إلى المطرب / طه سليمان .. مع التحية !!

بالأمس استمعنا لك و أنت مستضاف فى قناة النيل الأزرق – برنامج بالعود ..
حقيقة ادهشنى أدائك و أنت تغنى على أنغام العود فقط .. أنا لست من المتخصصين في الموسيقى أو الأصوات .. لكنني امتلك أذن موسيقية اعتادت على سماع كل ما هو جميل من غنائنا السوداني الأصيل ولعشرات السنين .. وبذلك أصبحت تميز بين ما هو غناء راقي و هادف .. و ما هو غث !!
ادهشنى أدائك فى بعض الاغانى التى أديتها فى هذه الحلقة .. فاستمعت له بإصغاء كامل فقد شدني جمال الصوت و صفائه متزامنا مع حسن الاداء .. فقد أعدت إلى شيء من التميز الذي عرف به فنانا الكبير الراحل المقيم / هاشم ميرغنى ..
اعذرني آخى طه سليمان .. فانا لست من المتابعين لإنتاج أبنائنا المطربين الجدد إلا فيما ندر فانا اكتفى بسؤال أبنائى عن كل وجه جديد يطل على علينا من الشاشات البلورية .. و كثيرا ما تعجبت من كلمات الاغانى التى يرددونها لافتقارها للكلمة الرصينة ذات المعنى الجاذب للاستماع .. لذلك أثناء غنائك علمت بانك نفس المطرب الذى يغنى " قنبلة " .. و .. " التلاتة بنات الشالن عقلى لمن باص الروصيرص فات "
لان هاتان الأغنيتان انطبعتا في اذنى .. ربما لعملى العسكرى السابق .. فانا أكاد اعرف كل أنواع القنابل و رأيت الكثير منها كيف أثرت فى الأجسام التى أصابتها تلك القنابل .. اما " الروصيرص ".. و " بصها "
لاننى عندما تخرجت من الكلية الحربية نقلت اولا الى " اللواء 14 الدمازين " .. المهم كنت استعجب من مستوى الشعر الغنائي و ما صار إليه حاله بعد أن انحدر التشبيه بالمحبوبة او الجمال من القمر و الغزال الى القنبلة .. و كيف تحولت الرحلة من الطيارة الى البص ..
الشاهد .. أنا على قناعة تامة بان جيل اليوم يختلف عن الأجيال السابقة فى كل شيء حتى فى الإذن الموسيقية .. و لكن يظل الشعر هو الشعر .. و يظل الغناء هو الغناء .. و المطرب هو المطرب .. وستظل قوة تأثيرهم و بقائهم هى هى ..
لذلك أرى اذا كنت تسعى إلى تخليد اسمك في سجل الخالدين من مطربينا فأسعى إلى الغناء الهادف الكلمة وامزجه بصوتك القوى الجميل و ستصل إلى ما تصبو إليه .. ولا أقول أوقف اغانى الشباب .. عشان العداد .. بل يمكن أن تكون أكثر رصانة فى كلماتها !!
تقديرى