سحقاً ليوحنا جوتنبرج ..!!

(*)

كان أصدق أنباءً من الكتب ..
كما وصفه (أبو الطيب) _ وحينها كانت الكتب
جهد وراقين ونساخين وكتاب ...

وقد صدق (أبو الطيب المتنبئ) وصدقت نبوءته ..
فقد كان (السيف) ولا زال أصدق أنباءً من (الكتب) ..
وما أن سرت نار (الكتابة) حتى شاع الكذب والتأريخ المدلس
والحاضر المشوه ..

وما أن خرج (يوحنا جوتنبرج ) إلى العالم بتلك السبائك النحاسية
التي رسم عليها أحرف اللغة _ وكانت مهاداً للطباعة ..

حتى بدأ العالم الرأسمالي _ القبيح الكاذب ..

يبدو أن ألأتراك صدقوا حين وقفوا سداً أمام مد الطباعة
لقرنين من الزمان بحجة أنها (رجس من عمل الشيطان) ..

حتى تصدى للأمر شيخ الإسلام (عبدالله أفندي) وأفتى بأن
الطباعة حلال لا رجس فيها ولا من يحزنون ..

فكان أن ألتبس على الناس الحق _ بالباطل
وزيف التأريخ ..
ولعب بالجغرافيا ..

وصار الناس يتقاتلون بالحرف _ والكلمة
ليس كما كان يقاتل (المتنبئ) ..

ناطقاً _ بالحرف ..
ملوحاً بسيفه _ مواجهاً خصمه ..

دون أن يتوارى خلف كلمتين :

طبع ببيروت ..