399858&rn=12


Post: #1
Title: عاشقٌ ينظُر بمصباح القَمـر .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 08-30-2006, 07:03 AM
Parent: #0

[/BIG

عاشقٌ ينظُر بمصباح القَمر .

(1)

من فوق السماء ، نَظَرتْ الأرض أقمارٌ مُصنَّعة . اقتربت العينُ الكاشفة من مَدار النسور . رأت واحداً يُطارد سرب إوز بُغية الصيد . قال خاطرٌ : شهر الصوم قادم ، و خيوط طُرق الملائكة عِند تنـُّزلها تبدأ من أحلام العقائد . قلّبتُ خارطة ( غُوغل مابس ) لتصفُح كيف أرى حبيبتي بمصباح أقمار اصطناعية من فوق سماء موطنها . هُنا زر للخارطة على صفحة البلَور ، وآخر للقمر الاصطناعي ، والأخير للنظر بعين طائر من علٍ .
انفتحت صفحة الكون : هذه هي الأمريكتين ، انعطفتُ يميناً إلى إفريقيا ، ثم وسطها ، ثم ملتقى النيلين ، فمنه يمكنني الاقتراب أكثر .

صَدق من قال : إن موجات ( تسونامي ) المحبة تأتي بلا ميعاد .

(2)

نظرت وحدثت نفسي :

أيمكنني رؤية حبيبتي الآن ؟

تقدمت بطيئاً ورقص القلب وزادت طرقاتُه . هذا هو الطريق ، وذاك هو الحيّ . أمسكت بفأرة الحاسب الآلي واقتربتُ أكثر . تقاطعت خطوط الطير جميعاً . اعترض نَظري نسرٌ آخر يتعقب إوزة فصرَخْت . أفلتت هي من قبضة الموت ، واستراح قلبي ، وتذكرت لحظتها أيامي مع الصديق إبراهيم آل عكود ، عندما قلت له :

ـ عندما أشاهِد البرامج المُتلفزة التي تحكي قصص البراري ، وأرى كيف تصطاد أكلة اللحوم الغُزلان ، ينتابني قهر وكآبة ، رغم أن الدنيا تقول : تمتاز الفرائس بالتكاثُر ، وتمتاز أكلة اللحوم بالسُرعة والانقضاض . تُمسِك هي مواضع الشرايين في الأعناق ، فتتخدر الفريسة إلى الموت ! .

رد إبراهيم مُتعجباً :

ـ تلك حساسية مُفرطة ، وينطبق عليك قول المتنبي : تموت الأسد في الغابات جوعاً .. ، ستموت سيدي لو كنتَ أسداً يكره القتل !.

ضحكت . و فرحتُ أن الإوزة قد امتد بها العُمر ، ألا تُفارق السرب مرة أخرى وتتعِظ . أمسكت بالفأرة واقتربت : هذا هو الطريق الذي تسلكه الحبيبة راجلة من الطريق العام إلى الدار ، فمن يُحب يخاف على المحبوبة من ريح هجير ما بعد الظهيرة . الطقس إبريق يغلي والأتربة تتخلل ما خفي أو ظهر من تاج رأسها وتغبرت خصلات شعرها المُنفلتة .

هذا وطن مملوء بالمنغِّصات . تضرِب الأحلام رأسها بالحائط من الغيظ ! . إن كنتَ حالماً ولقيتها تقول لك :

ـ أريد الخروج أولاً من جهنم الطقس ، اشرب كأس ماءٍ بارد وأستحِم ،
ثم تبدأ الدنيا من بعد ذلك !.

يرتد حُلمي خطوة إلى الوراء دون أن يستسلِم ، ويسألني :

ـ أهي دوماً هكذا ؟

قلتُ له أُطيب الخاطر :

ـ عندنا في وطننا أوقات نكره فيها أنفُسنا .

تبسَم و ردَ مُتعجباً :

ـ لذلك مقامي لن يطول معك ! .
نسيت الأمر وتفرست ثم صرخت :

ـ يااااه ! ، إنها الآن في الطريق .

(3)

جميلة هي من أُحب ، جمال أكثر عبقاً رغُم الهجير . نظرتُها بعين الرأفة ، و من ملامح وجهها تعرف أنتَ أن الشمس اليوم أقرب إليها من كل يوم ، تنفُث من حولها الأشواق المُحرِقة . عاصفة لولبية أخذت تعبث بثيابها ، لكنها استدركت بيد دربها العقل الباطن أن ظل المُجتمع التقليدي الثقيل قد جثم على ذاكرتها ، وأخفت عن نظري مفاتِن كنتُ أتمنى رؤيتها مُتلصصاً بعين قمرٍ اصطناعي نظرتْ من السماء الدُنيا لترى !.


(4)

في عطلتي هذا اليوم أكثر من غواية . أستحِق أن أنظر سيدة عُمري الجميل من بعد فراقها ، فقد مضى زمان وتراكمت الأتربة على أرائك الفرح . تبعِد هي الآن عني آلاف الفراسخ . هي في الوطن وأنا في غليون المهاجر المُتقِد . نسأل الكون كيف يكون حالها ؟. كيف فرقتنا دُنيا ، وأعسرتنا أن يضُمنا سكن وطعام طيب . بَقيَّتنا من الناشئة الذين في مُقتبل العُمر يستبشرون خيراً عند كل تلفنة . نأمل جميعاً أن يبتعد عنا شقاء اللهث وراء أن نحيا حياة عاديّة ! . قلت أنظر الدُنيا بعين الرضا والقناعة وكنوزها التي تفنى ، فصحِبت معي حُلمي . رأيته يتململ ضيقاً مرة أُخرى ويقول :

ـ أ هذا هو الوطن الذي يقولون عنه : ( كنـز الكرة الأرضية ) !؟
أ هذا موطن الماء النمير ونهر الفراديس ؟ . أين الخُضرة ؟ ، مكانها جبال من الفَحْم !. أعرف أن الوجه الحسن يهُمك وحدكَ ، فأنت عاشق وأنا رفيق صُحبة .

قلتُ له :

ـ كم تأخذ ثمناً لصمتك ؟ . هنا غرفة تصلُح لصناعة المحبة إن استعصت هي أن تأتي بطيب خاطر . هذا كأس عصير حلو لا يُخِل بموازين الصحة . الغرفة تعبق في صندل العود المُبهر يحترق طيباً ، هو من بقية ما تركت لنا منْ نُحب .جئتكَ اليوم واجِداً استحضر روحك وألبِسكَ ثوباً زاهياً لتكون معي ساعة زمان . شمسُكَ تستسهِل الفرار إلى الأفق ، وليل العاشقين طويلُ .


انتهى النص .
ـــــــ

من هنا نظر العاشق :
http://maps.google.com /


عبد الله الشقليني
25/08/2006 م


Post: #2
Title: Re: عاشقٌ ينظُر بمصباح القَمـر .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 08-30-2006, 08:57 PM
Parent: #1



قراءة (1) لنص ( عاشقٌ ينظر بمصباح القمر )

( عاشقٌ ينظر بمصباح القمر ) :

أي عشق تلبسَكَ ، وأي مارد تغلغل في عظامك ،
وأشبعكَ ريح المُحبين . أيصنعُ اليُتم خميرةً لخُبز النفس ،
أم يُفلِح الفراق أن يبتني بيتاً في صحارى الأحلام .
يحفر نبعاً بالأظافر ، يقيم كهفاً من رملٍ ونَدَى ،
وبيوتاً لأطفال السَحر .


Post: #3
Title: Re: عاشقٌ ينظُر بمصباح القَمـر .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 08-31-2006, 06:05 PM
Parent: #1



قراءة (2)لنص ( عاشق تنظر بمصباح القمر ) :

( من فوق السماء ، نَظَرتْ الأرض أقمارٌ مُصنَّعة ) :

من فوقنا أعيُن ترى : مساكننا وأعشاش الغرام ،
وخُطى المُحبين تحفُر الطريق .
على الرمل في منتصف الليل كالثلج وقعَها في الصحارى ،
وعلى النهار جمرها يحرق الأصابع . ترى الأقمار عِريَنا ،
وتقُص علينا أنفاسنا ، وتحصي الخفايا .


Post: #4
Title: Re: عاشقٌ ينظُر بمصباح القَمـر .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 09-01-2006, 01:47 AM
Parent: #1



قراءة (3) لنص ( عاشق ينظر بمصباح القمر ) :

(اقتربت العين الكاشفة من مَدار النسور ) :

النجم الخافق يرقب ،
والكون في الليل و من علٍ بُستان سواد ولا حُزن .
قُلنا يا عيننا الساهرة هذا يوم ميلادٍ لكِ لتفرحي .
هذا يوم سعدَكِ لتركبي الصهيل .
هذا يوم عيد تُسافرين للحبيب ،
وتسجُد الشمس في أُتون حرَّها بلا موعد للصلاة ،
أو غيمة للسفر .


Post: #5
Title: Re: عاشقٌ ينظُر بمصباح القَمـر .
Author: جورج بنيوتي
Date: 09-01-2006, 02:05 AM
Parent: #1




عبد الله :


ذي جمانة ما بعد الوجع وقبل الرحيل..

من هناك نظر العاشق ماشَرَقَ القمر.

شكرا: تحلى صباحي برغبه!

واصل.

Post: #6
Title: Re: عاشقٌ ينظُر بمصباح القَمـر .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 09-01-2006, 10:50 AM
Parent: #5




القراءة (4) في نص ( عاشق ينظر بمصباح القمر ) :

فقلت أجرب اليوم ( غوغل ) ،
وجربت حركت الفارة واقتربت ،
وصارت العشرين متراً تُعادِل ثلاثين مليمتراً !
ثم توقف القمر ..

هُنا تتوقف الضيافة ويبدأ العالم الرأسمالي يستدرجك
وإن كان لك الاشتراك والمال ،
فسيرى الإنسان علبة كريم فارغة أفلتت من قُمامة !!!
ثم نزل الخاطر : بصولجانه ، وحُراسه ،
وبهلوانات الضحك وراقصات مفاتن العصور الوسطى ،
.. وتشكل العاشق في غليون المنافي يتقِد ،
والمعشوقة في وطنها في لولبية طقسه المُشمِس ،
حاسر الرأس ، لا يأبه الجمال الراحل ....


Post: #7
Title: Re: عاشقٌ ينظُر بمصباح القَمـر .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 09-02-2006, 04:02 AM
Parent: #5


عزيزنا جورج

أهلاً بكَ بيننا

للعين البلورية قرص مُُجوهَر ،
ترى تفاصيل الكون ودبيبه .
للفراق طعوم غريبة ،
يفتح لخيال المُحبين ألف باب

Post: #8
Title: Re: عاشقٌ ينظُر بمصباح القَمـر .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 09-03-2006, 11:11 AM
Parent: #1



القراءة (5) في نص ( عاشق ينظر بمصباح القمر ) :

النص :

( رأت واحداً يُطارد سرب إوز بُغية الصيد ) :


القراءة :

هذا ميعاد جوع الضنى . قلب الأم في كبدها يعوي ،
وريح النهار لا تُخفي النوايا . أين تركت طفولة الزغب ،
جائعة نائحة تنتظر . هُنا سربٌ يُهاجر ،
سأختار الخفيض الضعيف . السماء تهوى القوي ،
والضعيف يهوي طافحاً إلى زبد .


Post: #9
Title: Re: عاشقٌ ينظُر بمصباح القَمـر .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 09-05-2006, 12:01 PM
Parent: #1



قراءة (6) في نص ( عاشق ينظر بمصباح القمر )

النص :

( قال خاطرٌ : شهر الصوم قادم ، وخيوط طُرق الملائكة عندَ تنـزُّلها تبدأ من أحلام العقائد ) :

القراءة

باسم ربهم تُكتب العقائد برياش المحبة ، وتتنـزل الأطياف هابطة . دروب المراعي في الأرض للأنبياء والرُسل ، درب التبانَة للروح والملائكيين ، في عيد الوفاء . أي المزامير يفتح فرجة بين السحاب للبرق الخائف والرعد الغاضِب ؟ . على الريح ترى عجلاتهم تحفُر في أمكنة الفراغ . هُنا موعد بألف عام ، تُمحَى الخطايا وتُغسل المآقي بملحها وتسعد



Post: #10
Title: Re: عاشقٌ ينظُر بمصباح القَمـر .
Author: محمد عكاشة
Date: 09-05-2006, 12:16 PM
Parent: #9

عبدالله
حضور
ومتابعة
مودتى

Post: #11
Title: Re: عاشقٌ ينظُر بمصباح القَمـر .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 09-05-2006, 10:00 PM
Parent: #10



عزيزنا الكاتب : محمد عُكاشة

في لمسة العواطف الساجَدة ،
تهمس القلوب أن هنالك شيء للنفس ،
وهو المُحصلة التي يصطرع عليها أصحاب
خيول المعارك .

هُم ما تركوا إلا القليل ..

وتأتي أنتَ دوماً تُجلي السرائر ،
وتكشف لنا الحكاية الدافئة .
فكتابك المرفوع في السماء خير دليل عنك ،
تُجمل الكتابة هُنا بقصك الباذخ ،

و( تذكرنا مرَّة )

لك منا محبة الرفقة .

6/9/2006 م



Post: #12
Title: Re: عاشقٌ ينظُر بمصباح القَمـر .
Author: مجاهد عبد الرحمن
Date: 09-06-2006, 06:04 AM
Parent: #11

ما أجمل الإبحار في عوالم
الفكر
والسحر
والأسرار
عبر بوابات
عبد الله السقليني
لك التحية أيها الفنان
كم هي ممتعة هذه الكتابات
لك الود مترع .