عرمان منافحاً عن (قبيلة النعام)!

عرمان منافحاً عن (قبيلة النعام)!
خط الاستواء
عبد الله الشيخ
سبحان الله.. أصبح حالهم يثير الشفقة!.. علقوا مفاوضات الشراكة الى ما بعد الانتخابات لمجرد أن الحركة قدمت ياسر عرمان للرئاسة!.. هل كانت (قبيلة النعام) هذه راغبة ـ بالتأكيد ـ في ترشيح الحركة الشعبية للمستر لام أكول لمثل هذا المنصب؟..
نحن شعوب سودانية، ولسنا قبائل، نحن ثقافات ولغات متعددة وليست لهجات، وقانون السوق الذي استشرى في زمانكم ـ ايضاً ـ له ثوابت! ، أول الثوابت يقول أن من يريد المساومة عليه أن يمتلك بعض أدواتها..! فماذا عند قبيلة النعام غير الشتائم، والملابعات والمضاربات؟ ماذا قدموا للشعب السودانى غير "الابتلاءات"؟؟
ماذا بحوزتهم غير أدوات القهر وفظائع الأمنجية؟؟.
يذهب المال الحرام من حيث أتى، مثل هذا المال!! هذا المال الكثير الذي يسيل بين أياديهم لا يسمن ولا يغني من جوع، هو مال الشعب " حلال على الشعب " ان قدموه كرشاوي انتخابية ، على الشعب ان " ياكل تورو ويدي زولو"..
هذا المال .. كله كله لا يصلح ثمناً أو أداة مساومة على روح قرنق.. قبيلة النعام هذه الايام تطرح مساومات (دنيوية) على من تشربوا روح قرنق..! فكيف يساومون الذين صهرتهم معامل السودان الجديد؟
ترغب الإنقاذ بغضبتها الاخيرة في أن يتنازل ياسر عرمان عن الترشح للرئاسة! و يحلو لقبيلة النعام القول أن الحركة ستسحب ترشيحه!..
كيف "يهضرب" حزب "عملاق" كالمؤتمر الوطنى من ترشيح شاب بسيط، مثقف ،حنون، وجسور؟.. كيف تتقطع به السبل امام فرد قطع المسافة حافياً الى قرنق فى ايام المسغبة؟ و كان زاده في الرحلة أشواق وأحلام السودان الجديد،الواحد، المنيع، بتعدد ثقافاته وإثنياته، شاب أحب بلا ملل، وأعطى بلا أمل، وحسا كما يحسو الطائر، يواجه الردئ من أجل الحرية للناس اجمعين؟..انسان زاهد ،يتفاعل في كل لحظة مع المحرومين، مناصراً لستات الشاي قبل الكماسرة والتشاشة،حامياً لأطفال المايقوما ودور العجزة والمهمشين في أطراف الأطراف...إلخ..!؟
ما هي الأسباب التي تدعو قبيلة النعام الى تفاوض حول هذا الزاهد الذي حفيت اقدامه من اجل المساواة؟ وكيف لقبيلة النعام ان تقتلع محبته من قلوب السودانيين،وهو الذي يغشى الوغى ويعف عند المغنم؟..
غضبت قبيلة النعام امس، وعلَّقت المفاوضات مع الحركة الشعبية ، فهل وصل الى اسماع تلك القبيلة الخبر اليقين بان عرمان سيفوز حتى لو " زوروها" فى مقام الشيخ ازرق طيبة؟؟..
ان غضبة قبيلة النعام تعني فى ما تعني انها تدرك ان عرمان لم يقفز الى السلطة بليل، وأنه لم يناضل لغرض ذاتي، و لم يسير المتحركات ضد أبناء السودان في توريت وكاجوكاجي.. الخ، ولم يحرق القرى الآمنة بالطائرات في خسار مريسة ، ولم يأمر بـ" كشة" المساكين، و لم يقطع عيش أحد، ولم يجهز قوائم الصالح العام.. وفوق هذا وذاك، فإنه لم يدان، ولا هو بمتهم في قضية، لا في الداخل ، ولا في الخارج.. يعلمون انه الوعد الصادق بالسودان الجديد، سودان التعايش بين الأديان،سودان تلاقح الثقافات والأعراق، سودان الوحدة الطوعية الجاذبة.. ولهذا سيفوز ، ولذلك فهى تحاول ان تغضب ..!
وماذا لو غضبت الانقاذ؟
الزعلان يقع الخزان..!
ما أكثر خزانات الانقاذ المضروبة، وما اكثر سدودها المهبورة " من الهبرو ملو" ..!
سبحان الله.. أصبح حالهم "شلش"..!
لمجرد أن الحركة مضت خطوة واحدة في تأكيد الإحتكام للشعب ، فكيف يكون حالهم عندما يفوز عرمان؟!.. على قبيلة النعام ألا تضيع وقتها في مساومات لا تجدي.. البنج سلفاكير لن ينافسه احد فى جوبا.. على هذه القبيلة " النبيلة" أن تدخر جهدها "الحضاري" فى تزوير الشغلانة إن استطاعت الى ذلك سبيلا..!
فهى لن تستطيع تزوير روح قرنق،،
هذه الروح تحلق الآن فوق سماء القصر الجمهوري، وستدخل الى هناك باهازيج الجماهير، روح قرنق تحوم فى طرقات الخرطوم التى سيحكمها حبيب الناس ادوارد لينو برضائهم، وباختيارهم..
وسيأتي القائد سلفاكير الى الخرطوم بين الفينة والأخرى،
لا ليفاوض ويوقع على نصوص مبهمة لا تجد حظها في التنفيذ، بل سيأتي للإطمئنان على أن قبيلة النعام ـ ايضاـ لها كافة الحقوق والواجبات في دولة المواطنة..
فلماذا يحلم بعض افراد هذه القبيلة بأحلام بدر الدين طه ؟ ؟
هذا الذي كان مؤتمراً وطنياً،
ثم أصبح مؤتمراً شعبياً،
ثم عاد وطنياً،
قبل أن "يستقل"؟
ولماذا اختار الاستقلالية فى هذا " المنعطف الخطير" ياترى..؟!.