اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميتا!,

اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميتا!,


01-06-2007, 12:32 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=256&msg=1189055358&rn=13


Post: #1
Title: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميتا!,
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 01-06-2007, 12:32 PM
Parent: #0

مرت الايام و لابزال توقيت و همجية و طائفية اعدام رئيس العراق السابق حدث الساعة و غصة و الم في القلوب.
كيف يمكن لنتفيذ متهور و حاقد و ووقفة اسد ان توحد الجميع مع ذكرى الرجل، فأشاد بشجاعته امام الموت حتى اعدائه.

صدام حسين لانتفق معه اطلاقا، لكن ذلك الرجل الذي عاش مؤمن بفكرة و قاتل من اجلها عاش كرجل و مات كرجل،
و هيبة الصمود و الشجاعة الاسد وحدت الخلق خلفة ، ويبقى توقيت الاعدام المستفز عار دائم على جلاد اختفى خلف
اقنعة ليعدم رجل يناكف حتى موته ويعلم الصمود( هييه هذه هي المرجلة..). رجل واجهه الموت بلا قناع ودون ان يرمش
له جفن و ينطق الشهادة بثبات الجبال!.

و الصورة الاكبر الي اي طريق نحن ذاهبون في الشرق الاوسط الكبير و نيران الطائفية و التشرذم تفوح من عدة
بلدان في المنطقة.هل نعي ان نيران الانتقام الاسود لا تطفي اي غل بل بكل وضوح تزيد النيران حرائق !.

د.شهاب الفاتح - كوالالمبور

Post: #2
Title: Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 01-06-2007, 12:40 PM
Parent: #1

بعد ان زالت لحظات الدهشة الاولى نقف اليوم مع الصحافة لنرى وجهات النظر في هذا الاعدام المثير للجدل و الاختلاف!..

فماذا قالت الصحف؟.

Post: #3
Title: Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 01-06-2007, 12:45 PM
Parent: #2

البداية مع الكاتب الامريكي جيم هوغلاند

طريقة إعدام صدام.. نكسة حادة للاستراتيجية
هذا عمود لم أفكر يوما في كتابته. لم أتوقع يوما أن أقول إن العراقيين أعدموا صدام حسين بطريقة جعلت الديكتاتور السادي يبدو وكأنه شخص نبيل مقارنة بمستوى سلوكهم المنحط في تلك اللحظة. يمكن القول إن سوء إدارة الإعدام تحمل رسالة واضحة للرئيس بوش، عليه أن يستوعبها قبل إلقاء خطابه الحاسم حول العراق أوائل الأسبوع المقبل. الرسالة هي: إذا كان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وأعوانه لا يستطيعون التحكم في غرفة إعدام تحتوي على 20 شخصا، فكيف يمكن أن يأملوا في إدارة بلد يمر في طور التفكك تحت ثقل الأحقاد الطائفية والإثنية؟!

هل كان مكتب المالكي متواطئا فيما جرى بغرفة الإعدام، ردا على الفظائع التي ارتكبها صدام حسين ضد حزب الدعوة الذي ينتمي إليه المالكي، وضد مؤسسيه بشكل عام؟ أو أن أتباع المالكي فشلوا ـ وهذا احتمال أسوأ ـ في التنبؤ بالنتائج المترتبة عن الإسراع في التخلص من سجينهم المثير للمشاكل؟ وبغض النظر عن مسألة أي احتمال هو الأصدق، فإن النتيجة هي نكسة حادة للاستراتيجية التي تعتمد على الوحدة الوطنية كي تدعم انسحابا نظاميا وآمنا للقوات الأميركية من العراق. والوحدة الوطنية العراقية ـ التي تصورتها إدارة بوش ووضعتها موضع التطبيق لخدمة مصالحها ـ ثبت أنها زائفة. ويواجه بوش الآن إمكانية بروز «حكومة» خاصة بالمتمردين، تعلن عن سيطرتها على محافظة الأنبار وباقي المناطق الواقعة تحت هيمنة السنة العرب خلال أشهر قليلة، مع دعم مفتوح من جيران العراق العرب، إذا استمر المسار الحالي على حاله.

بتحويل الإعدام إلى مناسبة لتصفية حسابات قديمة تمتد لثلاثين سنة، منع جلادو صدام هذه المناسبة من أن تكون صفحة ختامية في فصل من فصول تاريخ العراق. وهم ـ من دون أن يدروا ـ كشفوا عن السياسة المتقلبة المؤذية للولايات المتحدة التي ظلت تفترض باستمرار أن الوحدة الوطنية التي تجمع الأغلبية الشيعية مع الأقلية السنية والقبائل الكردية في الشمال، يمكن أن تحققها واشنطن للعراقيين مجموعة تلو أخرى.

وفيما سعت واشنطن إلى إرضاء السنة من خلال تسويات سياسية وتعديلات دستورية، إما غير ذات معنى أو أنها خارج نطاق قدرة الولايات المتحدة على تنفيذها، جاءت استجابتهم بحملة تقوم على أساس التصويت والقتال في آن بغرض استعادة السلطة كاملة.

تواطؤ الولايات المتحدة في السابق مع صدام ساهم في تزايد مخاوف الشيعة من تخليها عنهم مرة أخرى، وأيضا تزايد رغبتهم في الانتقام والحماية من خلال فظائع انتقامية. وكان مسؤولون أميركيون قد زاروا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي كردستان لإطلاع سكان المنطقة الكردية شبه المستقلة على جدوى التخلي عن الكثير من الرخاء والحماية التي تحققت لهم، وذلك من أجل الوحدة الوطنية. ابتسم الأكراد، لكنهم لم يعدوا بشيء.

البيت الأبيض يأمل من جانبه في تشكيل كتلة من الشيعة والأكراد «المعتدلين» في إطار «حل الـ80 في المائة»، الذي لا يشجع على أن يجبر المالكي على التخلي عن تحالف حزب الدعوة الذي ينتمي إليه مع مقتدى الصدر. وبدلا من مساعدة المالكي على الإبقاء على وحدة الشيعة واستيعاب قوات مقتدى الصدر في دور سياسي، أوضح مسؤولون أميركيون أنهم لن يرتاحوا إلا بعد القضاء على مقتدى الصدر.

هذا واحد من أسباب الضرر البالغ للهتافات التي ارتفعت بتمجيد الصدر خلال عملية إعدام صدام، إذ يثبت ذلك العلاقات الوثيقة المستمرة بين حزب الدعوة والصدر، وفشل الولايات المتحدة في تغييرهما. ويواجه بوش الآن وضعا أكثر تعقيدا مما كان عليه عندما أكد تأييده لمساعي الوحدة الوطنية قبل حوالي عام. فإعلانه العزم على إرسال قوات أميركية إضافية إلى العراق قوامها 30 ألف جندي وضابط، سعيا لتحقيق الأوهام، التي ظل يسعى لتحقيقها، لن يؤجل الكارثة. وعليه بدلا من ذلك تحديد أهداف سياسية بعينها.

يقول صديق عراقي، يسكن خارج المنطقة الخاضعة لحماية القوات الأميركية: إن على بوش «إعلان أن الولايات المتحدة ستسلم المنطقة الخضراء للحكومة العراقية». هذا الاقتراح الرمزي، الغرض منه تشجيع الولايات المتحدة على التراجع عن محاولة فرض برنامج عمل خارجي على الفصائل العراقية. هذه الفصائل يجب أن يكون لديها الآن توازنها الداخلي الخاص بها، وإلا ستشهد البلد وهو ينقسم بسرعة إلى ثلاثة كيانات متناحرة.

* خدمة «كتاب واشنطن بوست» ـ نقلا عن «الشرق الاوسط» .

Post: #4
Title: Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 01-06-2007, 12:57 PM
Parent: #3

الكاتب المصري مسعود الحناوي في عامودة اتجاهات عربية بجريدة الاهرام المصرية اليوم نقل زاوية اخرى عبر استعراضه لمقال بصحيفة الايندبندت البريطانية للكاتب المعروف روبرت فيسك‏.

ما روبرت فيسك فيؤكد ان الدعم العسكري المخزي والمهين والسري الذي ظلت الولايات المتحدة وبريطانيا تمنحانه لصدام علي مدي أكثر من عشر سنوات يمثل إحدي القصص الفظيعة التي لايريد قادة الدولتين أن يتذكرها العالم‏..‏ وأن صدام يعرف حقيقة وأبعاد هذا الدعم‏..‏ وبموته يكون قد أخذ كل اسراره معه إلي القبر‏..‏ وتموت كل مشاكلنا معه‏.
ويواصل الكاتب
ليشهد شاهد من أهلها‏..‏ ربما يكون قد انتابتهم وخزة ضمير أو أرادوا أن يسجلوا للتاريخ كلمة حق قبل أن يفارقوا هذه الحياة الدنيا‏..‏ والثانية أن الحديث عن المؤامرات التي تحاك ضد هذه الأمة ليست مجرد أوهام أو نظرية من صنع الخيال ولكنها حقيقة ظهرت بعض وقائعها أمام أعيننا‏.

Post: #5
Title: Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 01-06-2007, 01:15 PM
Parent: #4



متظاهر في تركيا يرفع صورة لصدام كتب عليها «شهيد كبير من اجل الاسلام». (ا ب)
نقلا عن صحيفة الحياة اللندنيه.

Post: #6
Title: Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 01-06-2007, 01:29 PM
Parent: #5

وهذا حوار جدير بالقراءة مع الممرض الامريكي للرئيس السابق

حوار مع ممرض الرئيس العراقي الراحل يكشف فيه تفاصيل حياته اليومية في السجن ... أليس لـ «الحياة»: صدام كان بشوشاً رقيق المشاعر تأقلم مع الزنزانة
واشنطن - الحياة - 06/01/07//



هادئ» و «بشوش» و «رقيق المشاعر» أوصاف لا ترافق كثيراً سيرة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، أقله ليس في المعجم الأميركي. لكن، وفي ولاية ميسوري الجنوبية، وفي بلدة «نورماندي» من ضواحي مدينة سانت لويس، يسرد السارجينت السابق في الجيش الأميركي روبرت أليس تجربة الثمانية أشهر ونصف الشهر مع صدام في الزنزانة، انطلاقاً من دوره كبيراً للمستشارين الطبيين المشرفين على وضعه الصحي.

أليس (56 عاماً)، يعمل اليوم ممرضاً في أحد المستشفيات الأميركية، تحدث إلى «الحياة» عن «الازدواجية» التي ترتبط بشخص صدام، وعن «عزلته» في الزنزانة حيث «لم يكن على علم بما يجري خارجها». همومه اليومية اقتصرت على «سقي الأعشاب» و «مراقبة وزنه» و «اطعام الطيور»، «لم يعرف أن الموت كان في انتظاره»، و «لم يذكر أحداً من أعدائه».

وهنا نص الحوار:

> كيف التقيت الرئيس العراقي الراحل صدام حسين؟

- توجهت الى العراق في كانون الثاني (يناير) 2004 وارسلت الى مجمع كمب كروبر. لم أعرف أنه سيتم تكليفي الاشراف على صحة صدام حسين، ولم يكن في وسعي الرفض. فأنا عسكري وأتلقى الأوامر. توليت هذه المهمة ثمانية أشهر ونصف الشهر، كنت خلالها أراه يوميا في الصباح والمساء حوالي نصف ساعة.

> ما كان تصورك له قبل اللقاء؟

- سمعت عن صدام خلال حرب الخليج الثانية (عاصفة الصحراء - تحرير الكويت) والتي شاركت فيها ضمن الفريق الطبي للجيش الأميركي في الكويت. تصوري عن صدام كان مرتبطاً بالحرب وكان مليئاً بالسلبيات.

> ماذا تغير بعد اللقاء؟

- اليوم، أشعر بالازدواجية حين أتحدث عن شخص صدام. تسنى لي ومن خلال تجربتي الشخصية معه، أن أرى «الوجه الآخر» لهذا الرجل. هناك صداميْن بالنسبة إلي: الأول هو الذي نسمع أنه قتل ودمر، والثاني هو الرقيق المشاعر الذي التقيته في الزنزانة.

> ما كان شعورك ساعة الإعدام؟

- التجربة مؤلمة ومرهقة.

> أخبرنا عنه، كيف كانت حاله الصحية؟

كان يأكل بانتظام، أي ثلاث مرات في اليوم. لم تكن لديه عوارض جدية، بل مشاكل صحية بسيطة، بعضها مرتبط بارتفاع الضغط وبعضها بجهاز البروستات، وساعده الدواء الذي وصفناه له في تلك الفترة الى حد كبير في محاربة هذه المشاكل كما كان يحتسي القهوة لتخفيف مشاكل الضغط.

> ماذا كان يأكل؟

- كان يأكل ما يأكله الجنود، إنما طبعاً كان يلتزم الشريعة في نظامه الغذائي، ويتحاشى أكل الأطعمة غير المذبوحة على الطريقة الاسلامية. احترمنا ذلك وأخذناه في الاعتبار في إعداد طعامه.

> هل كان متديناً؟

- نعم، كان يؤدي واجب الصلاة خمس مرات في اليوم، ويقرأ القرآن.

> هل أدى واجباته الدينية خلال رمضان؟

- تزامن شهر رمضان تلك السنة بعد نقله الى مجمع آخر لحلوله في تشرين الأول (اكتوبر) 2004، ولم أعد عندها المشرف عليه. توقفت مهمتي معه في آب (اغسطس)، حين انتقل من المجمع، إنما استمرت زياراتي له بشكل غير رسمي ومتقطع في تلك الفترة وعلى حد ما أذكر أنه كان يقوم بواجب الصوم.

لم يتوقف روتين حياته وهذا ما أدهشني فيه. كان يتابع حياته اليومية كشخص عادي، ولم يتأثر بانتقاله من القصر الى الزنزانة.

> هل كان يتناول الحلوى؟

- لا، لا يأكل الحلوى لأنه كان يراقب وزنه. باعتقاده، أن نظام حياته لا يسمح له بالكثير من الحركة أو استنفاد قوي للطاقة، لذلك كان يحاول أن يخفف كميات الطعام، إنما ما حدث أنه خسر الكثير من الوزن وبدا شاحباً مما أقلق الجهاز الطبي. فاضطررنا لزيادة عينات الأكل وصرت أحضر له وجبات صغيرة من الحلوى الخفيفة التي كانت عائلتي ترسلها إلي من ميسوري.

> مثل ماذا؟

- سكاكر، أو قطع بسكويت (اوريو) أو فطائر.

> هل كان يتناولها؟

- طبعاً. باتت جزءاً من نظامه الغذائي.

> ذكرت قبلاً أنه كان يحتفظ بالخبز للطيور؟

- تماماً. كان يترك لها بعض فتات الخبز من الغداء، كما كان يسقي بعض الأعشاب البرية التي سماها حديقته.

> هل هو هادئ أم عصبي المزاج؟

- بحسب تجربتي، كان كثير الهدوء، لم يتعرض يوماً لأحد في الزنزانة خلال وجودي هناك. كما أنني لم أره يوماً غاضباً، أو يوجه أي اهانة إلى أحد في المجمع.

.يتبع

Post: #9
Title: Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 01-06-2007, 02:39 PM
Parent: #6

بقية الحوار مع الممرض الامريكي لصدام

> كيف تحدثتم؟

- كان يحادثني بالانكليزية. لغته كانت محدودة بعض الشيء وحين يصعب عليه تذكر بعض الكلمات، كان يستخدم لغة الاشارات. لمرة كان يريد أن يسألني لماذا غزونا العراق، فمثلها بطريقة الاشارة وأنه جندي أميركي يحمل بندقية. قلت له إن طبيعة عملي لا تسمح لي بأن أتدخل في الأمور السياسية ولا أن أكون متحيزاً.

> هل كان مشتاقاً إلى أيامه القيادية؟

- لم يذكر هذا الأمر.

> هل كان في حال نكران للواقع؟

- لا، كان يعرف أين هو ويتعامل مع الأشياء بكثير من الواقعية.

> ماذا عن عائلته؟

- كان يتحدث عنها باقتضاب، من دون الكثير من التفاصيل. أحياناً عندما كنت أعطيه الدواء في المساء كان يتذكر كيف كان يعطي نصف حبة دواء لمعالجة حرقة المعدة لابنته الصغرى.

> هل كان على معرفة أن ولديه عدي وقصي قتلا؟

- نعم، سألته عن هذا مرة فقال لي إنهما رحلا.

> كيف كان شعوره؟

- لم يظهر أي من المشاعر الحزينة أمامي.

> ما كان رأيه بالأميركيين وأميركا عموماً؟

- لم يظهر أي عداء حيال الشعب الأميركي أو أي شعب آخر.

> هل كان على علم بما يحصل في العراق من أعمال عنف؟

- لا. لم يكن مسموحاً له الاستماع الى الراديو أو مشاهدة التلفزيون أو قراءة الصحف. كان يقرأ كتباً أدبية ودينية.

> أفهم منك أنه كان يعيش في عالمه الخاص؟

- نعم، كان منفصلاً عما يحدث خارجاً.

> هل تأثرت صحته العقلية؟

- كلا، كانت لديه قدرات كبيرة للتأقلم.

> هل كان يعرف أنه سيواجه الموت؟

- لم يعرف أنه سيموت ولم يتحدث عن الموت بتاتاً.

> ما كانت أبرز مشاكله؟

- معظم المشاكل مرتبطة بالواقع اليومي في السجن. مثلاً حدثني عن مشكلتين: الأولى طريقة تقديم الطعام ورميه من فتحة في أسفل باب الزنزانة، وهذا ما رفضه وأضرب عن الطعام احتجاجاً عليه، والثانية لأن الحراس كانوا يحدثون ضجة في الليل تمنعه من النوم. عملنا لحل المسألتين وكانت النتائج مرضية.

> هل كان يمارس الرياضة؟

- نعم، كان يمشي في الفسحة المتاحة له.

> هل كان يعرفك بالاسم؟

- (يضحك)، كان يناديني باسمي الأخير أليس بدلاً من روبرت، وهذا كان الاسم الموضوع على سترتي. الكثير هناك كانوا يخافون من وضع أسمائهم، انما أنا لم أخف.

> متى رأيته أخيراً؟

- في تشرين الثاني (نوفمبر) 2004.

> هل ودعته؟

- كلا، لم أعرف أنها ستكون الزيارة الأخيرة. تركت العراق وعدت الى الولايات المتحدة خلال فترة قصيرة بعد ذلك.

* هل كان يبتسم؟

نعم، كان بشوشاً ويبتسم حين يتحدث معي. كان مضيافاً، وعندما أبلغته في وقت من الأوقات أن علي الذهاب إلى الولايات المتحدة لأن أخي يحتضر، عانقني وتمنى له الشفاء، وقال إنه سيكون أخاً لي.

> هل ذكر أياً من أعدائه؟

- لا، أبداً.

Post: #10
Title: Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 01-06-2007, 08:05 PM
Parent: #9

وهذا مقال تحليلي لعادل درويش نقلا عن الشرق الاوسط

إعدام صدام: حكومة المالكي والحسابات الخاطئة

أسبوع مر على المشهد المثير المقزز للإعدام العلني للديكتاتور العراقي السابق صدام حسين، مع صيحات تشفي الجلادين (بدوا كبلطجية بغطاء رأسهم الأسود الذي تخفى بمثله الإرهابيون كالزرقاوي عند ذبح ضحاياهم).

ومن المغالطة القول إن إعدام صدام «لم يكن علنيا» كإعدامات عام 1969 عندما نصب البعث المشانق في الميادين العامة لليهود والمعارضين، «وحث» العراقيين على قضاء يوم النزهة تمتعا بمشاهد الإعدام.

فتصوير المشهد، لبثه تلفزيونيا، كان مبيتا مع سبق الإصرار، ويخرجه من نطاق الخصوصية ـ كحال البلدان المحتفظة بهذه العقوبة الوحشية الهمجية ـ الى نطاق العلنية. وفيديو الهاتف الجوال لجريمة القتل القضائية (فالإعدام هو جريمة قتل يرتكبها المجتمع بإذن قضائي) إضافة جديدة إلى مخزون مقزز ومهين للأمة العراقية من فيديوهات إعدامات الإرهابيين والعصابات لضحاياهم بالسيف او بسيارات مفخخة، وقنابل انتحاريين.

ردود فعل المسؤولين العراقيين، مثل موفق الربيعي، مستشار الأمن القومي ( لشبكة سي إن إن بان صدام رد على الشتائم، وبالتالي «أين هي الإهانة إذن؟») أو أن صدام كان يعدم الناس، وانه شخصيا تعرض للإهانة في سجن البعث، أضافت بقعا إلى الثوب العراقي الملوث، بتجاوزه نطاق المسؤولية الوزارية إلى نطاق الانتقام الشخصي من الديكتاتور السابق.

ومع الصمت المخجل لرئيس وزرائنا توني بلير (خاصة بمسؤوليته مع الرئيس جورج بوش عن وجود غير الأكفاء في كراسي الحكم في بغداد)، ارفع القبعة تحية لرئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي، الذي بدأت بلاده، دورها في المقعد غير الدائم في مجلس ألأمن، قائلا إن ايطاليا ستنشط لإقناع الأمم المتحدة بحظر دولي لعقوبة الإعدام التي تدينها منظمات حقوق الإنسان.

ورغم تزايد عدد الكتاب الشرق أوسطيين، العرب وغير العرب، والمسلمين، يرفضون مبدئيا هذا النوع من الهمجية الانتقامية كعقوبة كقضائية، فإن كثيرا من صحف منطقة الشرق ألأوسط ساقت أسبابا أخرى لاعتراضها على «تنفيذ» الإعدام مثل: التوقيت؛ أو تعميق الانقسام الطائفي لأنه بدا وكأنه انتقام الشيعة ضد البعث «السني»؛ أو لحرمان الإعدام ضحايا آخرين لصدام كالأكراد، والتركمان والطوائف الأخرى، من مواجهته في المحكمة؛ أو الاعتراض على تصوير المشهد والإهانات التي وجهها بعض المسؤولين والحراس لصدام؛ أو لأن الإعدام حوله إلى بطل.

ومن المؤسف له أن الأغلبية من الصحف العربية، لم تخرج بافتتاحيات واضحة تدين الإعدام كعقوبة وحشية لا تصلح لهذا الزمن ولا تعتبر عدلا، إذ لا تعيد حقا ضائعا أو مهدرا لصاحبا، وإنما يجب أن تستبدل بالسجن المؤبد ليقضي المذنب بقية حياته محاسبا نفسه على الأضرار التي ألحقها بالآخرين. فأخذ الحياة هو حق للخالق وحده الذي وهبها أصلا، وليس من حق المخلوق.

وكان المهاتما غاندي قد حذر من الخلط بين العدالة والانتقام بقوله «ثأر العين بالعين سيترك العالم نصف أعمى».

وكنا قد حذرنا في هذا المنبر، من التسرع في محاكمات صدام، بدلا انتهازها فرصة لصفحة جديدة تتيح لأبناء الأمة العراقية تطهير الجروح. فإعادة عقوبة الإعدام ـ كانت قد ألغيت من قانون العقوبات بعد سقوط البعث في 9 ابريل(نيسان) 2003، حتى أعادتها حكومة العراقيين – حذرنا من أنها ستفتح باب الكراهية والانتقام. وكان الأجدر بالعراق الجديد أن يحذو حذو جنوب أفريقيا بإنشاء مفوضية تقصي الحقائق والمصالحة القومية Truth and conciliation commission

والتي تمكنت، في جلسات استمرت سنوات، من توجيه الإدانة الأخلاقية واعتراف المذنبين وطلبهم الصفح، فتجاوزت أحقاد الماضي للتوجه للعمل سويا لمصلحة كل أبناء الأمة.

فالمحاكمة نفسها لم تكن عادلة، بالمقارنة بالنظام القضائي للبلدان المتحضرة الديموقراطية. ويضر العراقيون بأنفسهم إذا ما قارنوا محاكمة صدام بمحاكمات النظام القضائي لحكم البعث الذي كان مضحكا في بليته؛ فالمحامون الدوليون، ومنظمات حقوق الإنسان أجمعوا على أن المحاكمة كانت مهزلة، غابت فيها الأدلة المادية، وبدأت قبل الأوان. فلا يوجد قضاة اليوم لم يتأثروا سلبا أو إيجابا بأفعال وجرائم نظام صدام، مما ينفي شرط الحياد المطلق للقضاة.

فالقضاة الستة الذين تتابعوا على المنصة يمكن تلخيص سيرتهم بمصير زوجات زير نساء القرن السادس عشر الملك هنري الثامن (1491- 1547): اغتيال، فاستقالة، ففصل، فاستقالة، ففصل، فاستمرار (حتى الآن)؛ بينما قتل سبعة من المحامين بمن فيهم رئيس هيئة الدفاع.

حسابات رئيس الوزراء نوري المالكي جانبها الصواب، مما دعى ألامريكيين (رغم مسؤوليتهم عن نظام القوائم النسبية الانتخابي الذي يعمق الطائفية والقبلية وأتي بالمالكي كحل وسط!) إلى غسل أيديهم من مشاهد الإعدام التي تدعو للغثيان، قائلين إن المسؤولية تقع على أكتاف المالكي.

ثم سربوا للصحافة مذكرة داخلية بأن المالكي يريد أن يصبح رجل العراق القوي، لكنه لا يعرف كيف أو من أين يبدأ!

فالمالكي تجاهل الشرط القانوني بتصديق رئيس الدولة جلال طالباني ونائبيه لتنفيذ الحكم البشع، داعيا الكاميرات لتسجل للتاريخ احتقار رئيس الوزراء لقانون بلاده. واختياره أول أيام عيد الأضحى (في تقويم المسلمين السنة) لقتل صدام قضائيا، وصيحات مسؤولين في حكومته وبلطجية الأقنعة السوداء باسم مقتدى الصدر (وهو بدوره زعيم ميليشيا غير قانونية تعيث في الأرض فسادا ويداها ملطختان بدماء مئات وربما آلاف العراقيين) وغيرها بدا استفزازا محسوبا للسنة العراقيين.

حكومة المالكي رفضت نموذج المصالحة الجنوب أفريقي واستخدمت الطريقة المقززة التي نفذت بها جريمة القتل القضائي، كإشارة واضحة للسنة العراقيين بأن الشيعة هم الآن أسياد الحكم.

وأمام المؤرخين ستبدو حكومة المالكي، غير قادرة، أو غير راغبة، في توحيد طوائف الأمة العراقية، وإنما سعت لكسب غوغائي لأصوات دائرتها الانتخابية بإشباع غريزة تصفية الحساب مع الأقلية السنية لسيطرتهم على الحكم قبل 2003.

وإذا كان المالكي قد أراد إثبات أنه رجل قوي بطي صفحة البعث، فانه حقق العكس؛ إذ حول صدام، أمام مؤيديه، إلى شهيد بدا أكبر من المالكي الذي أساء تفسير المعاني اللاهوتية والإنسانية لعيد الأضحى.

فالقرآن (سورة الصفات 102- 109 ) والتوراة (سفر التكوين 22) يحكيان كيف أطاع إبراهيم ربه للتضحية بولده الذي أنجاه الله، في اللحظات الأخيرة، بكبش فداء.

صدام، قال في وصيته (التي نشرت على الإنترنت) قبل إعدامه بيومين انه سيكون كبش فداء الأضحى، داعيا أبناء الأمة العراقية للتوحد؛ كما احتفظ، في مواجهة الموت، برباطة جأشه وبرودة أعصابه أمام الاستفزازات اللفظية، مما أكسبه تعاطف واحترام خصومه قبل مؤيديه.

وإذا افترضنا حسن نية المالكي، فان توظيف بلطجية من ذوي النفوس المعقدة وتركهم يهينون رجلا يواجه الموت، هو تقصير وعدم مهنية Incompetence يمتد من السماح بدخول هواتف بكاميرات لقاعة الإعدام وصولا لرئيس الوزراء نفسه، مرورا بكل المسؤولين في الهرم الوظيفي للحكومة العراقية.

ولذا فالمهزلة التراجيدية سواء بمحاكمة صدام أو قتله قضائيا، تضاف إلى أدلة عدم كفاءة الحكومة العراقية الحالية لإدارة مقهى، ناهيك عن إدارة شؤون أمة في أشد الحاجة لإدارة قوية حكيمة في وقت صعب. لكن الأمر متروك للعراقيين ليحسموه في الانتخابات القادمة.

Post: #11
Title: Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 01-07-2007, 03:47 AM
Parent: #10

من وحي جثّة
حازم صاغيّة الحياة - 06/01/07//

هل هي مجرّد مصادفة أن يلتقي اتّجاهان: وقوف العلاقة بين الغرب والقوى الراديكاليّة، العربيّة والمسلمة، على حافّة الانفجار، ووصول العلاقات السنيّة - الشيعيّة في المنطقة الى الحافّة نفسها؟

يُطرح السؤال وفي البال تلك الرواية الايديولوجيّة، الطفليّة، التي تفيد أن الصراع مع الولايات المتّحدة وإسرائيل (وفرنسا...) المحرّك الأبرز لأحداث الشرق الأوسط اليوم. وتبعاً للوصف هذا، يغدو اندراجنا في الصراع، وتوسيعنا له، مدخلاً الى وحدتنا، العابرة حكماً للمذاهب والطوائف، ضدّ «العدوّ».

تقابل الروايةَ المذكورة أخرى، واقعيّة وفعليّة، مؤدّاها أن النزاعات العصبيّة، الطائفيّ منها والمذهبيّ والإثنيّ، هي المحرّك الأوّل والأهمّ. وعملاً بالتقدير هذا، يصير تحاشي القضايا الصراعيّة الكبرى، وتحييد النفس عن المجاري الاستراتيجيّة العريضة، وترميم القليل المتبقّي من وحدات وطنيّة، شروطاً للبقاء على قيد الحياة السياسيّة.

إعدام صدّام حسين جاء يشهد لقوّة الرواية الثانية وصحّتها، خصوصاً وقد «ازدهت» العمليّة تلك بالهتافات لمقتدى الصدر ومحمّد باقر الصدر وآل البيت، أي بهويّة طائفيّة ناجزة لا يدانيها الشكّ.

ومصدر الإرباك الذي يحيق بالرواية الايديولوجيّة أن الخصومة بين الولايات المتّحدة وصدّام حسين التي أوصلت الى الحرب ومن بعدها الى الشنق، حقيقة مُحقّقة مثلها مثل الخصومة بين الولايات المتّحدة وإيران التي قد توصل الى حرب أخرى.

لكنّ إيران التي أفادت من سقوط صدّام وحكمه، مضت فاعتبرت إعدامه «انتصاراً للشعب العراقيّ»، فيما هبّت من طهران أصوات مؤثّرة تسبغ على الفعلة وصف «العدالة الإلهيّة». وأغلب الظنّ أن أوثق حلفائها العراقيّين، من تابعي مقتدى الصدر الأشرس في مقارعة الأميركيّين، كانت له اليد الطولى في عمليّة الإعدام. وبدوره، تصرّف «حزب الله» اللبنانيّ تصرّف المتغاضي عن عمل أتاه «الأميركيّون وعملاؤهم في العراق» الذين هم، بالمناسبة، «عملاء» إيران أيضاً. فالحزب المذكور لم يقف في صفّ حلفائه «القوميّين والإسلاميّين» السنّة ممن تقبّلوا التعازي بالرئيس العراقيّ الراحل صابّين جام غضبهم على الأميركيّين والصهاينة والإيرانيّين «الصفويّين».

فما يصحّ على «حزب الله»، الموصوف بالإيرانيّة السياسيّة، لم يصحّ في «الإخوان المسلمين» الأردنيّين السنّة، بل لم يصحّ حتّى في «حركة حماس» المتّهمة، هي الأخرى، بالإيرانيّة نفسها. فهؤلاء جميعاً، وهم حلفاء إيران ومشايعوها في معركة التخصيب، اعتبروا صدّام شهيداً كبيراً من شهداء «الأمّة»، وذهب بعضهم بعيداً في التعرّض للحكم الإيرانيّ وشتمه. ولئن دانت القوى السنيّة «المعتدلة»، من غير استثناء، عمليّة الشنق، فإن إدانات الراديكاليّين السنّة هي التي لاحت حادّة، محتقنة، تطرح العلاقة السنيّة - الشيعيّة على محكّ جذريّ.

صحيحٌ أن أحداً من السنّة الراديكاليّين لم يسحب تأييده لإيران في مواجهتها مع واشنطن، لكنّ الموقف الشيعيّ الراديكاليّ وفّر السابقة، حين بورك مقتل «بطل قوميّ» على أيدي «الأميركيّين والصفويّين». فكأنّما القضيّة التي توصف بكونها جامعةً مانعةً، تتفرّع عنها قضايا عدّة يريد أصحاب كلّ منها التصدّي للنفوذ الأميركيّ بلغة ورموز مختلفة، ولكنْ أيضاً لغايات متضاربة. وهذا كي لا نذكّر بالمساهمة السوريّة الخطيرة قبل أيّام، التي عبّر عنها موقف رسميّ أفاد بأن الولايات المتّحدة هي التي تعرقل إمكان الحوار بين دمشق وتل أبيب!

هكذا تكاشفنا جثّة صدّام بحقائق يُستحسن أن تتوقّف أمامها قوى «الممانعة» التي ينسكب نضالها ماءً في غربال. غير أّنه من صنف الماء الحارق.

فما لا يحظى بالتفات ثقافتنا السياسيّة أن للعنف ديناميّة مستقلّة بذاتها، مفتّتةً للعالم الذي يطلقها وللعالم الذي يتلقّاها. فكلّما أجّجنا العنف، تاركين جانباً إرساء التقاليد والمجتمعات السياسيّة، تكامل صراعـ»نا» ضدّ «العدوّ» وصراع واحدنا ضدّ الآخر الى أن ننتهي ذرّات متحاربة تشترك قولاً في قضيّة مجيدة!

Post: #7
Title: Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت
Author: هجو الأقرع
Date: 01-06-2007, 01:36 PM
Parent: #5

الاخ د. شهاب كل عام وانت بخير فى تلك البلاد البعيده والاسرة الكريمة، فعلا الان هدأت العاصفه ، وسوف اورد اليك ما كتبته جريدة الصحافة السودانيه.

الرئيـــس صـــدام حســـــــين والســـودان
السفير يوسف سعيد
اليوم 30 ديسمبر 2006م الموافق لاول ايام عيد الاضحى قضى صدام حسين نحبهُ بخيره وشره، وهو من الذين خلطوا عملا سيئا وآخر صالحاً. ونحن بين يدي الموت نذكر محاسن موتانا، كان لصدام موقف نبيل مع حكومة الانقاذ في عامها الاول ينبغي ان يقدَّر حَقّ قدره. كانت الحركة الشعبية تنتقل من نصر عسكرى الى نصر قبل الانقاذ وبعُيَدَ مجيئها، وكانت البلاد تعيش وقتاً عصيباً من جراء انتصارات الحركة المتلاحقة وكانت الحاجة للسلاح ملحة أيما الحاح، التمسنا السلاح من بعض جيرتنا العربية فاشترطوا الدفع مقدماً بالدولار، وكان الدولار عزيزاً لاول عهد الانقاذ، ولكن امكن تدبير ثمن السلاح، سوى ان جيراننا باعونا سلاحا كثيره فاسد، تقذف قواتنا «الدانة» فلا تنفجر واعادوا طلاء بعض الآليات الحربية المتهالكة تمويها، فيممنا شطر العراق. وسافر رئيس البلاد الى بغداد وجلس الى الرئيس صدام حسين ولم يكن قد مضى على اعدام مدبري محاولة رمضان الانقلابية في الخرطوم سوى بضعة اسابيع، لم يتطرق الرئيس العراقي لهذا الأمر اصلا، بل طلب من الرئيس البشير قائمة بحاجات السودان من السلاح فاعطاه القائمة فنظر فيها واصدر اوامره فوراً لمن حوله بشحن محتويات القائمة من السلاح للسودان، وقبل عودة الرئيس من بغداد الى السودان كان جزءٌ من السلاح قد وصل البلاد جواً ووصلت بقية الاسلحة بحراً بعد ايام قلائل، ان للعراق ورئيسه الراحل ديناً على السودان جدير بنا ان نعترف به، وان نحمدَ له صنيعهُ، فقد فرّج عنا كربة من كرب الدنيا.
* هذا وفي سياق آخر قال رئيس العراق للرئيس البشير حين زاره في بغداد بعد غزو العراق للكويت ومحاولة الرئيس البشير ايجاد مخرج للعراق يُجنبُهُ عدواناً امريكيا بات وشيكاً ، «قبل أن ينعم الله علينا بالبترول كنا نعيش على الخبز والتمر، فإذا حَرَمَنا العدو زَيْتَنَا فلن يموت العراقيون النشامَى جوعاً، ذلك أن العراق سيظلّ ينتج الخبز والتمر الى ما شاء الله». وقال للرئيس البشير في معرض الحديث عن الكويت «حينما كنا صغاراً في المدارس علمونا ان فلسطين التي اغتصبها الصهاينة عربية، واقول ان الكويت عراقية مثلما ان فلسطين عربية».
* هذا وقد قال لي زعيم عربي بُعثتُ اليه في معية وزير خارجية لدولة عربية نسْتمْزجُ رأيه في كيفية معالجة اجتياح القوات العراقية للكويت.. أيذهبُ القادة العرب زُمَراً لبغداد لمحاورة الرئيس صدام حسين أم يذهبون فرادى؟ كان رأي الزعيم العربي الذي جلسنا اليه ان ذهاب القادة العرب دفعة واحدة او على دفعات للتحدث الى الرئيس العراقي سيرفع سقف وتوقعات وآمال الشعوب العربية بأن قادتهم سيصلون الى حل عاجل للازمة، ولكن نسبة لأنه ليس ثمة ضمانة مؤكدة بأنهم سيصيرون الى حل للازمة مع الرئيس صدام حسين، فإن ذلك من شأنه ان يحبط آمال الشعوب العربية احباطاً شديداً، وهو من ثَمَّ يرى أن يحاول كل زعيم عربي بطريقته الخاصة اقناع الرئيس العراقي بسحب قواته من الكويت. ولكن الزعيم العربي قال لنا أيضا :«اتصلت بالرئيس «بُش» بالتلفون قبل مجيئكما بقليل احاول تهدئة ثائرته على الرئيس صدّام حسين، مُبصِّراً إياه بما سيترتب على غزو امريكي للعراق، وان الادارة الامريكية ان هى فعلت ذلك فإنها ستثير ثائرة الشعوب العربية باجمعها. ولكن الرئيس الامريكي قال لي في التلفون من «كامبد ديفد» انه يجلس معه في تلك اللحظة التي اتحدث معه فيها زعيم عربي يتباحث معه في مسألة العراق والكويت، وان هذا الزعيم العربي قال لي (أى للرئيس بُش الأب) إن لم تضربوا صدّام حسين الآن سيفوت الأوان. الآن هو الوقت الامثل لضرب صدام وجيشه».
* هذا وكان السفير الامريكي في الخرطوم في سنىِّ الانقاذ الباكرة، المستر «شيك» قال في اجتماع له مع الرئيس البشير في مكتبه بالقصر، ان حكومتكم تحتال على عقوبات مجلس الأمن التي فرضها على صدام حسين برفع علم السودان على سفن عراقية تضليلاً، وتحملون عليها للعراق ما هو محرّم بالقرار الاممي. ولكن الرئيس رفض مزاعم السفير، وقال انه هو الذي يقرر في مثل هذه المسائل، وأنه لم يصدر أىّ أمر في هذا الشأن، وطلب من السفير ان يراجع معلوماته. ولكن السفير قال ان معلوماته صحيحة لا يتطرق اليها الشك، وان الاقمار الصناعية الامريكية في الفضاء ترصد كل شئ حتي حركة المرء في بيته، قال له الرئيس ساخراً، إذا كانت تلك هي حصيلة المخابرات الامريكية من المعلومات ـ والتي كنا نظن انها لا تخفى عليها خافية ـ فقد سقطَتْ في عيني، واذا وجدتم هذه السفن المزعومة فخذها الى واشنطن ! سوى أن السفير أصرَّ على موقفه وأخذ يزبد ويرغي حتى قام الرئيس من مجلسه وهو يلاحقه قائلا، هذه هي نهاية المطاف (مع حكومتكم) (This is the end of the line.).
* لقد دمّر العدوان الامريكي البريطاني وزعانفهُ العربية العراق بأسره، ولكن الطائفية العراقية هي التي باشرت ذبح صدام حسين يوم الموقف في عرفات، لان من هؤلاء من لا يؤمن الا بكربلاء موقفاً وحجاً ، وذلك استفزاز متعمد لمشاعر السنة في العراق وفي كل العالم الاسلامي. لقد اوسعوا رئيس العراق ضرباً وتعذيباً حقداً منهم وتشفِّياً وانتقاماً، واسالوا وجهه دماً وهو مكتوف اليدين وحبل المشنقة ملتفٌ حول عنقه، وذلك قبل اعدامه بلحظات معدودات. استبان هذا لكل من شاهد شريط الاعدام الذي عرض على شاشات التلفاز. أى اسلام هذا؟ ليس الاسلام سنة ولا شيعة انما الاسلام التوحيد.
اللهم إن كان صدام حسين محسناً فزد في احسانه، وان كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته.
> المستشار السياسي السابق للرئيس البشير.

Post: #8
Title: Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 01-06-2007, 02:01 PM
Parent: #7

شكرا استاذ هجو الاقرع على المرور و المقال.

Post: #12
Title: Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 01-07-2007, 04:23 AM
Parent: #8

طلبنا من علماء النفس تحليل شخصية صدام وان يفسروا مشاعر صدام حسين اثناء اعدامه .. في البداية يقول الدكتور يسري عبدالمحسن استاذ علم نفس بجامعة عين شمس: ان ماظهر عليه صدام حسين اثناء محاكمته واثناء لحظات اعدامه.. يعود إلي شخصيته القوية .. التي كان حريصا علي إظهارها منذ تولي حكم العراق . وفي نفس الوقت امتلك الرئيس السابق (صدام حسين) اثناء تلك اللحظات شعور اللامبالاة وعدم الإحساس . الذي ظهر
عكس التوقعات.. كما حاول صدام خلال هذه اللحظات تأكيد علي انه راح فداء لبلده العراق.. وانه لم يهتز لهذا الحكم البشع الذي صدر ضده وظل حتي خلال اللحظات الاخيرة من عمره وهو قوي متماسك .. واضاف د. يسري عبدالمحسن بان كل تلك المظاهر التي حرص صدام حسين عليها لم تكن إلا مظاهر هيستيرية معاكسة ومغايرة للحقيقة .. ليكمل بها موقفه كبطل أو زعيم عالمي.. ان شعور صدام حسين اثناء لحظة اعدامه لم يكن جديدا علي شخصيته.. فهو رجل قوي منذ البداية.. ولم تهتز له شعره.. اثناء قراراته السابقة..

هاديء ومثقف!

اما الدكتور محمد عبدالفتاح : استاذ مساعد بجامعة الازهر فقال لنا في البداية اود إلقاء الضوء علي شخصية صدام حسين.. فهي شخصية مثقفة جدا .. يسمع كثيرا ولايتكلم إلا القليل.. يستغل تفكيره إلي أقصي درجة .. يتبني فكرا وعقيدة راسخة.. ذكي ولماح إلي اقصي درجة.. وكل هذه الصفات تدل علي انه رجل غير قلوق بطبعه.. فالشخص القلوق .. يظهر في أي موقف صعب يواجهه.. اما الشخص القوي الجامد.. لايتأثر بأي شيء حوله حتي لو من كان الموت.. او صدور حكم بإعدامه..
من تغطية صحيفية اخبار الحوادث المصرية

Post: #13
Title: Re: اسبوع على رحيل صدام.ماذا قال الكتاب اليوم؟.صدام حسين، الذي حير الناس حيا وأسيرا، يحيرهم ميت
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 01-07-2007, 06:06 AM
Parent: #12

محمد صادق دياب الاحـد 18 ذو الحجـة 1427 هـ 7 يناير 2007
هل يريدها الربيعي رقصة بلا شهود؟!

يقول مستشار الأمن الوطني العراقي موفق الربيعي في لقاء مع شبكة «سي ان ان» الأمريكية للتلفزيون مبررا الرقص حول جثة صدام بأن الرقص حول الجثة «أحد تقاليد العراقيين، فهم يرقصون حول الجثة تعبيرا عن مشاعرهم»، ويضيف متسائلا: «أين المشكلة في ذلك»؟!.

فإذا كان هذا ما يقوله مستشار الأمن الوطني فإن أبسط تعليق على كلامه أن يقال: على الأمن السلام.. فمثل هذا الكلام الذي يهذي به هذا الرجل في الإعلام الغربي من شأنه أن يزيد الصورة قتامة في أذهانهم نحو مجتمع من تقاليده الرقص على جثث القتلى! وإن كنت لا أدري على وجه الدقة من أين أتى بهذا التقليد ليلصقه بالمجتمع العراقي الذي تمتد حضارته إلى آلاف السنين.

ويواصل الربيعي استفزازاته للعقل الإنساني وهو ينفي أن تكون قد وجهت إهانات إلى الرئيس العراقي السابق صدام حسين أثناء عملية إعدامه، ويرى الإشكالية ـ كغيره من بعض قيادات الحكومة العراقية ـ في التصوير، وأن الذين صوروا هذا الشريط قد أضروا بالوحدة الوطنية العراقية، معربا عن اعتقاده بأن هؤلاء زرعوا لحساب محطات فضائية باعوها الشريط ، وهذا تسطيح ساذج للمشكلة، فالمشكلة ليست في التصوير بقدر ما تمثلت في العدوانية التي أبرزها الشريط ، فرجل في حضرة الموت هل يحتاج إلى كل هذه الزفة من الشتائم والعبارات المتشفية، وكأني بالربيعي وهو يحصر المشكلة في التصوير يريدها رقصة بلا شهود، فالتصوير بكل سيئاته قد كشف أن القانون كان الغائب الأكبر في حفل تنفيذ الإعدام.

أنا هنا لا أدافع عن صدام ولا أقلل من حجم جرائمه النكراء، ولكنني أدافع عن صورة العراقيين وصورة العرب وصورة المسلمين ـ سنة وشيعة ـ الذي حاول حفل الجنون الذي رافق إعدام صدام الإساءة إليهم وإلى إنسانيتهم..

إن العراق في ظل مستشار أمني كالربيعي وأمثاله سيعاني كثيرا من استمرارية لعبة العنف والعنف المضاد، فعن أي أمن يعبر الربيعي ـ مستشار الأمن الوطني ـ وهو يتحدث عن مشكلة التصوير ويتغاضى عن محتوى التصوير؟! وعن أي تقاليد عراقية يتحدث الربيعي وهو يقول إن الرقص حول الجثة من تقاليد العراقيين؟.. فلم نسمع أو نشاهد أو نقرأ عن هذا التقليد الذي ابتدعه الربيعي وألصقه بالعراق والعراقيين.. فرحمة بالعراق وصورة العراق ووحدة العراقيين ليت موفق الربيعي يلوذ بالصمت في هذه الظروف الحرجة لكيلا يصب بكلامه المزيد من الزيت على حرائق العراق.