لدغة عقرب: سباق غير مؤسس على الأجانب سينتهى بخسارة الطرفين المتحاربين- بقلم الأستاذ النعمان

لدغة عقرب: سباق غير مؤسس على الأجانب سينتهى بخسارة الطرفين المتحاربين- بقلم الأستاذ النعمان
ضوضاء إعلامية وتراشق غير منضبط مهنياً ولغة تحدى غير لائقة تتنافى والمثل والقيم والروح الرياضية على أعلى مستوى من الإداريين كل هذا فى حدث عادى ستشهده كرة القدم بنهاية كل موسم ويشهده العالم كل موسم ولم نسمع بمثل هذه الفوضى والمعارك المفرغة من أى محتوى فى أى مكان فى العالم كله هذا لإننا لبسنا طاقية أو كساء لم يحسن الخياط ان يضبطه على مقاسنا حيث أردنا ان نواكب العصر وننتقل لعصر الإحتراف ونحن تغيب عنا على كل المستويات ثقافة وقانون وقيم الإحتراف.
رب الدار وقائدها إتحادنا الإحتراف عنده قوانين لا تمت للإحتراف بصلة وهو بالنسبة له فرصة للتسلط على الأندية وإذلالها بالتودد اليه متسولة ان ينعم عليها بالمجاملات حتى لو كانت مخالفة للقوانين الدولية بل ومخالفة لقوانينه نفسه كما ان الإحتراف عنده فرصة لإبتزاز الأندية مادياً وحدث ولا حرج.
اما الأندية واعنى بها بكل اسف القمة والتى يحتاج سلوكها الإحترافى لإعادة صياغة جذرية والتى لا ترى فى الإحتراف إلا مسألة إستعراض قدرات مالية وسباق محموم على من يدفع اكثر ومن سيعلن إفلاسه قبل الأخر حتى يحق للفائز ان يعرض فى الأستاد محمولا على أكتاف الجماهير يلوح بسيفه – آسف دفتر شيكاته- الذى قهر به خصمه بل وعدوه حتى لو تظاهرت أطراف الحرب بغير ذلك .
سنوات مضت منذ إقتحمت القمة الإحتراف وحولته لحرب سوقية وليست كروية إستنزفت فيها حتى الأن عشرات المليارات إن لم تكن المئات تم فيها إستجلاب عشرات المحترفين الأجانب ولكن احداً منهم لم يجلس ليقيم محصلة هذه التجربة الفاشلة بكل المقايسس ليعرف موطن العلة : هل هى فى الإحتراف نفسه ام ان العلة فى ضعف ثقافتهم الإحترافية وجهلهم بمقوماته المؤسسية اللهم إلا إذا توهموا ان تجربتهم فى إستجلاب الأجانب ناجحة وهنا تبقى المصيبة مصيبتين فالتجربة فاشلة بكل المقاييس .
فما حققه الهلال والمريخ قبل إستجلاب الأجانب أفريقياً لم يحققاه حتى الأن ناهيك ان يتفوقوا على ذلك بالفوز بالبطولات الأفريقية فما هى محصلة المليارات المهدرة إذن. وثانية عرفت الكرة السودانية فى تاريخها البعيد فرق اجنبية ولاعبون اجانب لعبوا مباريات محدودة فى السودان امام الهلال والمريخ وظلوا يتركون بصمات عالية المستوى من بعدهم ساهمت فى تطور اللاعب السودانى فما هى محصلة المليارات ولم يترك اى لاعب مستجلب بصمة تفيد الللاعب السودانى. إذن وبعيدا عن اى مكابرة المليارات ضاعت دون ان تحقق اى مكسب للفريقين وخرج الإجانب بل ولاعبون محليون مليونيرات من القمة دون ان يضيفوا لها شيئا لهذا وإن اغضب حديثى هذا القائمين على القمة فهذا فشل ذريع لهما يحسب عليهما لهذا وجب ان يعيدا النظر فيما يفعلون وعليهم الا يصدقوا الضجة الإعلامية التى تحولهم لإبطال حققوا ما لم يحققه قبلهم احد فود الياس عاد للسودان يلوح بكاس للمريخ والبابا يرحمه الله تاهل لنهائى ابطال افريفيا مرتين على سبيل المثال ولم يكلفه ذلك المليارات فماذا يا ترى كانوا سيفعلون لو اتيحت لهم هذه المليارات .
إذن هناك ما يستوجب المراجعة والدراسة بدلا من هذه الفوضى غير المؤسسة فى إستجلاب المحترفين والتى تفرض ان يستجلب محترف فى ساعات من ترشيحه ليكون متعاقدا ومسجلا فى كشوفات الفريقين دون ان تتوفر حوله دراسة فنية من قبل مؤسسة مؤهلة لذلك فالمحترف لايسجله الإعلام ولايسجله إدارى لايملك المقومات الفنية وكل مؤهلاته انه يحدد من يسجل لإنه هو الذى يدفع ولعل ابلغ دليل على هذا كيف يرتفع سعر نفس اللاعب لإضعاف ماتم تسجيله به مع ان نادية الذى لعب له قرر عدم حاجته له فهرول نحوه الهلال نكاية وليس لمصلحة فيعود ناديه الذى رفضه ليدفع له اضعاف اضعاف ما دفعه فيه قبل الإستعناء عنه. فأي فوضى أكثر من هذه من الجانبين والى متى يقع قادة القمة فى حرب (المديدة حرقتنى) التى يذكى نارها الإعلام.
تملكون المال نعم ولكن ارفعوا أياديكم عن التعاقد مع اللاعبين وحرب الإستعراض المالية فانتم الخاسرون للمعركة فى النهاية وهذا ما سيسجله التاريخ طالما ان هذه المليارات لن تتفوق على ما حققه ودالياس ورفاقه والبابا ورفاقه ستبقة وحتى ذلك الحين ستبقى ‘دارة الفريقين فاشلة فاشلة حتى يعودا بالكؤوس ليتخطوا ودالياس والبابا.