المشهد الأخير من "ذيل هاهينا مخزن أحزان"..هجوم الكلاب على المدينة

المشهد الأخير من "ذيل هاهينا مخزن أحزان"..هجوم الكلاب على المدينة


02-02-2010, 03:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=260&msg=1265119868&rn=0


Post: #1
Title: المشهد الأخير من "ذيل هاهينا مخزن أحزان"..هجوم الكلاب على المدينة
Author: Bushra Elfadil
Date: 02-02-2010, 03:11 PM


افتتح هذا البوست بناء على طلب بعض الأصدقاء والقراء ممن هاتفوني أو مايلوني فظللت أفكر: هل كل هؤلاء إتفقوا على الأمر صدفةأم أن قصة ذيل هاهينا على غرائبيتها أشارت ولو من بعيد لحدث ما يشغلنا هذه الأيام؟

الحديث هنا عن قصة قصيرة لي بعنوان " ذيل هاهينا مخزن أحزان" وهي ثاني قصة قصيرة أكتبها في حياتي وقد نشرت بمجلة الثقافة السودانية فبراير 1979م أي قبل 30 عاماً وفيها جاء المشهد التالي وهو الختامي و كل شخصيات القصة كلاب؛ والقصةنفسها بلسان الكلبة هاهينا:


ولم أنم ولمع في لحظة خاطفة خاطر عن هواهي النبيل وتناهت لمسامعي أصداء خافتة لصوت حزين غامض: أووو – أووو.
ولابد أنني كنت في البرزخ ما بين النوم واليقظة حين قلت:
- غداً سنخرج جميعاً: أجداداً وآباء وبنين وحفدة, نخرج الجماء الغفير, بقضنا وقضيضنا، صعلوكنا ووقورنا، الكلبة الوالد والعاقر، والعقور من الغابات والخلاء والجبال والأنهار، من ظلال الأشجار، والآبار المهجورة، والحقول والأدغال والشعب والأكمة والبطاح. وسنلوث أفواهنا الطاهرة بداء السعر من إنسان مصاب، وسنهجم على المدينة ونعمل أنيابنا فيها، ونعملها ونعملها، لا يحد الوباء مصل ولا سلاح، سنعض أولاً التجار فموظفي المكاتب، ثم المطربين الهابطين وأصحاب المواصلات والأفران، والصحفيين وعمال الكبانيات والباعة المتجولين والكسالى والمرتشين، والأصدقاء والأعداء، المقامرين والمغامرين، أصحاب الكروش الضخمة والنحيلين، الراكبين، الراجلين، النائمين، اليقظين، التافهين، العظماء، الصم، البكم، اليتامى، وأبناء السبيل حتى إذا انقضت أربعة أيام حسوماً، ظهرت طلائع السعر على الجيوش إياها، وسيقضم التجار رقاب الزبائن، وأصحاب الأفران، والكمائن سيقضمون المرائن، وأصحاب المقاهي سيقضمون آذان الرواد، يقضم الحديد البراد، ونظار المدارس أصابع التلاميذ، والعشاق شفاه عشيقاتهم، والأطفال حلمات أثداء أمهاتهم. والأزواج سيقضمون نهود زوجاتهم بحالها، ولن تروي لهم غليلاً.
سيجدع الرجل أنفه
وتجد المرأة لسانها
والطفل خياله
والكلاب أذيالها
يجدع الأسياد عقولهم، والخائفون قلوبهم.
والشجعان حماقاتهم والحاقدون أسنانهم المصطكة. والعطشى يجدعون حبهم للماء (يذبح الخروف مسعود. ومسعود يذبح الخروف. ويصيح الدود فوق العود: هو هو هو) تأكل المدينة أحياءها العشوائية. وتأكل الكلاب كرش المدينة وتقف المدينة عامودية على الشح، وتجئ أطراف المجاعة، وفي الصباح يكف الديك عن الصياح ويصرخ:
- آ آ وووو
والناس والحمر والبهم والخيل والليل والبيداء جميعها تصيح:
ا آوووو
ولا غناء إلا هو
لا كلام الا هو. طفح الكيل وبلغ السيل موطن الوجع..
تنهدت ولا ادري كم مكثت على حالي تلك ولكنني صحوت بعد أن ظننت أنني سأموت. كانت بجانبي خمس جروات لا أدري كيف هبطن ومن أين. وكانت على آثار المخاض غنت الجروات..
- هيو هيو أيايا أيايا. فنبست لي نفسي..
- ويح قلبي جائعات.
كانت السماء شديدة الصفاء، نجمة الكلاب المضيئة نفضت عينيها فتطاير منها شعاع أصفر غمر الكون كله. وشهدت بأم عيني العشب ينمو، والنمل يجمع قوته، والطيور تصدح، وغمرني فرح فجائي حتى انحدرت دمعة في عيني اليسرى وما صددتها، ثم في اليمنى وما صددتها وصرت شديداً جداً أبكي: أبكي ثم أبكي ملء الفم والحنجرة والذاكرة، في ذلك الصباح المشرق.

Post: #2
Title: Re: المشهد الأخير من "ذيل هاهينا مخزن أحزان"..هجوم الكلاب على المدينة
Author: محمد عثمان الحاج
Date: 02-02-2010, 05:19 PM
Parent: #1

المبدع د. بشرى الفاضل

إنها لنبوءة مذهلة حقا، تؤكد أن حالة الإبداع هي حالة صوفية رؤيوية كشفية، فلا عجب أن يرى أحدهم غرق السفينة تيتانيك ويؤلف عنه راوية قبل أن يفكر أحد في بناء تلك السفينة. وكما يقول العارف الهندي الأحمر دون خوان حكيم طريق التولتيك لتلميذه كارلوس كاستانيدا وهما يواجهان في سياحتهما مشيا على الأقدام في صحراء المكسيك فهد الجاغوار المفترس، فإن الحيوانات متاح لها نوع من المعرفة أسماه المعرفة الصامتة وهي معرفة فوق مستوى اللغة، وبذلك فلها اتصال مباشر بالروح، فلاعجب أن تكون تصرفاتها تحمل رسالة لنا من الروح ومن أمنا الأرض التي هي كائن حي واعي مدرك، رسالة حملها من قبل الجفاف والتصحر والمجاعة ومن ثم انتشار الفشل الكلوي والسرطان في البلاد بما لم يسبق له مثيل، فهلا انتبهنا وفهمنا هذه الرسالة الخطيرة؟

Post: #3
Title: Re: المشهد الأخير من "ذيل هاهينا مخزن أحزان"..هجوم الكلاب على المدينة
Author: Nasr
Date: 02-02-2010, 07:43 PM
Parent: #2

لعلك كنت (متنبئنا ) وما أدرانا

Post: #9
Title: Re: المشهد الأخير من "ذيل هاهينا مخزن أحزان"..هجوم الكلاب على المدينة
Author: Nasr
Date: 02-03-2010, 07:23 AM
Parent: #3

إتذكر زمان في منتصف السبعينات كان في ليلة شعرية في قاعة الون أو تو، حضرها المرحوم محمد عبد الحي وكان قادما لتوه بعد أن أكمل دراسة الدكتوارة، لم يلقي شعرا ولكنه قال أن الشعر أن لم يحمل قدرا من النبوءة لا يعبأ به. (وأظنه يقصد الفن في عمومه). شفنا طبعا ما حصل من الضفابيع، وهاهي الكلاب تهجم علي المدينة. بعد دا منتظرين حملة عبد القيوم الإنتقامية (هو أنا شفت فيها حاجة) الناس الماتوا في التسعينات الكيئبة ممكن كلهم يكونوا عبد القيوم.

Post: #4
Title: Re: المشهد الأخير من "ذيل هاهينا مخزن أحزان"..هجوم الكلاب على المدينة
Author: Bushra Elfadil
Date: 02-02-2010, 11:14 PM
Parent: #2

عزيزي محمد عثمان
لا أعتقد أن هذه نبوءة لكن يصدق عليها ما ذكره لي ناقد ليبي في سؤال مكتوب وجهه لي في مطلع التسعينات وأنا بالسودان:
* لماذ تكتب الفانتازيا علماً بأن الواقع في السودان وبلادنا غرائبي بأكثر من الفانتازيا نفسها؟
وقد صدق فمن كان يصدق أن كلاباً ضالة يمكن أن تهجم على مدينة بحالها وترعبها؟ وجاء في الأنباء أن هذه الكلاب الضالة وصلت إلى الأبيّض.
لكن من ناحية أخرى فأنت محق . النبوءات في الكتابة الإبداعية حدثت كثيراًً في تايتانيك والسفينة إليزابيث وغيرها ولدى الكاتب الضخم دستويسفسكي نبوءات تحققت نتمنى أن تتاح فرصة أخرى فنرصد جانباً منها.

Post: #5
Title: Re: المشهد الأخير من "ذيل هاهينا مخزن أحزان"..هجوم الكلاب على المدينة
Author: salah ismail
Date: 02-02-2010, 11:34 PM
Parent: #4

د.بشري الفاضل


ليس هنالك خيال بل هو واقع في عالم الاطلاق عندما يغيب العقل الواعي بقدرته علي التحجيم...تصغيرا.. وتكبيرا.. تلوين واباده واقصاء
واعتبار في تلك العوالم من العيش التي لا تعرف اليها المشاعر سبيلا... تتوفر الطاقة للوجود في مقامات لا يمكن الاان تكون سوي اخري..
لا نعرفعا عندما نعود الي حدود الجسد...اذ لا تتبقي سوي الذاكرة...وماهي؟؟ ايها الحبيب

لك التحيه

Post: #6
Title: Re: المشهد الأخير من "ذيل هاهينا مخزن أحزان"..هجوم الكلاب على المدينة
Author: على عجب
Date: 02-03-2010, 00:03 AM
Parent: #5

بشري سلامات

لم اتيقن ان "الكلاب" قد احدثت من الرعب ما "كلب شعرة جلد" الصغار الا عندما

تنبهت الي ابني، يحدثني بحماس عبر الهاتف عن كلاب عجيبة ، حيث قيل ان هنالك

ذئاب اكلت راس شافع صغير وزكت شفع راجعين من المدرسة...والله العظيم انت

قايل شنو.. وشفناها عديل كدا، محمود جاب الجريدة في المدرسة.

.. شنطة سنة اولي ابتدائي...

Post: #10
Title: Re: المشهد الأخير من "ذيل هاهينا مخزن أحزان"..هجوم الكلاب على المدينة
Author: Bushra Elfadil
Date: 02-03-2010, 09:01 AM
Parent: #5

عزيزي صلاح اسماعيل
أنت تقول إن الخيال إنما هو الواقع في عالم الإطلاق.
قرأت ذلك البوست عن المصادفات الغريبة في الحديث مع الموتى.
لا شك أن لديك أفكاراً وتاملات عديدة في هذا الجانب يمكنك أن تتحفنا بمزيد منها. انظر إلى الواقع ككرة ضخمة دوارة في كل مرة تكتشف الإنسانية جزءاً من أسرارها .

Post: #7
Title: Re: المشهد الأخير من "ذيل هاهينا مخزن أحزان"..هجوم الكلاب على المدينة
Author: Bushra Elfadil
Date: 02-03-2010, 00:34 AM
Parent: #4

عزيزي محمد عباس يا دفعة
إزيك وكيف عامل؟
لعلك كنت اطلعت على ايامنا تلك بالجامعة على قصة ذيل هاهينا. أو ربما لانك كنت اقتصاد لم نلتق فأحكيها لك كما حكيتها لهاشم وأبي بكر.عن أي نبوءة تحكي ؟القصة انفجرت في أمسية بكوبر الحي حين نبح كلب ونحن نمشي أنا وفوكس فرجعت إليه فتراجع قلت لمحمد عبدالمنعم:
يا محمد الكلب دا لو مشيت فجأة خلفه وهو في إندفاعه الحماسي هذا كل سيلتفت بكليته حتى تنكسر رقبته؟ أم تراه يحرك جسمه الثقيل هذا الذي بات يفرمل في الأرض بسبب هجومي المباغت عليه؟ اسئلتي عن الكلب ظلت داخلية بدماغي ولم تهدأ حتى الصباح حيث أفرغت هذه القصة one go
تحياتي لك من بحر الطويل ودمت.

Post: #8
Title: Re: المشهد الأخير من "ذيل هاهينا مخزن أحزان"..هجوم الكلاب على المدينة
Author: Elbagir Osman
Date: 02-03-2010, 04:20 AM
Parent: #7

ونبوءة الطيب صالح عن الحكومة التي أحالت محيميد للمعاش ولم يبلغ سنه

لأنه لم يكن يحضر الصلاة مع المسئولين

أرجو من الصديق الأديب حامد بدوي توضيحها

فله حولها مع الطيب حديث


الباقر موسى