آه ما أقسى الجدار : المقال الذي كانت صوت الأمة قد حجبته وتكرمت أجراس الحرية مشكورة بنشره !

آه ما أقسى الجدار : المقال الذي كانت صوت الأمة قد حجبته وتكرمت أجراس الحرية مشكورة بنشره !


03-01-2010, 08:24 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=260&msg=1267428254&rn=0


Post: #1
Title: آه ما أقسى الجدار : المقال الذي كانت صوت الأمة قد حجبته وتكرمت أجراس الحرية مشكورة بنشره !
Author: فتحي البحيري
Date: 03-01-2010, 08:24 AM

http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news_view_9845.html


ـــــــــــــــ


صحفيو القمع.. قمع الصحفيين
فتحي البحيري


المضاف و المضاف إليه إحدى طرق التعريف في اللغة .. حين تقول لعب الأطفال و محور الشر و ساقية جحا .. فإنك تعني اللعب الذي يخص الأطفال والمحور الخاص بالشر و الساقية "التابعة" لجحا .. و لا تعني لعباً ولا محوراً ولا ساقية خلاف ذلك، و حين نقول صحفيي القمع وقمع الصحفيين فنعني الصحفيين الذين يخصون "القمع" و القمع الخاص بالصحفيين كذلك. و لما كان القمع في حد ذاته حالة مشينةفإنّ من أفظع الإضافات إضافة صحفيين لقمع يقع على الصحفيين! إنها خيانة مهنية للذات، إن كانت هناك ذات؟! أحد هؤلاء الصحفيين كتب مسوقا لصورة حكيمة و متعالية غير موجودة في الواقع (بالأدلة و البراهين التي لا تخطئها عين ولا أذن) للسيّد الرئيس عمر حسن أحمد البشير في معرض دعوته لأهله في الإعلام الحكومي بالكف عن سيرة أوكامبو و الجنائية (من الأنفع و الأجدى بعد أن أوضح الجميع مواقفهم، وعرفت الحكومة ماذا تريد أن تفعل، سياسياً و دبلوماسياً و قانونياً، من الأجدى أن تعود الأوضاع إلى طبيعتها و أن يطلق سراح الرئيس من معتقل أوكامبو الإعلامي وقد سبق أن نبّه الرئيس في لقاءات دارفور الجماهيرية من الوقوع في مثل هذا الفخ) جعل هذا الصحفي من تصريحات السيد عمر حسن أحمد البشير المعلومة الشكل و المحتوى للقاصي والداني تحتوي تنبيهاً ذكيا و حكيماً لم تصغِ له الآلة الإعلامية الإنقاذية – و التي يمثل نفس هذا الصحفي أحد تروسها بلا كثير مغالطات – لتحتاج إلى مقال منه هو شخصياً ينوّه إلى ضرورة الإفراج عن الرئيس من معتقل أوكامبو الإعلامي على حد وصفه المؤسف و المدهش في آن معا هو أنه نفسه كان واقعاً في – أو عاد إلى، لا فرق – فخ "اعتقال " ذات الرئيس في ذات السجن الإعلامي حين طفق يدافع عن كلمات قوش المؤذية في حق المواطنين الشرفاء الذين انحازوا إلى حق أهلهم وحق أنفسهم في الحصول على عدالة ما بمقال حاول فيها أن يجعل من فسيخ تهديدات صلاح قوش شرباتا نستسيغه نحن! ولا نجد هنا مناصا من نقل تلك المقالة بحذافيرها ليتأمل القارئ العزيز، لا في مضمونها، و إنّما في عنوان مقالتنا نحن يقول ذلك الصحفي: ( اختار الفريق أول صلاح عبد الله «قوش» مدير جهاز الأمن والمخابرات، أقصى عبارات التحذير، و ربما التهديد، لكل من يمد يده لمعاونة المحكمة الجنائية. وقال في الاحتفال الذي أقيم على شرف ترقيته المهنية بالنادي الدبلوماسي من قبل أبناء الجنوب بالخرطوم قال: «سنقطع يده و رأسه و أوصاله، لأنّها قضية لا مساومة فيها»..! تحذيرات «قوش» يبدو أنّها متجاوزة للجغرافيا، ومراد لها أن تصل الآذان البعيدة قبل القريبة.. وربما أنّها راغبة في توصيل التحذيرات في وقت متزامن للقريب و البعيد معاً..! ومن خلال الرصد والمتابعة لما قيل من قبل المسؤولين الحكوميين، منذ المؤتمر الصحفي الذي عقده مدعي لاهاي لويس مورينو أكامبو، وأعلن عبره عن مسعى توقيف الرئيس البشير، تعتبر هذه التصريحات الأكثر سخونةً، و الأوضح في تحديد الخطوط النهائية، التي يمكن أن تصل إليها الحكومة في التعامل مع القرار. قد تكون رسائل «قوش» التحذيرية مبنية على معلومات غير متوافرة للرأي العام السوداني.. فالأجهزة الأمنية لا تؤسس لأفعالها و أقوالها على ما هو متاح من معلومات للعامة.. و لكنها تبني على ما توثق لديها، من معلومات قد يكون العام جزءاً منها..! نعم.. تعبيرات مدير جهاز الأمن و المخابرات و اللغة الفصالية التي تحدث بها، قد يكون مصدرها غير مرئي. ولكن من الضرورة الإشارة إلى معطيات مهمة في الواقع السياسي لا نملك إلا أن نبني عليها إلى حين إشعار آخر. أهمّ هذه المعطيات أنّ الرفض و التحفّظات التي قوبلت بها مذكرة لويس أوكامبو في الأوساط السياسية و الشعبية داخل السودان مثلت حالة توافق نادرة في المسار السياسي السوداني ولم تشذ عن هذا الموقف إلا بعض الأصوات ذات الوزن الخفيف! من المغالاة القول أنّ كل المواقف الرافضة و المتحفظة على لاهاي في موقفها ذلك تقدم فرمان تأييد سياسي للانقاذ.. بل كثير من هذه القوى لا تزال مستمسكة بموقفها المعارض للحكومة و تتمنى زوالها و تسعى لذلك و لكن عبر العملية الديمقراطية لا على طريقة أوكامبو المشبوهة. الجميع يعلمون أن تداعيات صدور مذكرة التوقيف ستحدث حالة احتقان حاد في مسار التحول الديمقراطي، و ستوتر أوضاع تنفيذ اتفاقيات السلام.. و المهم كذلك ان القوى السياسية المنافسة للمؤتمر الوطني تدرك وبحسابات عديدة أن سيناريو لاهاي قد يضيف للمؤتمر الوطني مساندة جماهيرية تصعب من منافسته انتخابياً، وهذا ما عبر عنه مبروك مبارك سليم (جبهة الشرق) على صدر صفحات «الرائد» حينما قال إنّ الجنائية زادت من شعبية البشير..! من مصلحة الحكومة في الحد الأدنى أن تحافظ على هذا الموقف التوافقي - بالحسابات المختلفة - بل في مصلحتها ان تسعى لتطويره.. وألا ترسل من الاشارات ما قد يشي بأن الحالة التوافقية السائدة الآن تعبّر عن رهبة من أجهزة الدولة لا عن رغبة في الحفاظ على استقرار البلاد، وانجاح مساري السلام والتحول الديمقراطي.. من العبارات ما قد يستفز البعض للسير - حماقةً - في الاتجاه المناقض لقناعاتهم. من النصائح السياسية الماكرة التي يقدمها الأمريكان في أوضاع مماثلة: (تحدث حديثاً ناعماً و أنت تحمل عصا غليظة).. بمعنى أن تظهر قوتك -كردع استباقي- مع الحديث الدبلوماسي.. ذلك سيكفيك شر استخدامها!) الآن وبعد مضي وقت غير طويل ما رأي الصحفي المدافع عن القمع فيما جرى خصوصاً و أنه قد جرت مياه كثيرة تحت الجسور وتقطعت بالفعل أوصال وسالت دماء ، بل ما رأيكم انتم – سيداتي آنساتي سادتي - في عنوان مقالتنا هذه ؟

Post: #2
Title: Re: آه ما أقسى الجدار : المقال الذي كانت صوت الأمة قد حجبته وتكرمت أجراس الحرية مشكورة بنشره !
Author: فتحي البحيري
Date: 03-01-2010, 02:27 PM
Parent: #1

!

Post: #3
Title: Re: آه ما أقسى الجدار : المقال الذي كانت صوت الأمة قد حجبته وتكرمت أجراس الحرية مشكورة بنشره !
Author: فتحي البحيري
Date: 03-04-2010, 05:21 PM
Parent: #2

تم نشر المقال في عدد السبت الفائت
27 يناير 2010