خطوبة سهير

خطوبة سهير


03-01-2010, 08:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=260&msg=1267470719&rn=0


Post: #1
Title: خطوبة سهير
Author: محمد قور حامد
Date: 03-01-2010, 08:11 PM

بعيداً عن السياسة

قراءة ٌ نقديه في مسرحية خطوبة سهير




ذاك كان زماناً خصباً .. وقتها كنا نسبح في فضاءات الأدب العالمي .. وتلك الآثار التي تصل آلي المكتبة العربية في ترجمات ٍ راقية ٍ شكلاً ومضموناً .

قرأنا غارسيا غابريل ماركيز في الحب في زمن الكوليرا ومائة عام ٍ من العزلة وغيرها ,.. من روايات سخر فيها ماركيز من جنرالات امريكا اللاتينية .. كما فعل تماماً إنطوان تشيخوف وهو يعرض المجتمع الروسي تحت أحذية السخرية وأجنحة الوهم .. كذا دستوفسكي في الحرب والسلام غير رواية جورج برننادو طبعاً الرجل والسلاح وكذا الأخوة كراميزوف ..

قرأنا إرنست همنقوي هذا الكاتب الكولمبي الساخر فكانت روايته العجوز والبحر هي نوع من الإضطهاد الذاتي الذي يعانيه الكاتب وإسقاط نفسي يدلل علي عظمة التعبير ..

وفي منتصف الثمانينات والأديب الراحل نجيب محفوظ يحرك السينما بثلاثية ٍ حازت ونالت بها الأمةُ العربية جائزة نوبل في الأدب ، في الوقت الذي يعتبر فيه النقاد ويصنفون رواية الأديب السوداني الراحل الطيب صالح موسم الهجرة إلي الشمال ضمن أفضل مائة رواية عالمياً..
كنا وقتها لانلقي كثير إهتمام ٍ لما يعرض في الداخل من مسرح ٍ ومللوج وغيره ..

فكانت السينما الأجنبية لاتخلو شاشاتها من حسناوات .. ففي 81 كانت حسناء الشاشة الأييطالية صوفيا لورين تعرض فلمها عباد الشمس THE SUN FLOWER .


وكانت بالمثل تحتل وجداننا الفني بالمثل الممثلة مارلين مونرو ..

هذه الصور والأخيلة جالت في خاطري وأنا أنظر في خارطة المسرح السوداني والسينما السودانية ..



فالمسرح السوداني فقد بريقه وألقة منذ منتصف السبعينيات .. من بعد أن كانت تعرض مسرحيات كبري وعظيمة مثل خطوبة سهير .. تلك الخطوبة التي لم تتم لمجرد كون خليل والد سهير داخل النص المكتوب سكيراً ..

أدي الدور الممثل البارع الأستاذ مكي سناده ..


فالمسرحية كانت تؤرخ إجتماعياً لتعارض وتضارب القيم والأخلاق والتقاليد والحفاظ عليها .. وبسبب تعارض القيم والأخلاق مع الدين تفقد سهير فرصتها في الخطوبه بسبب والدها السكير .. ويفقد كذلك خطيبها فرصته في الفوز بها بسبب تعصب والده الديني ..


غير أن التاريخ إذا ما عاد نفسه فإن ألأف ال سهيرات لن يفقدن خطوبتهن .. فأصبح للأسف منظر الوالد السكير جزء من الموضه والديكور الإجتماعي .. وأعوذ بالله .

ولكن هل بالفعل مثلما قال الدكتور الناقد أبوالقاسم قور ( إن المسرح السوداني تبولت عليه البعاشيم ثم ّ رفعت أذيا لها ) ؟

ولكن أبوالقاسم قال أيضا ً : ( إنك لاتستطيع شرح كل الأشياء حتي يفهمها الآخرون .. فالحياة ذات أطر ٍ متلامسة ) ..