إلى عُمر كانديك في وميض نجمٍ في لسماء

إلى عُمر كانديك في وميض نجمٍ في لسماء


04-15-2007, 06:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=265&msg=1185198234&rn=0


Post: #1
Title: إلى عُمر كانديك في وميض نجمٍ في لسماء
Author: عبدالله الشقليني
Date: 04-15-2007, 06:20 PM






إلى عُمر كانديك في وميض نجمٍ في السماء




إنه لشيء حزين أن يفقد الديمقراطيون قائداً ، وحزين جداً أن تفقد أسرة لها آمال وأكثر من حُلم :
فرداً كان التقدم والديمقراطية منهجاً يأمل أن يسود حياته العامة والخاصة .
إنها لفاجعة أن نفقد كل يوم وليلة : من يضع الإُصبع على الوجع مرة ويحلُم
أن يتغير الوجع بالوعي .
لا أعرف كثير شيء عن آمال ( حق ) ولا أعرف كم صارت . هل تناثرت شظاياها أم التأمت الجراح ، أم أن الديمقراطية والتوق إليها يجعلنا لا نقبل بخيار بعضنا وإن اختلفنا ، قُمنا بتكوين جناح وطرنا ؟.
كل ما أعرف أن الصديق الراحل ( الخاتم عدلان ) كان يقول لي دوماً :

ـ إن التقدم في بلدنا في حاجة لأمثالك .

أقطعُ أنا مسيرة سرده دوماً وأقول له :

ـ ماذا فعلت أنت في الأكاديميات ؟

فيقول لي : أوليات حزبنا ( الشيوعي ) أن أكون خادماً للجماهير من خلال العمل الحزبي العام .
كان هذا قبل انتخابات الديمقراطية الثانية في الثمانينات .
كنتُ أنظُره بفخر ، وأتعجب كيف ينـزع البعض أحلام الطبقة المتوسطة ليكون كادراً كُتب عليه الشقاء والاختفاء ، وعذاب لا أول له ولا آخر . آخر المطاف يعتقده البعض قد لفظ مُجتمعه ، وهو يُحبه ذاك الحب الذي يُضحي فيه بالحياة الخاصة .

كنتُ دوماً ولم أزل أرى في الراحل عبد الخالق محجوب كاتباً يستحق أن يختار غير خيرته التي اختار . قام بالتراجم في مصر في الأربعينات حينما لم تكُن هنالك مكتبة اشتراكية عربية ، ثم هزمه المرض ، وعاد للسودان . وانتهج كتابة غير التي بَرَّز فيها ، وكذا عبد الله علي إبراهيم .
كيف يا تُرى الحال بعد مضي السنون :

خسرنا كاتباً هو عبد الخالق ، ثم عندما استدار الخاتم أن يكون كاتباً ويهبنا بُرعماً لكاتب كبير ، كان الموت أسبق ، وانطوت سجادة العُمر .

بقي عبد الله علي إبراهيم . خرج في نهاية السبعينات من الحزب الشيوعي وجرب الدُنيا وجلس في مطعم ذات دعوة في هرم ( إيفل ) الذي سمَّاه ثم ساقته المباحث الأكاديمية التي تجترح الواقع ، وتنظر التُراث بعين تمرنت على النظر الثاقب رغم اختلاف الكثيرين معه .
ثم جئت أنت ( عمر كانديك ) ....

عزائي لأحبائك وأقربائك ومن لا تجسُر أن تبوح بهم ، والعزاء لموطنك .

عبد الله الشقليني
15/04/2007 م