حليل أيام زمان والسينما اللوج

لماذا لا نكتب عن الزمن الجميل والسينما اللوج
والاستراحة التي كانت تعطي لجمهور المتفرجين بين
الشوطين أقصد في منتصف الفلم ليقضي كل حاجته من بوفية
السينما أو من باعة السينما المتجولين والخروج المنتشي
عقب نهاية العرض والعشـــاء المكون من الباسطة أو الهريسة
مع زجاجة حليب بارد في الفسحات التي كانت تتقدم الأكشاك
الأنيقة , المضاءة والمنتشرة أمام السينما وجنباته .

سؤال عرضي ونواصل : لماذا كان السودان جميلا في ذلكم الوقت
- هل يا تري لقلة سكانه أم لوفرة الإنتاج والمحاصيل أم ان معدن
الناس كان مختلفا عن ما هو علية الآن - لم نكن في ذلك الوقت
نسمع أو نشتكي من أية الآم أو أوجاع إجتماعية حتـــي مشكلة
الجنوب كانت عبارة عن حرب منسية متقطعة لا تقوي حتى علي لفت
إنتباه الناس في مدينة جوبا - لم نكن نسمع كلاما عن العنصر أو
الجهة أو المنطقة - الكل كانوا متحابين شمالا ووسطا وغربا وشرقا
ومتناغمين في إنتظام ونسق اجتماعي بديع في المدن والأرياف

أغانينا كانت أجمل وأحلي ولم يكن لدينا فنانين نصف كم كما هو حادث
الآن - الكورة كانت جميلة والهلال والمريخ كانوا أحلي لدرجة ان فريقا مثل
الهلال حين يلاعب الآن فريقا من الدرجة الخامسة فان نتيجة المباراة لا تكون
معروفة حتى صافرة النهاية بينما كان الناس في غابر الزمان يسألون الناس الخارجين
من الملعب بكل ثقة ( أسمع يازول بالله الهلال فاز بكم الليلة علي التحرير أو الأهلي أو النيل أو بري ..الخ )

أكتب هذه الخاطرة السريعة وفي بالي سينما سنهوري في مدينة الحصاحيصا الراقية

أخونا فيصل طه

دخول السينما وركوب القطار

اصبحت من الزكريات التي ولت بلا رجعة

لوتذكر سينما حلفا إشارة بداية الفيلم كانت بتشغيل أغنية (أسمر) لمحمدالأمين (سينما الشرق )
ومقطع أغنية مصريةقديمة في الوطنية

ونقول يا حليل أيام زمان

ونعود

حلفا دغيم ولا باريس

العزيز أوبتمست
عوافي

الذكريات عن السينما والأيام الخوالي
الجميلة محفورة في الذاكرة ونستعيدها
كلما سنحت لنا ظروف هذا الزمن الضاغط
حين نجتمع علي قلتة مع بعض الرفاق
الجميلين.

أذكر أنني ومن فرط حبي للفنان وردي حين قدم إلي حلفافي
سبعينات القرن الماضي ذات شتاء عاصف لإحياء حفل ساهر
لصالح نادي القرية 15 في السينماالذي كان يقبع بالقرب من
ضريح سيد إبراهيم قمت بإهدائة جاكيت من فرو الثعالب
القطبية النادرة والغريب في الحكاية ان جاكيت الفرو
الفاخر الذي أهديتة لوردي كان يخص أخونا الظريف صلاح مندو

Quote: قمت بإهدائة جاكيت من فرو الثعالب القطبية النادرة والغريب في الحكاية ان جاكيت الفرو الفاخر الذي أهديتة لوردي كان يخص أخونا الظريف صلاح مندو

يابن خالي اضحكتني كثيرا واذهبت عني هموم سفر قادم لا ترك بناتي واعود الي عملي .... هل انت متاكد ان الديناصور ابن عمتي كان مالكا لذاك الجاكت من اصلو ؟؟ ماذا عن فرضية ان يكون لي او لعامر ( اما زال يتنفس تحت الماء ام غرق فاراح واستراح )؟؟؟ هذا ديناصور القرية 15 حري بان يقنعك بان اسمك هو اسمه فتقبل ؟؟؟ يظن انه زوربا زمانه وان اوناسيس يعمل عنده في ذاك الزمان والان يعمل عنده دونالد ترمب ؟؟ذ
بعد اكثر من عقديين من الزمان لم اراه فيهما عدا محادثتيين ارتبطتا بفقد عزيزيين لنا جميعا اتصل بي صوت لا اعرفه ولكن اعرف اهله فلقد تركته صغيرا " صلاح بيقول لك رسل اللابتوب والموبايل .. انا جيت هنا لمؤتمر وراجع بعد يوميين ؟""" صلاح مين ؟؟ ومن اين خرج الديناصور بعد هذه السنوات الطويلة وانظر ماذا يطلب ؟؟؟ ولماذا مافي "حتة رسالة واحدة ؟ " اخشي ان تكون وعلي مدي العقود الثلاث منذ اهدائك وردي لجاكيتنا لم تتعرض لا ستهبال وابتزاز ابن عمتي الديناصور ؟؟ اكيد سياتي اليك بقصة عن الجاكت وانه اتي به من زيارته لبيروت سنة 73 او ارسلته له معجبة كانت ضيفة في الهيلتون عندما كان يعمل هناك ؟؟؟ ومنذ متي وهو يهدي ام اصابه خرف في اخر عمره ؟ اما زال رغم صلعته ( يتهيا لي ان له صلعة الان بالوراثة ) يصر علي انه سيد شباب مجلس شعبان وطابونة حسن كلولا وان القرية بدونه لا تسوي ؟؟

اما عن سينما اللوج والاستراحة وقرينقو وديانقو واميقو فذاك زماننا الذي مضي كعمرنا واتي زمان اجيالنا الصغيرة بمعينات تناسبهم ولو بقيت الحالة كما كانت حينئذ لما استساغوها الان وهم لهم سينماتهم وابطالهم ومغنيهم ...زمان مضي ..

تحياتي
ابوبكر

اخونا ابوبكر
سردك الجميل يجعل للبوست طعم بيتي كاني الآن في راكوبة شعبان
اسمع لهذا الحكي الجميل أماأجمل لقب اسمع به للأ خ صلاح مندو فهو لقب ديناصور فهو بحق ديناصور جدة
اخونا فيصل
أّذكر تلك االليلة جيداً حين انت تفضلت بإلقاء كلمة الترحيب بوردي واذكر أن التقديم كان يليق بمقام وردي وحضر معى تلك الحفل إخواني مالك وعبدالرحيم رغم عدم رضا خالتنا آمنينة


ونعود

حلفا دغيم ولا باريس

Quote: مالك وعبدالرحيم رغم عدم رضا خالتنا آمنينة

ما هو شنكلة امنينة فيهم خلتهم مشنكليين في وردي وقبل كام يوم مالك الهادئ طلع من طورو لما استاذتنا سعاد ابراهيم انتقدت وردي من عشمها وهو رفيق نضالها .. يعني لو ما عايز واحد من اولاد امنينة او احفادها يجييك راكب مدرعة نص الليل ويقوم بانقلاب فارقوكي فا بعد عن وردي تماما يا تسمع بس يا تروح شالا ...

اما الديناصور فيبدو انه لاقي في فيصل فرصة يسرح ويمرح ببطولاته التي كانت ولم تكن ابدا ...واصلا الجاكتة ما كان فيها فرو اصلي يعني انا وعامر نكون لقينا الزمن داك ثمن تخميسة علشان نسافر روسيا ونجيب فرو حقيقي ما كان انجليزي جاي من تايون بس ما كنا عارفيين حكاية تايون الزمن داك ...ما كان يحيرني مقدرة صلاح في اقناع سائقي التاكسي بانه مهم ويتقعمز في الكرسي الورا وما فيش تعريفة في جيبو يلف من بيت الي بيت و بتاع التاكسي مفتكر صاحبنا بيواصل الرحم وهو في الحقيقة بيفتش علي واحد منا يدفع ثمن تقليعاتو وحبو اللامتنهي حينئذ لركوب التاكسي اجرة ولبس طرحة ... المشكلة ان شعبان او محمود جني لم يكونا في الخرطوم والا لكان لهما معاه كلام تاني .... ....

ومن تقليعاتو انه اصر علي دراسة الاثار ... ولليوم لا اعرف سببا لذلك الا انه ربما كان يبحث عن جذوره التاريخية فلذا هو ديناصور حيث لم يشتغل بالاثار بعد تخرجه ويبدو انه اثناء الدراسة عرف ان بقايا الديناصورات موجوه في الصحراء الكبري غربا جنوب الجزائر وقريبا من جمهورية الصحراء فاكتفي بذلك فلقد كان يتوسم ان يجد له اصولا ساكسونية او اغريقية فوجدها افريقية ..
اكثر ما يزعجني اليوم وبعد اكثر من ثلاث عقود انني كنت اصدق شطحاته اثناء الجامعة وبعدها حتي تركت السودان ...
تحياتي
ابوبكر

الأخ العزيز ابوبكر

شكرا لهذا القلم الرشيق الذي يتنقل في الذاكرة
بخفة وعمق يحسد علية - أعجبني لقبك الجديد الذي
اطلقتة علي سيد شباب عبكة أخونا صلاح مندو والذي
كان يمثل حجر الزاوية في كل اللحظات الجميلة التي
قضيناها في حلفا أو الخرطوم فأنا وللتاريخ أقول بأنني
لم أصادف في حياتي شابا جميلا وودودا كصلاح مندو مع تقديري
لكوكبة الأخوان الجميلين الذين عطروا ليالينا في عبكة
(ولا أقول القرية 15 )أوالخرطوم وجميل ان ذاكرتك الديجتالية لم تمحو
الصولات والجولات الدينوجوانية التي كان يقوم بها صلاح عبر
تاكسي الخرطوم الأصفر الظريف- فهو تارة يوجة التاكسي إلي منزلكم
العامر بامتداد الدرجة الثالثة وتارة إلي بري حيث كانت
له شعبية عارمة من أهل شرقندوا هناك وتارة أخري إلي عرين الأسد
في بركسات جامعة الخرطوم .. وأذكر تماما أيامة الجميلة في هلتون
الخرطوم في الـ front office مع مشرفة المكتب الإثيوبية في ذلك
الوقت السيدة إيزابيلا وكان صلاح معروفا عنة إختيارة الراقي لهندامة
وتوج ذات يوم في حفل داخلي أقامتة إدارة الفندق كافضل موظف in terms of elegancy

وكنت ازورة تقريبا مرتين او أكثر في اليوم حتى نشأت بيني وبين المغفور له
عثمان فرح ( مدير مشتريات الهلتون ) علاقة أخوية حميمة أفضت إلي تعييني أنا الأخر
في الفندق في قسم الـ housekeeping لكنني هجرت العمل نظرا لأني رئيسي المباشر الجنوبي كان متسلطا علي الموظفين فضلا عن النظرة الدونية التي كنت أنظر بها لذاك القسم فسعيت كثيرا عند أخونا عثمان فرح دون جدوي ليتم نقلي حيث يعمل الديناصور - أما أخونا صلاح فقد فصل من الخدمة بسبب سفرة إلي حلفا فقط بعد ثلاث أشهر من تعيينة لحضور عقد قران خليل عبد الرحيم وإلهام داتة

أما أطرف الحكايات التي سمعناها في تلك الليلة التي قمنا فيها بإهداء وردي جاكيت أبوبكر وعامر فكان بطلها السيد بدر الدين محمد عثمان حيث قال لي واللوري يتأهب لمغادرة باحة سينما الشرق إلي عبكة ( يا أخي أنت لية أديت محمد وردي ذاك الجاكيت الفاخر وابن عمك قاعد يموت من البرد )

صلاح مندو أسطورتنا ونشيدنا الجميل الذي نعزفة حين يضيق بنا هذا الزمان الضاغط

الاخ العزيز حمزة ( ابتومست )

شكرا علي طلاتك البهية وإثرائك لذاكرتنا من مستودع
الذكريات الجميلة - بالله ما تقطع الإرسال فمزال لديك الكثير
من الشجن عن سينمات حلفا والسجانة برفقة أخونا الظريف
مدنـــــي السني

الأخوة ابتومست وابوبكر

علي ذكر مالك سيد احمد الإنسان الشفاف سوف أورد لكم هنا غدا بإذن الله نص
رسالة اليكترونية رقيقة وصلتني من هذا الكاتب الرقيق مالك فكاتباته
راقية وجميلة ولابد أن أشرككم في قراءتها

ان معدن الناس كان مختلفا عن ما هو علية الآن











ان معدن الناس كان مختلفا عن ما هو علية الآن

صدقت يا أخونا واثق مكي فمعدن الناس كان مختلفا عن ما هو علية الآن

شكرا علي المرور والتعليق

اعزائ

صلاح مندو احد اضلاع مثلث تلاقت اضلاعه تلقائا في رفضها لواقعهم فلا تغيرالواقع كما يريدون ولا تغيرو هم ليصالحو واقعهم فصارو قصة محيرة ومرارة في حلوق كثيرون منا الذين يعرفون عنهم ذكاء
وعقول نيرة قادرة وطيبة المعشر ... ابراهيم دوانة صلاح مندو وعامر ابوككي ...نحن من نعتبر من اجيالهم زائد ناقص سنة سنتتين لا يهم لسنا اذكي منهم ولا اكثر معرفة ولكننا اخذنا الدنيا غلابا وصارعنا الواقع فكثيرا ما يهزمنا وفي فلتات زمن نهزمه وهذه هي الدنيا غالب ومغلوب حتي تاتي الساعة ..
كثيرا ومنذ عقود مضت يشغل بالي سؤال ماذا لو كان هذا المثلث الماسي مثلنا كخلق الله يصارع الواقع فيصرعه او يصرع ؟..ماذا لو تواضعت عقولهم شيئا ما من اجل عبكة وقبلو ما قبلنا وعاشو حياتهم مثلنا وصارو في درجات علم وعمل كاطباء او ادباء او مهندسيين او او ؟...يبدو لي انهم حينئذ لصارو المعيين في عملهم وعلمهم ولكنهم اختارو ان يلاعبو ويولاوعو القدر والزمن متناسيين ان الزمن ياخذ لاعبا كان او ملعوبا به فهو الغالب ... لو قبلت عقولهم تواضعا لازدانت بهم عبكة وهي تري ثلاث من كبدها اعلاما كل في مجال تخصصه وربما كانو لالئ في سماء السودان .. انهم الان لالئ في قلوبنا اهل عبكة لاننا نحبهم وهم منا ولكن لو ( وملعون ابو ,لو, )تواضعت عقولهم وتنازلت عن احلامهم الهلامية لفاخرت عبكة بهم الدنيا ولكن ...

تحياتي
ابوبكر