Post: #1
Title: عـيد الشُّكر ـ 2004 م
Author: عبدالله الشقليني
Date: 03-04-2005, 01:44 AM
Parent: #0
عِيد الشُّكر ـ 2004 م منْ يمُد ذراعاً من قصر واشنطون ، إلى مطار بغداد ؟ ( مقدونيا ) الجديدة مرة أخرى . واستشارية الخِصيان تنهض من ركام تاريخ قديم . تقف على عتبات حضارة... و تدُك حصونها .خمسمائة ألفٍ من كنوز ممالِك العهد التليد ، تبعثرت . نامت على صدور السابلة المُترفين . يا مُستباحة الزمن الفاجرِ في كُل حين ، مدِّي خيوط أنوار النيون ، تُضيء وهجاً في ذاكرة الثكالى . هنا عناقيدٌ من الحَلمات ، تُرضِع الدمَ لصغار حيتان تَيتَموا ،وأنا الباكي . يا نادِّلة ... أعينيني ، واسكُبي سطلاً من الحُزن على رأسي . و دعِ الحِجارة تُفرِج عن مسامها للجذور لتُحيي نباتاً يابِساً ، يشرب من سُمٍ زعاف . منْ يقف على أمشاط رجليه ، وينظر الأفق العالي ليستريح ؟. منْ يُلبِس حياتي سيرتها الجديدة ؟ تضحك في المرآة أدمُعي مطراً ، قطراته من الفُكاهة والضَّيمَ . منْ يَفُضّ غِلاف الديك الرومي ساخِناً لعيد الشُكر ؟ تقول الرواية إنها شِرَاعيةٌ هبطت إلى شواطئ الأرض الجديدة . في بطِنها أجساد ٌ جائعة . وعلى دوارة الشِواء القديمة أعدَّ الهُنود الحُمر للضيوف طعاماً ، فصار الديك الرومي وليمة عيد الشُّكر من كل عام . العيد اليوم يدُق أجراساً ، ويدعُ الزبانية . أزِفت ساعة الحضور البهيج . الرئيس يشتمُّ رائحة الشواء ، ويفُض عُذرية القاعة جائعا . الآن يعلو صراخ الدهشة . يجلس هو بين جنوده . زادت الأحذية حِذاء من ذهب ، و ورداً من ذهب ، وقُبعة من عِظام اليتامى ، تُئن من فوق خُصلات ( اسكندر ) القرن الجديد . قولوا للساحر المُتكلِم النَقّال : ـ اصمُتْ ساعتين بلا حِراك ، عليك حِراسة مُشدّدة . اصمُتْ ... فأمن رئاستنا أهَمْ . بلد الضحية ...لا عيد لهم ليَشكُروا ! . هنا سجادة حمراء للموتى ، لينـزفوا ، وألوان مزخرفة من جحيمٍ مُنضَّدٍ لتلفاز العيون السود . أمشاط الرُصاص ساهرة ، و وسائدها تنام بعين واحِدة . لِمَّ هذا الرُعب ؟ منْ يُنصِب من البَشرِ فخاخاً ؟ منْ يُقاتِل أشباحاً من دفتر السِحر القديم ؟ . يتفتت الشَبحُ تُراباً أسوداً ، أو يستحيل دُخاناً يَخطف الأرواح من قلب المُجنـزرة . بغداد .... لا تبكِ . لقد بَنتْ دفاتِرك القديمة جسراً ، لخيول الغزاة منذ ألف عام . لن يُضيرك آلاف بلا مُعين ، يشربون من كؤوس برد الردى جُرعات . تعالوا نقرأ من ديمقراطية النعيم المُترَف : ـ ( عِند الإنتِخاب تفرد التلفزة الساحِرة مفاتنها وترمي النَرد للاعِبَين . من يُنفق أكثر يسرق حُلم الفقراء ، ويستحِم الجميع في نبعِه . أتريد كسباً فادِحاً ينسي الخسارة ؟ . خمسة مليارات ثمن السِباق إلى العرش الإمبراطوري ، وتسود الكون من أقصاه إلى أقصاه . يقولون السياسة تخطو وراء الفن السابِع ، والغِنى يصعد سماء الأحلام السابِعة و يعبث بالعقول . ) قال الإسكندر الجَديد : ـ دولتين في أرضٍ واحِدة أو امرأة بفخذين . أحدهما لحم حي ، والآخر عَظم للكلاب . من يقف في مُنتصف الطريق ، يحترق . ومن يقف ضِد الإمبراطور يهلك ، ومن يقف معه تدوُسه النِعال . تعال معي نمشي ،
فالطريق إلى ( مقدونيا ) أن تبيع الحياء وتهرول عارياً تجِد الفتات . هذه تسوية للتسلية ، وهنالِكَ فرق بين الحَول وبين البُرهة . منْ يقرأ ؟ و منْ يتدبر ؟
عبد الله الشقليني 25/02/2005
|
Post: #2
Title: Re: عـيد الشُّكر ـ 2004 م
Author: عبدالله الشقليني
Date: 03-04-2005, 04:42 AM
الأحـباء تحية واحتراماً
إضاءة للموضوع : اعتادت الرئاسة في واشنطون حضور عيد الشُّكر من كل عام بين كوكبة من الجنود الذين يرابطون في بقاع الإمبراطورية الكونية الأحادية الجديدة . يرسم القائد الأعلى للجيوش صورة من صور التقدير لمن اختارتهم الدولة ليكونوا بعيداً عن عيون وأفراح الأسرة . اختلفت التجربة عند حلول عيد الشُّكر 2004 م . اختارت الرئاسة أن تزور المنتظرين من فوق لهيب جمرٍ غير معتاد . النار تأتي بلا إحداثيات ، الزمان و المكان هو قرار عدو أشبه بالشبح ، وهُنا مكمن الخطر . تم استخراج سيف أمني على غير المُعتاد . تحرك بُساط ريح من واشنطون مباشرة لبغداد . كاشفاته المُضيئة دائماً تغدو مُطفأة . الحراسة الآن كونية الملامح . صعد مع الرئيس كوكبة من الصحافيين لا يعرفون أين المآل . تم إظلام كامل لمركزية التلفنة في منطقة بغداد لفترة زمنية مُحددة ، وتم التشويش على النقال الذي يعمل بالأقمار .وبمدخل سينمائي هبط الرئيس على جنوده في القاعة المُعدة للاحتفال بعيد الشُّكر . هذا ما أوردت بعضه الصحافة .
عبدالله الشقليني 4/3/2005
|
|