تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السودانية

تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السودانية


05-25-2005, 02:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=253&msg=1185969208&rn=49


Post: #1
Title: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السودانية
Author: صلاح شعيب
Date: 05-25-2005, 02:13 PM
Parent: #0



"نحن عرب العرب"
صلاح احمد ابراهيم



أنا زنجي.. وأبي زنجية
وأمي ...زنجـــية
قلها قلها لاتجبن
في وجه البشرية.

الفيتوري


في ما بدا من السجالات الحادة التي يقوم بها نفر ممن ينشطون في الكتابة عبر شبكات الانترنت, يلحظ المرء ان هناك تراوحا ً بين هشاشة اللغة وعنفها وضعف البناء التعبيري المتوازن عن المأساة الوطنية, بين التعبير ذاتياًً عما خص ما هو موضوعي ومحاولة التقعيد الثقافي لعنصريات منتجة من سحارة القبائل السودانية, بين إستدعاء ذاكرة التاريخ المحملة بالغبن تجاه قوميات محددة وفكرة أن الوطن مجال أحادي لممارسة إثنية ما متخيلة ــ وليس هو بالضرورة متعدد قبائليا ً مهما بدا من سيطرة تلك الإثنية ال " ما ", تراوحا ً بين الإنتصار لعاطفة الانتماء العرقي مع تعمد متكلس لهزيمة اية امكانية للتعقل في الطرح واختزال تاريخ شؤون الإجتماعي والثقافي والإقتصادي السودانية في دائرة عشائرية, بين توظيف الدين والإغتراف من الأثير الباث عن الصراع الحضاري لتكفير الآخر أو التشكيك في وطنيته ومن ثم فضحه أمام الملاً الوطني ــ كون إنه متواطئ مع الاجنبي " الصليبي" ضد مصلحة الامزجة العقدية والقومية علي حد سواء ومفرقة قيم الدسن نفسها, تراوحا ً بين الإعتماد علي الدين فيما يتعلق بتفاصيل الواقع المحتملة للتفسير بأكثر من مرجعية وذلك لمقت الآخر بالعنصرية الهادمة لمعني حديث الرسول" ص " المحذر عن التعنصر للذات وتجاوز معاني الدين ذاته الحاضة علي عدم التفريق والتشيع,تراوحا ً بين تحميل السياثقافي السوداني التاريخي أخطاء ما هو منتج علي أصعدة التجربة السودانية من دون تفحيص أدني إشراقات والسعي لتحصيل ثقافة للوطن عرقية الجذور ل" إجتثاث " هذا السياثقافي بآخر لايعترف ضمنيا ً بملامح العروبة السودانية والتي ــ كما أري ــ لاتختلف عن رديفاتها المصرية والجزائرية و اللبنانية و العراقية, هذي "العروبيات" المعربة ثقافويا ً, وليس عرقيا ً مئة بالمئة.
لعل هذه السجالات السودانية المستظلة بإفرازرت الواقع الدولي , في جانب ـ ومترافقة مع الصحوة الاثنية التي أخذت شكلا ً متعولما ً كثير الإثارة في بعض التخوم العالمية, ورطت بالمشاركة عددا ً كبيرا ً من ناشطين فكريين وسياسيين هؤلاء الذين خاضوا مع هؤلاء الكتاب ذوي الخبرة الضئيلة في الممارسة الثقافية والسياسية ـ تبرهن علي عمق الازمة السودانية, وليس ازمة الهوية كما يؤكد البعض لأن الهوية هي مسألة إجراءات سيوسيولوجية حربائية نسبية يتم التنظير لها لضرورات الضبط السياسي الدولتي, سيوسيولوجية لأنها متصلة بعناصرالزمان والمكان, وحربائية لأنها تتلون بلون الواقع السياسي الذي تحياه, والذي يعيد انتاجها بعد إمتصاص المؤثرات الحضارية والديموغرافية والوجودية, والدليل انه اذا ما اخذنا الحالات السودانية والبرازيلية والمصرية والامريكية والفرنسية والجنوب افريقية والموريتانية والهندية, وهذه الحالات بين الفينة والاخري تطرح خطابات عنصرية ودينية متطرفة, فإننا نجدها تلبس لكل زمان لبوسه لتقي نفسها من خطر الاصطدام الاثني ولتشحم عجلات المسيرة السلطوية " الظافرة " كما يشار.
في امريكا يتحدث بعض علماء الاجتماع الآن عن إحتمالية الخلوص يوما ً ما الي " المجتمع البني اللون"The brown society, وذلك بعد الهجرات التي واجهت امريكا في السنوات الاخيرة وسببت في مصاهرات متصاعدة بين الاعراق الامريكية , برنارد لويس ــــ وهو يهودي تركي الاصل, هاجر إلي امريكا وأصبح واحدا ً من المنظرين الاساسيين للمحافظين الجدد أمثال بات بيترسون واليهودي شارلس كرامزور وروبرت كيغان وصمويل بيرل وجورج ويل, وفوق كل هؤلاء اليهودي بول ويلفيز الذي سيتولي رئاسة البنك الدولي ـ قال, اي برنارد أن أوربا, قبل نهاية هذا القرن, سوف تحكمها الاغلبية المسلمة المتحدرة من المغرب العربي وكذا بعض الدول الاسلامية من مخلفات الاتحاد السوفيتي السابق, وبعض دول آسيا وافريقيا والشرق الاوسط .
إذن هذا هو الحيز الخارجي الذي يتكامل مع صنوه الداخلي ليدفع تلك السجالات عن المسكوت عنه إلي المنابر القومية, إنها تلك السجالات المبرهنة علي عمق التحولات الاعلامية الجديدة التي, بسبب حريتها, ستسحب البساط حتما ً من منابر الطرح الاعلامي والصحافي التقليدية المتمثلة في التلفاز والمذياع وأركان النقاش الجامعية والندوات السياسية والادبية والمنتديات الفكرية المراقبة سلطويا ً والتي كانت الي زمن قريب تحاول تقنين اوتوجيه سياق الوعي وفقا لادبيات الاجتماع السوداني , الآن تمثل هذه السجالات بقضها وقضيضها مجالا اعلاميا ـــ او فسحة منبرية غيرملتزمة تجاه احد او مجاميع من الناس ـــ تصنع من الخطاب العنصري وخطابات اخري ساحة للاعترك المناطقي وفرصة للتجهير بالمسكوت عنه في تاريخ العلاقة ما بين المتساكنين في الصحاري والغابات والسهول وضفاف النيل, فضلا ً عن ذلك تنبئ عن ثمة خلل بين في رصيد فكرنا السياسي عموما ً, وكذا في حراكه العملي والذي ما يزال عاجزا ً عن ترقية ذاك المفهوم للهوية الي خطاب قومي نسبي في جمعيته يستوعب شتاتات الذهن المواطني الموزعة بين الافريقانية " غير المتماسكة معرفيا ً " عند محاولة شرح كيفية حيثياتها الثقافية و المسقطة دائما ً علي هذا المماحكات العنصرية كتقية لا تحمل لغة ولا دينا ً ولا تراكما ً حضاريا ً متحد البنية او قادر علي تحمل تبعات الانصراف او التخلي عن " العروبوية " المندغمة, هي الاخري, في طينة ايدلوجية الاسلام السياسي بإنتهازه الشللي /العشائري, وهي بأية حال ليست العروبوية ـ الفكرة المشابهة لفكرات الاتحاد الاوربي ,أو النمور الآسيوية او منظمة المؤتمرالاسلامي ـ التي قصد بها التضام الإستراتيجي في الجوانب الجيوبلتيكية.
بين هذين البرزخين[ الافريقانية القحة عرقيا ً والعروبوية المهجنة ايديولوجيا ً ] تتوالي سجالات هؤلاء الكتاب لفضح من جهة شرخ الخطاب السلطوي التأريخي وسوداوية ممارسته التي جعلت من جنوب السودان ودارفور والشرق وجبال النوبة اثباتات دامغة لفشل مشاريعه في التنمية الوطنية والاقتصادية والمدينية, والفشل كذلك في تنمية العلاقة مع الجوار الاقليمي وتفادي حساسياته, والفشل في فهم قرطاسة الواقع الدولي, الفهم الذي يبعد عن التورط في تقاطعاته السياسية والحضارية والثقافية المتصارعة, وهناك الفشل في تنمية هياكل المؤسسات السياسية التشريعية والتنفيذية والدستورية وكذا المؤسسات الرقابية التي كان متوجب ان تسهم في تقليل فساد وإنحياز [ ممثلي الاثنيات الذين ينشطون قوميا ً] وهناك الفشل في تنمية ذهن الصفوات الثقافية والاعلامية والفنية والادارية الخدمية والتي كان متوجب كذلك ان تمتن ما يدعم العمل لخلق قومية سودانية, وأخيرا ً وليس آخرا ً الفشل في تنمية اسس الحوار حول خطابها المركزي ـ أي السلطة ـ المفتوح للتأويل بالضرورة, بوصفه يمثل "غازيتة" لضبط صادر ووارد الممارسة ومرجعاً لتنمية خطابات الهامش الفكري والثقافي والسياسي والصناعي والتجاري والفني والنقابي والاعلامي.
عشائرية وإنتهازية الخطاب والممارسة السلطويين والتي وصلت قمتها عبر الوضع الحالي ـ فوقأ ً عن كونها أثارت إشكاليتين, عقدية وإثنية ما تزال مردوداتهما السلبية تغطي الفضاءات السياثقافية ـ ما كان بمقدورها ان تحدث تلك التنمويات المجتمعية حتي تقل الصدامات اللفظية لهؤلاء الكتاب الذين يتصارحون بالمسكوت عنه, وانما في احيان كثيرة تحمل هذه العشائرية في جوفها ـ بخلاف محاولة الكبت الثقافي للجماعات الشمالية النيلية الليبرالية ومنظمات المجتمع المدني ـ كبتا ً خفيا ً اخر لنماذج ما تسمي بالثقافات الشعبية.
اضافة الي ذلك فان تلك العشائرية تاريخيا ً, بجانب هدمها الطبيعي لاية محاولات اصلاحية ديمقراطية شحيحة داخلها وداخل المتحصل عليه من الموروث السياسي أعاقت توظيف الخبرات الليبرالية في الخدمة العامة, وعاقبت انتماءاتهم لهؤلاء الاحزاب , مخافة ان ينخرو سرياً في بنيانها , ورغبة في تنعم وثراء نخبواتها فقط من السلطة.
هذه العشائرية ايضا ً, وفي سبيل استمراريتها اهدرت توظيف المال العام لانشاء مشاريع استراتيجية عادلة في بعض الامصار السودانية تلك التي تساعد في تحقيق الرفاه الاجتماعي وسط هذه القطاعات الاثنية ولذلك بدا عراك هؤلاء الكتاب منتقما ً لهذا الصنيع وكافرا حتي بالاثنيات ذوي الاصول العربية جميعها ناسين ان السواد الاعظم من " المستعربين في الشمال النيلي ظلوا يسهمون اجتماعيا وثقافيا وسياسيا عبر التنظيمات السياسية في تعرية الانظمة التوتاليتارية القابعة في دست الحكم وهم أيضا ً المستعربين الذين من بينهم قادة فكرانيين وسياسيين اسسوا منهجياً لنقد هذه العشائرية " الاقلية" في استغلالها للعروبة والاسلام في تهميش الغرب والجنوب والشرق والشمال الذي لايناصرهم, كما انه لايمكن تحميل أغلبية الشمال النيلي وزر التخلف السوداني, إذ أن الباحث الحصيف في الولاءات التقليدية الحزبية للاحزاب الشمالية المستندة علي نوع مختلف لترجمة معاني العروبة والاسلام, ومؤمنة بالديقراطية حلا ً لمشاكل السودان سيري ان جذورها العميقة انما تمتد الي هوامش دارفور وكردفان والشرق وليس الي الشمال النيلي وحده, كما ان هناك نخبوات من الهامش المتظلم تنتمي الي الاتجاه الاسلاموي الذي بدا الان مدمرا ً لما تبقي من الهامش, كابتا ً اللامركزية االحقيقية للسلطة من جهة, ومن الجهة الاخري مدمرا ً الولاءات التقليدية للاحزاب المتبنية , كما اشرت, الي نموذج الثقافة العربية الاسلامية المختلف نوعا ً ما عن ما مارسته الديكتاتورية العسكرية والعسكرية الاسلامية, بمعني آخر ان الهامش كان لديه انتهازييه الكثر عبر السلطات الديكتاتورية , ولو ان البعض يحمل أحزاب الامة والاتحادي والجبهة الاسلامية أسباب التخلف , فإن سنارة أقلية الشمال النيلي المسيطرة تصطادهم من حيث يدرون أو لا, اذن فان هذا التعقيد في الصراع علي السلطة كان عميقا بحيث انه لم يدرك من قبل دعاة الخطاب العنصري المتأفرق الذين وجدوا في الكفر ب "عروبة السودان الثقافية حتي" مدخلا لمحاكمة كل السياثقافي السوداني الشديد التعقد, بل والاساءة اليه بلا ادني ترطيب لفظي, وربما يعود ذلك الغضب إلي فشل الانظمة الديمقراطية في الفترات القصار لحكمها في تأكيد جديتها في إنصاف الهامش المتظلم, بل وعجزها عن إمتلاك رؤية واضحة للمشاكل التي جابهتها في السلطة, والتهاون في المحافظة علي المكتسب الديمقراطي نفسه.
علي جهة دعاة الخطاب العنصري المستعرب بقيت الكتابات الساخرة من بعض القبائل الافريقية الجذور مدخلا ً للثأر ضد المقالات التي انتقدت ما اسمتهم بالجلابة, والذين معرف بهم الي انهم يرمزون الي ابناء الشمال النيلي , وعلي هذا الاساس يلتقي فكر هؤلاء بصورة غير مباشرة مع الفكر التوليتاري السلطوي الذي ينطلق من تراث التأسلم والاستعراب فقط منهجا ً في التعامل السياسي لدولة الاقوام وهي ايضا ً دولة المعتقدات السماوية والوضعية التي تتباين بحدة في تفسيير علاقة الدولة بالمعتقد, وعلاقة المعتقد بالمجتمع ومن ثم الفرد والعالم والكون,.
المسيحيون جمعيهم وأغلبية المستنيرين من المسلمين والمؤمنين بالسبر والكجور لا يؤمنون بثيوقراطية دولة
لا يوحدها شئ مثلما توحدها حقوق المواطنة. إن طرح موضوعة المواطنة الحقيقية كحل لمشكل السودان لايقنع دعاة الخطاب العنصري المستعرب وبعض كثير منهم علي خلاف مع سلطة الانقاذ, في تخير مواقف اكثر ابتعادا ً عن الفكر القبائلي, بل ولا يقنع اندادهم اصحاب الخطاب العنصري المتأفرق بأحتمالية الوصول الي معالجة حذرة لهذا التعقيد السياسي حتي لا تستفيد السلطة من هذا العراك الذي حتما ً تتمني اشتعاله كما لو انه يضرب المعارضة الثقافية والسياسية في مقتل ويشغلها عن التوحد لمجابهة افعالها, وربما لايشك المرء مطلقا ً ان السلطة لقادرة علي توظيف اي شي لاحراج المعارضة.
علي مثابة اخري , فانه لايمكن فحص هذه الكتابات المتعنصرة ما لم يتم درس الاثر الاستعماري والسلطوي التاريخي وكذلك الاقليمي في تذكية بؤرات التوتر العنصري في مخيلة البعض من السودانيين.
علي جهة الاثر الاستعماري كان لامناص من عزل مناطق جغرافية محددة, وذلك هو ديدن الاستعمار الانجليزي, من الاندغام في لحمة وسداة النسيج الوطني السوداني, المناطق المقفولة بالنسبة للجنوب ـ وسياسة الحاكم " مور" تجاه قبيلة الزغاوة التي تعتبرمناطقها اكثر تخلفا ً في العالم وليس السودان فحسب وذلك بسبب ما واجهته القبيلة من حيف وظلم وأقصاء حتي بداية السبعينات.
إنما علي مستوي الاثر السلطوي التاريخي , فإن سياسة الخليفة التعايشي التي يردها كثير من المؤرخين الي الموقف العنصري تجاه توليه خلافة الامام المهدي, لعبت دورا ً عظيما في ضعضعة الوحدة الوطنية التي سعي المهدي لتمتينها بالمصاهرة وتولية زعامات اقليمية علي مستوي اجهزة سلطته, وفي الحق ما يزال البطش الذي مارسته سلطة الخليفة آنذاك نحو بعض الجيوب القبائلية حاضرة ومترسبة في العقل الباطني لهؤلاء الكاتبين من ابناء الشمال النيلي وبعض من سوادهم الاعظم الذين يعبرون عن ذلك باشكال من "القفشات"ابناء غرب السودان نحو الغرابة في مجالسهم الخاصة, ينعكس تهميشهم والاخرين كذلك علي المستوي الدولتي المسكوت عنه, وإنه ما من شك ان الناظر الي طبيعة التكوين الهرمي للمناصب السيادية لما بعد دولة الاستقلال وحتي الان يلمح ان ذاك المسكوت عنه ينبجس في شكل تهميش مزر لابناء الغرب والجنوب وجبال النوبة والشرق , وهذا التهميش سهل الرؤية اذا نظرنا الي تخصيص الوزارات الخاوية عن الفاعلية, وذلك ما دعا احد الوزراء الجنوبيين للقول" نحن لسنا حيوانات او عمال حتي نضاف الي وزارات الثروة الحيوانية والعمل والسياحة", وللاسف ان هذا الوضع ما يزال مجسدا ً الي يومنا, فدولة السيد البشير يري انه من العدل الاسلامي وثوابته ان تكون الرئاسة ونيابتها للشمال النيلي , وأذا كانت الخارجية هي الاهم فللشمال النيلي ايضا ً, واذا كانت المالية والداخلية والاقتصاد والدفاع والاعلام اكثر بريقا ً فجميع مستوزريها هم من اهلنا في الشمال النيلي كذلك, اذن ماذا بقي من سيادة الدولة لاهل الهامش.؟
ان عدالة الاسلام او السماء سمها كما شئت لم تصبغ قلب المتأسلمين من اهل المؤتمر الوطني الذين امتلات اوداجهم واردافهم بالشحم بدلا ً عما تكون علي بطن رسول البشرية[ص] الذي كان يحزمها بالحجر من شدة المسغبة, كما انهم لم يعثروا ـ اي الإسلاميين عبر الارث الاسلامي كله علي قيم سيدنا عمر الذي كان رمزا ً للعدل الاجتماعي .ابعد من ذلك فقد اسهم " هؤلاء " في تأجيج الصراع الاثني عبر موالاة القبائل العربية الجذور في دارفور تجاه القبائل الافريقية ذات الغالبية المسلمة وبدت السلطة هنا كانما تمتهن استراتيجية استراتيجية قومية عروبية باطشة اكثر من كونها استراتيجية اسلاموية رحيمة مع " اخوانهم في الله والوطن والمصير, هذا برغم ان الاستراتيجية الاسلامية هي ما تسم الحركات الاسلامية في المنطقة كثابت من "ثوابتها" دونه خرط القتاد. هنا نلمس مفارقتين, الاولي هي تاجيج الفتن القبلية ومجافاة العدالة في النظر الي الاثنيات السودانية بوصفها كل واحد لاتفريق له, ولعل جوهر رسالة الاسلام هو تحقيق مثل العدالة الاجتماعية, وماذا يبقي من الاسلام اذا ما تم السطو علي اعز قيمه واحلالها بقيم شريرة يراد بها الاسهام في تفتيت عضد الممارسة الاجتماعية لسودان ما يزال تواقا ً للعدل والمساواة.
حقا ً إن كل هذا الخلل السلطوي في ادارة شؤون الدولة منح هذه الكتابات العنصرية الدافع , الدافع الاقوي للطفو علي المنابر المفترض قوميتها لتشكل مهددا جديدا للمجهودات المبذولة لتشكيل قومية سودانية عبر اقلام كثير من المفكرين والمثقفين والسياسيين الذين يسعون لمراجعة هياكلها المعرفية ورتق ثقوبها العملية بالنقديين الثقافي والسياسي وصولا ً الي النموذج القومي الذي يروض "عقل العاطفة السودانية" و "عاطفة العقل السوداني " .
فيما يتعلق بالاثر الجيوبولتيكي, كان هناك الامتداد السياسي للفكر العروبي القوموي , والسودان تاريخيا ًموسوم بدوره التجسيري في ادبيات السلطة لهذا الفكر الذي قاد الي شكل معين للدولة العربية ما بعد فترة الخمسينات التي شهدت مناسبات الاستقلال الوطني لاغلبية الدول العربية, وشهدت ايضا ً بلورة التنظيم السياسي الرسمي للعرب كافة. الدولة السودانية منذ ذلك الوقت اعتمدت علي فعل الاستعراب السياسي المستبد اكثر من اعتمادها علي تأكيد خصوصية السودان كقطر قوميات اقل ما تريد ان تحس به هو التنوع في مصادر فكر وعمل الدولة. إن ذلك الفكر العروبوي الذي اسئ استخدامه في السودان وفي بلدان عربية كثيرة اصبح الان يمثل عبئا ً علي الدولة القطرية رغم نبل مقصده ورغم التنظيرات العميقة لميشيل عفلق وشبلي العيثمي وصلاح بيطار والياس فرح ومحمد احمد خلف الله وكلوفيس مقصود وكذا الحصاد الفكري الكبير الذي قامت به المراكز الفكرية والثقافية في مصر وبيروت والمغرب. ولكن دائما ً تظل انتهازية السياسي وسرقته للمشرع الفكري هي السبب الاساس لهذا التردي العربي وكان نتاجه ان بدت هذه التعابير العنصرية السودانية متوائمة مع اخري عراقية وجزائرية وموريتانية ومصرية ولبنانية ليس من الصعب ان نقراها عبر كثير من مواقع الانترنت, بل وليس من الصعب التنبؤ بمردوداتها السلبية إن لم تسع النخب العربية لبحث الامر بتعقل وشجاعة متناهية في الاعتراف بالتظلمات العرقية القوية المحاججة والقادرة علي توظيف اللوجستية الاجنبية الجاهزة لزعزعة الاستقرار في المنطقة وخدمة مصالحها. إن العرب الذين تجمعنا معهم عناصر اللغة والاسلام والمصالح الاستراتيجية في حاجة لمراجعة تراث القهر الفكري والسياسي والاجتماعي الذي ادي الي هذا النوع من المظالم الاثنية وقاد الي تعويق كل اسس التنمية العربية المنشودة من قبل اولئك النفر من المفكرين القوميين الاستراتيجيين.
ويذكر في هذا الصدد ان الدكتور سعد الدين ايراهيم حكي لي انه انتبه استراتجيا ً في بواكير ثمانينات القرن الماضي الي مسألة التهميش الذي هو احد اسقاطات الفكر العرب علي واقع الحياة العربية, ودعا الي ما اسماه بمؤتمرالاقليات في الوطن العربي وذلك لمجابهة هذا التحدي الذي ربما سيلقي بظلاله السلبية علي الواقع الداخلي للاقطار العربية المتعددة الاثنيات في المستقبل المنظور, ولكن المفارقة كانت ان جميع الدول العربية رفضت اتاحة الفرصة لهذا المؤتمر الحيوي للانعقاد في واحدة من العواصم التي ما فتئت تستضيف الملتقيات الثقافية والفكرية التي تنتهي بمجرد بيانها الختامي الانشائي, وانسدت امام الدكتور سعد الدين كل التوسلات عبر الاصدقاء من النخبة الفكرية المشاركة في بعض الحكومات العربية, ولما انتظر ردها ًمن الزمان لم يجد آذانا صاغية إلا في قبرص التي استضافت المؤتمر, واذكر ان الدكتور حيدر ابراهيم شارك ببحث قيم عن الانتلجنسيا العربية.
هذه الواقعة ترينا كيف ان الاستراتيجيا العربية قد عميت, او تعامت, من النظر الي هذه المسالة الحساسة التي تتعلق بالاستقرار السياسي العربي - ولم تنتبه هذه الاستراتيجيا حتي لقبول النقاش والحوار سبيلا ً لمراجعة التجربة من اجل تيسير استمراريتها.
إن الانكي والامر ان صحافة السلطة الهادرة النباح شتمت ابراهيم ووصفته بانه عميل للاستعمار ويريد إثارة الاحن الطائفية والعرقية, ولعل المشاهد الان للواقع العربي يدرك ان الاكراد والجنوبيين وثوار دارفور لعبوا دورا ً كبيرا ًفي الاستعانة بالاجنبي لانصافهم مهما كلف ذلك من تشقق دعامة "الدولة العربية ", أما الاقباط الان فإنهم يسعون داخليا وعلي نحو اكبر في الخارج للتخلص من التهميش الحكومي والاجتماعي والتحرشات ضدهم من قبل بعض المتطرفين الاسلاميين, فيما يسعي البربر باستماتة لاحياء الامازيغية كلغة للتخاطب الرسمي والابداع والغناء, وهل ننسي الاكراد الذين يتوقون للخروج من الحمص العراقي بدولتهم المستقلة رغم معارضة سوريا وتركيا وايران.
الحري بالقول انه كان يمكن تفادي هذه المثالب في ذاكرة الفكر القومي العروبي لو ان الفكرة الاستراتيجية الملهمة للدكتور سعد الدين وجدت آذانا ً لم يصبها الوغر, او نفوسا ً لم تأخذها العزة بالاثم, او عقولا ًعشعشت العصبية القبائلية في صماماتها.
عودة للخطاب العنصري المتأفرق, يري المتابع لمسوغاته أن لا كبير مسؤولية تدمغ بطونه, فهو علي ناحية إستناده علي المظالم التأريخية الحقيقية التي لازمت حيوات القوميات التي يعبر عنها لا يعترف بل ويعدم الرؤية البديلة للتوحد مع السواد الاعظم المقهور من الشماليين النيليين ذوي الاصول العربية والافريقية والذين يمثلون غالبية المجتمع المدني والحزبي المنادية بمعالجة جراحات السودانيين السياسية بمبضع الحوار العقلاني الديمقراطي ـ الذي يوصل كما اشرنا إلي دولة المواطنة العادلة المساوية بين كافة السودانيين دونما اي تمييز للون او عرق او معتقد, وذلك كحل إستراتيجي يضمن وحدة السودان ويضمن في الآن ذاته تقدمه وسلامه إستقراره.
مضافا ً إليه, ان الخطاب العنصري المتأفرق يكتسب صفته هكذا دون ان يشرح لنا ان هناك امكانية لثقافة افريقية " مختبرة " واحدة ـ قادرة علي ان تحمل في متونها مثل انسانية تؤكد اهمية الديمقراطية بلوازمها المعروفة مثل حقوق الانسان وشفافية الممارسة السياسية والاقتصادية والاعتراف بالآخر وحرية الصحافة وحرية الاديان و..و...و.., ولكن ما اعفانا النظر الي هذه الافريقانية من مآسي القتل والتطهير العرقي في رواندا وليبريا ونيجيريا وسيراليون وتشاد وزائير وبورندي وتنزانيا واثيوبيا ويوغندا والصومال وغير ذلك كثير, هذا بخلاف نتانة الفساد الحكومي والتهميش القبائلي والتورط مع الاجنبي في نهب الخيرات الافريقية وتآكل البنيات الخدمية والاقتصادية والتنموية وتفشي الاوبئة والامراض بسبب إهمال الرعاية الصحية, وبالحق ان كل ما صاحب الفشل السياسي والاجتماعي في بلداننا إنما ينطبق علي غالبية الدول الافريقية, وذلك ما دعا البروفيسو الكيني المزروعي للقول بعودة الاستعمار ثانية كبديل افضل لانتهاكات النخبة الافريقية لكل شأن يتعلق بحقوق المواطنيين.
عموما ً ان الخطاب العنصري المتأفرق مثله مثل نديده المستعرب, فهو يوظف اية سانحة لإثارة قضاياه ضد الشماليين النيليين ويعدم الحكمة في التفريق بين النخبوات السلطوية والاخري التي تؤمن بضرورة رد مظالم اهل الهامش, اكثر من ذلك فإن هؤلاء المتأفرقين يثيرون بخطابهم ذاك حتي الشماليين النيليين الذين يتعاطفون مع المظالم الحقيقية هنا وهناك, ويحرجونهم أمام الغالبية, غير ان كل هذا ربما يجعل المرء يفكر حول ما إذا كان للنظام الاسلاموي مصلحة في دفع هذا النقاش علي ذلك النحو وبما يفيده ولأجل ان تكون هناك إيحاءات واشارات ان ثورات دارفور والشرق وجبال النوبة إنما هي محاولات عنصرية لإنتاج زنزبار جديدة وبالتالي تقوم السلطة بالإستشهاد بهذا الخطاب المتأفرق علي اساس انه الواجهة الفكرية لهذه الثورات.
إن الواقع يؤكد علي ان المظالم الشاملة التي واجهت الهامش السوداني, الافريقي الجذور والعربي أيضا ً, انما هو من الصعوبة إنكارها إلا اذا كان هناك هدف آخر ربما هو استدامة المشكل السوداني.
وصحيح ان هنالك تفاوتا كبيرا في التوظيف الحكومي والاداء الخدمي هنا وهناك من بقاع السودان, ولكن فان السبل الكفيلة بمعالجة هذا الخلل يتطلب معالجة قومية النشأة, وللاسف لاتتوافر الآن, وسعي مستمر لانجاز الديمقراطية والاحتكام بها كنظام سياسي وحيد قادر علي تطوير الاداء السياسي السوداني للتعامل مع هذه المنغصات للوحدة الوطنية وفي الوقت نفسه لابد من الأعتراف الحقيقي ان البنيات السياسية للمعارضة تفتقد القدرة علي الاصلاح الداخلي لفكرها الذي يستوعب الطاقات السودانية.
الي ذللك ان تنامي او تصاعد الخطاب العنصري السوداني يكشف في جانب عن عجز النخب السابقة والراهنة في إستنان احزاب سياسية قومية حقيقية, وفاعلة علي ناحية التعبير عن اشواق السواد الاعظم من السودانيين دون ان يحس واحدهم إنها تتخذ مرجعيات مناطقية او دينية وللحق ما يزال السودان يفتقد ذلك الحزب الذي تكون عضوية مكتبه السياسي وعضويته القاعدية ممثلة بكل عدل لجميع مناطق السودان, حزب لا يحس المرء انه دخيل فيه او لايعبر عن قاعدة اهله, وقد كان التمني ان يخوض اليسار السوداني لجة هذا التحدي باعتباره الاكثر عمقا في تحليل الواقع السوداني, ولكن بدا ان هذا اليسار يعاني من مشاكل منهجية وتنظيمية هي محل دراسته الآن, كما ان طرفا ً منه اتخذ من القومية العربية منهجا لمعالجة الاشكال السوداني.
إن منجاة السودانيين من واقعهم الكئيب ومن هذه الدعوة الخطيرة لتفريقهم الي قبائل وجغرافيات محتربة بدلا ًمن ان تكون متجانسة في إطار التنوع هو فضح هذه الخطابات معرفيا وقوميا بدلا عن الصمت النخبوي حيالها, بينما لا يشك المرء ان السلطة الحاكمة وبعض جيوبها يصبون الزيت في نار العرقية المتعصبة حتي ينشغل الناس بها وعنها.

[email protected]
7037090830


Post: #2
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: Bashasha
Date: 05-25-2005, 09:14 PM
Parent: #1

نقطة نظام لوسمحت يااخ صلاح شعيب:

*اولا للاسف انت بتعمم علي نحو عشوائي وانت تطلق احكامك في تعالي لامبرر له. فماتعرف ماالمقصود من جانبكم فيما اتصل بماصورته ب"هشاشة اللغة،عنفها، وضعف البناء التعبيري المتوازن"حسب تعبيرك؟

* ثانيا بالنسبة لينا، وكما كررنا القول، صراع الهوية في وطنا، صراع دموي مليوني والمعادلة فيه صفرية او Zerosum game، بلامنطقة وسطي اومحايدة.

علي كده كلامك عن الذاتي ومااسميتو بالخطاب العنصري واحتجاجك علي العنف اللفظي والهشاشة، يعبر عن موقف محدد منتمي لاحد طرفي الصراع، عكس الانطباع الاولي الخادع الموحي بالتزامك تجاه حركة التحرر للاغلبية الساحقة من هيمنة اقلية الجلابة.

تحدثنا من قبل عن خطورة الانجرار والانجراف خلف بريق مواقف ليبرالية الجلابة الخادع، ممثلة في قطاع يساره القديم، كماورد في ثنايا دواسنا الفكري مع دكتور بولا، كابرز رموز ليبرالية الجلابة بالمنبر.

ليبرالية الجلابة دايما مسكونين بي تهويمات اللغة والحوار الراقي، المخملي، الوديع المعبر عن دنياواتم الفقاعية، كمامجسدة في مجمل اسهامات بروف معز عمر بخيت مثلا.

قطعا الايدو في الموية الباردة، اوضارب همبريب الامتياز بالميلاد، ماذي الايديهو في نار جهنم الجلابة، اومسلوب حتي الادمية، بالميلاد.

عشان كده وكدليل دامغ اخونا صلاح شعيب وكغيره من مثقفاتية هذا الفضاء الجهوي الحساني، يحتج علي عنف لغتنا، رغما عن انف عنف اقليته الجسدي.

الكلام المكتوب باي صيغة كانت يظل تعبير مدني سلمي ولايقارن اطلاقا بالتعبير من خلال فوهة البندقية او القنابل الهاطلة من جوف الانتنوف علي رؤوس النساء، العجزة، والاطفال الامنيين في اكواخم.

*ثالثا، اودي اهم نقطة، الاخ العزيز صلاح وكالعادة ينطلق من مجموعة مسلمات، في مجملها احاجي حبوبات، ان اوان التصدي بحزم لها لانها، اس بلاءنا الحالي.

من ذلك افتراضه الخاطئ تماما كيف احنا معربين ثقافيا، كبقية عرب شمال افريقيا!

بل الانكآ اعتقاداخونا شعيب ان الافارقة لالغة لهم ولادين ولاتراكم حضاري!

ياللهول!

اهو ده ذاتو كلام منظري النازية الخلا ذنوجة الشمال يعضو بالنواجز علي سراب العروبة كهوية تمنحهم، لغة ودين وحضارة!

شفتو كيف ياماتحت سواهي ليبرالية الجلابة، دواهي؟

هل عين رضاك علي العروبة، وسخطك علي الذنوجة وربطها بالعولمة، صدفة؟

ابدا.

مافي حاجة صدفة في عين ثقافتنا القدرية الزنجية!

كلمة صدفة "كود" نطلقه علي ماعصي ادراكه علينا في اللحظة الراهنة!

ترهات "ثقافتنا عربية" هذه، دجل وخرافة، تقوم علي سلسلة تصورات مسبقة متخيلة ومخترعة لتمرير وهم عروبة ذنوجة السودان.

نعلم ان هذه الحجوة تمثل بناء ايدلوجي متكامل، مسنود ومبرر بل ومسلح بالعلم الجلابي والدين ايضا! وذلك باجماع اكاديمي يمين ويسار اقلية الجلابة، حيث لافرق هنا مابين دكتور الشوش من اليمين، ودكتور خالد المبارك مثلا من اليسار! دكتور عبدالله علي ابراهيم من اليسار او دكتور حسن مكي من اليمين! دكتور يوسف فضل اودكتور ابوسليم، دكتور حريز او دكتور الافندي. الطيب صالح، او صلاح احمد ابراهيم. من السياسين دكتور الترابي، او عبدالخالق محجوب، الصادق المهدي او محمد عثمان الميرغني.

علي مستوي المنبر، الاستاذ عجب الفيا، او استاذ الخواض.

كل هؤلاء يؤمنون بعروبة بلاد السود، سوي ثقافيا او عرقيا اومعا. سوي بدرجة واحدة او درجات متفاوتة.

من جانبنا، نحن القادمين من مواقع المركزية السودانية، نسجل هنا وللتاريخ:

عروبة السودان وهم وسراب لاوجود له علي ارض الواقع علي الاطلاق!

سوي عرقيا او ثقافيا.

موقفنا هذا وللعجب وحتي هذه اللحظة لم يتوفر علي دحضه احد، هنا، او في المنابر الاخري.

ننتهز هذه السانحة، ومرة اخري نسآل مواهيم العروبة:

من يبارزنا؟

علي من يآنس في نفسه الكفاءة، ان يتقدم ويثبت للقراء خطل موقفنا هذا، باثبات عروبة السودان، سوي عرقيا او ثقافيا.

بالذات ثقافيا، حيث حقيقة ذنوجتنا الثقافية تظل هي الابلغ، الابقي، والابعد اثرا، مقارنة بذنوجة ملامحنا.

*رابعا كلامك عن العولمة وامريكا، وايحاءك من طرف خفي، ان عودتنا لي جذورناالذنجية بعد طول ودار، ذي صلة بالنظام العالمي للاسف يفضح ويعري طلاءك الليبرالي الرقيق لتعود الي خط دعاوي نظامكم الجلابي القابض في الخرطوم.

يعني ملايين الارواح الطاهرة البريئة الاذهقت علي ايدي اقلية الجلابة، بي ذي منطقك التهويمي ده، راحت شمار في مرقة العولمة، مش كده؟

شئ عجيب، ولكن لغير العين المدربة!

عزيزي القارئ، لاحظ وعلي مدي نصف قرن ارض السود معلنة رسميا، ومسجلة كدولة عربية، بقوة السلاح ومحارق التطهير، كثمن لي نكتة ووهم- بدون اعتراض من جانبكم ياعزيزي صلاح شعيب، او اي حساسية عولمة او يهود او امريكان الي اخر وصفات غسيل المخ، بمايخدم مصلحة الاقلية الجلابية، طفل انبوب الاباء المؤسسين للعولمة والنظام العالمي الجديد.

دي حركة تاريخ باكملو، بدآ من تاريخ سقوط دنقلا اخر معاقل كوش، منذ اكثر من 600 سنة، تقول لي عولمة اوامريكا؟

كلامك عن حربائية الهوية، حقيقة مع احترامنا مضحك او في نفس الوقت يسلط الضوء علي حيلكم الاكروباتية، في الالتفاف علي، والتملص من حقيقة ذنوجتكم المنكورة!

مافاهم اي حربائية هذه، وكلمة السودان بالعربي، الاثيوبي بالاغريقي، الكوشي بالعبري، والNiger بالاغريقي، الNegro بالاسباني والبرتقالي، وعلي مدي الالفين سنة الماضية، تعني شئ واحد لا ولم يتغير قط:

انسان ذو بشرة سوداء.

فمافاهم اذا ده واقع الحال شقيش ماقبلت وعلي نطاق اليابسة، من اين لك ان الهوية نسبية متغيرة وحربائية؟

Post: #3
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: Mohamed Suleiman
Date: 05-25-2005, 10:18 PM
Parent: #2

بشاشا .. سلام يا زول
و مراحب بعودتك

الأخ صلاح شعيب
لك التحية
هذا موضموع شائك. و الأخطر من التطرق اليه هو الأحجام عن التطرق اليه و الخوض فيه.
لأن مشكلة السودان اليوم يلخص في تشبث الأقلية و أحتكارها لكل الدولة و ترك الفتات للسواد الأعظم. و الأخ بشاشا قد سلط الضوء علي الممنوع.... أصل الورم الخبيث.
و لا أري أي وجاهة منطق في التهجم علي هشاشة اللغة كوسيلة للتعبير علي رفض الظلم. فاللغة و ركاكتها ليست المشكلة. المشكلة هي في أختلال الوضع برمته في السودان.
لكن هناك نقطة و حجة بدأ البعض في ترديدها مؤخرا عندما أحس الكل بزخم ثورة المهمشين
و وردت علي لسانك كالأتي:
Quote: عموما ً ان الخطاب العنصري المتأفرق مثله مثل نديده المستعرب, فهو يوظف اية سانحة لإثارة قضاياه ضد الشماليين النيليين ويعدم الحكمة في التفريق بين النخبوات السلطوية والاخري التي تؤمن بضرورة رد مظالم اهل الهامش, اكثر من ذلك فإن هؤلاء المتأفرقين يثيرون بخطابهم ذاك حتي الشماليين النيليين الذين يتعاطفون مع المظالم الحقيقية هنا وهناك, ويحرجونهم أمام الغالبية, غير ان كل هذا ربما يجعل المرء يفكر حول ما إذا كان للنظام الاسلاموي مصلحة في دفع هذا النقاش علي ذلك النحو وبما يفيده ولأجل ان تكون هناك إيحاءات واشارات ان ثورات دارفور والشرق وجبال النوبة إنما هي محاولات عنصرية لإنتاج زنزبار جديدة وبالتالي تقوم السلطة بالإستشهاد بهذا الخطاب المتأفرق علي اساس انه الواجهة الفكرية لهذه الثورات.

هذا تحذير مبطن و ناعم للمهمشين أن لا يتعدوا "خطوط حمراء" ليتهدد مؤسسة الهيمنة التي تتألف من مجموعة عرقية و جهوية بعينها و فيها لا فرق كبير بين اليساري و اليميني و الختمي و الأنصاري. فهذه كلها تصنيفات داخل العائلة .. و عند هبوب العاصفة من " خارج الدائرة" سرعان ما تنمحي الخطوط بين هذه الكيانات.... ليقف الميرغني مع علي عثمان و الطيب صالح مع سبدرات.
قرنق حليف الأمس أصبح غريم اليوم لأن ما أنجزه في نيفاشا لم يرضي طموح مثقفاتية الشمال المتحررون بالرغم أنه دخل في الصراع مع كل حكومات الشمال لسبب رئيسي و أساسي: أنصاف أهل الجنوب.... و ذلك ما حققه في نيفاشا.
سوف لن يأبه جموع المهمشون لتحذيرات ليبراليي الشمال فقد عقدوا العزم علي أن يمضوا هذه المرة الي آخر المشوار.

Post: #4
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: Bashasha
Date: 05-26-2005, 00:13 AM
Parent: #1

ابوحميد مشتاقين.

مشكلة ليبرالية الشمال، هو توهمهم لوجود منطقي وسطي مابين طرفي الصراع في بلدنا. لهذا وانطلاقا من موقع اليد العليا، هم يتفضلون علي مهمشيهم ويدهم السفلي ببعض دريهمات فضل انسانيتهم العامرة والغامرة!

عندالنوائب الشمالي الليبرالي يحتج بعنف وبحق "ذكاة" موقفه المشروط اعلاه، باعتبارنا، مؤلفة قلوبنا ومهمومة بنيل رضا وبركة ليبرالية الجلابة فهو يطالبنا بتقديم فروض الولاء والطاعة!!

علي مدي نصف قرن وديار السود ملحقة بالعروبة زورا وذندية، من دون مايتفضل اخونا شعيب بوصم هذه العروبة المدعاة، بالعنصرية!

هي عنصرية فقط، عندمانتجرآ ونقول بغلة نكتة العروبة في الابريق!

هي عنصرية فقط، عندما نرفض في اباء السطو علي هوية الغير بليل، ونصر علي قبض جمرة ذنوجتنا، الفرو منها ناش شعيب المقيمين في منطقة وسطي مابين جحيم الذنجية او جنة العروبة، كمايتوهم متشدقيها!

قديمة!

العب غيرا!

بالله لم تبرح حوش مواهيم العروبة شبر واحد!

كلكم ملة وحدة، سوي قلتم السودان عربي، اوعربي افريقي.

باطل عروبة السودان افضل بي مليون مرة لانو واضح من حق موقفكم المذدوج ده!

ثم مافاهم، كيف الواحد فيكم يفتكر الافرقة عنصرية، والجواز مدقوق عليهو ســـــوداني؟

مامعني سودان في اللغة ياهذا؟

فانت لومقر انك اسود او سودان، فانت افريقي.

وين العنصرية هنا؟

منطق مشقلب فوق تحت! اذا عرف السبب زال السبب!

انت جاكي من ذنجيتك والسلام!

Post: #5
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: saadeldin abdelrahman
Date: 05-26-2005, 02:27 AM
Parent: #1

Quote: وأرجو ألا تنسي أن قفة العنصرية كانت ذات "أضانين"

لنا مهدى فى بوست علاءالدين وعمر الفاروق للخال ودقاسم..

أعتقد هذا التعبير من أجمل وأبسط وأوجز ماقرأت....جماله في بساطته وعمقه و هو يصلح كمنهج لمحاربة هذه الموجات العنصريه وبصراحه أكثر لولا خوفي أن لا تستسيغ الأخت لنا ذلك لقلت أن قولها هذا ذكرني بكلام الحبوبات المليان حكم.
تتحفك(الحبوبه) بشهى الدرر وهى تلتقط جمرة بأصابعها لتعيدها إلى الكانون..
لهن وللنا ولكم أجمل التحيات والأمنيات ببورد تنخفض فيه الموجه البغيضه تلك.

Post: #6
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: Bashasha
Date: 05-26-2005, 09:41 AM
Parent: #1

.*.

Post: #7
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: Bashasha
Date: 05-26-2005, 09:42 AM
Parent: #1

Quote: لهن وللنا ولكم أجمل التحيات والأمنيات ببورد تنخفض فيه الموجه البغيضه تلك

يااخ سعدالدين.

الموجة دي بتسخن بس اومابدت ذاتو حتي الان!

موجة وهم عروبتكم دي عمرها اكثر من 600 سنة، من دون ماتكون الشغلانة عنصرية لانو الفي يدو القلم مابكتب روحو عنصري!

600 سنة دي حاجة كتيرة خالص، فالان جاء دورنا "نكد" دومة العنصرية هذه، اوتلاقونا بعد 600 سنة لوراجين ليكم كدة تانية ياالاخو!

المضحك المبكي في امر هؤلاء هي دموع التماسيح تباكيا علي عنصرية هم مبتدعيها كنظام حياة في بلدنا!

اذا احنا بنقول كل السودانيين افارقة، فاين العنصرية؟

المصطلح نفسو يفترض وجود عنصرين ليستقيم معني المصطلح، وهذا لاوجود له في طرحنا البعتبر كل السودان اين ماكانو علي نطاق المعمورة، عنصر واحد او جنس واحد، مش عرب في مقابل افارقة كما تفترض نظرة هؤلاء.

لمان نقول كلنا سودان، يقولو ليك انت مثالي اوحالم!

طيب كلامي ده ادو البحر، واختارو اي بقعة مأهولة علي نطاق اليابسة، وانزلو فيها بالبراشوت، اوشوفو لوحكمو عليكم بي لون بشرتكم، كجنس واحد، ومن علي بعد ميل كامل، ولا لا.

لايهم لوالواحد فيكم محسي ولامن جزر القمر علي الاطلاق!

هولوماكده، ماكان عضيتو العراريق، او قمتو سداري باتجاه البحر الاحمر، عوم للسعودية!

هسي لمان واجهناكم بي حقيقة وهمكم المرة، قعدتو تسووا عنصرية، ياالاخوال، ذرا للرماد؟

ياحليلكم!

Post: #8
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: معتز تروتسكى
Date: 05-26-2005, 09:55 AM
Parent: #7

خالص التحايا
الاستاذ
صلاح شعيب
ارغب فى المواصله معك فى هذا البوست كلما يتوفر لدى من زمن..

فقط وانتم اعلم ببواطن الامور

بشاشا
وخلافو هم كما ذكر البعض
اضان القفه التانيه

ولك التحايا النواضر استاذنا..

Post: #9
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: صلاح شعيب
Date: 05-26-2005, 04:33 PM
Parent: #8

بشاشة.. وشفافية معدومة

اتيت اليوم مهرولا ً من العمل لأدخل في "النت" لأري ردود الفعل حول هذه المادة التي انت قارئ لها الان, وبينما كنت في العمل كان الظن يراودني حول المقالة, أهي من المقالات التي يكتبها بعض البورداب ويهملها الزملاء دون النقاش أم انها ستثير بعض الزملاء ليسهموا بالرد لتفنيد خطلها, إن كان موجودا ً, او تأكيد بعض مما تناولت من قضايا تمس جوهر قضيتنا, والتي هي بالغ مايبلغ التفكير فيها إنها قضية سودان تتقازفه الامواج ذات اليمين وذات اليسار.
وللحق ان فرحتي ما كانت لتوصف ان وجدت الزميل بشاشا ومحمد سليمان ومعتز تروتسكي تناولوا المقالة من زوايا مختلفة , وابانوا قدرا ً كبيرا ً من الامكانية للاختلاف حولها, ولعل ذلك هو الهدف الذي نشدته بنشري لها, ولعل ذلك أيضا ً هو طبيعة المادة الصحافية الطابع, او قل الثقافية او الفكرية, وسرني ايضا ً ان الاخوين بشاشا ومحمد سليمان كان الحرص يملأهما للبرهنة علي انني مخطئ حتي النخاع في تناولي لبعض حيثيات ما طرحته, وأعتقد ان هذا هو المطلوب, ولكن ـ علي جهتي ـ يسرني ايضا ان اناقش بكل الود ما طرحا آملا ً, ليس الاصرار علي صحة ماكتبت, وانما دفع الحوار الي الامام والخلوص مع الزملاء المذكورين عاليه الي تراكم من الجدل المفيد الذي ربما يكون له مابعده علي صعيد كيفية معالجة الامر الذي نحن نختلف حوله هنا ويختلف ويتفق بقية اهل السودان
حوله.
وسابدأ بالتطرق الي ما كتبه الاخ بشاشة الذي قال , لافض فوه, في مبتدأ مداخلته هذا الذي بين القوسين" .... اولا ً للاسف انت بتعمم علي نحو عشوائي وانت تطلق احكامك في تعالي لا مبرر له, حسب هشاشة اللغة وضعف البناء التعبيري المتوازن من جانبكم فيما اتصل بما صورته ب تعبيرك".. اخ بشاشا ما اسهل التهمة والحكم الانتهائي من جنس "انت بتعمم علي نحو عشوائي" كما انت قلت, وللاسف لم تدلني علي جزر هذه العشوائية, هل العشوائية هي في كوني كتبت مقالا انت اختلفت معه ام العشوائية هي الاطلاق الجزافي حول العشوائية التي اردت ان تقتلني فكريا بها, ثم من اين لك وصفي بالتعالي الذي لامبرر له كما قلت انت ؟ هل التعالي الذي وصممتني به مسسبب بانني كتبت مقالا ً رايت فيه ما اري وحسيت فيه ما احس وكتبته بحس انه يتسهدف نافوخك الفكري, ام ان التعالي هو فقط بتوجيه التهمة كيف ما لذ لكم, وكيف ما طاب لكم مقام الانفعالية الي تنفي الاخر وتجرمه آناء اليل واطراف النهار بمثل تلك التعبيرات التي استنعت بها للايحاء بجرمي الجلابي.
بخصوص هشاشة اللغة وعنفها وضعف توازنها فانني اعني ما اقول, ولعل عودة القارئ الي الذي هو بين قوسين مما قلت انت يؤكد صدقي وليكن الحكم للقارئ.
قلت انت " بالنسبة لينا , وكما كررنا القول, صراع الهوية في وطنا دموي مليوني والمعادلة فيه بلا منطقة وسطي او محايدة صفرية" اخي بشاشا هذا هو رأيك وما هوعلاقته بما قلت, انت تستخدم ضمير الجماعة الدارجي وتقول بالنسبة لينا".. من أنتم يا اخي ومن اوكل لك التحدث باسمه, لك الحق ان تكرر ما تقول ولك الحق ان تكرر ما تقول علي رؤوش الاشهاد وسكان المقابر والنصاري والمسلمين والخواجات والحبوبات وابناء السبيل ولكن ذلك لا يمنعني ان اقول ما اقول وللاخرين الحق في الاختلاف معه موضوعيا ام غيره.. ولي الحق ان اصمت إن كان التعقيب علي ما اقول جافي الموضوعية ولي الحق ايضا ان ارد ان كانت الموضوعية في التعقيب واردة, وعليه انا لست مثلك , انت الذي تري ان الهوية "صراع دموي مليوني" .. لا يا اخي بشاشة كل ما في الامر انني اختلف معك حول الهوية واراها مسالة حربائية لا انتهائية ولو رجعت لمقالي لوجدت انني شرحت ذلك, ولا اريد ان اكرر ما قلت..
لا اختلف معك كثيرا حول قولك انني منتمي الي احد اطراف الصراع, لا ياسيدي انا لست مع هذا الطرف او ذاك , كل ما حولت ان قلت ان هناك كتاب عنصريون, اصبحت كتابتهم لا علاقة لها بمصلحة السواد الاعظم من السودانيين, واكرر مرة اخري هذا هو راي,.. وها انت تلبس قميص عامر وتكون اول يدلف للتعقيب,
كل ما طالبت هو فقط ان نكف عن كل هذا الجدل العنصري من اجل سودان يسعني وانت يا اخي بشاشا والاخرين, ولا اظن ان هناك شئ يدل علي انني اعبر عن فكر "جلابي او بنطلوني او قميصي"
..قال النبيل بشاشا لافض فوه هذا الذي بين القوسين" ...عشان كده وكدليل دامغ اخونا صلاح شعيب وكغيره من مثقفاتية هذا الفضاء الجهوي الحساني يحتج علي عنف لغتنا, رغما عن انف عنف اقليته الجسدي"
ماذا افهم يا ايها النبيل من كل ما قلت, فلنفترض, اذا فهمنا انا والقراء, انني احتجيت علي عنف لغتكم, اذن ماذا بعد, أليس لدي الحق ان اتناول بشاشا الكاتب في ما يكتب ام ان بشاشا لايريد نقدا؟.. وهل بشاشا يرفض جملة وتفصيلا ان تكون كتابته محل تساؤل؟..
نعم اخي بشاشا انا قلت ان مفهوم الافريقانية لا يحمل مضمونا معرفيا متينا, الافريقانية ليست هي لغة واحدة وليست هي دينا واحدا ونعم ليس لديها تراكما حضاريا الان قادر علي الصمود في وجه العولمة, الافريقانية هي تقية تسخدم تجاه عروبة السودان المهيمنة ثقافيا, وربما في المرة القادمة سيدلنا بشاشا علي الافريقانية, المفهوم, والحيثيات الثقافية, والابعاد الاجتماعية لهذه الافريقانية المترابطة منهجيا بحيث ترضي القبطي المصري والمسلم المدغشقري, انني ابحث يا بشاشا عن الرؤية الافريقانية الاقتصادية, والاكاديميا الافريقانية, التكنلوجيا الافريقانية, الطب الافريقاني الذي يتعامل مع مسائل مثل الجينوم البشري والايدز, المفهوم الافريقاني للاستنساخ, البعد التربوي الافريقاني, النظرية الافريقانية للديمقراطية, نظرية النقد الادبي الافريقاني, الكيفية الافريقانية العلاجية في التعامل مع الايبولا, باختصار يا اخي بشاشا دلني علي كل هذا ولا تنسي ان تكتشف لي السبب الافريقاني للديكتاتوريات الافريقانية.
بشاشا, ان كنت تعتز بافريقانيتك, ذاك امر جميل, ولكن انت تخاطبني هنا باللغة العربية وليس باللغة الافريقانجية, ارجو المرة القادمة ان تتنازل من تأثرك بالثقافة العربية, وان تخاطبني بما افهمه من هذه الافريقانية التي تجعلني وانت والنقادي والماساوي الكيني علي صراط مستقيم من التفاهم الاقحواني والاستقرار الصنوبري, عليك ان تخلق الان سودانا يتحدث فيه الغرباوي مع الجنوبي بلغة غير العربية , عليك ان تخترع للنوبيين في جبال النوبة لغة افريقانية طبعا للتحدث مع النوبيين في الشمال .. إن اتيتني باجابات لماطرحت وبشرط تكون مقعدة فكريا ً يوف اتنازل عن مؤثرات الثقافة العربية في لساني وشراييني ولا اقول هذا لاثبت بعثيتي او قوميتي العريبة , لا .. لا..هذا هو الواقع..

بقية كلامك اخي بشاشا لم افهم واعرف كيف ارد عليه, من جهة انه ينبني علي عنف اللغة والاتهام وكثير من الهشاشة, طبعا الهشاشة البنائية للغة,وسوف لن اشرح لك صدرك.. وصدقني ان المسالة ليست مسألة مبارزة, ولماذا التبارز يا اخي؟ دعنا نفهم بعضنا افقيا ورأسياً , دعنا نطالب بالافريقانية التي تدافع عنها ونطرحها للنقاش الهادئ الرزين, لا النقاش علي طريقة انت لديك شئ للمبارزة وانا لدي شئ للمبارة, الامر ليس علي هذا النحو الفج من التفكير, الامر امر كتابة , والكتابة " عمرها" تظل مجال تساؤل, ليس مجال قذف باتهامات لا تأسيس لها, سواء التأسيس اللغوي, او التأسيس المنطقي.ولا اقول المناطقي.
علي اية حال انت قلت هذا الذي بين قوسين
".. اهو ده كلام منظري النازية الخلا ذنوجة الشمال يعضو بالنواجز علي سراب العروبة كهوية تمنحهم, لغة ودين وحضارة. شفتو كيف يا ماتحت سواهي ليبرالية الجلابة , دواهي؟"..

ماذا تقصد اخي , وارجو من القارئ ان يعينني علي ما فاتني من فكر بشاشا الافريقاني, هذا الفتي الالمعي الذي يهوي ان يفرقع كلاما واتهامات ما انزل الله بها من سلطان , عفوا القارئ الكريم دعني اتوقف لعمل مداخلات مع بقية الاخوان. اما والحال هكذا, فإن المفكر الافريقاني بشاشا في حاجة الي التعقل في ما يفكر ويكتب, ودليلي طبعا هذا الذي هو آت بين قويسين

".. مافي حاجة صدفة في عين ثقافتنا القدرية الزنجية.. ندركه علي ما عصي ادراكه علينا في اللحظة الراهنة" كود" كلمة صدفة,"

عفوا القارئ الكريم دعنا نتوقف لنواصل الرد مع بقية الاخوة المتاخلين.. وإن عاد بشاشا عدنا اكثر بشاشة وشفافية.وله الشكر

Post: #10
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: Bashasha
Date: 05-26-2005, 05:33 PM
Parent: #1

الاخ شعيب،
ساكتفي بردك علي معظم النقاط وانتقل لاهم نقطة وهي المتعلقة بعروبة ثقافتنا.

لاياسيدي، ثقافتنا ذنجية افريقية خالصة وليست بعربية.

علي العكس الثقافة العربية والعرق العربي ذاته، نحن من اسهم في تشكيلها منذ الالاف السنين.

في انتظار اجابتك علي احر من الجمر.

بالنسبة لي خصائص الثقافة الافريقية واسهامها، يكفي ان الحضارة بالالف واللام، اصلها افريقي وبالتحديد كوشي وبالذات سودان اليوم.

ثقافتنا الافريقية هي الاهدت للبشرية اساس كل المعارف والعلوم الطبيعية المتداولة اليوم، ابتداء بالموسيقي مرورا بالكيمياء وانتهاءا بالذرة.

لذلك ماصدفة كيف مصطلحات كيميا او علم نفس او حتي ذرة باللاتينية، مشتقة من مفردات مروية او هيروغلوفية، اي نوبية! كلام اغرب للخيال، لكنو حقيقية وبشهادة الاباء المؤسسين للحضارة الغربية.

هل مر عليك كتاب اثينا السودانية او السوداء؟

صراحة فضيحة عديل كونك حتي اليوم تظل مردد لي دعاوي منظري النازية عن افريقيا والافارقة واسهامهم الحضاري.

هذا عار ياهذا!

Post: #11
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: صلاح شعيب
Date: 05-26-2005, 09:08 PM
Parent: #10


ما يزال صديقنابشاشا, اعانه الله علي مرجعيته الافريقية, يمارس علينا فروضاته التعميمية, فها هو يقول الآتي:
[[ ..لاياسيدي، ثقافتنا ذنجية افريقية خالصة وليست بعربية.

علي العكس الثقافة العربية والعرق العربي ذاته، نحن من اسهم في تشكيلها منذ الالاف السنين..]]]
طيب اخي بشاشا, ما هي لغة هذه الثقافة, هل هناك ثقافة بلا لغة, أهي لغة الطير في الباقير ام ماذا..؟ ويقول بشاشا انهم اسهموا في في تشكيل الثقافة العربية وحتي العرق العربي, هنيئا ً لكم يابشاشا يا انتم ايها "........." لاادري حتي هذه اللحظة من انتم, يا اخي انني لااريد ان انكر افريقيتي الجغرافية ولا حتي دمائي الافريقية الحارة مثل الدماء عندك, ولكني لم اعثر علي دليل افريقاني يوجهني لغويا ًاو دوغمائيا ً حتي,.. ثم إنني ليس لدي مشكلة مع كوش ولا سنار ولا تمبكتو ولا , ولكن مشكلتي مع الطرح العنصري الذي يضع "الزنجية" بديلا ً لهذا الرصيد الثقافي للسودان, حيث انه مزيج من كل الحضارات الماضية بما فيه حضارتي كوش و مروي القديمات, وهما بأي حال ليس لديهما اية تأثيرات في عالم اليوم حيث يا بشاشا انا وانت نعيشان في بلاد العم سام,تأثير حضاراتنا علي المستوي الانساني الان هو مجرد تأثيرات ماضوية توقفت حين توقف الابداع العلمي, وبعد ان صار بشاشا يخاطبني بالعربية وليس الهيروغليفية .. ولا ينفي الا مكابراثر الحضارة الاسلامية علي السودان وكذا الثقافة العربية وبقية نهلنا من الثقافات العالمية.

قال بشاشا الاتي:
[[[ثقافتنا الافريقية هي الاهدت للبشرية اساس كل المعارف والعلوم الطبيعية المتداولة اليوم، ابتداء بالموسيقي مرورا بالكيمياء وانتهاءا بالذرة..]]]

ما اسهل هذا الكلام ولكن ما اصعب البرهان علي ان انشتاين كان افريقيا ً هواه.. ربما كان ابن سينااو الخوارزمي او ابن النفيس او توماس اديسون او جابر ابن حيان .. او داروين.. او نيوتن او كارل ماركس,او ..او.. او..كانوا من الدامر او ريفي اللعوته؟

قال النبيل بشاشا مايلي:

[[[[.. صراحة فضيحة عديل كونك حتي اليوم تظل مردد لي دعاوي منظري النازية عن افريقيا والافارقة واسهامهم الحضاري...هذا عار ياهذا]]

يااخي ان شخصي الضعيف ليس نازيا , ولا يوجد اي داع لوصف ما اكتب بدواعي النازية اودعاويها..هل هناك سبب للاستخدام السهل لهذه الكلمات , هل هذا هو اسلوب الحوار يا بشاشا
.. هل تريدني ان ابادلك يا بشاشا بذات المستوي.. شكرا جزيلا ً

Post: #12
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: Mohamed Suleiman
Date: 05-26-2005, 10:43 PM
Parent: #11


كتب الأخ شعيب:
Quote: طيب اخي بشاشا, ما هي لغة هذه الثقافة, هل هناك ثقافة بلا لغة, أهي لغة الطير في الباقير ام ماذا..؟

هل بالضرورة اللغة و الثقافة مترادفتان؟
هذا ما يصر عليه الفرنسيون. لذلك تعصبوا للغتهم أيمانا بنظرية "باللغة يمكنك أن تؤثر علي الشعوب ثقافيا".
هذه النظرية أثبت بطلانها الأمريكان. فهم يتحدثون اللغة الأنجليزية و ليسوا هم بأنجليز. الآن أصبح الأنجليز يتبعون الأمريكان سياسيا و أقتصاديا. و مع الأقتصاد تأثر الأنجليزي البارد بثقافة اليانكي. و أنتشرت في أنجلترا و العالم ثقافة الأكل السريع و موسيقي البوب و هوليوود.
و لنضع الثقافة العربية تحت المجهر: هل هناك فعلا ثقافة عربية تجمع كل الشعوب العربية؟ هل عندما يتحدث اللبناني من الدروز سيفهمه الرزيقي من نيالا؟
يمكن أن يكون السودان بوتقة تنصهر فيه كل الثقافات .. و السودان بلد أفريقي في المقام الأول (غالبية السكان أصولهم أفريقية و غالبية الدول التي تحدها أفريقية في الأصل).
ما نعترض عليه هو فرض أقلية متسلطة الهوية العربية علي دولة بحجم قارة. بل يشتطوا ليثبتوا أنهم أكثر عروبة من العرب فيعلنوا عاصمة دولة تقع في قلب أفريقيا أنها عاصمة الثقافة العربية.
نود فقط تذكيرهم أن يلقوا بين الفينة و الأخري نظرة علي المرآة .. فهي أصدق نصحا.

Post: #13
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: Bashasha
Date: 05-26-2005, 11:19 PM
Parent: #1

ياعزيزي شعيب،

انت قلت ثقافتنا عربية وحتي الان لم تقدم دليل واحد يؤيد زعمكم هذا. حتي لودرت المخارجة بالاصرار علي نقاش نقاطنا فلامانع.

ياعزيزي لغتنا الكوشية، شجرة اصل كل اللغات الافريقية هي الهيروغلوفية، اول لغة نطق بها وكتبها انسان علي وجهة البسيطة.

حتي العربية ذاتها، وكل مجموعات اللغات السامية تنحدر من اصل هذه اللغة، لغة اول حضارة علي كوكب الارض.

فلغتي كافريقي هي النوبية، واستخدام العربية لايجعل من الفرد عربيا ياصديقي، والا كان اخونا دينق ولادكتور قرنق، عرب، ولا التشاديين "البكبو" فرنساوي، فرانك!

اهي دي كل حيلتك في جعل ثقافتناالزنجية عربية؟

عشان كده قلنا، دي احاجي حبوبات لاغير!

لهذا انت تلجآ للانشاء والخطابة لتمرير تصور مسبق عن مزيج وامتزاج مامعروف ليهو كوع من بوع لاوجود له الا في امخاخكم المترعة بي فانتازيا عروبة متوهمة .

مابين اول كوشي واول عربي اكثر من 140,000 سنة. علي كده لايمكن للاحق ان يكون اصل للسابق، الا اذا اسماعيل كان هو من انجب هاجر.

نعم لن تعثر علي دليل لانك متخم حتي الثمالة بي افكار منظري النازية عن افريقيا والافارقة، فياللعار!

اما كلامك ان لااثر لي حضارة كوش في واقع اليوم، فخليك من السودان، حتي هنا في بلاد العم سام اثار حضارة كوش، موجودة في جيب اي مواطن اميركي في شكل اهرام مرسوم علي الدولار فئة ال One Dollar. فتامل عين حورص في قمة الهرم الذي لم يكتمل بنائه. بل في الختم الرسمي لحكومة الولايات المتحدة . مسميات ابولو او راس الكبش او الRam في عربات الدودج، مسلة واشنطون او اسماء المدن كممنفس..الخ كلها من اثار كوش في بلاد العام سام، والقارات الخمسة.

كون كوش اول حضارة ماجخ وادعاء اجوف، وانما حقيقة بحجم الوجود ذاتو لكن لامعني لي ذي كلامنا ده لي ناس لازالوا يرددون دعاوي منظري النازية!

بالنسبة للسودان فتصوفنا اساس شخصية السوداني او خيط غزل ثقافتو، الي يومنا هذا ياهو ذاتو منذ ماقبل الاهرامات بعشرات الالاف من السنين بمافيه بناء الاهرامات اي القباب او "البري" من Per النوبية، كمافي الهيروغلوفية تماما اصل Pyramidالاغريقية.!

عادات زواجنا، ياها ذاتا مراسم تتويج ملوكنا، نظامنا الاجتماعي ياهو ذاتو تقريبا...الخ الخ.

Post: #14
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: صلاح شعيب
Date: 05-27-2005, 07:15 AM
Parent: #13

شكرا ً الاخ مجمد سليمان فيما يتعلق بالمداخلة الاولي والتي لا خلاف لي معها علي العموم, وساحاول التعقيب علي المداحلة الثانية والتي طرحت فيهاسؤلا مهما حول علاقة اللغة بالثقافة وحول ترادفهماايضا, وردي هو انني طرحت علي الاخ بشاشا مجموعة اسئلة حول تعريفه لمفهوم الثقافة الافريقية او الزنجية التي يمكن ان نتواضع عليها كمرجع بحت في التعامل مع القضية السودانية, خصوصا وإنه ينفي عروبة السودان الثقافية المهيمنة علي حوارنا هذا والذي نديره بلغة الضاد وليس بلغة الطير في الباقير, وهي طبعا ً مؤثر عربي اخي محمد إنكاره هو انكار للذات , بها نغني ونصلي ونفكر معرفيا ونتواصل مع بعضنا البعض من دون الحساسية تجاهها كلغة,

طبعا هذا لا يمنع من القول ان السودان [ الدولة الافريقية]] ظل علي علاقة تاريخية بالمحيط العربي حيث يأخذ ويعطي منه, هذا في حد ذاته ليس المشكل, انما المشكل ان الاخ بشاشا وبلا موضوعية وبكل تبجح يحاول ان يهدم كل هذا المعطي التاريخي ليدخلنا في افريقانيته التي عجزت عن ان تخلق لغة بديلة لهذا الحوار, واتمني ان تسعف صديقك في الهوي الافريقاني.
, لذا كان تساؤلي عن لغة الافريقانية.
ما تعلق بمداخلتك , وانت تسإلني عن ترادف اللغة بالثقافة , واقول لك نعم اللغة حامل ثقافي في حد ذاته,اللغات الهندية والصينية و الانجليزية والعربية والفرنسية واللاتينية وغيرهاحملت مضامين لثقافة رؤية للواقعو رؤية للعالم و رؤية للفرد ورؤية للطبيخ او الطلاق او الحب وهكذا وما تزال هذه الثقافات تؤثر هنا وهناك , ولا يهم ان تم تبني مضمونها داخل قطر ما بطريقة سيرلانكية او اريترية, انما المهم هو انها كشفت للعالم عن تصور ثقافي لامة ما.

اخي سليمان انت قلت ما يلي:

[[[..هذه النظرية أثبت بطلانها الأمريكان. فهم يتحدثون اللغة الأنجليزية و ليسوا هم بأنجليز. الآن أصبح الأنجليز يتبعون الأمريكان سياسيا و أقتصاديا. و مع الأقتصاد تأثر الأنجليزي البارد بثقافة اليانكي. و أنتشرت في أنجلترا و العالم ثقافة الأكل السريع و موسيقي البوب و هوليوود...]]]

الاخ سليمان , ما المشكلة اذن ..؟ انت هنا تردف الثقافة باللغة..الامريكان والانجليز ما زي ""الكلب والبعشوم"" .. اوليس مجالهم الحضاري واحد, هم صناع الحضارة الغربية , واوافق انهم يتأثرون مع بعض, كما يتأثر العام كله ب " ماما امريكا" ..طبعا انت لاتختلف معي ان الذين بنوا امريكا هم الذين اتوا من ""....."" لذا كان لابد للغة الانجليزية من ان تهيمن في واقع الحياة الامريكية, وحتي اهلنا الزنوج فقدوا لهجاتهم التي اتوا بها..ولماذا لايساعدهم بشاشا

قال الاخ سليمان هذا:

[[[..لنضع الثقافة العربية تحت المجهر: هل هناك فعلا ثقافة عربية تجمع كل الشعوب العربية؟ هل عندما يتحدث اللبناني من الدروز سيفهمه الرزيقي من نيالا؟
يمكن أن يكون السودان بوتقة تنصهر فيه كل الثقافات .. و السودان بلد أفريقي في المقام الأول (غالبية السكان أصولهم أفريقية و غالبية الدول التي تحدها أفريقية في الأصل).
ما نعترض عليه هو فرض أقلية متسلطة الهوية العربية علي دولة بحجم قارة. بل يشتطوا ليثبتوا أنهم أكثر عروبة من العرب فيعلنوا عاصمة دولة تقع في قلب أفريقيا أنها عاصمة الثقافة العربية...]]]

سؤالك مطروح علي طريقة أأحلي مدني ولا ابعد الموز..؟

سؤالك يفترض ان دارجية الدروزي يجب ان يفهمها رزيقي نيالا..؟ .. يااخي دعك من العرب ,لاضع سؤالك في إطار سوداني, هل حينما يتحدث جون قرنق بلهجته الدينكاوية , ايفهمه ذاك البجاوي..؟ لا يا سيدي المفضال, الذي حتما شاهد قناة الجزيرة العربية, مثلا, هناك يتحدث الدروزي والرزيقي بشئ اسمه اللغة العربية , ولا اعتقد ان السودانيين المغتربين في الدول العربية واجهوا مشكلة للتفاهم مع العرب.. وللمفارقة صديقي "بيتر" عاش في لبنان لمدة ستة اعوام, ويتحدث العربية علي طريقة اللهجة اللبنانية بصورة مدهشة.. يا اخي اللغة عموماما كانت مشكلة, انجليزية ام فرنسية او غيرهما, ولقد اشرت الي ضعف الاهتمام بها من حيث الصياغة وكل ما يتعلق بها , فها انت وبشاشا ترون انه ليس مهما امر ضعفها وهشاشتها.. وصدقني ان اتقاني لاية لغة لن يكون خصما علي شخصيتي

الاخ سليمان اتفق مع ما قلته انت ادناه:

[[[ يمكن أن يكون السودان بوتقة تنصهر فيه كل الثقافات .. و السودان بلد أفريقي في المقام الأول (غالبية السكان أصولهم أفريقية و غالبية الدول التي تحدها أفريقية في الأصل).
ما نعترض عليه هو فرض أقلية متسلطة الهوية العربية علي دولة بحجم قارة. بل يشتطوا ليثبتوا أنهم أكثر عروبة من العرب فيعلنوا عاصمة دولة تقع في قلب أفريقيا أنها عاصمة الثقافة العربية.
نود فقط تذكيرهم أن يلقوا بين الفينة و الأخري نظرة علي المرآة .. فهي أصدق نصحا...]]]


ما قلته انت يلخص مقالتي كلها, فقط انني اضفت في ذلك المقال الثقافة العربية كجزء من تاريخنا , ولكن انتم والاخ بشاشا تحبون السودان افريقيا, ولن اعارضكما في ذلك , ولكن اريدكما ان تقنعانفسي وجمهرة السودانيين حول بديلك الافريقاني الذي هو في رحم الغيب.. لك الشكر

Post: #15
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: saadeldin abdelrahman
Date: 05-27-2005, 07:43 AM
Parent: #1

Quote: طيب كلامي ده ادو البحر، واختارو اي بقعة مأهولة علي نطاق اليابسة، وانزلو فيها بالبراشوت، اوشوفو لوحكمو عليكم بي لون بشرتكم، كجنس واحد، ومن علي بعد ميل كامل، ولا لا.

لايهم لوالواحد فيكم محسي ولامن جزر القمر علي الاطلاق!


طيب يا أخ بشاشا...عجاجتك واصله الخرطوم مالا?

Post: #16
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: أحمد أمين
Date: 05-27-2005, 12:05 PM
Parent: #15

الاخ صلاح شعيب
تحياتى

أولا مرحبا بكم فى هذا البورد مقالك جيد وبه تحليل رصين وهذه نقلة نوعية فى مستوى النقاش الذى يدور فى هذا البورد حول مسألة الهوية ومشتقاتها فالتحية لك.
لكنك اغفلت أن توضح عناصر هامة فى وصفك لما سميته بالخطابات المستعربة والمتأفرقة (وهو تأثير عنصر الهيمنة الثقافية والاقتصادية والسياسية ) وقد عملت على خلق مساواة مابين ماسميته الخطاب العنصري المتأفرق والخطاب العنصرى المستعرب وهذه المساواة منطقيا لا يسندها واقع ، و تاريخنا لا يبرهنها التطور السياسى الاقتصادى فى السودان.
فى نقـــاشات سابقة لمسألة العنصرية ذكرت موضحـا عندمـا أثـار الكثيرين مسـألة العنصرية المضادة reverse racism (اى عنصرية المضهد The oppressed) بأعتبارها تماثل وتشابه عنصرية (المضهد The Oppressor) بل يذهب البعض الى وصفها بأنها هى بالذات أشد خطورة وهى مبالغة ومغالاة ومغالطة غير أخلاقية المقصود منها قمع الاحتجاج وأمتصاصه.

أتقـنت المجتمعات العربية المسلمة دفــن الـرؤس فى الـرمـال عند مواجهة قضايا الاثنية والاقليات والدليل النموذج الذى أوردته فى مقالك والخاص بمحاولة سعد الدين ابراهيم ردود الفعل على مستوى دول المنطقة، التى تكشف عن طبيعة ميكانيزم القمع التى تستخدمها هذه الثقافة بنجاح، وهى قلب المفهوم حيث يصبح التحدث عن الحقوق الأثنية للاقليات هى العنصرية نفسها والمدافع عن حقوق الاقليات هو العنصرى لأن المجتمع كله يعيش فى حالة وهم تتلخص فى أن المشكلة أصلا غير موجودة فهى إن وجدت فقط توجد فى ذهن الانسان المضـــهد the oppressed وبالتالى تسمع دائما تعليق (معقد وعنده عقدة) فى داخل المنظومة العربية الاسلامية، وهو وصف للمناخ النفسى للأقليات لو سلمنا جدلا بصحته، يبدو إنه وضع نفسى خاص هبط عليهم من السماء حسب هذا المنطق المعوج ولم يسببه واقع موضوعى يسمى (الظلم والقهر) وهذه فى حد ذاتها مغالطة لا يمارسها الى منطق يحترف تزييف الوعى.

لذلك اعترض على استخدامك المساواتى بين العروبة والافريقية فى الاطار السودانى (وهذه الاخيرة تم انكارها وتجريدها وقمعها وجندت الدولة السودانية كل الة قمعها الثقافية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية لبطشها وخلقت ما نعرفه جميعا من مأساة السودان المعاصرة) الذى لا يقوم بعملية أرجاع المفاهيم لأصولها الاساسية، وذلك لا يساعد فى التميز بين ماهو مؤسسى ومنتظم ويستطيع أن يؤثر على حياة الافراد ويحدد رفاهيتهم الاقتصادية والثقافية بل وجودهم على سطح هذه الارض (فى الحالة السودانية) وبين ماهو فردى ورد فعل ونضع الصنفين جميعا فى كوم واحد ونساوى بينهم وكأنهم شيئا واحد.

عدم ربط الهيمنة والعنصرية بالعوامل الثقافية والاقتصادية والسياسية لن يساعد فى الوصول الى فهم صحيح، لو أخذنا الولايات المتحده كمثال:
" هناك من يؤمنون بأن العنصرية المضادة توجد فى أوساط الامريكان الافارقة، لكن هنالك من يرون أن هذا النوع ليس بعنصرية بل هو نوع من التحيز الذى يمارس على المستوى الفردى، لأن الامريكان الافارقة لا يمتلكون الموارد الثقافية، والسياسية، والاقتصادية حتى يكونوا فى موقع يستطيعون منه وبشكل مؤسسى disenfranchise to حياة الامريكان الاوربيين البيض"

فى تقديرى أن وجهة النظر الاخيرة هذه هى الاقرب الى تفسير ظاهرة العنصرية من أى تحليل اخر يعالج نفس المعضلة.

Post: #17
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: محمدين محمد اسحق
Date: 05-27-2005, 03:37 PM
Parent: #16

الاخ صلاح شعيب ..
وجميع الاخوة المتداخلين..لكم التحية والتقدير..
Quote: ولكن ما اعفانا النظر الي هذه الافريقانية من مآسي القتل والتطهير العرقي في رواندا وليبريا ونيجيريا وسيراليون وتشاد وزائير وبورندي وتنزانيا واثيوبيا ويوغندا والصومال وغير ذلك كثير, هذا بخلاف نتانة الفساد الحكومي والتهميش القبائلي والتورط مع الاجنبي في نهب الخيرات الافريقية وتآكل البنيات الخدمية والاقتصادية والتنموية وتفشي الاوبئة والامراض بسبب إهمال الرعاية الصحية, وبالحق ان كل ما صاحب الفشل السياسي والاجتماعي في بلداننا إنما ينطبق علي غالبية الدول الافريقية

في هذه النقطة سقط عنك القناع الذي كنت تتخفي ورأه..استطعت ان تري مآسي القتل والتطهير العرقي ..في الدول الافريقية ..وتعاميت ان تري التطهير العرقي الذي مورس علي القبائل الافريقية في دارفورمن قبل حكومة ابارتايد السودان ومليشيات الجنجويد؟ هل تحدثنا في كلمتين عن ايلول الاسود وماذا حدث في اغوار الاردن؟..هل تحدثنا اخي ..عن ما جري في حروب الجنوب من فظائع تحت لافتات عروبيةو بمسيات دينية..كيف يمكن تفسير ان الحركة الشعبية (الافريكانية) احتفظت باسراها احياءولسنوات عدة..مقابل انه لا يوجد ولا اسير للحركة الشعبية لدي الحكومة (العروبية)...ايمكن للنوبة ان ينسوا قصف تلوشي بالكيماويات (ذات الصناعة العروبية).. هل تحدثنا باقتضاب عن الدولة الكربونية طبق الاصل من السودان ..موريتانيا..اخر دولة الغت الرق قانونيأ..ومتي ؟عام 1981..ولا زال هناك اسياد وعبيد في تلك الدولة ذات الاتجاه البعثي (العربي) ..وحتي يومنا هذا لا زال الرقيق الاسود يسافر من بلد الي بلد ويعودطوعأ الي بلده موريتانيا ليفدي نفسه..او تسألني لماذا لا يهرب؟ لانه مملوك لاسياده العرب تحت دعاوي دينية..العبد الموريتاني محروم من حق الاقتراع والانتخاب ..لا تستغرب ..فذلك تاريخ موغل في القدم ..اما سمعت عن دولة المماليك..اي دولة العبيد..( امة واحدة ذات رسالة خالدة)..وماذا عن لبنان ..هل تناسيت فظائعها..منذ ان تفتحت اعيننا لا نعرف عن لبنان الا الحرب ..وادوات الحرب ..والكاتيوشا..والمولوتوف..لا توجد دولة في العالم حارب فيها الكل ..الكل ..ومن اجل الكل احيانأ.. ومن اجل اللا شئ احيانأ اخري مثل لبنان..السني حارب فيها السني ...والشيعي حارب فيها الشيعي..والمسيحي حارب المسيحي ..والمسلم حارب المسلم ..والمسيحي حارب المسيحي..وكلهم حارب بعضه بعضأ.. علي بعد خطوات من مخيمي صبرا وشاتيلا ..وقف شارون وجيشه في مستديرة السفارة الكويتية..ليتفرج ..علي المسيحين( العرب) وهم يقومون بذبح الفلسطينين (العرب ) كالنعاج..بكل شراهة وشهية-..هذه المهمة البهيمية القذرة لا يقدر علي فعلها شارون..في برج البراجنة ..وقف الجيش السوري العربي (وهذا اسمه الرسمي)يتفرج بكل شماتة وبلاهة..علي عمليات القنص والقصف الدموي التي كان تقوم بها حركة امل (العربية) في حق الفلسطينين ( العرب) ايضأ..هتلر العرب صدام حسين ..فعلها في الاكراد ..قصف حلبجة بالكيماوي..وصمة عار ابدي(في امة واحدة ذات رسالة خالدة).. ويومأ ما كانت الخرطوم تهتف هتافات اله الحرب مارس ..اضرب اضرب يا صدام ..بالكيماوي يا صدام ..الحرب التي خاضهامع ايران اهلكت مئات الالاف ..غزوه للكويت..عراق اليوم ..العرب السنة ..والعرب الشيعة...تفجيرات كينيا ..ودارالسلام ..خراب افغانستان ..احداث 11 سيتمبر ..الموت صناعة عروبية ..بامتياز!!!
تتحدث عن الدكتاتوريات الافريقية..افريقيا الان تتقدم نحو الديمقراطية بثبات ..افريقيا قدمت نماذج زعامات تخلت عن السلطة بمحض ارادتها..سيدار سنجور (مدرسةالزنوجة)..مانديلا ..
من من الزعماء العرب تخلي عن السلطة طواعية؟..في افريقيا الان لا مكان للانقلاب النبيل ..خطوة نحو الامام ..الفساد..هل نحن في حاجة لفتح ملفات الفساد في الوطن العربي..لا اظن ذلك..

Post: #18
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: صلاح شعيب
Date: 05-27-2005, 04:48 PM
Parent: #17

العزيز معتز تروتسكي

شكرا ً للاهتمام , وآمل ان تسهم معنا في هذا الحوار بما لديك من رؤي

وان تبين لنا النقاط التي اغفل قلمنا فيها, وهذا كل ما اتنماه لأنني افترض ان الخطاب اي خطاب مهما كانت وجهته , لابد ان يغفل حتي إن كان أبان ثمة أشياء جديرة بالتأمل وبعض اشياء تستحق الانتباه, وها هم الاخوان بشاشا ومحمد سليمان ومحمدين اسحق واحمد امين يدلون بدلوهم في رفد الحوار بالاختلاف, والاختلاف هو سمة الحوار الحقيقي والمحرك الاساسي له, كي ينثري ويتدعم بالفكرة, لك شكري.. وارجو ألا يطول الانتظار.

Post: #19
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: بشري الطيب
Date: 05-28-2005, 01:48 AM
Parent: #1

الاخ صلاح والاخوة المتداخلين ...سلامات...

بداية هو جهد مقدر , ومن الوهلة الاولي يبدو متناسقا ولكن عند إعادة النظر نجد أن هناك تداخل كبير بين مسببات الازمة وتجلياتها ومساواة بين الفعل ورده .. فمن المعلوم تاريخيا إحكام السيطرة من جانب مجموعة ثقافية بعينها وإنفرادها بإمتيازات دون بقية شعوب السودان علي كل المستويات السياسية/ الاقتصادية/والإجتماعية.

لا أعتقد أن هناك جهة ما من كيانات الهامش السوداني دعت الي إجتثاث المكون الثقافي العربي من السودان ولكن هذا المكون لم يدعوا الي العكس فقط بل مارس ذلك بكل ما يملك من أدوات الدولة مارس ذلك عبر المؤسسات التعليمية في تجاهلها للتاريخ السوداني الحقيقي وفي التحيز السافر للغة بعينها ومارس ذلك عبر القوات النظامية من خلال الحرب التي تقودها الدولة منذ الاستقلال ومارس ذلك عبر مؤسسة الرق وترسباتها التي ما زالت قائمة, فالازمة لا تكمن في الحكومات التي تعاقبت علي الحكم بقدر ماهي نتاج طريقة تفكير ووعي جمعي وموروث ثقافي موغل في الاذدراء بالاخر وإعتباره دون.

Quote: كما ان هناك نخبوات من الهامش المتظلم تنتمي الي الاتجاه الاسلاموي الذي بدا الان مدمرا ً لما تبقي من الهامش,

هذا الحديث صحيحا لكن إنتماء هؤلاء لم يتم إعتباطا أو من مواقعهم الثقافية الاصلية إنما كان بعد عملية إعادة إنتاج جعلتهم يتبنون الخطاب الاسلاموي عروبي أكثر من المنتسبين الي ذلك الحقل, وبعضهم عبارة عن أدوات للترميز التضليلي من قبل الحكومات المركزية.

عموما أتمني المقدرة علي المواصلة هنا ...


Post: #20
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: صلاح شعيب
Date: 05-28-2005, 04:36 PM
Parent: #19

الاخ احمد امين:

شكرا ً علي الإطراء الذي سم المقالة بالجودة والرصانه, وعلي اية حال مداخلتك القيمة أضافت لي وعززت نظري للمسألة , محل النقاش, ولا اختلف معك حول كثير مما أبنت.

فقط اسمح لي ان انبه إنني لم أساو بين الخطاب المتأفرق والآخر المستعرب إلا من خلال المكتوب عبر مواد الزملاء في البورد, وقد حاولت ما أمكنتني موضوعيتي تبيان خطر الاستعراب والتأفرق في النظر إلي قضايا السودان الشائكة, إن التأفرق النافي لأثر الثقافة العربية علي السودان ــ الذي هو عكس البيضان كما دلتنا دراسات المرحوم عبد الهادي الصديق, وكما دلتنا مباحث البروفيسور حسن الفاتح قريب الله ــ ينحر ذاته وينحرنا معه, ويجعل قضيتنا تتزيأ بزركشة العرق, وذلك ان التأفرق هذا قائم علي فرضية عرقية لا يمكن ان تكون مرجعا ً عمليا ً للحوار السوداني, وصحيح إنه يمكن ان تظل المرجعية ذاتها موجودة كفكرة جديدة, ولكن لا بد من تأسيسها منهجيا ً, بدلا ًمن ان تصبح محل إستهبال فكراني لدغدغة عواطف القبائل ذات الاصول الافريقية, وبدلا ً ان تمارس ساديتها في النقد لا مناص من نحتها مفهوميا ً وإخضاعها للمقاربات النظرية الانسانية لمعرفة قدرتها علي الصمود, وإلا تصبح " آرية المصب". في تصوري ان الافريقانجية , وما زلنا نسميها كما نشاء, تعود الي زمان البان افريكانيزم , تنظيرات افريقيي الستينات الذين ارادوا بها, بعد مرحلة الاستقلال الافريقي, زنوجة فكر الدولة الناهضة من الاستعمار البغيض , وايضا ً كأضاءة فكرية يستخدمونها للبحث عن مخارجات للتركة المثقلة التي تمخضت من مغادرة الفرانكفونية او الكلونيالية, بالنسبة للسودان كان تيارالزنوجة او الافرقة حاضرا ً علي كافة مجالات الحياة, بدت الكنغولية علي ملابس سياسيينا ومثقفينا, النميري , منصور خالد, كمال شداد, وكمال الجزولي حتي الان, علي مستوي فنانينا الكابلي وخليل اسماعيل , كان ذلك امر طيب , ولا يكسر شجرة الحس السوداني, وعلي الادب بدت علي الفيتوري ومحيي الدين فارس وصلاح احمد ابراهيم وجيلي عبد الرحمن والنور عثمان ابكر، وفي فن التشكيل حولت كمالا اسحق وشداد للتعبير عن منهج افريقاني يوازي جماعمة مدرسة الخرطوم. وهكذا حاولت هذه الافريقانية إثبات وجودها الشكلاني ولم تبحث في الجوهر, ولذلك ظلت معطوبة في منهجة ذاتها الفكرية, المنهجة التي تجعلني, وتجعلك انت اخي احمد, استدراك شمول نظرتها للحياة والواقع والزمن والبلح والمسمار والسمسارمثلا ً.

أما الخطاب المستعرب, إنما هو ايضا ً رديف للعدمية, وارجوألا نخلط بين الاستعراب السلطوي والعنصري علي مستوياته الشعبية, والفكر العربي عموما ً, الاستعراب السلطوي ورصيفه الشعبي إنما هو يحاول خصخصة السودانيين جمعيا ً , خصخصة عروبية عرقية وليست ثقافيةً, إما عن طريق أسلمتهم بالحسني, اوبتآمر ضدهم علي مستويات التوظيف الدولتي أو إصطيادهم بسنارة " التلوين" علي ناحية مجلس الوزراء, وأشرت الي ذلك, هذا النوع من الاستعراب شكاك في طبيعته و " مستهبل" في طريقة إلتفافه الميكافيلي علي الظاهرة السودانية التاريخية والتي ظلت تستوعب وتهدم وتلفظ من النتاجات الحضارية, قبلنا اللغة وقبلنا الاسلام والادب ولكن لم نقبل السلم السباعي جمعيا ً اوالسلام علي الخد مثلا ً ضمن عدم قبولنا لاشياء عديدة.

منذ كوش وحتي اسلاموية الترابي / البشير ظل السودان كما قال محمدين بوتقة للانصهار, وافضل ان اضيف إنه ظل مجالا ً لحوار ثقافي خارج نطاقات السلطة, حوار علي مستويات الاشياء العامة للسودانيين.

عبر كل هذا التصور , نحن نحاول استخدام الحكمة للقول: حسنا ً, دعنا ألا نتورط في هذا التاريخي علينا ان نحاكمه بالوعي , واستخلاص العبر منه في معالجتنا للنظر الي هذا السودان المعمل, ولذلك لم نكابر او ندعي زلفي ان السودان قطر عربي دونه آلاتنا الحدباء, او انه قطر افريقي, وان المخالف في ذلك سنرجعه الي سبأ او تركيا لو كان في حالة غازي صلاح الدين او إلي أفغانستان في حالة الكابلي او الي تشاد في حالة ابراهيم السنوسي, او الي نيجيريا في حالة طارق احمد آدم, انما نحن قلنا ان هؤلاء الناس وبقية السواد الاعظم هم السودان الذي قبل وما يزال يقبل كل هذا المزيج الحضاري , هل نعدم كل الذائقة السودانية التي انتجت عبد القادر سالم والطيب صالح ومصطفي سيد احمد واسماعيل الازهري وابو داؤود وسبت دودو وحافظ عباس محمد نور وصديق احمد ــ ونبدلها بذائقة افريقية تفرض عليهم التدرب علي ابداعات "مريم ماكبا" حتي يفقسوا ابداعا ً سودانيا ً للتذوق, ام ماذا ..؟ قلنا لو فعلنا ذلك سنجعلها ــ بالزندية, والزردية في ايدينا ــ افريقية محضة لن تشمل الحلبي والشنقيطي والرشايدي والجعلي والتعايشي,وتساءلنا : ام نجعلها كما قال محمد المكي ابراهيم " خلاسية الهوي", وفي هذا نضمن للاهل تعايشهم السلمي حيث يتساوي الاخوان بشاشا ومحمد سليمان وانا وانت عبر دولة المواطنة..ظ.

الاخوان عاليه " شالوها قرض, وقالو "تتر" وقاموا بمحاولات فاشلة لنفينا واتهامنا والباسنا قناعات و" عارات" ما انزل الله بها من سلطان او" فهد" او اسد, ولم يكتفوا بذلك فهاهو بشاشا يطلق احكامه الجزافية أني شاء وكيفما يصير. وبعض كل ذلك هم احرار علي هذا المستوي, ونحن احرار ايضا ً في اخذ مادة كلامهم والاشتغال منهجيا في تفنيدها ومتي ما دخلوا هذا المنبر وجدوا ما يلزم فقرهم المعرفي. هذه اخي احمد ملابسات التساوي بين الاستعراب والافرقة التي اشرت لها في مداخلتكم.

احمد لك موضوعيتك في التعبير عن ظلامات الهامش باسلوب اكثر فاعلية في التماسك الذي يجافي تلك الفرقعات الارهابية لبشاشا هنا او في مكان اخر.

صحيح ان عنصرية الامريكان الافارقة إزاء البيض مسببة لذاتها, ولكن ليس فكر الامريكان الافارقة هو ناف للآخر بالضرورة, ولم يقل احد منهم إنهم يريدون افرقة الامريكان او امريكا, أو رفض الانجليزية او الثقافة الاوربية التي تتلبسهم حين يفكرون او يحلمون او يكتبون الشعر كما تكتبه "توني موريسون" الفائزة بجائزة نوبل للأدب, انهم وجدوا في الانجليزية اداة للتعبير في غناء الجاز , ويرابون بها, وما زال الامريكان الافارقة يكتسبون في كل يوميو نجاحات علي مستو الرياضة والفن رغم ان فضاء النظام السياسي محرض ضدهم.
هكذا هو الواقع هناك ,كما ان التاريخ يحدثنا ان دكتور كنج كان يلتزم في حركة الحقوق المدنية خطابا قوميا امريكيا, وساعدته دراساته اللاهوتية في النظر لأمر العرق من ناحية دينية, وذلك ما جعل الكثير من الامريكان البيض ينضمون للحركة كونها تحمل مضمونا انسانيا يحسونه في قدراته الخطابية الفذة, وكان الدكتو مارتن لوثر يحث المنضويين تحت لواء حركته النظر إلي الفرد الامريكي من خلال قلبه, وهل ينبض بالوفاق مع طبيعة المظالم الاجتماعية التي يتضمنها خطاب الحركة, لا من خلال لونه او مرجعه الثقافي, اوليس هذا اخي احمد التراث النضالي القمين بالنهل والتأسي, بدلا ً من ان يعلن محمدين الحرب علي الجلابة ولا يفرق بين ابوعركي وقيقم, , ولماذا يضع بشاشا بولا والانتهازي سبدرات في سلة واحدة, وبالمناسبة احزن حين يستخدم بشاشا اللفظ المتأنف ضد بولا, المفكر الذي كتب درسة تجاوزت الخمسين صفحة, ناقدا ً فيها الفكر العربي والاسلامي المتسودن ومدافعا عن حق الهامش في عرض تراثه. للاسف بشاشا لم يقرأ هذا ومع ذلك يصف بولا باوصاف لاتليق بمقامه كمفكر لا يشق له غبار وكناقد طليعي للتجربة السودانية فيما تعلق بفكرها وابداعها... اهذه هي تعاليم الافريقانية التي يريد بشاشا ان يورثها لاجيالنا القادمة..؟

اخي احمد
إن كنا ندير حوارناالشاق, والطويل الطريق, مع سادية المتأسلمين والمتأفرقين والمستعربين الذين لا يريدون البحث عن منطقة وسطي لتجنيب مجتمعنا من مغبة الموت الساحق والدمار الماحق, فإننا أيضا ً لابد ان نواصل في كشف اجتثاث سرطان العنصرية كما حاول الطاهر بن جلون ان يعلم ابنته خطرها الخزي, وفي هذا المجال علينا ألا نمارس
ترفا ً ثقافيا ً بالقول ان لافائدة من الرد علي بشاشا ومحمد سليمان ومحمدين الذين هم نماذج لعنصرية مقيته لا فرق بينها وتفكير السلطة الانقاذية, وكلهم يلتقون عند " صابونة " احتكار القول الفصل ومصادرة تفكير الاخر, وحسبي ان هذا هو ما اوصلنا الي هذا النظام الارعن وهذا العجاج من الفكر الافريقانجي السلفي / الادعائي الذي يحمل في داخله الهدم لايجابيات المزيج "الافروعربي" الذي مرارا ً اقول انه منحنا نعمة هذا اللغة التي نتواصل بها, أما السلبيات ــ سلبيات هذا المزيج ــ فستظل مجالا ً للبحث وساحة للتدارس وفرصة للفتح السياسي والثقافي سواء بمنهاج ابستملوجي وضاح لمحمد سليمان او بزاوية بنيوية/ تركيبية لمحمدين او حتي بمخاطرة استقرائية [ باراسايكلوجية] للنبيل بشاشا.

إن كوش لا تملك تقريرها السنوي حول كيفية التعاطي مع اصابات الايدز جنوب الصحراء ام شمالها وأن الاستعراب
لم يفيدنا عن كيفية الانبجاس من هذا الرهن الحضاري بعروبة نقية الجوهر والملمس , كما ان "الشرتاي" او " البيتاي" لا يهم وكذا العمدة لا يملكون مأثرة علي صعيد فك خيط تعريب او لاتعريب العلوم الطبية, او قراءة بخت الDNA ومع ذلك يريد بشاشا ان يعلمهم السر للحوز علي مفاتيح اللعبة , والسر يكمن في سلفيته الافريقانجية, وللحق إن كنا نصف السلفيين من المسلمين انهم يحكموننا من المقابر والاضرحة, فالافريقانجية الذين يجرون وراء سراب خلب
يتساقطون كالفراشات علي ضوء تمسح اولئك السلفيين بأعتاب هذه "المقابرية الطاهرة".

اخي احمد:

شكرا ً لهذا الذي جعلنا نستطرد, وآمل ان تفيدنا بملاحظاتك القيمة التي منحتنا هذا.

Post: #21
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: صلاح شعيب
Date: 05-28-2005, 07:43 PM
Parent: #20

غدا ً سنرد علي مداخلة الاخ محمدين

Post: #22
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: صلاح شعيب
Date: 05-29-2005, 09:14 PM
Parent: #21


بارك الله الاخ محمدين الذي قدم لنا مداخلة علي درحة من الاهمية للتفنيد, وعاب مداخلته إنه حاول ضربي تحت الحزام وبدون إية مسوغات بائنة او مسوقات تبرر ذلك, ومن ذلك قوله هذا :

[[[...في هذه النقطة سقط عنك القناع الذي كنت تتخفي ورأه..استطعت ان تري مآسي القتل والتطهير العرقي ..في الدول الافريقية ..وتعاميت ان تري التطهير العرقي الذي مورس علي القبائل الافريقية في دارفورمن قبل حكومة ابارتايد السودان ومليشيات الجنجويد؟ ]]

أخانا في الله ودارفور والغربة والجيرة يفترض ان لدي " قناعا ً" ربما هو في ذهنه سميك, سمك دوره التاريخي في التعبير عن مأساة اهلنا في دارفور, وهذا هو رصيده لا ينكره حتي جاحد, ولكن كونه يلبسني قناعا ً وهميا ً هو من "بنات " او " اولاد" افكاره المندفعة وراء سراب افريقانجية بشاشا الاسطورية, فذاك هو عين "اللا أدب".. اخي محمدين , القناع الذي وشحتني به خزيا ً وعارا ً في مفهومكم , ثم إنكشف عروبيا ً ربما تظن آثما ً ــ يستلزم التأكيد الابلج منك .. وإلا اصبحنا " بالعافية, يا صديقي مثل عيال " نظام الخرطوم" نوزع ذكاة التهم أني شئنا .......وإلا أيضا ً " قيلنا " نلتمس في ميثيلوجيا الديكتاتوريات سنادات أحكامية بأن هذا كافر , وهذا بعثي, وذاك زنديق نمرة واحد, وذاك لديه القناع الاسود وهذا يغطي رأسه بطربوش ماركسي او ببرنطة مدفوعة الاجر الأسرائيلي.. أربأ لك لك كل هذا, وأربأ لك ان تدخل في هذا التبسيط المخل للآخر , وانت الفتي الألمعي الذي ينتظره المستقبل الباهر في تحريك الجدل قوميا ً, وليس أختراع الدجل الإتهامي.. ومع ذلك سندخرك يوما ً ضد السوداوية, سوداوية البؤرة الفكرية الطافئة لهؤلاء الذين عجزوا ان يخلقوا لغة للتخاطب بخلاف لغة القرآن الكريم التي تبناها اهلك في مملكة الفور التي دامت خمسة قرون, ولعل الخطاب السلطاني لأهلي الفور كان أنجليزيا ً ربما, ربما, ام عربيا ً يا اخي.
نعم أهل السوداؤية الذين عجزوا ثانية ان يعبروا عن "الغبائن" التاريخية بخلاف التعبير بلغة أمرأو القيس التي استخدموها لتأريخ خطاباتهم العاطفية , وربما انت أيضا ً يا اخي, وعجزوا مرة ثانية ان يبدعوا ويغنوا وينتكتو , ويستمتعوا , إلا بعربية محمد وردي ابن صواردة, وعمر احساس وسبت ابن الانقسنا, هل قرأت لخليل فرح ام محمود ابوبكر ام غشتك ابداعية ابو آمنة هذا البجاوي الذي تسيل عربيته ذهبا , وماذا عن عالم عباس وابن الخياط... أننكر كل هذا "القناع" ..؟ هذا قليل من أثر العربية يا سيدي علي نفسياتك وعقلي .. انني اقرر بشأنه حقيقتها فقط يا اخي, ومع ذلك فإنني فخور بها كونها " انا " فيما يتعلق بعصب وجودي, وموئل حلمي وصباي.

اما والحال هذه, فأن السلطة العربية تاريخيا ً هدمت الكرامة الانسانسة , فإني لا اختلف معك في ذلك ولست بمدافع عنه.. واتفق معك فيما قلت عن التسلط والاستبداد بإسم العروبة او التعريب. اخي محمدين

ما حدث في دارفور من جرائم انسانية من السلطة او جنجويدها , اكدته في غير هذا الحيز, ولعله استعصي عليك فهم ما قلت, لم اورد جريمة دارفور في ذلك السياق الذي كان يتحدث عن جرم فكرالافارقة, ولذلك كان جرم دارفور يدخل في معادلة جرم تراث التأسلم والاستعراب , ارتكبته الانقاذ بتلك الخلفية , وإن اردت ان تضع جرم دارفور ضمن سياق الارث القاتل للسلطة الافريقية, فليس لدي مانع وابشر بطول سلامة.. أما وإن كان الامر امر جاهزية مستعجلة لتوشيحي و " تخليعي" اقنعة وزن عشرة, فلست بحاجة انا المولود كآلاف من يولدون, ولا رفعتني لها ثروتي كما يقول صلاح عبد الصبور , إذن أنا الضعيف هنا لست " حلاجا ً" .. ليكفني ما كفاه العذاب الكان هو فيهو, وبذا فأن أية " ترفيلة" عروبوية ما او " كرمبلين" اسلاموي آخر..ولا حتي "قرمبببا" جهوية يضلون الطريق الي جسدي,.... إن ما يكفيك ليس الحزن الاكبر كما قال الفيتوري حفيد السلطان تاج الدين المسلاتي, وإنما شكل من التواضع علي قيم ترد للهامش حقوقه , ولكن المشكلة انكم أحيانا ً وكما كتبت تألبون الآخرين ضدكم , لانو استراتيجية مفكركم العظيم ملك النوبة البرقدار بشاشا تفتقر للمنهجية, واراكم انتم وراء هرطقاته لتجرون.وعلي قفا فرقعاته لتدعمون يا ايها الساهرون علي مسرجة "الكنداكة".

انت قلت هذا يا محمدين:


[[[تتحدث عن الدكتاتوريات الافريقية..افريقيا الان تتقدم نحو الديمقراطية بثبات ..افريقيا قدمت نماذج زعامات تخلت عن السلطة بمحض ارادتها..سيدار سنجور (مدرسةالزنوجة)..مانديلا ..
من من الزعماء العرب تخلي عن السلطة طواعية؟..في افريقيا الان لا مكان للانقلاب النبيل ..خطوة نحو الامام ..الفساد..هل نحن في حاجة لفتح ملفات الفساد في الوطن العربي..لا اظن ذلك..]]]

هل تكذب علي نفسك ام علي نهارتنا اخي محمدين, اين هي افريقيا التي تخطو نحو الديمقراطية بثبات , ربما أغرتك ديموقراطية مالي.. ولكن اي نموذج افريقاني ديمقراطي , شفيف التعامل مع تركات الحياة يمكن ان نعتمد عليه لحلحلة مشاكلنا , وحتي لا تتهمني بعروبوية مظنونة اي نموذج عربي يمكن ان نمارس فيه التأسي , اهو نمذجة السلطة في جنوب افريقيا, حيث قضي فساد الحكم الوطني. في زمن مانديلا ومبيكي علي ما تبقي من خير "الاقلية الابيض"..؟ ثم ماذا عن نموذج نيجيريا الديمقراطي ,التي هي من افسد البلدان الافريقية , ام تريدنا اخي محمدين ان نيمم بشطرنا نحو تجربة ملس زيناوي او موسيفيني, ام ملحمة جزر القمر, ثم ماذا عن التوريث الكنغولي , ورحم الله المعمر عمر بونقو.


إن افريقيا, والمرء يتأسف, ما تزال تحكمها النخبة النتنة والتي لا ابداع لها إلا الفساد الابداعي... وصحيح ان افريقيا قدمت نماذج وطنية مثل سنغور , والغرب يقول ايضا ً أنه لا يوجد نموذج أفضل من "المعلمو" نايريري الذي فتك بالمسلمين هناك, وكم من العدد تقول معلوماتك..؟ إن كنت لاتدري فهذا هو الرقم " 45 الف".. طبعا مأساة رواندا تجاوزت ال 800 الف قتيل..
وهل اضف لك حرب الجنوب ودارفور حتي لا تتهمني ب"......"..؟


نعم , مانديلا كان زعيما ً, وهناك امثلة لومببا, وجومو كنياتا , وكوامي نكروما... وهل عبد الناصر؟ هل يارب هل...؟

محمدين

انت تومئ بتذكيري ملفات الفساد في الوطن العربي, وكأني ممثل للدفاع عن هذا الفساد.. ماذا يضيرني لو كشفت انت هذا الفساد أم لم , بالعكس ستنورني بفوق ما أعرف, ولكن الفساد العربي ليس قضيتنا هنا, القضيه هي انكم وبشاشا تتناوبون في الدعوة الي إنكار الثقافة العربية وحق الجلابة في "الوجود".. وأعتقد ان بشاشا من خلال تخريجاته او تسريجاته الرياضية الافريقانجية يريدنا ان ننتحر معه في هذا "الوحم" العرقي, واعتقد ان بشاشا يمثل خطرا ً في مسار الفكر الآخر, ونحن لانريدك اخي محمدين ان تمتطئ معه الركب, لانكم اذا ما وصلتم الي السلطة يوما ً ستجزون رؤوسنا لمجرد الاختلاف.. ونحن نريد ان نحيا.. ونريد لكم الحياة وفق مواطنة تساوي " الجلابي" و " الغرباوي" والجنوبي والنوباوي والبجاوي ..؟ هل تريدون أكثر من ذلك ام ماذا ..؟

Post: #23
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: صلاح شعيب
Date: 05-31-2005, 08:33 AM
Parent: #22

الاخ بشري الطيب

آسف لتأخير الرد الذي هو جاهز ويحتاج للتصفيف.. ربما اقوم نهاية هذا اليوم بتضمينه, وانت عارف مشغوليات بلاد بره, وانا الايام دي مكودك بامتحانات وانت تعرف ايضا ان في الامتحان يكرم المرء او يهان. وشخصي لايريد الاخير .. لك التقدير.

Post: #24
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: Bashasha
Date: 05-31-2005, 01:44 PM
Parent: #1

عزيزي القارئ،

حتي اللحظة لم يتمكن الاخ العزيز صلاح من الاتيان بمايثبت عروبة السودان، ثقافيا. كماذكرنا، هذه حجوة حبوبات وتصور مسبق لاوجود له علي ارض الواقع، علي الاطلاق! علي العكس تماما وكماكررنا القول، ارثنا الكوشي يظل رافد بل مكون اساسي للثقافة العربية نفسها، في عقردارها، وقبل ان تعبر البحر الي ديارنا!

بالعدم احنا في انتظار الاخ صلاح يآتينا بموكن عربي واحد لثقافتنا الافريقية.

اكرر مكـــــون وليس مؤثر، تآثير او اثر عرضي جانبي مرحلي مؤقت ومحدود، دخل بلادنا في معية الاسلام العروبي، اي السياسي.

في دنقلا حيث نشآت كان هناك اسلاموي سياسي واحد احد علي نطاق قريتنا، نظر الناس اليه بكثير من الريبة والتعجب، بحكم غرابة مفاهيمه الشاذة والوافدة علي قيم مجتمعنا المحلي، الذي قاوم علي نحو اسطوري ملحمي التأثير الثقافي العربي، وهو اعزل من اي وعي واعي بالذات.

قصة مقاومة الثقافة النوبية وعلي مدي مئات السنين للامبريالية الثقافية العربية المسلحة حتي الاسنان بالنصوص الدينية، حقيقة مفخرة مابعدها مفخرة، تدل علي مدي عراقة ثقافتنا الضاربة في جوف هذا الكوكب!

لهذا، سب الدين المعهود في الشمال، يندرج ضمن ادوات وافرازات هذا الصراع العنيف من اجل البقاء.

حيث السب المجازي للدين هنا، ممن ارسو دعائم الاديان علي مر العصور، انما سب علي مستوي الحقيقة للثقافة العربية اللتي قدمت لهم كدين.

ده كلو مع التسليم ان النوبي كوريث لارث كوش غير واعي بعد بنفسه وهويته، ورغم ذلك خاض الصراع بقوة الدفع الذاتي لهذه الثقافة، كدليل علي مدي عراقتها المتجذرة!

لسنا بعرب ولاوجود للثقافة العربية كمكون علي الاطلاق!

Post: #25
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: saadeldin abdelrahman
Date: 05-31-2005, 02:39 PM
Parent: #1

Quote: حتي اللحظة لم يتمكن الاخ العزيز صلاح من الاتيان بمايثبت عروبة السودان، ثقافيا. كماذكرنا، هذه حجوة حبوبات وتصور مسبق لاوجود له علي ارض الواقع، علي الاطلاق! علي العكس تماما وكماكررنا القول، ارثنا الكوشي يظل رافد بل مكون اساسي للثقافة العربية نفسها، في عقردارها، وقبل ان تعبر البحر الي ديارنا!

ياخي ما تكتب بي لغة أهلنا(أهلك أكان تهلك) ناس كوش سيب نضمى العربي الجانا زي الbig ban دا !

Post: #26
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: صلاح شعيب
Date: 06-02-2005, 03:09 PM
Parent: #25

الزميل بشري الطيب

آسف لتأخير الرد وسأعود قريبا ً.


بالنسبة للزميل بشاشا

لاتظنن اننا قد هربنا , سنعود

الس سنارنا وكوشنا قريبا ً

لكما المودة

Post: #27
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: Bashasha
Date: 06-02-2005, 03:56 PM
Parent: #1

ياسعد الدين،

معاك حق اني مضطر اكتب بلغة الغازي لاجنبي، كحال كل الافارقة الا من عصم.

لكن نمشي اونجي اونقول لوكنا اليوم في هذا الفضاء وخارج هذا الفضاء، بنتخاطب بي لغتنا، لماكان ده حالنا كافارقة، في مؤخرة بشرية اليوم!

لمان نشوف مثلا مدي اعتداد الفرنسي بي فرنسيتو، اورفضو في اباء للانجليزية رغم الاصل والمصير الواحد، علينا ان نتواري خجلا من واقع غياب حتي لغة خاصة بينا!

لاحظ لمان نقول العربية لغة اجنبية، الغالبية الكلام ده بضرس سنونم عديل!

شفت الاستعباد والاستلاب الثقافي والنفسي كيف؟

مستعبدي السودان وبحكم غسيل المخ، مسلمين انو العربي هو لغة الدين باطلاقه، او الاسلام!

نعم في عين عقل استعبادنا، العربية لغة الوهية!.. لينتهي بنا الامر الي ان الذات الالهية، عربية!

طبعا مافي تصريح بي كلام ذي ده، لكن التصريح مامهم، مادام 75% من لغة التخاطب بين البشر ايحائية، لامنطوقة ولامكتوبة، اي Body Language!

لهذا نحن نطلق علي جرزان طاعون الاسلام العروبي "السياسي" صفة عبدة وثن الثقافة العربية!

نفس الشئ حاصل للمسيحيين الافارقة العابدين لي وثن الانسان الابيض كمامجسد في مسيح مايكل انجلو، البتباع بي 43cents سعر جملة، في كالفورنيا!

Post: #28
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: صلاح شعيب
Date: 06-08-2005, 03:53 PM
Parent: #27

الزميل بشري الطيب

شكرا ً للمداخلة, وآسف جدا ً لتأخير الرد, والجدير بالذكر ان هذا هو الرد الثاني علي مداخلتكم , حيث كتبت الرد الاولي في ظرف جيد, ولكني فقدته بين ركام اوراقي الكثيرة وظللت ابحث عنه لقرابة الاسبوع ولم اعثر عليه وحقيقة حزنت جدا ً علي ذلك, ورغم ظروف الامتحانات الصعبة جدا ً كتبت هذا الرد وآمل ان اواصل فيه متي ما وجدت متسعا ًمن الوقت , وهذه هي مقدمة ردي, وغدا ً البقية لما لمداخلتكم قدر كبير من الاهمية وتحياتي

في تاريخ الانسانية , دائما ً ما نلم علي امثلة للتناقض تطبق علي فكر المهمشين والمظلومين بأكثر مما يجب. إذا قرأنا تاريخنا الحديث نجد ان الامريكان ـــ الذين تعرضوا في منتصف القرن الماضي إلي التهميش والإقصاء بسبب قناعاتهم الذاتيه والدينية وسط اهليهم , وذلك مما جعلهم يلوذون نحو بلاد الله البعيدة ليجلبون صنوفا ً من الوجد الملح كما قال خطاب حسن احمدـــــ يعيدون انتاج ذلك التهميش بآخر موجه الي المرابيع العالمية بأمل احتكار التشريع الفكري السياسي عن طريق منظومة ال Americanism , هذه التي تختصر لنا رؤية الله العادل عبر مشروعها لتقسيم الدنيا الي امة خير واخري للشر, وتختزل الصلاة في كنائس ال Ivangelicalism ولاتنسي ان تصدر لنا كراسات في كيفية ممارسة الحب وجراحات التجميل وربوية بطاقات المال, وهي ذات الاميركانيزم التي تصل الي قمة جانبها الثيوقراطي عن طريق صقور المحافظين الجدد وتسعي لتصدير الحرية وفق مفهوم إلهي محدد إكتشفه بوش الذي عاد من رهقه [السكير] ذاك ليعيش ولادة دينية جديدة
تكفل له تغيير العالم من بوابة شيخه روبنسون. إذا كان هذا البوش الحفيدالمهاجر فرارا ً من القمع الفكري والتهميش الديني, فإن الذين يحالفونه من الصهيونيين يسعون لذات الغرض: إيجاد شعوب للتهميش, رغم تراث الهلوكوست حيث افران الغاز وقولاجات هتلر, إلا ان اليهود يمارسون علي الآخرين ما مورس تجاههم ويزيدون, وربما يثأرون بهلوكوست فلسطيني يومي. إذن ظلامات تستنسخ ظلامات ماضية, فتح الفلسطينية إيضا لا ترعوي من تهميش بقية الفصائل الاخري وإحتكار حق النضال التاريخي وتسليم القياد التنظيمي الامني والمالي إلي المفسدين الرجوب ومحمد دحلان وسهي عرفات, علي ناحية كوريا الجنوبية وايران اللذان يواجهان ضغطا ً سياسيا ً مؤلما ً لعرقلة مساعيهما للاستفادة من تكنلوجيا الطاقة النووية لأغراض خدمية ودفاعية مشروعة, الدولتان تسعيان للوقوف ضد الهيمنة والظلامات الامريكية التي تحاول ابتلاع ارادتهما وفرض "تعريفات" علي جهة التعاطي مع الديمقراطية والجنس وديمقراطية ال senate , وهي ديمقراطية من ابغض ديمقراطيات الارض, ومع ذلك فإن ايران التي ورثها خامنئي واوردها البطالة وأسوأ انواع القمع تستخدم نفس سياسة الجزر والعصا الامريكيةمع جبهتها الداخلية وبالكثير فإنها تقلم اظافر الصحافيين والكتاب بإمر من فكر علي اكبر هاشمي رفسنجاني المسيطر فوق فكر الاصلاحيين امثال البروفيسور محمد خاتمي, والحال هكذا يرفل جهابذة الثورة في النعيم بينما الشعب يكابد سوء الحال والمآل.

عسكرتارية كوريا الشمالية القامعة أيضا ً لاتتورع من قتل المعارضين والهيمنة علي مواطنيها في ذات الوقت الذي تنحو لكبح جماح الهيمنة الامريكية .

علي الصعيد السوداني سعت الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة قرنق الي المقاومة ضد الهيمنة التي انجزتها إقلية الشمال النيلي السلطوية وعززت مسارها الي محاربة اسس التهميش ضد الجنوبيين في كافة المجالات ولكن قرنق في اطار سعيه للنصر وظف الفكر القبائلي وكل ادوات التصفية والتهميش ضد خصومه من المثقفين الجنوبيين وحتي زملاء الميدان , وذات الامر حدث لتنظيم التحالف الذي قام بتصفية عدد كبير من القادة والجنود الميدانيين وذلك بإعتراف الدكتور تيسير, ولا يختلف الامر عن ثورة دارفور , حيث افادتنا الانباء عن القتال الحامي الوطيس بين الفصائل المتحاربة الذي راح ضحيته عدد من الثوريين, ولانعدم ايضا ً الصراع الدائر الآن بين قادة الحركة انفسهم الذين كثيرا ً ما صرحوا بظلاماتهم ضد الدكتور خليل اوعبد الواحد.

والامثلة كثيرة اخي بشري عن فكر التهميش والتهميش المضاد, والظلامات والظلامات المضادة.
تقبل هذه المقدمة وسنواصل.

Post: #29
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: بشري الطيب
Date: 06-09-2005, 01:50 AM
Parent: #1

الاخ صلاح ... سلام...
وآمل أن تكون إمتحاناتك وإلتزاماتك الاكاديمية تسير كما تتمني .....

ملاحظة أولي: تقوم هذه المقاربة في رأي علي أن الاصل لديك في حالة الدولة السودانية هو المواجهة بين مجموع ثقافات الهامش وثقافة المركز (الاسلاموعروبية) (كما يدلل علي ذلك عنوان البوست )وهذا الحديث ظاهرياً قد يكون صحيحا ولكن عند سبر أغوار المشكل السوداني تجد أن كل الحركات التي تبنت قضايا الهامش كانت تطالب علي الدوام بوزن المعادلة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في السودان علي الاقل علي المستوي النظري وفي هذا فهي متقدمة درجات علي أيدلوجيا المركز.

ملاحظة ثانية: من بداهة القول أن الصراع الثقافي هو من أسوأ وأقذر أنواع الصراعات وللأسف هو الذي يتحكم في ما يدور في بلادنا لذلك من الطبيعي أن يكون هناك مجموعة من التناقضات داخل كل حقل سواء بالنسبة لأيدلوجيا المركز كما في الفروقات الكمية بين تياراتها أو علي مستوي أيدلوجيا الثورة, وفي حالة الصراع الثقافي تتداخل الكثير من العوامل في تحديد وجهة الصراع حيث تلعب القبيلة/والعلاقات العشائرية دوراً مركزياً في تبني مواقف بعينها.

نعود علي ردك ... إذا تحدثنا عن التناقض من الاجدي أن نتحدث عنه داخل الحقل الثقافي المسيطر الذي خلق من خلال هذه التناقضات واقع يقوم علي التمايزات الغير موضوعية وكنتيجة طبيعية كانت هناك تيارات الهامش التي تتحدد الكثير من مواقفها من خلال مواقف قوي المركز , المهم في الامر أن المسألة ليست ببساطة أن يتم حصرها في الحركات المسلحة والسلطة الحاكمة في مجتمع ما وإنما المشكل يرتكز في الاساس علي وعي جمعي يؤسس لهكذا وضعية, ففي حالة الدولة السودانية فإن أساليب التنشئة الاجتماعية والمنهج التعليمي ومجمل أنماط التفكير والسلوك لدي أبناء الثقافة الاسلاموعروبية والذين تم إنتاجهم داخل حقلها هي الداعم الاساسي لإستمرارية هذه الوضعية يضاف الي ذلك موقف المثقفين المتواطئ تاريخيا مع الحقل المسيطر.
Quote: والامثلة كثيرة اخي بشري عن فكر التهميش والتهميش المضاد, والظلامات والظلامات المضادة.
تقبل هذه المقدمة وسنواصل.


هنا يمكن القول أنه في ظل الاوضاع الغير طبيعية يكون الطبيعي هو الشاذ...
بمعني أنه لو لم تحصل مثل هذه الظلامات لن تنجز قوي الثورة شيئاً وهذا لا ينفي أن هذه الظلامات هي تجاوزات في المقام الاول .

Post: #30
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: صلاح شعيب
Date: 06-11-2005, 09:03 PM
Parent: #29

نقلا ً عن سودان نايل

النخبة النيلية واليتم الحضاري الإسلامي

أبو بكر القاضي [email protected]

اليُتم والتسول تربطهما علاقة العلة بالمعلول التي لا تحتاج الى شرح, وعندما قال المولى عز وجل لنبيه (صلى الله عليه وسلم) «ألم يجدك يتيما فآوى, ووجدك ضالا فهدى, ووجدك عائلا فأغنى,,» فالقرآن انما كان يتحدث عن الجزيرة العربية في شخص النبي (صلى الله عليه وسلم), فالآيات تتحدث عن الثلاثي البغيض «الجهل والفقر والمرض», كما تتحدث عن اليتم الحضاري للعرب, فهو رسول الأميين, أي الأمة التي لم يكن لها رسالة حضارية قبل الاسلام,أستند الى هذه المقدمة للدخول في محور مقالي الذي يدور حول الصراع الجهوي الحاد الذي وصل درجة الاستقطاب بين المهمشين في السودان ضد النخبة النيلية الاستعلائية ــ الاسمو عروبية, وأود ان أشير هنا الى المقال المسؤول الذي نشره الاستاذ صلاح شعيب بموقع سودانايل بالشبكة الدولية تحت عنوان «تنامي الخطاب العنصري» والذي اشار فيه الى السجالات الحادة لبعض ناشطي الكتابة على الانترنت, وبالطبع أجد نفسي معنيا بشكل مباشر لكوني أتناول ولسنين عددا قضية المهمشين, ومناهضة الاستعمار الداخلي الذي يتخذ آليات الاسلام لعزل الجنوبيين واقصائهم, ويتخذ العروبة كآلية للاستعلاء على ابناء غرب السودان لاقصائهم من السلطة وحرمانهم من الثروة والتنمية, وأحب ان أنوه هنا بأن صراعنا نحن المهمشين مع النخبة النيلية ليس صراع نفي واقصاء, وانما هو صراع اثبات وجود وانتزاع حقوق, هذا من طرفنا, اما الطرف الآخر, النخبة النيلية الحاكمة فهي قد استجمعت كل الموروث الاستبدادي العروبي وأدلجته عروبيا واسلاميا ضد المهمشين في شكل ابادة واستئصال, جرى هذا في جبال النوبة بتسليح القبائل العربية, وجرى في الجنوب ايضا بالابادة والتصفية الجسدية للقيادات الجنوبية, وجرى ذلك في دارفور الاسلامية حتى النخاع بالابادة الجماعية والتطهير العرقي والاغتصاب ! ان صراع الهامش ضد المركز ونخبته النيلية هو صراع ضد «العقلية» الاستعلائية الزائعة, وهو صراع فكري يستهدف اعادة صياغة انسان المركز, بأنه امام خيارين: اما ان يقبل بمشروع المواطنة والمساواة, واما ان يذهب كل انسان لحاله, فالجنوبي مثلا ليس على استعداد لأن يعيش مواطنا من الدرجة الثالثة او الرابعة في وطنه, وكذلك ابن دارفور, حسن نجيلة يكتب حول «الرئيس كما يجب أن يكون» لعل الاستاذ صلاح شعيب يعني بحديثه ايضا مقال الاستاذ د,احمد محمد البدوي من لندن بعنوان «طرد السودانيين من الخرطوم» الذي أكد فيه ان سكان الخرطوم الاصليين هم المهمشون المراد طردهم الآن, وهم «من القادمين من دار الفونغ الى دار برنو» والعبيد الذين لا يدفنون وانما تلقى جثثهم خارج المدينة, وقدم الاسانيد والمراجع التي تؤيد دعواه, اما المقال الآخر والذي أود ان أقف عنده فهو مقال الاستاذ حسن نجيلة والذي بعنوان «الرئيس كما يجب ان يكون (4)», والذي جاء فيه: «بعد تحقيق مستفيض متواصل مع أهل الجذور والاصول وفقهاء القبائل علمنا بأن سيادة الرئيس عمر حسن احمد البشير من اصل قبيلة الفلاتة الافريقية في فرع يسمى (سينار) ونائبه علي عثمان محمد طه ينتمي الى قبيلة البرنو من دولة نيجيريا بولاية ستيت» وذهب يقول «هذه سيمفونية التنصل عن القبيلة إلا أنهما من قبيلة الفلاتة, وهي قبيلة عريقة ومن كبرى القبائل الافريقية ومنهم وزير الأمن الطيب ابراهيم محمد خير الوالي السابق لدارفور وعبدالحليم المتعافي والي ولاية الخرطوم الآن, ومحمد فضل ذكشم وزير الدولة بديوان الحكم الاتحادي والنذير الكاروري الذي يظن نفسه داعية», هذا ما كتبه الاستاذ حسن نجيلة بموقع سودانيز أون لاين بتاريخ 2/6/2005, تعقيبا على المقالين أعلاه أفيد بالآتي: 1- سودان وادي النيل يعيش أزمة استلاب وتبعية بالتعاقب لآلاف السنين للوراء أسوة بالحالة المصرية التي يشكل سودان وادي النيل امتدادا طبيعيا لها, فمصر محكومة بالاجنبي لمدة ثلاثة آلاف سنة متتالية قبل ثورة 23 يوليو 1952, اما السودان الشمالي في وادي النيل فقد ظل تابع التابعين تارة لمصر وأخرى لإثيوبيا الحالية, وحتى في عهد الدولة المروية فقد ظل السودان تابعا ثقافيا وفكريا وروحيا لمصر, وأحيل في هذا الموضوع الى كتاب «هوية السودان الثقافية» تأليف احمد محمد علي الحاكم ص89-90 الفصل العاشر - الحضارة المروية- حيث يقول الكتاب: «اما عبادة آمون فكانت هي المحتوى العقلاني الفكري لنظام الحكم والسلطان وايجاد التبرير المنطقي لقيام الحكم واستمراره, فالحكم والسيادة والزعامة والقيادة كلها لآمون كبير الآلهة وقائدهم يهب الملك لمن يشاء وينزعه ممن يشاء,, كان هذا هو منطق التيار الحضري والراسب الفرعوني الذي كان قائما على النيل في المناطق الشمالية عند جبل البركل وشمالها» انتهى الاقتباس, 2- باحتلال العرب لمصر في القرن السابع الميلادي انقطع التواصل الفكري بين مصر وسودان وادي النيل حيث خضعت مصر للدولة الاسلامية وبقي السودان جزءا من الحضارة المسيحية وتحولت العلاقة بين مصر والسودان منذ ذلك الوقت الى علاقة جزية (أموال + عبيد), 3- تم ملء الفراغ الفكري في السودان والروحي بالاسلام الوارد من غرب افريقيا حيث الممالك الاسلامية العريقة التي افرزت السلطنة الزرقاء في سنار عام 1505, 4- جددت مصر علاقتها بالسودان عام 1821 على عهد محمد علي باشا, ولكنها لم تكن علاقة فكرية روحية, وانما علاقة «الذهب والرجال», وظل الدفع الروحي والفكري والدعوة الاسلامية تأتي من غرب افريقيا عبر الحجاج العابرين للسودان الى مكة ذهابا وإيابا عبر السودان, 5- مصطلح السودان تاريخيا وجغرافيا يعني المنطقة جنوب الصحراء المجاورة للبيضان وهو مصطلح عنصري, يرمز الى العنصر الزنجي, مركز الحضارة السودانية الاسلامية الاصيلة يقع في تمبكتو على نهر النيجر وحوالي بحيرة تشاد ونهر شاري حيث قامت ممالك اسلامية قوية حكامها من أهل البلد, اتقنوا اللغة العربية وكتبوا بها تاريخهم بخط يدهم, ولم يفرضوا العروبة على الشعوب الافريقية وان فرضوا الاسلام, بل عندما ذهب الفلان الى نيجيريا ونشروا الاسلام هناك تنازل الفلان عن لغتهم لمصلحة لغة الهوسا لغة غالبية السكان, 5- تحرير السودان من الاستعمار المصري الاول ــ دولة محمد علي باشا على يد محمد احمد المهدي وكان بواسطة مشروع فكري قادم من غرب افريقيا «المهدية مشروع ثقافي من انتاج عثمان دان فوديو», عبر عن هذه الفكرة الخليفة عبدالله التعايشي (تورشين) الذي عينه المهدي خليفة له عرفانا بنصره أهل غرب افريقيا «اقليم دارفور كان جزءا من غرب افريقيا ولم ينضم للسودان الا عام 1916», وقد أورد الدكتور عبدالله عبدالمجايد ابراهيم علي ص9 من كتابه «الخرطوم والشعب الدعاة» شهادة دكتور يوسف فضل حسن الذي قال «إن التيار الفلاني من أهم التيارات التي ارتكز عليها الفكر المهدي في السودان» ص308 من بحوث الندوة العالمية بمناسبة ذكرى الشيخ عثمان, جامعة افريقيا العالمية, النخبة النيلية واليتم الحضاري وأعود الى مقال الاستاذ حسن نجيلة الذي نسب فيه الفريق عمر البشير الى قبيلة الفلاتة العريقة, ونسب فيه الاستاذ علي عثمان الى قبيلة البرنو, وأنا أطالب الاستاذ نجيلة بالكشف عن مصادره الموثوقة التي اشار اليها, هل يعترف البشير وعلي عثمان بنسبهما الفلاتي؟ اليوم الذي يعترف فيه عمر البشير وعلي عثمان هو يوم تحرر السودان من الاستعمار المصري, تتمثل مظاهر اليتم الحضاري للنخبة النيلية في بعض النماذج التالية: 1- الانتساب الى قبيلة قريش والى بيت الرسول (صلى الله عليه وسلم ) ــ الى عمه العباس بن عبدالمطلب ــ يورد دكتور عبدالله عبدالماجد ابراهيم مدير جامعة أم درمان الاسلامية بالانابة سابقا في الهامش رقم «1» من كتابه «الغرابة» تأصيلا نسب الجعليين ان أصلهم من الفور: «يقول ك,م,باربر استاذ الجغرافيا بجامعة لندن وجامعة الخرطوم سابقا في كتاب (سكان السودان) ترجمة هنري رياض وآخرين,, يقول: وترجع اصول الجعليين الى الفور رغم انهم يدعون انهم من اشرف العرب» انظر ص19, فهل يا ترى فظائع الجعليين في دارفور هذه الايام هي جزء من جلد الذات؟, وهل قولهم «البجي من الغرب ما يسر القلب» جزء من كره الذات؟ اليوم الذي يعترف فيه الجعليون بنسبهم الفوراوي هو يوم تحرر السودان من الاستعمار المصري, 2- الادعاء بأن هجرة الصحابة الاولى كانت «للسودان» الحالي وليس الحبشة, 3- الادعاء بأن مملكة سبأ المشار اليها في القرآن كانت في السودان الحالي وليس في اليمن بدليل ان معابد النار لم تكن موجودة آنذاك باليمن وانما في السودان النيلي فقط, 4- نوع الاشعار التي أوردها الاستاذ صلاح شعيب: «نحن عرب العرب» صلاح احمد ابراهيم, النخبة النيلية لها تراث وثني ومسيحي عريقان ولكن ليس لها تراث اسلامي أو دولة اسلامية ولم يكن لها مساهمة في الماضي في الدعوة الاسلامية, اذا قورنت مساهمة شعب الفلان في الجهاد والفكر الاسلامي ازاء مساهمة النخبة النيلية نجد الفرق شاسعا جدا, نحن شعب الفولان شعب دعوة, علمتنا التواضع,, لا نتفاخر بنسب وانما نشكر الله ان هدانا للاسلام وهدى بنا الشعوب الافريقية,, ولله المنّة, 5- النخبة النيلية مستحية من ميراثها الوثني المسيحي ولا تجد في المتحف القومي «بمنظورها سوى أصنام الماضي الوثني المسيحي» لذلك تشعر باليتم الحضاري الاسلامي, فلا تملك الا ان تتسول نسبا اسلاميا وعروبيا ينتهي الى قريش, ويدعون «نحن عرب العرب» في ادعاء مفضوح ! كيف يكون الشخص «سودنيا» ثم يكون عربيا؟ هذا ما لا يمكن ان يعقله الانسان الخليجي ! إنه الاستلاب ! 6- مشروع الاسلمة والتعريب للسودان هو في الاصل مشروع مصري القصد منه ضمان تبعية السودان لمصر لضمان الأمن المائي المصري ! النخبة النيلية في هذا المشروع تمثل دور الوكيل وان شئت العميل لمصر, 7- المشروع الفلاتي في افريقيا هو «دعوة» وليس استعرابا وتعريبا لذلك تجد الفلاني في داخل مكة لمئات السنين يتقن العربية جدا ولكنه يحتفظ بهويته الثقافية الفلانية, وحتى يومنا هذا في مسجد جرول داخل مكة تقام خطبة الجمعة بالعربية وباللغة الافريقية, ان الله امرنا ان نكون مسلمين وليس عربا, بل جعل الله من آياته اختلاف ألسنتنا, لقد ادرك الشهيد وليم دينق منذ أربعة عقود, بحسه السياسي المرهف الفرق بين اسلام الفلاتة الذي لا يهدد الهوية الافريقيةوقال الفلاتة سودانيون وبين اسلام التعريب وتغيير الهوية الافريقية لتكريس التبعية لمصر لضمان الماء

Post: #31
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: خالد عويس
Date: 06-11-2005, 09:31 PM
Parent: #30

هذا نقاش ثر، سأعود إليه حتما

Post: #32
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: صلاح شعيب
Date: 06-17-2005, 12:26 PM
Parent: #31

أخي بشري

شكرا للاهتمام بالحوار وآمل ان يسهم هذا المكتوب في الرد علي ما تفضلتم به.

لا يرضي احد بالتهميش, ايا ً كانت وجهته, إقتصادية ام ثقافية ام تربوية, ونحن في معمعة البناء الوطني, او قل حتي في لحظة الهرولة لتجسيد تراث " هويوي" للسودان الخارج من تاريخ الاستعمار ـ أغفلنا تنمية ما اسميناها بالثقافات الشعبية, والتي ـ إن صحت هي كذلك ــ دائما ً ما تفهم علي اساس إنها إفريقية الجزر ومقابلة للثقافة العربية التي تتبناها الدولة إستراتيجيا ً بأكثر من تبنيها لدبلوماسية صادقة تجاه افريقيا , ولو سلمنا بالمظلمة التي لحقت هذه الثقافات , واخضعنا رؤية ذلك علي الجانب الغنائي والموسيقي , فإننا سنجد " ام كيكي " لم تعافر كثيرا ً لمنافسة الربابة, ذلك لأنها " رطانية " وعل هذا الاساس قس آلات البالمبو والوازا وغيرها , علي المستوي الفني هذا حدث اقصاء لهذه الانغام والالات والايقاعات حتي وربما يقول اخر ان هذا الاقصاء لم يكن هذا منظما ً او صادرا ً بفرمان رئاسي بختم عبد الماجد ابو حسبو او علي شمو او بونا ملوال او اسماعيل الحاج موسي او البرقدار عبد الباسط سبدرات رضي الله عنه, ولكن ان الذي لا خلاف حوله هو هذا التأكيد: "إنما كان مجال الممارسة الفنية رسخ نوعا ً معينا ً من ادوات وايقاعات موسيقية" , وحقا برغم هذا العدد الهائل من الفنانيين الذين زفت بهم الممارسة الغنائية, ما وجدنا خلاف المرحوم عبدالله دينق وعمر احساس من دار فور وسبت من الانقسنا ولا ادري كثير شئ حول من اهدتنا اياه جبال النوبة خلاف كمال كيلا , وللاسف ـ وربما لطبيعة الحال ـ كان لابد لهؤلاء الفنانين الاتين من الهامش ان يندرجوا في الصياغة الفنية الامدرمانية المسماة بأغنية الحقيبة, وألا يطمحوا ان يغيروا اللغة الغنائية , اللغة اللغة واللغة التعبير, والسؤال هنا هل كان بمقدور عبدالله دينق ان يعبر عن قسمات مجتمعه فنيا ..؟ لا اود ان اجيب علي السؤال , لأن وجود ــ " كمال كيلا " الذي حاول الاختلاف في الفكرة الغنائية ــ في ذاكرتنا محدود جدا ً.

ومن المدهش إننا وجدنا كبار ذواقة الحقيبة امثال عبدالله حمدنا الله وعبداللطيف البوني ومحمد الواثق ينتقدون النمطية التي كبلت بها الحقيبة اغنيتنا, والواقع عندي ان الحقيبة بريئة مما لحق بها , إن الذين كبلوا غنائنا هم نحن الذين لم نشق جدولا ً مختلفا ً لنثري به الغناء الذي ـ كما قال مصطفي سيد احمد ـ يملك شحنات قوية للتغيير..هل هؤلاء الاساتذة الافاضل يدينون الحقيبة, ولايدينون "السستم".

إلي ذلك يجب ألا نوافق او نصدق الاساتذة الموسيقيين الماحي سليمان اومكي سيد احمد او الفاتح الطاهر او حتي الموسيقار علي مكي لو ان قالوا ان هناك ضبابية تحول دون وصف هذا الواقع الفني بالمهمش لذاته الاقليمية التي كان يمكن ان تغنيه وترفده بالجميل من الايقاعات, ويجب ألا ننسي ان ايقاعات [الفرنقبيا والديناريا والجالوا ] اثبتا إثراء لمحاولات خريجي المعهد الذين بدأوا ينقبون في سحارة الفور والشوابنة والدواليب و البرتا والبرقو والوطاويط والقمز, ويمكننا هنا ان نعود لأبحاث علي الضو ومحمد سليمان ترنين والراحل أميقو لنري كيف ان فنانينا لم يستفدوا بالقدر اللازم حتي من توظيف ايقاعات الهامش واستسهلوا المسألة. وعلينا ان تتذكر السمندل التي احرجت ذهنيتنا وتذوقنا حين قدمت الانغام والايقاعات المدهشة من بيئة السودان, ظلت مدفونة قوميا منذ زمن بعيد.

إذن هل يمكن القول ان " السستم" لا يريد ولا يشجع التنوع الغنائي الموسيقي ويطمح لحشر الشعوب السودانية في محشرة الحقيبة التي استمتع بها جدا ً سواء بصوت بادي او فرفور؟ ام يجب نضرب "السستم" بالمنجنيق .."

في نظري ان الامر لا يستحق كل هذا الكفر بالموجود, غنائي ام سياسي.إن الظلامات الطافية علي السطح مقدرة, ولكن لاتستوجب الاعتماد علي لغة الشتم القبائلي التي صارت سمة في كتابات العنصريين العرب والافارقة فينا, ولاحظت في الخطاب المتأفرق انه لايري ان هناك منطقة فاصلة ما بين المكونات الثقافية للسودان وكيفية ممارستنا لتلك المقومات, ولعلك تتفق معي أن لا قضية عرقية لنا مع الثقافة الاوربية مثلا, إننا نستلهم من تعبيرهم الثقافي ما يعضد مسارنا الانساني ونترك ما لايتوافق معنا, ويمكن ان نقول هذا عن الللاتينوس والصينيين والامريكان , علي انه لايمكن النظر الي الاعراق رأسيا وادانتهم بدلاً من النظر عبر افق ممارساتها لاستنباط الحكمة منها, ولايمكن ان نأخذ اي يهودي بجريرة الصهيونية, لا هناك كارل ماركس الذي فتح افقا ً في تحليل طبيعة الصراع المادي, وهناك سيقموند فرويد الذي اتي بمنهج التحليل النفسي, وهناك العالم البرت انشتاين وعلماء كثر من اليهود, وانا شخصيا تعلمت علي يد ثلاثة من البروفات اليهود وعاملوني بإنسانية فائقة, إذن العرب الذين لا تعدم بوستاتنا من لمزهم يوميا هم بعض من شعوب شكلت هذه الحضارة الانسانية, ولايجرمننا شنئان النظام السلطوي العربي القمئ من تقدير اسهامات العرب الفكرية والثقافية قديما ً والان.

إذا كان هذا كذلك, فإن حاجتنا كسودانيين هوالاعتراف بنواقصنا لا بنواقص المكون الثقافي العربي فينا, فأنت اخي بشري لمحت من خلال حديثك لكأنما تري ان مستوي واقعنا إنما هو مردود لنظام واقع اجتماعي محكم في قفل اسراره بالضبة والمفتاح , وعلينا إذن ان نسعي لفتحه بقناعات جمعية واعية بدلا من الاعتماد علي الفكر القبائلي الذي لاينتج إلا الجهل

ولكم الود

Post: #33
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: صلاح شعيب
Date: 06-17-2005, 01:02 PM
Parent: #32

الصديق خالد عويس

شكرا للمرور هنا واتمني ان تثري حوارنا بما لديك من معارف ومواقف نجلها

ودامت رؤاكم الرشيدة

Post: #34
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: بشري الطيب
Date: 06-18-2005, 03:24 AM
Parent: #1

الاخ صلاح ... سلامات ...

نعم من الطبيعي أن لا يقبل إنسان بالدونية أياً كانت فالانسان السوي هو من يرفض الدونية له وللآخرين وهذا عكس ما ظلت ترسخ له الثقافة العربية بدءاً من
ونشرب إن أردنا الماء صفوا ويشرب غيرنا كدرا وطينا

مروراً بـ
نحن أولاد بلد نقعد نقوم علي كيفنا

ويجد مثل هذا الحديث أسانيد من داخل النص الديني من مثل :
"كنتم خير أمة أخرجت للناس"
وما معناه إذا قابلتم النصاري فضيقوا عليهم في الشوراع
ليكون إمتدادها الي كل الموروث الشعبي من أمثال وخلافه والتي تكرس لدونية الاخر لمجرد أنه لا ينتمي عرقيا الي نفس حقل إنتمائنا....لتكون النتيجة هو هذا الواقع المأزوم والذي لا نستطيع فيه المساواة بين الجميع حتي علي المستوي النظري خذ مثلا فترة منتصف التسعينات كان الإمام الصادق والسيد محمد عثمان والدكتور جون قرنق في خندق واحد كلاهما يحارب السلطة المركزية إلا أن أوصافهم كانت مختلفة فكان يطلق علي الميرغني والمهدي الخونة في حين أن جون قرنق متمردوهي لفظة تحمل من دلالات الدونية الكثير , وحتي تسمية الثقافات الشعبية التي وردت في حديثك مع تحفظك عليها تحمل في طياتها الكثير من الدلالات السالبة وقد تم تكريسها سواء بوعي أو بدونه وعلي ذات النهج كلمة رطانة , أما بالنسبة للفن فمن المعلوم أن وسائل الاعلام بكافة أشكالها موجهة أيدلوجيا لصالح ثقافة المركز أضف الي ذلك إن تحقيرنا للآخر ينطوي عليه تحقير كل ما ينتج عنه .
أما عن ثقافة العرب وما قدمته عبر التاريخ فهذا شأن آخر حيث أن الحديث هنا عن دور هذه الثقافة في عرقلة مسيرة بناء الدولة السودانية منذ الاستقلال وحتي الآن .. الحديث هنا عن مجمل القيم المنتجة بواسطة هذا الحقل الثقافي والتي هي في نظري قيم موغلة في البداوة ولا تنتج إلا كائنات مشوهة ويظل هناك أفراد ينتمون لهذه الثقافة يدفعهم وعيهم لتبني مواقف مغايرة للسائد إلا أنهم يظلوا في حكم الشاذ الذي لا حكم له...

وجاي راجع




Post: #35
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: صلاح شعيب
Date: 06-24-2005, 01:07 PM
Parent: #34

ما هي أهداف الخطاب العنصري المتأفرق؟

القاضي لا يعرف موسوعة القبائل والأنساب ؟

فيصل الزبير
[email protected]

الإسقاط في علم النفس ممارسة هروبية من «عقدة» يعاني صاحبها في الوصول إلى فكها, فيتوهم أن الآخرين يعانون منها أيضا ومن ثم يطلق عليهم أحكاما تعميمية بما يتطابق مع المثل «رمتني بدائها وانسلت» , لقد مارس «القاضي» الإسقاط النفسي بحديثه عن الأصول والأنساب في السودان, ولأنه يعاني من عقدة «الانتماء» ويتقلب سياسيا ويتلون حسب مصلحته, فقد أورد أسانيد ضعيفة عن نسب بعض القبائل في السودان استنادا إلى «رواية» على شاكلة «قال فلان» و«علمنا»‚ ولأن «آفة الأخبار رواتها» .. فلم يتحر الدقة إلا في نسبه هو شخصيا لانه مؤتمن عليه أما انساب وأصول الآخرين فلا يحق له الخوض فيها لانه إذا رد عليه من يعرفون القبائل والأنساب انتفض متهما الجميع بما يحاول أن يرميهم به وينسل ويتمثل ذلك في إثارته لـ «العصبية» و«النعرات القبلية», والواقع ينفي تلك المزاعم لأن القبائل السودانية على اختلافها تعيش في تسامح جعل الشايقية يقبلونه ويرضون دينه , أما التغلب في الانتماء فحدث ولا حرج, وسبق أن قلنا انه يتقلب بنظرية «سمك- لبن- تمر هندي», وما نتنبأ به انه سيعلن في القريب العاجل تأييده وولاءه الكامل والمطلق لحكومة الوحدة الوطنية التي ستقوم على شراكة بين «الإنقاذ» ويمثلها حزب «المؤتمر الوطني» و«الحركة الشعبية لتحرير السودان» بزعامة جون قرنق وسينسى ما كان يكتبه عن الإنقاذ ووصفها بأقبح النعوت بينما كان جزءا أصيلا منها حتى وصل إلى رئاسة الجالية في قطر‚ لكن ذاكرة الناس لا تنسى للإنقاذ فظائعها أو تأييد القاضي لها وهو يهتف «هي لله» ووقتها كانت العلاقة بين «الشيخ» و«المشير» سمنا على عسل, أما وبعد أن وقع الطلاق البائن لم يتورع القاضي عن تأييد «الشيخ» وهو يتحدث اليوم عن ثلاثة تيارات حيث يؤيد تيار «حزب الأمة» و«المؤتمر الشعبي» بزعامة الصادق المهدي وحسن الترابي , ونسي إن الأخير هو العقل المدبر لانقلاب الإنقاذ, وهو الذي قال: دخلت أنا السجن ودخل هو القصر مشيرا إلى الرئيس عمر البشير‚ فكيف يؤيد القاضي التيار الذي يضم بين دفتيه كل التناقضات بين رئيس وزراء منتخب انقلب عليه صهره وأضاع الديمقراطية واليوم يسعى لاستعادتها , ألم يكن موقف الحزب الشيوعي مبدئيا حينما غازله حزب الترابي .. ذلك الموقف الذي يطالب الترابي بالاعتراف بذنب الانقلاب ووأد الديمقراطية وان تتم محاسبة المتآمرين والمفسدين: أليس غريبا أن يغازل حزب ديني بنى وجوده على إقصاء الحزب الشيوعي ومن يعتبرهم أعداءه الفكريين والتاريخيين؟ ثم كيف يلتقي النقيضان وكل منهما يحمل في جيناته بذرة فناء الآخر؟ هذا التفكير مقبول لدى القاضي لانه يعبر عن انتهازية سياسية, وبالأمس كان القاضي مدافعا عن «حركة العدل والمساواة» الذراع العسكري للمؤتمر الشعبي .. ألم يكن رئيسها د. خليل إبراهيم وزيرا في حكومة الإنقاذ وهو الذي قال مقولته المشهورة دفاعا عن «الشيخ» نضحي بالدولة ولا نضحي بالترابي لانه هو من أتى بها , أما علاقة القاضي بالترابي فهي معلومة منذ أن استضافه في منزله بالدوحة بعد خروجه من محبسه الأول, وكتابات القاضي في الوطن تدافع عن هذه الشخصية «الثأرية» والذي أشعل فتنة «دارفور» حينما قال إن خروجه من المحبس بسبب الثورة في دارفور وان المهدي الأول استنصر بأهل الغرب , وهناك رابطة روحية تتبدى في حديث القاضي وكتاباته عن الترابي وآلامه وقد شبهه بالمفكر الإيراني أغا جاري الذي يواجه الإعدام, ويطل عليك شخص الترابي عندما يتحدث القاضي وتنفلت منه تلك «الكلمات» أو «الإشارات» أو «الحركات» مما يعكس إن الرابطة قوية بين الاثنين , ويتبدى تناقضه الفكري في دفاعه عن المشروع الإسلامي الفلاني ومناهضته لذلك المشروع الإسلامي لأنه «استبدادي وعروبي» وان البديل هو «إقصاء» اللغة العربية وإبدالها بلغات الأمهات واللهجات المحلية وبـ «المواطنة» والتحول الديمقراطي» المسنود بالغزو الخارجي على غرار العراق ولأنه يمارس نهج إظهار نصف الحقيقة بطريقة «لا تقربوا الصلاة» فانه قدم قراءة خاطئة لمقال صلاح شعيب المنشور في موقع «سودانير اون لاين» بعنوان «تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزيا جديدة أم جرد لتراث التأسلم والاستعراب للأقوام السودانية» ولذا قرأ المقال بعين واحدة وتجاهل نقد شعيب لـ «الخطاب العنصري المتأفرق» وتجاهل أيضا النتيجة الموضوعية التي توصل إليها الكاتب وهي «إن الواقع يؤكد على إن المظالم الشاملة التي واجهت الهامش السوداني, الإفريقي الجذور والعربي أيضا, إنما هو من الصعوبة إنكارها إلا إذا كان هناك هدف آخر ربما هو استدامة الشكل السوداني», وهذا ما يسعى إليه القاضي باستدامة المشكل السوداني استدراجا لغزو وتدخل أجنبي على غرار العراق لتمزيق السودان , إذن ما هي الانتقادات التي وجهها «شعيب» للخطاب العنصري المتأفرق؟ يقول شعيب «بمعنى آخر أن الهامش كان لديه انتهازية الكثر عبر السلطات الدكتاتورية .. وان الصراع على السلطة كان عميقا بحيث انه لم يدرك من قبل دعاة الخطاب العنصري المتأفرق الذين وجدوا في الكفر بـ «عروبة السودان الثقافية حتى مدخل المحاكمة كل السياثقافي السوداني الشديد بل والإساءة إليه بلا أدنى ترطيب لفظي» , ويواصل شعيب «ولعل المشاهد الآن للواقع العربي يدرك إن الأكراد والجنوبيين وثوار دارفور لعبوا دورا كبيرا في الاستعانة بالأجنبي لانصافهم مهما كلف ذلك من تشقق الدولة العربية», وعودة للخطاب العنصري المتأفرق يرى المتابع لمسوغاته ألا كبير مسؤولية تدفع بطونه, فهو على ناحية استناده على المظالم التاريخية الحقيقية التي لازمت حيوات القوميات التي يعبر عنها لا يعترف, بل وبعدم الرؤية البديلة للتوحد مع السواد الأعظم المقهور من الشماليين النيليين ذوي الأصول العربية والإفريقية والذين يمثلون غالبية المجتمع المدني والحزبي المنادية بمعالجة جراحات السودانيين السياسية بمبضع الحوار العقلاني الديمقراطي الذي يوصل كما أشرنا إلى دولة المواطنة العادلة المساوية بين كافة السودانيين دون أي تمييز لعرق أو عرق أو معتقد وذلك كحل استراتيجي يضمن وحدة السودان ويضمن من الآن ذاته وتقدمه وسلامه واستقراره , وما عجز القاضي عن الرد عليه هو خلاصة شعيب بقوله «إن الخطاب العنصري المتأفرق يكتسب صفته هكذا دون إن يشرح لنا أن هناك إمكانية لثقافة افريقية مختبرة واحدة قادرة على أن تحمل في متونها مثلا إنسانية تؤكد أهمية الديمقراطية بلوازمها المعروفة مثل حقوق الإنسان وشفافية الممارسة السياسية والاقتصادية , ولكن ما أعفانا النظر إلى هذه الافريقانية من مآسي القتل والتطهير العرقي في رواندا», ويحمل شغب الخطابين المتأفرق والمستغرب المسؤولية في توظيف الأزمات , أما استناده لاستهلالية «نحن عرب العرب» لصلاح أحمد إبراهيم فأيضا تجاهل القاضي مقولة الفيتوري «أنا زنجي .. وأبي زنجي .. وأمي زنجية.. قلها لا تجبن في وجه البشرية» فأي عين هذه تتجاهل مثل ما أورده شعيب عن الخطاب العنصري المتأفرق؟من المغالطات التي أوردها القاضي إن الجعليين والشايقية من الفلاتة, فالحقيقة أنهم عرب, وينحدر الجعليون من العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم وينتسبون إلى جدهم إبراهيم «جعل» أما أولاد «شايق» فهم من أصل عربي أيضا بل هناك من نسبهم إلى البجا مثل ترمنجهام «الإسلام في السودان» ص88, أو من الأتراك كما زعم ماكمايكل «تاريخ العرب في السودان» ج1‚ ص213 والرأيان لرمنجهام وما كمايكل يستبعدهما الباحثون لضعفهما ويعتمدون رواية أولاد شايق أنفسهم لأنهم مؤتمنون على أنسابهم, خلاصة القول إن على القاضي أن يقرأ موسوعة القبائل والأنساب للبروفيسور عون الشريف قاسم «والشايقية» تأليف و.نكولز و«تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان» للرحالة محمد بن عمر التونسي حتى يعرف القبائل والأنساب في السودان وكتاب «الطبقات» للشيخ محمد نور ضيف الله , أما القول إن الجعليين أصلهم من الفور فقد تشابه عليه البصر إذ أن القبيلتين تدعيان النسب إلى بني العباس ويقول نعوم شقير «إن سلطنة الفور من أصل عربي والذي عليه البعض وتدعيه سلالتهم إنهم من بني العباس‚ فبعد انقراض دولة العباسيين ببغداد عام 823 ــ 1421 هاجر شقيق منهم إلى جبل مرة الذي يقول سكانه انه سمي بذلك لأنه لم يخلف مثله, وملكها يوم ذاك «شاودورشيت» من سلالة ملوك «كيرا» فأعجبه عقل الرجل العباسي فعهد إليه تدبير مملكته وزوجه ابنته فولدت له سليمان الذي نودي به ملكا بعد وفاة جده عام 848 ــ 1445 فكان أول سلالة العرب الذين تولوا دارفور وظلوا يحكمونها نحو 443 سنة» واهتم سليمان صولونج أو سلونق «848 ــ 1445» ببناء المساجد وفتح المدارس وتعمير الخاوي, كما واصل حفيده احمد بكر 1726 ــ 1746 نهج أسلافه في هذا المضمار . أما القول بأن الفراغ الفكري في السودان والروحي مليء بالإسلام الوارد من غرب أفريقيا فليس صحيحا إذ دخل الإسلام عام 31 للهجرة عن طريق اتفاقية البقط بين عبد الله بن أبي السرح وعظيم ملك النوبة في شمال السودان والمشروع الفلاتي للشيخ «عثمان بن محمد فودي, كان خلال الأعوام 1754 ــ 1817, وولادة فودي توافق عام 1168 للهجرة ,إنني أناهض القاضي فكريا, وأعلم انه لن يرد على ما كتبته لسبب يعرفه هو شخصيا, ولذا يهرب من منبر الوطن إلى مواقع الانترنت, ليجد من يدافع عنه بحمية الانتماء العنصري أو الانتماء «الجمهوري».


نقلا عن سودان نايل

Post: #36
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: صلاح شعيب
Date: 06-24-2005, 10:22 PM
Parent: #35

الاخ بشري الطيب

سوف آتيك بردي بين اليوم او الغد, أما بخصوص بشاشا فالمسألة في طور التشكل. ولاادري ماذا يكون رده بعد ذاك.

Post: #37
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: صلاح شعيب
Date: 07-01-2005, 01:40 PM
Parent: #36

الحمد لله الامتحانات خلصت وجايك يا بشاشا من آخر الموانئ ومن ظلمة البحر العربي الممدد

في الفراغ, ولست ناسيك يابشري.

Post: #38
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: بشري الطيب
Date: 07-11-2005, 12:43 PM
Parent: #1


هذا البوست يجدر إعادة قرأته مرة أخري بعد التطورات الاخيرة .....

Post: #39
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: صلاح شعيب
Date: 08-01-2005, 10:13 AM
Parent: #38

رحم الله جون قرنق وأسكنه فسيح جناته

وليكف دعاة العنصرية عن الفتنة النائمة التي لعن الله من ايقظها

Post: #40
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: Bashasha
Date: 08-01-2005, 02:08 PM
Parent: #1

Quote: وليكف دعاة العنصرية عن الفتنة النائمة التي لعن الله من ايقظها


الاخ صلاح شعيب، تحياتي.
اولا اعزيكم واعزي نفسي وشعبنا الصابر علي الفقد الجلل، وانا عليك لمحزنون، ياحبيبنا، ويااميرنا قرنق، اول السودانيين.

ياعزيزي، فضلت ان ابدأ مراسم حزني العميق لاحد ابرز رموزي من هذا الخيط، لخطورة دعوتكم المنصصة اعلاه، وبالذات تصويرك المخل، لرفضنا وهم عروبة السودان، بالفتنة.

ده فهم غريب جدا يااخ صلاح، حيث لاتري في وهم عروبة ارض السود المفروض بحد السيف، اي عنصرية، اوفتنة!

فقط هي عنصرية ودعوة للفتنة، عندما نرفض هذه الهوية الاجنبية المنهوبة، والمفروضة علينا بالحديد والنار، ونصر علي ان نكون انفسنا، اي سودان، او سود، او سودانيين!

اي منطق معكوس هذا ياصديقي؟

عزيزي القارئ، لاحظ، ان مثل هذا الدفاع المستميت المستتر عن هذه الهوية الاجنبية، يأتي من احد اقطاب اليسار، لا اليميين الاخواني، كما قد تتوقع!

ياعزيزي صلاح، فلولا وهم العروبة، لماكانت هناك عنصرية، او فتنة حصدت ارواح الملايين.

بناءا عليه، مواهيم العروبة هم مروجي الفتن، ونافخي كير العنصرية.

اذكرك بتحدينا لك، الاتيان بمكون عربي واحد لثقافتنا، الافريقية.

اكرر مكون اساسي، وليس بتاثير او اثر، اجنبي، عربي.

انوي مغادرة هذا الفضاء، بنهاية هذا الاسبوع، ولاجل غير مسمي.

Post: #41
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: Abdulgadir Dongos
Date: 08-01-2005, 06:32 PM
Parent: #40

التحية والأحترام أستاذ بشري الطيب .
كلماتك تحمل الكثير من حقيقة مايدور بمجتمعنا والذي لا يخفي علي أمثال الأستاذ شعيب، انما التشاطر سيدي. الأستاذ صلاح شعيب يعلمنا بأدق تفاصيل المسبب ويتواري عن السبب، لذا فقدت كتاباته المصداقية
لأنه "مستعرب يحس بأزمة ستأفرق السودان". أمثاله يتوارون خلف أكليشيهات بائسة بؤس فكرة جيل البطولات، الذين خلقوا كل هذه الأحن ومنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر.
الفتنة لم تغمض جفنها قط منذ أن رحل عن بلادنا الانكليز، بل محارق الموت زادت بعد رحيل الأستعمار والضحايا هم هم الضحايا.محمدة ومفخرة لنا أهل السودان الراحل المقيم الدكتور مبيور وفاقه الميامين لأنهم أطروا لنا حقيقة السودان وتاريخه المجيد والذي نحس بعمق انتمائنا لتراثه وواقعه الذي لم ولن يبرح أفريقيا. انتمائنا لافريقيا ليس تطرفا، انتمائنا واقع تعكسه دماؤنا تراثنا تاريخنا جغرافيتنا .لا أدري لماذا التهكم بنقل مثل "ما هي أهداف الخطاب العنصري المتأفرق؟"



دنقس.

Post: #42
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: Bashasha
Date: 08-01-2005, 07:02 PM
Parent: #1

العزيز دنقس،

البركة فيكم. شفت منطق الجماعة ديل كيف؟

يعني ياندعي العروبة زور او زندية، يانقبل اننا عنصريين! نعم ان نقول نحن سودان "Blacks" ولسنا بعرب، فهذا في عرفهم فتنة! شفت ذي ده، من الله خلقك؟

اوكمان الانكأ محاولة ربط ده كلو بالاحداث الجارية في السودان!

Post: #43
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: ابوعبيدة النعمان
Date: 08-02-2005, 00:40 AM
Parent: #42

التحية للمتداخلين جميعاً،
أخي بشاشا ،انا من المتابعين لكتابتك (المحورية) و خطرت لي بعض الأسئلة البسيطة
فأنت تتحدث عن مدعي العروبة وهماُ (الجلابة) هل انت تعني ان هؤلاء هم أفارقة الأصل و النسل
و انهم تنكروا لثقافتهم الام (الأفريقية) و تبنوا ثقافة وافدة او (شايلها الهوا)، وانت تريد بدعوتك تلك ايقاظهم علي حقيقة افريقيتهم التي تناسوهو او سلبت منهم ؟

ام انك تريد ان تقول ان هناك وافدين عرب هاجروا لبلد الزنج الفسيح ، و فرضوا لغتهم و ثقافتهم على اهله و ساموهم سوء العذاب، و بالتالي تريد قصاصاً؟

هذه أسئلة بريئة ارجو ردكم عليها لان لي الكثير من لحديث حول ما يثار هنا.
شكراً

Post: #44
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: صلاح شعيب
Date: 08-02-2005, 09:27 AM
Parent: #43

شكرا ً الاخوان بشاشا ودنقس وابوعبيدة النعمان

وسأعود إليكم بالتفاصيل بعد قراءة بوستات العنصريين المتأفرقين والمستعربين

الذين جعلوا المنبر آسنا ًبكتاباتهم التي سقطت وإنكشفت أمام اول تحد في معركة شعبنا نحو

تحقيق السلام. وعجبي ان الاسلام بكل مِثراته لم يحم هؤلاء من تخير مفردات الحكمة والوعي في

تناول امر جلل مثل وفاة الدكتور قرنق والذي كان اكبر منا في التعامل السياسي .

Post: #45
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: Bashasha
Date: 08-02-2005, 10:42 AM
Parent: #1

الاخ ابوعبيدة النعمان،

نعم الجلابة زنوج اقحاح، تنكرو لاصلهم الزنجي كمخارجة من جحيم الانتماء للذنوجة.

هذا التنكر يعد من ابرز ادلة ذنوجة الجلابة، لانه متداول بطول وعرض افريقيا!

حتي بعضا من الدينكا يقولون اتينا من اسيا!!!!!!!

كل الافارقة "كقاعدة" يتنكرون لزنوجتم بطريقة او اخري، لان الصورة اللتي جسمتها النازية ومنظرها قوبيني الفرنسي، للزنجي مقذذة ومنفرة لحد بعيد.

بدلا عن الثبات علي الهوية ومنازلة هذه الفرية، بالحفر في الصخر ناحتين لي صورتم الحقيقة بالاظافر، ذنوجة افريقيا يلجأون لحيل اكروباتية ساذجة للتملص من كابوس زنجي قوبيني!

في السودان، نفس من صارعو الغزو الامبريالي العربي وعلي مدي اكثر من 600 سنة، صحو من نومهم ذات صباح، فركو العيون من بقية النعاس، ليعلنو للملا انهم عرب!

ده اساس وهم عروبة الجلابة ولاغير!

Post: #46
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: ابوعبيدة النعمان
Date: 08-09-2005, 03:21 AM
Parent: #45

الأخ بشاشا

اذا كان فعلاً الجلابة هم زنوج أقحاح و تنكرو لاصلهم بعد قتال الغازين العرب خلال 600 عام.
لماذا يتنكروا لأصلهم و يقرروا ذات يوم انهم عرب ( مع العلم أن مثل هذه الاشياء لا تقرر ذاتياً و إنما هي نتاج صراع و تحول و تأثير و تأثر له قاونينه و معطياته التي تحكمه).
انت ايضاً تسيطر عليك نظرية المؤامرة بأن سبب التنكر هذا الصورة المقذذة عن الزنوجة التي روجت لها النازية ، انت الآن بدون ان تدري تتحول لمهاجمة الزنوجة تتهم الزنوجة تلك بابشع التهم انت تضعها في قاع الحضارات او الثقافات فهي شيء مرفوض و منفر حتى لأهلها!!!
( لا اخفي عليك اني تائه في فهمك هل الزنوجة ثقافة ام حضارة ام ماذا؟)

دعنا نتناول هذه الحقيقة البسيطة بعيدا عن قوبيني هذا !: افريقيا هي ارض الزنوجة تلك، تعتبر الآن اكثر القارات فقرا ، مرضا فسادا و تخلفاً (دعنا من نظرية المؤامرة) – في ماضيها حاضرها و مستقبلها القريب .
الى ماذا تدعوا انت... ؟؟؟ ماهو هذا الشرف الذي تدعوا له؟

كذلك لا شرف قريب و لا بعيد في انتماء عربي – فلا شيء حقيقة يشرف في كوننا عرب عاربة كنا او مستعربة.

لم اجد في كتب التاريخ من يتحدث عن غزو إمبريالي عربي لارض السودان فما هي مصادرك. الأصل في علاقة العرب بالسودان كان في اغلبه هجرة و نزوح سلمي .

العودة مرة اخرى لنفس النقطة انت ترفض فرضية عروبة السودان انا اتفق معك ، و لكنك تدحض هذه الفكرة بدعوى في نفس الاتجاه بتبنى مصطلح جديد (زنوجة) و هي لا تختلف كثيراً عن دعاة الاسلمة و العربنة في السودان لاتفاقها جمعيا في احادية الرؤية و الفرضية الثقافية ( مع تأكيد عدم وجود ما يعرف بثقافة زنجية يمكن تحديدها ).

دعك من هذه الترهات السودان بلد فسيح يسع الجميع و لن يكون حل مشكلاته في تبني الأطروحات الضيقة الافق و العاطفية و غير المؤسسة بل ولا تدرك و تعي معطيات وقعنا المتعدد بعربه و زنجه و غيرهم.
لنا عودة

Post: #47
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: فرح
Date: 08-09-2005, 04:01 AM
Parent: #46

فوق

Post: #48
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: Bashasha
Date: 08-09-2005, 10:46 AM
Parent: #1

.*.

Post: #49
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: Bashasha
Date: 08-09-2005, 10:48 AM
Parent: #1

الموضوع ماشي علي التلاتة شهور، والاخ صلاح عاجز تماما عن الاتيان بمكون عربي واحد لثقافتنا الافريقية!

ماقلت ليكم عروبة السود او السودان مجرد وهم والسلام؟

او بعد ده ناس صلاح شعيب برضو يصمونا بالعنصرية، لاننا قلنا عروبة امثاله وهم او بس!

سبحان الله حتي مواهيم العروبة يتكلمو عن العنصرية!

Post: #50
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: Bashasha
Date: 08-09-2005, 12:52 PM
Parent: #1

Quote: لماذا يتنكروا لأصلهم و يقرروا ذات يوم انهم عرب


ابوعبيدة تحياتي.

تاريخيا ده الحصل بالضبط، حيث ادعي النوبيون انهم امويين، والفونج ادعو انهم عباسيين!

وبماان الفونج كانو ذي لام اكول او شلك بلغة اليوم، فسخف نكتة العروبة هذه، واضح جدا.

اما ليه اجدادنا ادعو اصل اجنبي، فالاسباب متعددة، منها ولع المغلوب بالغالب حسب نظرية ابن خلدون، ومنها الهروب من جحيم الانتماء للجنس الاسود، جيث سواد البشرة الي اليوم يرمز للدونية، والعبودية، وبياضها للتفوق، والسيادة.

من الجانب الاخر كان لطريقة تدينا دور كبير جدا في ادعاء العروبة، حيث "خير البشرية" محمد عربي، والاسلام العروبي يمجد العصبية والقومية لحد بعيد، وشريعتها تحض علي ذلك بحمايتها ورعايتها لي مؤسسة الرق.

بالذات ان الارقاء علي الدوام كانو سود وليسو بعرب.

علي كده المدخل لاكتساب الوضعية الاجتماعية المتفوقة بل والتدين الصحيح، ارتبط بادعاء الاصل العربي منذ القرن الرابع عشر، والي والي يومنا هنا!

اماكلامك عن نظرية المؤامرة، يظل كلامك واستنتاجك، ولايمت بصلة لي طريقة تفكيرنا من بعيد او قريب!

كل ماحدث، يحدث، وسيحدث لنا في المستقبل مسؤليتنا نحن، ونحن وحدنا، لاشريك لنا!!

اما وضعيتنا الحالية كنزنوج في مؤخرة البشرية، فهذه حقيقة، الاعتراف بها شرط اولي للخروج من الوحل الاحنا فيهو.

الفرق بين كلامنا ده او كلام النازيين عننا يتلخص في الاتي:

* عندنا حركة التاريخ لولبية كماوضح الاستاذ محمود، بداية الدورة التاريخية المحددة تشبه نهاية القديمة ولاتشبهها!

* عندهم التاريخ اسسه، ويسيره الجنس الابيض، ولااسهام يذكر للسود فيه.

* عندنا، علي العكس كل ثقافات العالم ساهمت بدرجات متفاوتة في تشكيل الارث الحضار لانسان اليوم، وبالذات السود، باعتبارهم الاباء المؤسسين للحضار، بالالف واللام.

* بناءا عليه، عندما احتل السود صدارة البشرية، احتل البيض مؤخرته علي مدي اكثر من 3500 سنة!

والان بينما البيض في الصدارة عن جدارة، نجد السود في المؤخرة عن جدارة ايضا، لانهم فشلو في التاقلم مع البيئة، وكنتيجة تحجرو ليسقطو كحضارة متفوقة، مفسحين المجال للاخرين، الاكثر تاهيلا، ليصعدوا لصدارة البشرية، وعلي مدي ال2,000 سنة الماضية!

Post: #51
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: Bashasha
Date: 08-09-2005, 02:58 PM
Parent: #1

Quote: افريقيا هي ارض الزنوجة تلك، تعتبر الآن اكثر القارات فقرا ، مرضا فسادا و تخلفاً (دعنا من نظرية المؤامرة) – في ماضيها حاضرها و مستقبلها القريب .
الى ماذا تدعوا انت... ؟؟؟ ماهو هذا الشرف الذي تدعوا له؟



نواصل مع ابوعبيدة ونقول:

شرف الانتماء لافريقيا، مارهن بوضعية الافارقة، فقرا ام غني.

الانتماء ماقميص ولا مركوب او عطر يتم اختياره وفق معايير المزاج او الموضة او الوضعية!

بل لاخيار او عجور في الانتماء اصلا، لانو هوية الفرد سابقة لي وجود الفرد، او خارجة تماما عن ارادتو او مزاجو!

انت لم تختار والديك مثلا، لتختار انتماءك الهويي!

علي كده وقصبا عنك تظل زنجي افريقي اين ماحللت!


Quote: لم اجد في كتب التاريخ من يتحدث عن غزو إمبريالي عربي لارض السودان


في دي صدقت، لانو الفي يدو القلم مابكتب روحو شقي!

تاريخ السودان، مش العرب في السودان، لم يكتب بعد، ولاحتي سطر واحد منو!

لمان تاريخ السودان يكتب، حتقرا عن ابادة اجدادنا، ل100,000
جندي من جنود الغزو الامبريالي العربي لبلدنا، في واحدة من المعارك الاولي بينا او بين العرب.

دي المعركة الكتبو عنها شعراء العرب قائلين:

لم تر عيني، مثل يوم دنقلة..

فياعزيزي لوما الامبريالية، البجيب غازي مجرم كابن ابي السرح لي دنقلا شنو، من سعودية اليوم؟

ولا برضك مؤمن انو امثال ابن ابي السرح من العرب الاشراف والصحابة، جو ياخدو بي ايادي الاخوال امثالنا، من ظلمات الشرك والي نور الايمان؟

امخاخ اخوال كماقال عننا السعودي، جزاه الله خير!!!

Post: #52
Title: Re: تنامي الخطاب العنصري: أهو تبذير لزنزبار جديدة أم جرد لتراث التأسلم والإستعراب للأقوام السود
Author: صلاح شعيب
Date: 10-24-2005, 10:28 PM
Parent: #51

بماذا افادنا الانتماء للقبيلة لرفع فهم القبيلة ومصلحتها