محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .

محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .


05-03-2006, 10:39 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=265&msg=1356399057&rn=1


Post: #1
Title: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-03-2006, 10:39 AM
Parent: #0

]






محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .



عيوني تغرورق وأنتَ تضحك ، كما عرفناك دوماً تُجالِد الصعاب .
وطني اليوم عليل تآمرت عليه الأكوان .
تعال إلى صدري كي أتنفس عافية من أجلك ، فقد قال لي رجل من العامَّة : ـ
ـ نَم في حضن محجوب فالعافية تُعدي .
قلت لنفسي : ليتها تسمع وتُصدِق .

يا سيداً قدمتَ إلينا من ريح خيل الحنين ، وأمواه شُرب الطيبين .
جئت إلينا مُتدحرجاً من هِضاب الأحلام . كأنكِ راعٍ ترتدي مُخشوشن الخيش ،
حافياً تمشي ، قصبة مزمارك تُحي عاشق الوطن .
تقف أنتَ مُحباً ويجلس أكبادنا يشربون من نبعك علماً و وطنية .
لو جلس إليك كِبارنا لما كان حالنا اليوم لا يَسُر عدواً ولا صديق .
منكَ سيدي يبدأ الوطن الجميل خطو السماح .
يبدأ سيرك منذ تفتحت عيناك جوالتان ترى الفرع يميل للانكسار تُقومه ،
تهبُط الوادي كنيل يسقي القاص والداني ولا يمَلّ .

من يُرسلنا لِجَنة الحنين ونحنُ أحياء ؟

( كَشامَانيٍ ) أنتِ عبرت أحراش أرضنا وأشواكها وأشواك بعضِنا .
تقوم منذ ساعات الفجر الأولى يصحبك زوار الليل،
يعرفون أنك لا تهاب من البشر غير فُقراء موطنك. لا تذرِف الدمع إلا لأجلهم.
عندما زغردت الجَدة فَرِحة بزفافك ،
كان مهر سيدة الشراكة والحُسن سيفاً حِليةً من تُراث ، وكُتيبات كسرتِ بهِنَّ سُلطان العادة ،
وقُلت لفاتنة أحلامك الكبيرة والصغيرة :

ـ تعالي لنُكثر الوطن بسواعدٍ خُضر جنة رائعة وأفنان .
مكان الطلقة عصفورة .. تُحلِّق حول نافورة ..

من زَرع فينا مثلك نبتاً وقامة ؟

الشعر عندنا بفضلكَ اليوم طعاماً يحيا به الإنسان شامخاً ويُزلزل كراسي المُلك.
حَببت إلينا المضارب ومساكن الفقراء، والكلمات الحميمة بلُغة الأم الرءوم .
تبدلت الحبيبة ولبست قميص ورد كلامك.
الصبح على ضفاف أغنية من شِعرك يصحو و أسماعنا التي لا تنام.
في أعراس الوطن تغنيت من أجل الزفاف ، وفي يوم الزفاف وبعده .

كتابُك سيدي ناصعاً، ووجهُك طيبٌ وألفة أحبها أبناء الوطن من أركان الدُنيا.
بخُضرة لونك أمسكت بخاصرة الوطنية ، تتوسط أنت بلون بشرتك الألوان المُسالِمة .
كأن وصمة ميراثك رأت دون وعي ألا تُغضِب أحدا.

معنا أنت بجسدكَ وروحك.

طموحكَ جلسة مع الصحاب، وطفلة على الكتِف تنام وأنت تسهر تُطيب الخواطر.
بمرآك يستحم الطير و لا يجزع .
تُصادقك الكائنات من كل الدُنيا ،
ويجلس رفيقك ( وردي ) لتُسامره فتتفجر الأنغام لشعبنا : ......

في أمسية ذات يوم جلس إليك سلطان في الزمان يستجدي أن تمد إليه يدك لترضيه ويسعَد .
أنتَ ببساطتكَ جالس تصُب له من إبريق الشاي وهو بالجاه والمال والسلطة يستجديك لترضى ،
دمعت عيناه يستجديك .

ضحكت و قلت له :

ـ للثعالب لا أمُدّ يدي مُصافِحاً ، ولأبناء شعبي أفرُش قلبي وسادة لنومهم .
مُتعبون من شقاء الركض من الصباح إلى المساء ،
ومن بعد المساء ترغب الحُمي جليس يُسامِر ، وطبيب لا يُجاريه طبيب .

من يشتَم نَفَسك هابطاً وصاعداً ، يقول للعافية :

ـ لدينا أجساد بسعة كوننا الكبير، و رئة بحجم القَمَرْ .
تستنشق الحياة أكسيد سِحرها ،
و تقوم دونك كل الدُنيا كي تستريح العافية عند مرقدك يا منتهى القلوب عندما تُحب وتعشق .
يا سيداً من نُبل كريم الحجارة .

تُصادق الإنسان كدلفينٍ لا يتعَب ، كنبعٍ لا ينضب .

محجوب أنت الروح التي لا تحتجب .
أنتَ الحُب يتدفق كرمل الصحارى .
بوجودك معنا يلتف عُنقود الفأل قماشاً ( للضريرة و الحريرة ) ،
دوماً تقول هناك أمل .

قُل لي سيدي .. كيف تنام غريراً وبكَ ما بِكَ ؟

ألف ألف تميمة وتميمة تنتظر أن تنام على صدرك لو كان الشفاء بيدها .
ألف ألف وردة حُب من صنيع أحباؤكَ صافية كحليب قلبك تنتظر أن يتزين النيل بمقدمها
من بعد شفائك يا سيد الكرام .

وقفت ببابكَ موطني ، و خلفي عروسٌ لم تزل مُخضبة بروائح مُعتقة . قُلتُ لها :

ـ أتعرفينه ؟

قالت :

{ قدمت صغيرة مع والدي إلى بيته . أجلسني قُبالته على مقعد صغير وقال لي :
ـ اقرئي لي من عِلمك يا صغيرتي وعلميني .

قلت له :

ـ أنت صديق أبي ، وكبير في السن ، وأحسبُك ذا علم .

ضحك وقال :

ـ أنتِ حدَّاقة تُحبين المعرفة ، اقرئي لي .

وبدأت :

ـ ع عَسل .. و ولد .

ضحك وقاطعني :

ـ قولي : و وطن .

قلت له وما الوطن ؟

قال :

ـ هذه اليد الحريرية التي تُمسك يدي هي من موطني .
الأرض التي نقف عليها جميعاً بمائها وريحها ورزقها من موطني .
خيرها الكثير وشرها القليل ، هو في موطني .
لو أحببناها لأخرجنا الشر بالمحبة .}

يا موطني ،

خلف العروس زوجها ، وأمها وصف ينتهي عند الأفق ،
ومن بعد الأفق غُبار الرواحل . جاءت جميعاً تطلب أن تُشفي لها جسداً ،
نحن نعرف أن محجوب لا يستريح هو إلا حين يُجبره مبضَع الجراح .
منك يا موطني نفير أبنائك وبناتك من أجل مزمار أحبك بقدر ما مضى من العُمر ،
فهلا ترفقت بنا.

أشهد له بمحبتك في العافية.. و بدونها .

مكانك صميم الفؤاد


عبد الله الشقليني
3/5/2006 م



















Post: #2
Title: Re: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: عشة بت فاطنة
Date: 05-03-2006, 01:52 PM

الصبح على ضفاف أغنية من شِعرك يصحو و أسماعنا التي لا تنام.
في أعراس الوطن تغنيت من أجل الزفاف ، وفي يوم الزفاف وبعده .

شكرا عبدالله
لكل الكلام الجميل
الذي ارسلته لمحجوب شريف
الشاعر الانسان

Post: #4
Title: Re: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-03-2006, 05:10 PM
Parent: #2

إلى الرائعة عشة بت فاطمة

تذكرت يوم حفل زفافه
كم رائع هو وهي
شكراً لكِ
ياناظرة للأفق السادر

Post: #3
Title: Re: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: أبو ساندرا
Date: 05-03-2006, 03:44 PM

شقليني
يا شقي
ده ماتنزيل عديل

Post: #5
Title: Re: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-03-2006, 05:24 PM
Parent: #3



عزيزنا أبو ساندرا
كتب البنان
ولم يلحق بمحبتنا له



Post: #6
Title: Re: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-04-2006, 00:33 AM

لك العُمر يا فوَّح الحنين

Post: #7
Title: Re: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: الجندرية
Date: 05-04-2006, 01:02 AM
Parent: #6

Quote: و تقوم دونك كل الدُنيا كي تستريح العافية عند مرقدك يا منتهى القلوب عندما تُحب وتعشق .


أريت يا صديق
كيف نام اطفال ( النفاج ) في حضنه
فخرجوا إلى الشارع موفري العافية والتحنان ؟

سيتعافى لاجلهم ، اكيدة من ذلك

Post: #8
Title: Re: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-04-2006, 01:31 AM
Parent: #7

[RED/]

العزيزة الجندرية

هبط الوجد من الذاكرة
هبوط أمطار ( العَبادي )
وتسلل هو كشربة ماء من عطش إلى
الحُلقوم . كأني أُمسك بكتفه ، وتذكرت آخر أيامي
التقيته مع صديقه وصديقي قاسم عُمر .
مضى الزمان بخيره ، وابتعدنا ومنعنا حسرة أن حرمتنا الدُنيا
من مُجالسته ، وتذوق طعم ( الشاي ) لدى سيدة الدار .
تصحبك المحبة ، وتُغنيني مما عداه .
شكراً لكِ بيننا


Post: #9
Title: Re: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-05-2006, 01:21 AM



قلبك واحة خضراء
ورئة من العُمر الوطني
لك الشفاء يا سيد الشعر والغناء


Post: #10
Title: Re: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: معتصم الطاهر
Date: 05-05-2006, 02:40 AM

Quote: تقف أنتَ مُحباً ويجلس أكبادنا يشربون من نبعك علماً و وطنية .
لو جلس إليك كِبارنا لما كان حالنا اليوم لا يَسُر عدواً ولا صديق .
منكَ سيدي يبدأ الوطن الجميل خطو السماح .
يبدأ سيرك منذ تفتحت عيناك جوالتان ترى الفرع يميل للانكسار تُقومه ،
تهبُط الوادي كنيل يسقي القاص والداني ولا يمَلّ .


هذا وبقية الكلام

أجمل ما قيل للأستاذ
استاذ الأجيال
والحب
والانسانية ..
وأستاذنا
..

Post: #11
Title: Re: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-05-2006, 12:01 PM
Parent: #10

عزيزنا معتصم

هو كذلك
نأمل جميعاً له الشفاء .
فبعودته يعود الوطن مُثقلاً
بقِراب الفأل الحسن

Post: #12
Title: Re: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-05-2006, 12:23 PM
Parent: #11

لمحجوب دعوة بأن تعود البسمة للأسرة
الصغرى ووطنه الأكير

Post: #13
Title: Re: محجوب شريف .. تعال إلى حُضني ، رُبَّ عافية تُعدي .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 05-07-2006, 05:54 AM
Parent: #12

اليوم الأحد مساء بالنادي السوداني بأبوظبي ،
يلتقي نفر كريم ، يرون الشفاء
بقلوبهم رأي العين .