ثــقـــافــة الـوحــدة

"عندما تعيش وحدك فإن كل عاداتك السيئة تختفي" .. "ميريل ماركو"

أن تمشي في "شارع الله" وحيداً، فهذا معناه دعوة مفتوحة لبعض سائقي المركبات، ليقلقوا هذه الوحدة ويعكروا صفوها، بتوقفهم فجأةً أمامك والنظر إليك بإبتسامةٍ "ملتوية" أن تفضل بالركوب، أو ستكون مسيرتك مسرحاً لتجربة كل أنواع "آلات التنبيه" في "الركشات" أو "الأمجاد" أو أصحاب التاكسي، وإن كنت تسير عكس إتجاه سيرهم. وسينتهز هذه الفرصة بعض "الراجلة" ليؤنسوا وحدتك التي ظنوا أنك مجبرٌ عيلها!!
أن تجلس وحيداً في مقهى أياً كان، فهذا أنك إما تكون "مشروراً"، أو أنه مدعاة لأن يتدخل الآخرون في وحدتك التي إخترتها لنفسك طوعاً، فيتبرعون بإلقاء بعض التعليقات والأسئلة السخيفة ليبددوا ظلام وحشتك التي تعيشها في ذلك المكان الذي لا يأتي إليه الناس وحدهم!!
لا يمكن "للبنات" تحديداً في هذه المدينة، أن يتمشين في الشارع دون أن يظن الآخرون أن في ذلك غرضٌ ما وراء هذا المشي، هل أصابتنا لوثة الشك في كل شيء، وأصبح أي فعل، مدعاة للتأويل والبحث عن أغراضه ودواعيه، أقر بوجود بعض التفلت، ولكن لا يجب أن ينسحب ذلك على الكل.
يحتاج الإنسان أحياناً للحظات يحب فيها أن يكون وحيداً، إما ليفكر في أمرٍ ما، أو ليختلي مع نفسه "بس كدة ساي"، أو لينعم ببعض الهدوء والراحة، أو ليستمتع بالكون من حوله ويتأمله في صمت، والمشي أو الجلوس في مكانٍ ما "وحيداً" أحد الطرق لذلك. فأن تتخير مكاناً أو ركناً في مقهى، أو في البيت، أو في الجامعة مثلاً، هذا لن يجعل تنعم بهذا الهدوء وتلك الخلوة التي تطلب، فستأتيك الوفود مسرعة حال أن تقع عيونها عليك، وتبدأ الأسئلة، مابك؟! مالذي يجلسك وحيداً هكذا؟؟ "شكلك مشرور"؟!! من أغضبك؟ "الشاكلك منو؟" أليس من حقي أن أجلس وحيداً ولو لبرهة قليلة؟!!! قل أني أريد أن أتدبر وأتفكر في ملكوت الله دون ضوضاء!! قل أني أريد أن أصفي ذهني لأستطيع أن أركز فيما أفعل أو في دراستي!! قل أني أريد أن أكون وحدي هكذا دون سبب يذكر!! فليست كل الوحدة سيئة وسلبية، هناك أمر إيجابي من أن يعيش الإنسان وحيداً لفترة من الزمن "طالت أو قصرت"، فقط لا أن تكون مثل صديقتنا "نادية" في القصة المجاورة. الوحدة يمكن أن يستفاد منها في الكثير الكثير، يمكنك أن تقرأ كتاباً بتمعن، يمكنك أن تعيد ترتيب أوراق حياتك لتمضي فيها قدماً، ويمكنك أن تنحت مخك فتخرج بأفكار جديدة تفيدك وتفيد من هم من حولك. الوحدة تعيد توازن الإنسان الداخلي، فدعونا نمشي في الشوارع دون تعكير صفو وحدتنا، ودعونا نجلس في اي مكان دون أن "تتبرعوا" لملء هذه الوحدة المختارة.

ودعونا جميعاً ندعو "لوحدة جاذبة في سودان واحد" ولننعم جميعاً بوطنٍ مترابط لا فرق بين جنوبه وشرقه وشماله وغربه.



نشر المقال بالمشهد الثقافي لجريدة الأخبار
صباح اليوم الخميس 28/1/2010

تحياتي
لاتعكر صفانا في البرهة القليلة
هي من تجليات العزلة المجيدة

وحدة الثقافة تجاه ثقافة الوحدة.. هذا هو المطلوب

Quote: وحدة الثقافة تجاه ثقافة الوحدة.. هذا هو المطلوب

مع الإحتفاظ بالخصوصية لكل

غلامابي يا (وحدوي)

كل الود

Quote: تحياتي لاتعكر صفانا في البرهة القليلة هي من تجليات العزلة المجيدة

كما قلت ان العزلة والوحدة أحيانا مفيدة جداً
أنا عن نفسي .. أحب أن أختلي بنفسي كثيراً
لا يزعجني وجودي وحدي في اي مكان أو زمان إلا نادراً ..
أستمتع بوحدتي وأستفيد منها أقصى فائدة

لكن من يتفهم هذا؟؟!!

شكراً مطر "مطر"

طيب يازميلة أقول تاني:

وحدة المثقفين تجاه ثقافة الوحدة.. هو المطلوب

Quote: وحدة المثقفين تجاه ثقافة الوحدة.. هو المطلوب

exactly




و ..



والله وحدوا بينا ..
البارحونا وراحو