هل زوجك/أنت علي ما وجد/ت عليه اَباءه/ك؟

"أوَ لَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ " (الزخرف 24) ..

في بدايات اقامتي هالكة الذكر في بكين قبل قرابة العام ونصف العام من الان,
كنت أتمشي وحيده علي مقربه من نهر صناعي يمر أمام المستشفي التي أسكن عصرا أملا في استكشاف المدينه,
استوقفني مشهد لم يستوقف غيري,
من علي الطريق أعلي ممر النهر لمحت رجلا يحمل طفلا في عامه الأول
كان يحمله في وضع أفقي أقرب لوضعية النوم, ويهدهده بحنان وهدوء وخشوع,
ولمحته يعلق علي عنقه -الرجل الصيني أعني- "بذاذه" ويدليها خلف ظهره وهي فارغه,
يبدو أن الطفل فرغ لتوه من تناولها وهو في طور مغالبة النوم والتبسم مع الملائكه,
توقفت تماما عن المسير ومسحت ببصري مسافة أمتار قليله بالقرب من الأب بحثا عن الأم علّها تجلس في مكان ما فلم أجدها,
كان الأب يدندن بشئ ما للصغير وكان يهدهده في حركه منتظمه لإغراقه في النوم,
حملت الكاميرا والتقطت فيلم فيديو صغير للمشهد,
وراقبت من علي البعد الأب وهو يحمل الطفل بعد أن غرق الأخير في النوم الي مبني علي الجانب الاخر من الطريق
ويسير به بهدوء وحرص حتي دلف الي المبني الذي يبدو أنه يسكن به,
بعد أن انتهت مهتمه بنجاح..

يتبع,,

جال في خاطري حينئذ مشهد كل الاباء السودانيين الذين أعرف,
وحتي الذين لا أعرف وأقابلهم في الطرقات أو في أي تجمعات,
الحق أني لم أستذكر مشهدا واحدا لأب سوداني يهدهد طفله للنوم (صوبوني ان أخطأت),
ولم أستذكر أب يصطبر علي طفل ويحمل له "بذاذة الحليب" حتي يفرغ من تناولها في حنان وسكينه,
حتي أكثر الاباء الذين التقيت حنانا, قد يحمل الطفل في ساعة مزاج معتدل فيلاعبه,
شريطة أن يكون الطفل نظيفا وليس جائعا, وفي حالة ضحك وسرور,
وما أن يتذمر الطفل حتي يسرع الأب في دفعه للأم لتقوم باسكاته وهدهدته للنوم..


يتبع,,

أعاد ذلك المشهد الي ذاكرتي مشهد مماثل شهدته في مباني خدمات المشتركين لشركة كنار,
حين ذهبت لتسديد فاتورة الانترنت خاصتي قبل أيام معدودات,
وبالتأكيد بطل القصه ليس سوداني الجنسيه, وانما "تركي" الجنسيه ,

(تذكرت حين لمحته للوهله الأولي وأنا في مقاعد الانتظار أرقب اعلان رقمي من قبل الكمبيوتر,
تذكرت الشق التركي من أسرتي وكيف جاد الزمان حين دهشه بأجداي الأتراك ليستقروا في السودان ويتناسلوا لينتجوا أسره كبيره عددا
تشبه الجالس أمامي في المقعد شكلا ولكن يتحدثون السودانيه ويرتدون الثوب السوداني والجلابيه,
تذكرت جدتي وأمي الشكل تركي قلبا وقالبا ولسخرية القدر جدتي كانت تحمل شلوخا سودانيه كاملة الدسم علي وجنتيها بمشهد لايمت للواقع بصله – يالسخرية القدر-)

المهم عودة الي موضوعنا فقد لفت نظري في -قريبي- التركي هذا والذي كان يتحدث بلغه تركيه مبهمه
ابنه المراهق في منتصف "الطاشرات" والذي يجلس بجانبه في انتظار دورهما لتسديد الفاتوره,
كان هناك تواصل جسدي حميم بين الأب وابنه, وهو ما يندر أن يشاهد في بلادنا بين أب وابنه المراهق,
كان الابن يرتكز بكوعه علي كتف أبيه وهما جلوسا يتحدثان مع صديق للأب تركي قبالتهما,
الأب في منتصف الأربعينات يطلق الضحكات مع ابنه وصديقه ويداعب ابنه في Physical contact حميم لم أشهد له مثيلا,
ثم كانت اللحظه التي شتت تركيزي حين حمل الابن المراهق علبة السجائر والولاعه من الأب ونهض ليخرج من أجل التدخين خارج المبني,
ولولا أن الكومبيوتر باغتهما بالنداء علي رقمهما لجاد علي القدر للمره الأولي بمشهد ابن مراهق يدخن علي علم ومرأي من أبيه,
ياللصداقه والعلاقه الحميمه بين هذا الأب وابنه,
خرجت من المكان وأنا ألعن حظنا العاثر الذي ابتلي رجال السودان بقلوب قادره علي اخفاءعلاقة المحبه والتواصل الجسدي الحميم مع الابناء,
واستبدالها بعلاقة مدير مع موظف مكتبه, سلسله من الأوامر والنواهي والمحظورات والممنوعات,
حتي أن الابن يرتجف خوفا أمام أبيه ويخفي عنه كل شئ ولايحدثه بشئ !!

برضو يتبع,,

أتسائل هل هي بيئتنا القاسيه التي أسهمت في جعل اباءنا سيفا مسلطا علي رقابنا,
بدلا عن منبع للحنان والارشاد الرقيق, ولماذا نستشف محبة اباؤنا لنا علي حين غفله من الزمان في ساعة مرض أو حزن,
وما عدا ذلك فحنان الأب ورقّته أطغاث أحلام,
في حين أنّ الخشونه والشده هي الطاغيه علي تعامل الأب في بلادنا مع الأبناء خصوصا الذكور,
حتي أن أغانينا مجدّت في الأب شخصيته القويه –ان لم أقل الفتّاكه- ولم نستشعر فيها مادون ذلك ..

هل تسير/ يسير زوجك علي خطي الاباء يدخلون المنزل ليسكت الناطق ويكف اللاعب ؟!!


عني مازلت علي بر الأمان,
وسأجري فحصا دقيقا للتكهن بزوج المستقبل وعلاقته مع الأطفال,
لا أريد "بعبعا" لأطفالي, أريد أبا حنونا يضاحكهم, يداعب شعرهم بحنان, يهدهدهم للنوم, يقبّلهم, ويصادقهم ..

انتهي,,

Quote: (صوبوني ان أخطأت)

طيب قولي واحد

Quote: برضو يتبع,,

وبرضو نتابع

Quote: طيب قولي واحد

قولي إثنين


سلام اماني والجميع

الأخ سيف بخيت ..

سلامات ومرحبا ,,

سعيده باعترافاتك وبتعاملك الراقي والعطوف مع أطفالك ..

انشاء الله تفضل الصداقه والعلاقه الحميمه بينكم حتي لما يكبروا ..

وتفرح بيهم يارب :)

Quote: طيب قولي واحد

ياسيدي حأقول اتنين,
لأني اتذكرت صاحبتي زوجها زيّك كده,
تعامله مع الأطفال très gentil






---
نفهم من كده انه حتحوت مستقبلا حيشيل ولاعتك لو بتدّخن عشان يولع بيها سيجارته عادي؟

اتنين.. تلاتة

أموني

ديل أبوي و راجلي..


أبوي دا غايتو في موضوع الهدهدة..و أشياء بسيطة أخرى

زوجي.. نعم الشريك!

Quote: وبرضو نتابع

Quote: انتهي,,

شكرأً أماني ..موضوع جميل ..وياهو ده الواقع ..

تحياتي للجميع ..

Quote: زوجي.. نعم الشريك!

سلامات يا سناء
مجمل ما قرأته عنه النهاردة يجعلني أتوق لمعرفته

سلام يا حسين

اتخيل ما انتبهت اني جبت سيرتو في تلاتة بوستات الليلة إلا بعد كلامك دا!

خالد إنسان عظيم ربنا يحفظو لأولادو و أحبابو..

معرفتك انت كمان أكيد بتشرفنا..

و بمناسبة التعارف دا .. غادة ملاسي بتبقى ليك شنو؟

Quote: و بمناسبة التعارف دا .. غادة ملاسي بتبقى ليك شنو؟

أصغرنا سناً

يا سلااااااام

قلت لي عازمننا شنو الاجازة الجاية؟









........................................

تحياتي ليها..
و أسألها لو كانت بتتذكر أيام الGLT

زمان يا امانى كنت ما بشيل اولاد اخوانى واخواتى الا هم نضاف
وما ببوس طفل عندو ريالة
هسه الحال اختلف حلاوة البوسة معاها ريالة واجمل شى تغيير البامبرز
واحلى نومة والطفل داخل تحت ضهرك ، والذ طعام الراجع من خشمو

استمتع اشد استمتاع وانا انقى لبناتى الاتنين ملابسهم حتى لو لفيت
اسبوع كامل عشان شراب لزوم الماتشن ،،،،


تقبلى تحيات عناب وعذارى

أخ عبد الدائم سلامات ..

Quote: تقبلى تحيات عناب وعذارى

معقوله عذاري كبرت وبقت حلوه كده؟

بتذكر لما اتولدت وباركناها ليك في البورد,

ربنا يخليك ليهم ياسيدي,

وكلامك عن تغييرك من أجلهم جميل جدا ..

سعدت بمرورك,,

Quote: نفهم من كده انه حتحوت مستقبلا حيشيل ولاعتك لو بتدّخن عشان يولع بيها سيجارته عادي؟

ههههههه
لا ما قدر دا , دي للاتراك بس

سلامات يا اماني موضوع جميل جدا


الاب القديم يعني من جيل ابهاتنا لورا شيل الاطفال عندهم
عيب..

مشهد لامس شغاف قلبي
حين عادي اخي الى بيتنا بعد موت زوجته
هو وابي رحمه الله يجلس كل منهما في طرف السرير مافي تواصل جسدي
ولكن تحس بالتواصل الروحي..
ابن حزين جدا مكسور واب يقول لابنه انا هنا لاظللك

احيانا التواصل الروحي يكون قوي جدا بين الابناء الذكور والاب
يخرج عند الحاجة...

Quote: تذكرت الشق التركي من أسرتي وكيف جاد الزمان حين دهشه بأجداي الأتراك ليستقروا في السودان ويتناسلوا لينتجوا أسره كبيره عددا تشبه الجالس أمامي في المقعد شكلا ولكن يتحدثون السودانيه ويرتدون الثوب السوداني والجلابيه, تذكرت جدتي وأمي الشكل تركي قلبا وقالبا ولسخرية القدر جدتي كانت تحمل شلوخا سودانيه كاملة الدسم علي وجنتيها بمشهد لايمت للواقع بصله – يالسخرية القدر-)

هههههههههههههههه .. بشاشا وتراجى ألحقوا .. !!

أمانى .. أنا أكون قاعد فى الأنترنت والصغيرة آية تكون طالعه لى أكتافى .. و"الدايبر" يكون كاتم كتم.

يا زولة أنت ما جايبه خبر ساكت .. نحن الآباء والأمهات ..

بريمة

الأخ بريمه سلامات, ,

Quote: أمانى .. أنا أكون قاعد فى الأنترنت والصغيرة آية تكون طالعه لى أكتافى .. و"الدايبر" يكون كاتم كتم. يا زولة أنت ما جايبه خبر ساكت .. نحن الآباء والأمهات ..

انشاء الله تكبر (اَيه) ودايما تلقي كتف أبوها وتتعلق فيهو,

ما تكبر وتبعد خمسه خطوات عشان تقول لأبوها كلمتين ..



شاكره مرورك جدا ,,




---
بالمناسبه, قلنا الشق التركي, يعني في شقوق تانيه

Quote: احيانا التواصل الروحي يكون قوي جدا بين الابناء الذكور والاب يخرج عند الحاجة...

دكتوره نجاة كلامك جميل وحقيقي,

كلنا اتربينا علي التواصل الروحي ده,
وعلي انه الأب ركيزه صلبه عند الحوجه, وساعة الشده كل أقنعة الصلابه دي بتسقط ..

لكن بفتكر انه ده نمط حياه جاف جدا اللي عاشته الأسر السودانيه زمان,
ومازالت بتعيشه العديد من الأسر للان,
التواصل الجسدي جزء مهم من أنواع التواصل,
الأم تواصلها الجسدي مع الطفل بيبدأ من هو في بطنها,
والرضاعه كمان تواصل جسدي حميم مع الطفل وجرعة حنان كبيره وكافيه لانه يرتبط بيها العمر كله,

لكن الأب اللي ما بيحضن ابنه وما بيلمسه بحنيه,
حجم الجدار البينهم بيكون قدر شنو؟

والطفل حيستشعر العاطفه والامان والحنيه من الأب كيف؟
بأنه يلبي ليهو طلباته؟
دي علاقه اليه جدا, وما بتملي احساس الدفء والمحبه المطلوبين من الأب ..
والنتيجه زي ما شايفه في كتير من الأسر, علاقة الابن بأبوهو دايما فيها شرخ وسوء تفاهم,
خصوصا لما يكون في مرحلة الشباب ..



شكرا يا دكتوره علي مشاركتك,,

أماني أمين... ازيك

بوست حنين... انا غايته بختلف معاك.. أبهات الزمن ده اختلفوا... الاب بساعد وبعمل للطفل زي امه تمام... نادر متخصص انه ينوّم محمود... ومن احلى الصور ليهم سوا، لما هو بيبي صغير، نادر راقد على ظهره، ومرقّد محمود في بطنه، والاتنين نايمين... الاكل والشراب النظيّف... علاقته لزيزه بيه.. وانا ما بقول كده عنه هو بس.. لكن اعتقد دي الحالة للجيل الجديد ده... عندهم إحساس بيتوتي... ببدأ من علاقتهم بالزوجة، واعتبارها كشريك، وبنتهي بي إلتزامهم بالمساعدة في تربية الاطفال بكل تفاصيلها....
ومما اتولد محمود، انا ما حصل شلته واحنا برّه البيت....


عايزه اشاغلك، لكن خليها في الfb ;)

Quote: عني مازلت علي بر الأمان, وسأجري فحصا دقيقا للتكهن بزوج المستقبل وعلاقته مع الأطفال, لا أريد "بعبعا" لأطفالي, أريد أبا حنونا يضاحكهم, يداعب شعرهم بحنان, يهدهدهم للنوم, يقبّلهم, ويصادقهم .. انتهي

كل ما يخطر ببالك فى فترة الخطبة وما سبقها أحلام وردية بعيدة عن الواقع ..

الواقع تكفل به الخالق .. وجعلنا بينكم مودة ورحمة ..

قيل هذه المودة والرحمة تأتى بعد الزواج ..

لو تركتى ما قال به الخالق وبحثتى عن أستفياء شروطك .. حتماً تكن ناقصة.

أستخيرى الله فى أى زوج حتى لو يخالفك .. ما ترينه ظاهراً ليس حقيقة .. الحقيقة علمها عند الله.

بريمة

معذره للانقطاع عن البوست ..

الحزن علي وفاة اللاعب ايداهور خيّم علي قلبي بشده,

وعجزت عن الكتابه والمواصله في الموضوع,

معذره ,,

سنويه حبيبه ...

Quote: اتنين.. تلاتة أموني ديل أبوي و راجلي.. أبوي دا غايتو في موضوع الهدهدة..و أشياء بسيطة أخرى زوجي.. نعم الشريك!

والله كلامك يفتح النفس ..

ربنا يخلي ليكم الوالد ويطول عمره ,

أما زوجك فأنا برضو من حكاويك زي حسين ملاسي,
مبهوره بيكم انتو الاتنين,
ربنا يخلي خالد لعياله ياستي, ولكل أسرته,

وتسلمي يارب ,,

بشير جبريل:

Quote: شكرأً أماني ..موضوع جميل ..وياهو ده الواقع ..

شكرا ليك علي قراءتك ومرورك ,,

تسلم,,

مريومه الحبيبه ..

Quote: كن اعتقد دي الحالة للجيل الجديد ده... عندهم إحساس بيتوتي... ببدأ من علاقتهم بالزوجة، واعتبارها كشريك، وبنتهي بي إلتزامهم بالمساعدة في تربية الاطفال بكل تفاصيلها....

ياستي ده كلام يبسط جدا ..
وخليتوني أتفائل بانه في تغيير حاصل في المجتمع السوداني,

بس الظاهر التغيير ده خفي !!
يعني نحن البنشوفه في الشارع السوداني علاقات جافه جدا مع الابناء,

هل الصوره الحميمه دي مختصره علي داخل المنزل فقط؟
عني ما شفت للان طفل في عمر عشره سنوات مثلا بيتعلق في رقبة أبوهو قدام الناس الأغراب,
ماشفت أب بيدي طفله العمره سنه البذاذه قدام الناس الأغراب "اللي هم نحن" !!

هل الصوره الفي الشارع السوداني غير حقيقيه؟
وهل داخل البيوت العلاقات مختلفه عن خارجها؟

----
مشاغله ولا زرزره؟
أصلا انتي وأساسي زرزارين في الفيس بوك شديد لوووووووول

ود البشري:

Quote: ههههههه لا ما قدر دا , دي للاتراك بس

هههههههه
عارف,
المحبه والالرتباط البين الأباء وأولادهم,
بتكون مشهد نوعا ما متوقع في سنينهم الاولي,
وهم بيتعلموا المشي, وهم لسه رضّع,

بس الصداقه والحميميه البتكون في سن أكبر شويه,
ملفته جدا, لو مع الأبناء الذكور أو مع البنات,
ومهمه للغايه,

عموما بتمني حتحوت يكبر وما يفكر يدخن,
ولو فكر ما يدس منك,
ويفضل قريب منك دايما ,,