في نهر النيل :دخول كهرباء الشبكة القومية الى القُرى والحلاّل -بهذا الشكل-ليس نعمة ..بل نغمة.!!

في نهر النيل :دخول كهرباء الشبكة القومية الى القُرى والحلاّل -بهذا الشكل-ليس نعمة ..بل نغمة.!!


02-14-2010, 08:57 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=260&msg=1266134241&rn=0


Post: #1
Title: في نهر النيل :دخول كهرباء الشبكة القومية الى القُرى والحلاّل -بهذا الشكل-ليس نعمة ..بل نغمة.!!
Author: gessan
Date: 02-14-2010, 08:57 AM

سلام على الجميع ..
عدتُ قبل ايام من إجازة في السودان.وقبل أسبوع تقريباً عُدت من البلد (المحمية).وبالطبع شهدت دخول تلك القُرى في الشبكة القومية للكهرباء.
حقيقة ما في شك بأن دخول كهرباء الشبكة القومية إلى تلك المناطق هي خطوة هامة يمكن أن تسهم في تغيير حياة الإنسان المنسي في تلك المناطق.تغيير بلا شك نحو حياة أفضل.
وبالطبع من حق الجميع هناك أن يفرح بدخول الكهرباء للبلد.
ولكن، لو نظرنا لهذا الموضوع بشكل دقيق نجد فيه كثير من "المكاورة في الحساب"او بالأحرى فيهو كثير من الخَم.
كثير من الخَم من قبل عضوية المؤتمر الوطني في تلك القرى ، ومن قبل حكومة الولاية، التي تعتبر أن ذلك إنجازاً يجب شكرها عليه آلاف المرات.حتى وإن كان فوق طاقة الناس.

قلتُ ان موضوع الكهرباء في حقيقته ليس نعمة بل نغمة..بحسب واقع مواطن تلك المناطق. كيف؟؟
طيب..منطقتنا - منطقة المحمية شرق وبالذات قرى المُطمر والحتانة والكِتواب مثلاً - تم توصيل الكهرباء لها فعلياً في شهر يناير الماضي.
ومقابل كل (عدّاد) يُربط في البيت تأخذ الهيئة القومية مقابله مبلغ وقدره مليون واربعمية ألف جنيه تقريباً.
يتم تقسيطه بقسط شهري مقداره ثمانون ألف جنيه.هذا طبعاً بغض النظر عن كمية الكهرباء المستهلكة لكل بيت والتي يمكن شراءها عن طريق الدفع المسبق -الجمرة الخبيثة- كما يسمونها.
يعني على كل بيت أن يدفع شهرياً مبلغ تمانين ألف جنيه. غير ما يحتاجه من كهرباء حسب إستهلاكه.!!!
وعلى سبيل المثال قريتي -قرية الكِتواب- فيها الآن حوالي سبعين عدّاد، يعني حسابياً أن قرية الكتواب يفترض أن تدفع للهيئة القومية شهرياً مبلغ وقدره خمسة ملايين وستمية ألف جنيه.!!!!!
فقط مقابل أجهزة العدادات.!!!
وأن جملة المبلغ الكامل الذي على قريتنا الكتواب أن تدفعه للهيئة القومية هو مائة مليون جنيه تقريباً.!!! نعم مائة مليون جنيه -وهنا انا أتحدث عن حِلة وليس قرية بمفهوم قرية كبيرة.
وإذا إفترضنا أن قرى الحتانة والمطمر فيها نفس العدد من العدّادات، فإن الثلاث قُرى ستدفع للهيئة القومية شهرياً ما يقارب السبعة عشر مليون جنيه.!!!!
وقس على ذلك كل قرى وحلاّل ريفي الدامر.!!!!!

حقيقة هذه الثمانين ألف جنيه شهرياً، واضح تماماً أن الذي أقرّاها لا يعلم شيئاً عن واقع تلك المناطق. وبعيد كل البعد عن أي دراسات تأخذ في الحسبان الدخل اليومي لإنسان تلك المناطق، وما يمتهنه الأغلبية منهم.
اقول ذلك وإن كنت -بشكل شخصي-أعتقد جازماً أن من أقرَّ هذا المبلغ لا يهمه المواطن المسكين هناك ولا يعلم شيئاً عن متوسط دخله اليومي.ولا حتى لديه الإستعداد لأن يقف وينظر لذلك الأمر.
ثمانون ألف جنيه شهرياً ..مقابل خدمة العدّاد فقط، مبلغ كبير وكبير جداً على الناس هناك.أنا متأكد بل أجزم أن كثيرين من أهل تلك المناطق سيطرّون قريباً أن يعودوا لظلامهم الذي يعرفونه سنيناً طويلة.
لأنهم بكل بساطة ليست لديهم القدرة على دفع ثمانين ألف جنيه شهرياً إضافة الى إستهلاكهم اليومي للكهرباء.نعم الأغلبية ليست لديهم القدرة المادية على ذلك المقابل.

على حكومة ولاية نهر النيل -وعلى النافذين من المؤتمر الوطني من أبناء المنطقة وعلى رأسهم د.قطبي المهدي بإعتباره آخر من فاز في هذه الدائرة الجغرافية في آخر إنتخابات -
عليهم أن يتذكروا تماماً بأن السواد الأعظم من اهل تلك المناطق-إن لم يكونوا كلهم-هم عبارة عن عُمال مهن حرة هامشية،
من الصعب تسميتها لانها متقلّبة بحسب الظروف، تارة مزارع، مزارع في أغلب الأحيان لا يملك الأرض، وتارة حمّال (عتّالي)، وتارة فقط ينشغل بتربية أغنام توفر لأبنائه فقط (كُباية )لبن.
نعم ، من الصعب جداً تحديد متوسط المهن في تلك المناطق لأنها ببساطة مناطق تنعدم فيها سبل الإستقرار، أقلاّه إنعدام وجود مشروع زراعي منتظم كما في بقية المناطق، مثل العالياب والزيداب والكِتياب..إلخ.
ومن حق المواطن البسيط أن يتساءل (أبَعد كل هذه السنين من الظلام الدامس، تأتينا كهرباء لا نقوى على دفعها؟؟).

على حكومة الدامر ان تسيقظ من ثباتها العميق، وتساهم في مساعدة المواطنين، عسى ولعل تكون حسنة وحيدة في سجل علاقاتها بالمواطنين، لأن الكهرباء خدمة أساسية ويحتاجها إنسان المنطقة.
أما الحديث عن بقية الخدمات من صحة وتعليم..فواقع الحال هناك يحكي الكثير والكثير جداً من التردي.وكل ما قدمته الحكومة لتلك المناطق لا يتعدى
المشاريع الهلامية مثل الزواج الجماعي .!!!
أعلم أن الفترة القادمة هي فترة إنتخابات، وقطعاً سيأتون بعرباتهم الفارهة يبحثون عن هذا الإنسان، الذي لا يعرفونه إلا ساعة الحشد، وساعة الحاجة لصوته.!!!

على أي حال، إلى أن يتم تغيير هذه الصورة بتدخل سريع من الحكومة، لإلغاء او لتخفيض هذا المبلغ الكبير جداً مقابل هذه الخدمة، إلى أن يتم هذا التغيير سيظل دخول كهرباء الشبكة القومية إلى تلك القرى والارياف
لا يمكن وصفه بالنعمة، بل يمكن وصفه بالنغمة ، كونه أضاف عبئاً جديداً على أعباء إنسان تلك المناطق.!!!

Post: #2
Title: Re: في نهر النيل :دخول كهرباء الشبكة القومية الى القُرى والحلاّل -بهذا الشكل-ليس نعمة ..بل نغمة
Author: Abuobeida Ali Abdullah
Date: 02-14-2010, 02:16 PM
Parent: #1

سلام يا عزيز

وسلامة الأسفار

لا تنتظر من هؤلاء اي رجاء فانهم يفوقون سوء الظن.

قلبي على وطني وأهلي البسطاْء فانهم يجارحون كالصقور.

أخير للقرى ان ترجع لموضوع المواتير مرة أخرى جراء هذه التكلفة العالية لكهرباء الشبكة.

كثير من الود.

أبوعبيدة