الروائي الحسن بكري يحاور الروائي أحمد الملك

الروائي الحسن بكري يحاور الروائي أحمد الملك


08-06-2003, 09:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=251&msg=1186339912&rn=0


Post: #1
Title: الروائي الحسن بكري يحاور الروائي أحمد الملك
Author: nassar elhaj
Date: 08-06-2003, 09:24 PM

نشرت مدارات ثقافية بجريدة الخرطوم عدد امس حوارا مهما مع الروائي أحمد الملك وقد أنجز الحوار الروائي المبدع الحسن بكري وبالطبع مساءلة روائي لتجربة ابداعية مشابه لفعله الابداعي تعني الكثير من الاسرار على مستويات عديدة من تقنيات وتراكمات الكتابة، ثم
تطرق الحوار لأجواء الكتابة الروائية لأحمد الملك وضرورات ان تكون هنالك كتابة روائية ومدى تقاطعات ذلك مع القصة القصيرة وتقنياتها ومدى امكانية حضورها كبديل للرواية كذلك ناقش الحوار المنابع التي غذت وحركت شاغل الكتابة لدى الملك كما توقفت الحوارية عند ماركيز ومدى تشابه او تنافر تجربته ليرى أحمد الملك ذات الجوانب والعناصر الاسطورية والسخرية التي تشتغل عليها اعمال ماركيز هي لا تختلف كثيرا عما هو متوفر في الواقع والبيئة والقرية السودانية والكثير من المشاهدات البصرية العادية والمتكررة تحمل في داخلها اسطورتها وماورائية تفسيراتها وذلك يبدو واضخا حينما يحرك هدهدا او طائر البشير بدلالتهم الغيبية مخيلة احمد الملك للدخول في عالم رواية عصافير اخر ايام الخريف، نجد ان ماركيز لا يسرق احمد الملك بمعنى يجعله مدينا له بل احمد الملك ينجز مشروعه الموازي والمتجاوز لتجربة روائية اخرى كتبها ماركيز كما تتطرق الحوارية للمشهد الثقافي والابداعي السوداني وكذلك مدى تاثير الغربة والغياب عن الوطن مثلما الملك في هولندا وايضا البكري في قطر مدى تاثير ذلك في حالة الكتابة ، كما توقفت الحوارية عند الحيل السردية واسقاطات الحكي واشكاله على مستوى الواقع في افادة الكاتب الروائي وكذلك اضاءت الحوارية اشتغال شخوص بعينها كانت حاضرة في اعمال الملك القصصية والروائية مثل شيرا ومنوفل ، اذن هنالك الكثير والكثير الذي ناقشته واجلته هذه الحوارية المهمة بين روائئين مهمين في الابداعية السودانية وخارجها، حوارا اضاء الكثير من اليات الكتابة والتراكمات التي أسهمت في مشروع الملك الابداعي الذي مازال يتحرك بقوة بعد ان نشر الان ثلاث روايات ومجموعة قصصية ( الفرقة الموسيقية ، عصاقير اخر ايام الخريف، الموت السادس للعجوز منوفل، الخريف يأتي مع صفاء ) كما على الجهة الأخرى أخرج الكثير من هموم وأسئلة الحسن بكري وهو يتأمل منجز ابداعي لأحد رفاقه في الكتابة مما يجعل من المهم بل يجب ان يطلع عليه الجميع وانا ليس بامكاني انزاله الان لذلك اناشد احد الروائيين الملك والبكري ان يقوم احدهم باضافة هذا الحوار المذكور لهذا البورد حتى يقرأه الجميع لتواصل الحوار .

Post: #2
Title: Re: الروائي الحسن بكري يحاور الروائي أحمد الملك
Author: ahmad almalik
Date: 08-06-2003, 09:44 PM
Parent: #1

شكرا لك ايها الصديق العزيز نصار علي اهتمامك، وسوف اقوم بتجميع الحوار وارساله للبورد ان لم يتمكن الاخ الحسن بكري من نشره كاملا
اكرر شكري وتقديري

Post: #3
Title: Re: الروائي الحسن بكري يحاور الروائي أحمد الملك
Author: فتحي البحيري
Date: 08-06-2003, 09:53 PM
Parent: #2


شكرا لك -لكما -لكم
كونك-كما-كم
ممكن-ممكنان-ممكنون دائما

Post: #5
Title: Re: الروائي الحسن بكري يحاور الروائي أحمد الملك
Author: rummana
Date: 08-06-2003, 10:11 PM
Parent: #3

الأخوان نصار الحاج
وأحمد الملك
عن أي دار (دور) نشر صدرت الروايات والمجموعة القصصية؟
مع جزيل شكري

Post: #20
Title: Re: الروائي الحسن بكري يحاور الروائي أحمد الملك
Author: Elmosley
Date: 09-14-2003, 01:57 PM
Parent: #2

شكرا نصار الحاج ونحن في انتظار الحوار

Post: #4
Title: Re: الروائي الحسن بكري يحاور الروائي أحمد الملك
Author: Remo
Date: 08-06-2003, 10:10 PM
Parent: #1

شكرا صديقنا نصار
قرأت هذا الحوار الممتع فلهما التحية و الاحترام
و ما يحز فى النفس يا نصار أن روائيا بقامة الملك لا يذكر عندنا إلا لماما
أنظر إلى روايته ( الفرقة الموسيقية )
ستجد أمرا عجبا
لا تناولها فى قراءة نقدية أو حتى دراسة عابرة فيما أظن

Post: #6
Title: Re: الروائي الحسن بكري يحاور الروائي أحمد الملك
Author: alfatih
Date: 08-06-2003, 11:11 PM
Parent: #1

الاستاذ نصار الصادق
لك التحية فى اضاءة البورد بما يجرى حول مبدعينه من تثاقف
الاستاذ احمد الملك يمتلك ناصية ادبية قوية فى السرد الممتع
لرواياته الثلاث ويجعلك تعايش اللحظات كأحد صناعها
الشكر للاستاذ الحسن بكرى ولجريدة الخرطوم التى ما فتئت تبهرنا
بالجديد

الفاتح الصادق

Post: #7
Title: Re: الروائي الحسن بكري يحاور الروائي أحمد الملك
Author: nassar elhaj
Date: 08-07-2003, 05:46 PM
Parent: #6

الاعزاء
احمد الملك
الفاتح
الطيب برير
فتحي
Rummana
سلاما ومحبة

وقدصدرت
رواية الفرقة الموسيقية من دار جامعة الخرطوم للنشر في 1991
ورواية عصافير اخر ايام الخريف من نفس الدار في العام 1996
المجموعة القصصية الموت السادس للعجوز منوفل صدرت من دار الاهالي بدمشق في العام 2001
اما روايته الاخيرة
الخريف ياتي مع صفاء فقد صدرت من المؤسسة العربية للدراسات والنشر
في العام الحالي 2003

Post: #8
Title: Re: الروائي الحسن بكري يحاور الروائي أحمد الملك
Author: rummana
Date: 08-07-2003, 06:02 PM
Parent: #7

كل الشكر أخي الكريم

Post: #9
Title: Re: الروائي الحسن بكري يحاور الروائي أحمد الملك
Author: Agab Alfaya
Date: 08-08-2003, 09:41 AM
Parent: #1

طبعا حيكون حوار ممتع جدا لانو الاتنين اولاد صنعة واحدة
فكل احد بكون كاشف سر المهنة ويا بخت القاري
لذلك بقول للاخوين العزيزين الملك والبكري
بالله عجلوا بنشر هذا الحوار في البورد وما تحرمونا من الاستمتاع

Post: #10
Title: Re: الروائي الحسن بكري يحاور الروائي أحمد الملك
Author: Alsawi
Date: 08-08-2003, 11:20 PM
Parent: #1


الاخوة نصار، عجب الفياوريمو والاخوة، لكم التحية والود

عثرت لكم على نص المقابلة المذكورة وهاي أدناه:



كيف تكتب الرواية ولماذا تكتبها أصلا وهل صحيح أن كتابة القصة القصيرة تحتاج إلي مهارات أعلي كما يزعم كتاب عديدون؟

كتابة الرواية حسب تجربتي المتواضعة تحتاج أولا الي الاستقرار، ولا جدال بالطبع أن الاستقرار هو شعور نفسي بالالفة مع الاشياء من حولك، يمنحك الامان. في بيتنا قبل سنوات حينما كنت أكتب "عصافير اخر ايام الخريف"، كنت أشعر أنني جزء لا ينفصم عن تلك الحياة الوادعة التي كانت تعبر من حولنا، صوت الحيوانات الهائمة في الخارج، أصوات شجار الصبية في طريقهم الي المدرسة رائحة القهوة الطازجة في صباحات صديقنا الأستاذ طه محجوب الندية، وصوت الخطوات الرتيبة لإيقاع الحياة في خمول ساعات الضحي. تلك التفاصيل خرجنا منها فكان الثمن الذي ندفعه أن نفتقد ذاك الامان وتلك الحياة الوادعة فينتهي بنا الحال لاجترار الذكريات ونكتفي من تجارب الكتابة باعادة تنقيح ما سبق لنا ان كتبناه هناك . في ذلك الزمان كان مشروع الكتابة يبدأ بمجرد فكرة ، تكون لحظة البداية صعبة للغاية خوفا من الفشل ولكن بمجرد أن تتشكل بعض ملامح العمل تسير الامور بسهولة اكثر.
زمن الحكاية في القصة القصيرة قصير قياساً بالرواية التي تتيح مساحتها المفتوحة الدفع بشخوص جديدة كلما بدأ النص في التخلخل. بالنسبة لي، مشروعاتي الروائية تبدأ في العادة من قصص قصيرة، مثلما حدث في الرواية الأخيرة. فالمشير الذي كان يبحث عن بيته في شارع الأرامل في القصة القصيرة التي نشرتها بهذا الاسم، شعرت به يتململ من النص الصغير الذي لم يكن كافيا ولا حتى لتتضح فيه صورته التي أثارت جدلا بين أهل القرية الغارقين في وهم أمجاده التي بدأت في التشكل في الذاكرة الجماعية بمجرد سماع اسمه في جهاز الراديو وذكر أنه ينتمي إلي القرية بحكم مولده فيها . إلا أن بعض شخوص "عصافير آخر أيام الخريف" تحررت أيضا من زحام النص وأصبحت لاعبا رئيسيا في قصص قصيرة مثل شيرا المجنونة والعجوز منوفل .


السرد في "عصافير آخر أيام الخريف" حشد من الذكريات المؤلمة والأسطرة وتمتزج فيه الأحاسيس الإنسانية بجموح الطبيعة علي نحو مأساوي في كثير من الأحيان، ما الذي يحفز لديك هذه الأخيلة البديعة التي تصف الواقع بقدر ما تبتعد عنه؟

أتذكر أنني أيام شرعت في كتابة "عصافير آخر أيام الخريف"، كان الوقت شتاء. أجلس في غرفة واسعة غارقة في ضوء الضحى الباهت في الصمت الذي يقطعه تغريد حزين لطائر الهدهد، أراه عبر النافذة فوق الجدار الطيني. حين استمع لتغريده أعرف أن العاصفة ستهب بعد قليل كما سمعنا من جداتنا وبالفعل بمجرد أن يفرغ الطائر من غنائه ويطير باتجاه الحقول حتى تبدأ العاصفة، إنه شهر أمشير الذي تغلب علي أيامه الكتاحة التي تساعد في مكافحة الكثير من الآفات التي تهدد المحاصيل الزراعية.
في الفناء نجلس نلتمس الدفء في ضوء الشمس وحين يغرد طائر أبو البشير تقول جارتنا إن فلانا سيحضر الآن. وبالفعل نجده قد حضر من السفر بعد قليل، تمتزج حياتنا نفسها بالأسطورة، فلا نكاد نلحظ الخيط الرفيع الذي يفصل بينهما. مجتمع القرية غني بالمشاهد اليومية المؤثرة، كان هناك العجوز منوفل الرجل الذي يضرب الرمل وكانت معظم نبوءاته تصلح للاستهلاك المحلي، يقول هذه الماعزة ستلد ثلاثة وتصدق نبوءته لا لمقدراته الخارقة ولكن لأنه رآها وهي تضع صغارها لحظة دخوله البيت. هناك الشاب الذي يعبر القرى علي حماره وهو يعلن وفاة شخص ما والذي فقد مصداقيته بعد أن علم الناس أنه كان كلما تشاجر مع شخص كان يسارع بالإعلان عن وفاته وحين يتقاطر المعزون يكتشفون أن الميت نفسه هو الذي يستقبلهم !
نبعت القصة من تلك التغيرات العميقة التي بدأت تحدث بيننا، في مجري حياتنا؛ بدء انهيار الأشياء الجميلة التي كانت تبدو لسنوات ثابتة، راسخة، لا يستطيع تغييرها مجرد حاكم عابر تأتي به دورة تقلبات السلطة، فنبعت فكرة الغريب الذي يحدث بوجوده المأساوي عن طريق الخديعة خللا في كل نظام الحياة في القرية .


أعتقد أن العجوز منوفل يظهر في مشهدٍ واحد في "العصافير" ثم خصصت له قصة قصيرة كاملة, "الموت السادس للعجوز منوفل". لماذا يظهر في "العصافير" خصوصاً وأن الرواية تحفل بالشخصيات التي تمتلك القدرة على كشف الغيب، كما فعل هو في مشهده؟ هل هو احتفاء بالحياة كما ألفتها في الواقع؟

العجوز منوفل ظهر في العصافير في مشهد عابر، كانت صورته راسخة دائما في ذاكرتي ببعدين لشخصين مختلفين تماما. كان لدينا جار يعمل بائعا متجولا وكنا ونحن صغار نجده في كل وقت في الطريق الرئيسي في انتظار سيارة تقله إلي أي مكان فهو لديه مهام في كل الاتجاهات. وفي انتظار ظهور سيارة ما كنا نتحلق من حوله ونستمع إلي قصصه وأساطيره الجميلة وكان يجيد محاكاة اصوات الطيور والعصافير. وشخصية أخري لرجل يحمل الاسم نفسه يضرب الرمل ويتنبأ بالمستقبل. مزجت أنا بين الشخصيتين فبدا كأنني اصنع انفصاما، بين الأخلاق والاحتيال فكان هناك العجوز منوفل في "العصافير"، لا يتنبأ إلا بالموت، يحدد ساعة الاحتضار أفضل من كل الأطباء، لكنه حينما ظهر في القصة القصيرة التي تحمل اسمه يبرز تناقض في قبول الناس لشخصيته، فالنسوة في القرية يؤيدن حياته والرجال يؤيدون موته وهكذا حين كتبت القصة عام 1995 ونشرت فيما بعد ضمن المجموعة القصصية التي تحمل الاسم نفسه عن "دار الأهالي" كان سقوط النظام الديمقراطي قد أكمل ذاك العام ستة أعوام. هنا ظهر العجوز منوفل تصحبه نفس أوهامه التنبؤية بيد أنه اكتسب مظهرا أخلاقيا، فالمصاعب التي يثيرها أما من يطلبون خدماته في كشف المستقبل يبقي غرضها نبيلا في النهاية لمصلحة الشفافية وتطور الأحوال إلي الأمام وفق ديناميكية متزنة للإصلاح، حتى أن الرجال الذين تعاطفوا مع إشاعة موته في البداية شعروا بالحزن حينما اكتشفوا أهمية وجوده.


شيرا المجنونة بأحزانها التي لا تحدها حدود، هي وحدها المعصومة من الحزن، هذه رواية صاغ الأسي بنيتها وشخوصها، أليس كذلك ؟

شيرا عصمت نفسها بدراستها لعادات الحزن ومن ثم مكافحته بمنطلق خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، فامتلكت المبادرة، لكن دون شك أن فاطمة نور الصباح، الشخصية المحورية، كانت غارقة في الحزن منذ المساء المشئوم الذي تعرض فيه ذلك الغريب لها. فاطمة نور الصباح كانت في ذاكرتي دائما تجسد امرأة أحببتها كثيرا هي جدتي، لم استطع أبدا أن أتخيل امرأة أخري حينما أتذكر فاطمة نور الصباح. كانت جدتي تلك تتمتع في صباها بجمال غير عادي وكنت دائما مفتونا بمسحة الحزن التي تشرق من عينيها، وأذكر عند وفاتها أنني شعرت بحزن لوّن حياتي لفترة من الزمان. لابد أنها بقيت في نظري رمزا للفضيلة ولقيم الزمان الغابر التي سحقت في ظل عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي .


لكن شيرا رغم عصمتها، تفتك بها الوحدة ويطاردها الجنون. أقصد أن الحزن يظل يطارد شخصياتك، حتى في أفضل أحوالها.

في "العصافير" ثمة خلل يطرأ علي منظومة الحياة في القرية التي كانت تعيش حياة وادعة، الحزن كان أهم أثاره، يخيم فجأة علي كل الاشياء فتفقد تناغمها الغابر. تبدو لي شيرا المجنونة من علي البعد امرأة عصمت نفسها من الحزن بمجهود عقلي، لكن وجود الحزن كان حقيقة وجودها هي نفسها، فقد انشغلت بمكافحته حتى غدا جزءا منها لدرجة أنها تحتال لرشوة الموت بلبن ماعزتها أحيانا وتطارده أحيانا أخرى بالعصا لتطرده خارج حدود مملكة أوهامها. أذكر شخصية جارة عجوز لنا كان بيتها يشبه بيت شيرا المجنونة، متاهة صغيرة، مصنوعات يدوية وجلود حيوانات وأدوات غريبة تشعرك كأنك في مغارة أسطورية .


تتكرر المشاهد والصور بتواتر ملحوظ في العصافير. هل يمثل هذا التكرار حيلة سردية مقصودة؟

ربما تأثرنا بطريقة سرد الراوي المحلي للحكايات. يبدأ حكايته ثم يقطعها حين يصل أشخاص آخرون ليشرح لهم بعض الوقائع التي سردها من قبل حتى يدخلهم إلي أجواء حكايته ولكن عموما اعتقد أن ذلك محاكاة للأسلوب الشعري . حيث البداية لا تصبح بداية بل استطرادا دائريا يطفو إلي السطح كلما بدأت حرارة النص في التراجع .


هناك بعد ماركيزي في العصافير هل قرأت ماركيز بدرجة تجعلك تستبطنه، علي الأقل في هذه الرواية ؟

لا أنكر أنني قرأت ماركيز بعمق وأحببت فيه سخريته الرهيبة. أجواء رواياته تشبه دون شك نفس تفاصيل أساطير حياتنا اليومية، نفس تلك الأجواء التي رأيناها في بندر شاه وضو البيت، نفس حكايات جداتنا. حينما تمتزج مثل هذه الأساطير بالوقائع اليومية، بعدم الاستقرار السياسي والانقلابات العسكرية والحروب الاهلية، هل يبقي من فرق بين عوالمنا السعيدة وبين عوالم ماركيز ؟


بالنسبة إليّ، "العصافير" لا تقل جمالاً عن أعظم أعمال قارسيا ماركيز. أعتقد أنها تحتاج لمن يتوفر عليها فيبيّن أسرارها. هل نالت أعمالك دراسات نقدية كافية وكيف تقيّم تلك الدراسات؟

كتبت عن "عصافير آخر أيام الخريف" عدة مقالات ودراسة قيّمة كتبها الدكتور هاشم ميرغني أضاءت الكثير من جوانبها. فمثلاً تناولت هذه الدراسة الانحراف الأسلوبي في الرواية وكيف أنها استفادت من الكلمات اليومية العادية المبتذلة ولغة الصحافة والبلاغات الرسمية. أعتقد أن هناك أسباب كثيرة حالت دون وصول الرواية بصورة جيدة إلى عدد أكبر من القراء وبالتالي النقاد. طبعت الرواية عل عجل فلم يتسن تصحيحها من الكثير من الأخطاء اللغوية كما أن طابع الرواية خالف مواصفات الورق المتفق عليه فطبعها على ورق يجعل قراءتها صعبة للغاية إضافة لتكدس الصفحة مما يجعل القراءة غير مريحة إطلاقا، وإذا سلمنا أن الأسلوب نفسه كان صعبا في أحيان كثيرة ويحتاج لجهد للمتابعة وعدم التوهان في النص، فلابد أن مشاكل الطباعة قد زادت الأمر تعقيدا. فوق ذلك، فانه لم تطبع منها بسبب تلك الأخطاء نسخ كثيرة في الطبعة الأولى. عموما أسعي لإعادة نشرها بعد تنقيح الأخطاء التي رافقت طبعتها الأولي


يتنقل السرد بين أكثر من ضمير روي في العصافير أحياناً. أهي محاولة للقفز على الشكل التقليدي لتصنيف الراوي؟

الراوي في العصافير لم يكن شخصا واحدا بل تعدد بحسب مقتضي المشهد وربما كان ذلك هو السبب الذي جعل البعض يقول بصعوبة متابعة الوقائع في "العصافير"، فظهور أكثر من راوي أثار ارتباكا لدي بعض قراء الرواية. كان تصوري للراوي كمجموعة من المرايا تعكس مجموعة من الوقائع في وقت واحد .


نشرت لك رواية ثالثة مؤخراً وتكتب قصصاً قصيرة بانتظام. كيف تجد الكتابة بعيداً عن الوطن؟

طوال غربتي التي أوشكت علي الخمس سنوات لم أكتب شيئا جديدا سوي قصة قصيرة وبعض الحكايات عن شخصيات حقيقية عاشت معي في القرية. الرواية الثالثة كانت جاهزة لدي عند خروجي من السودان أواخر العام 1998 ما أنجزته في المهجر هو أنني أعدت كتابتها وتنقيحها، ولدي مشروعات روائية بدأتها جميعا في السودان، أحدها مكتمل تقريبا. كما ذكرت لك ربما تعودنا في السنوات الماضية أن نكتب وفق شعور بالأمان يوفره لنا البيت الذي عشنا فيه والحياة البسيطة الطيبة التي كنا نحياها. بعيداً عن الوطن, لسوء الحظ لم ننعم بالاستقرار وشعرنا بأنفسنا ننتزع من أحضان زمان أحببنا كل تفاصيله. وأمسينا في سن ليس بمقدور الإنسان أن يبدأ بها أية مشروعات جديدة.


ما رأيك في المشهد الأدبي السوداني بشكل عام والقصصي على وجه الخصوص؟

هناك الكثير من الأقلام الموهوبة التي لمعت مؤخرا رغم عوائق النشر. معاناة السنوات الأخيرة من القرن الماضي ومطلع القرن الحالي ثم تشتت الكثير من الشباب في المنافي والمهاجر والقضايا العديدة التي طرحت بإلحاح في هذه السنوات حول الهوية، وتعقد مشاكل بلادنا عموما وقسوة الحكم العسكري، كل هذه الوقائع ربما حفزت أو ساهمت في ظهور الكثير من الابداع الذي نتلمس خطاه رغم بعدنا عن الوطن .

Post: #11
Title: Re: الروائي الحسن بكري يحاور الروائي أحمد الملك
Author: Agab Alfaya
Date: 08-09-2003, 09:29 PM
Parent: #1

لنا عودة

Post: #12
Title: Re: الروائي الحسن بكري يحاور الروائي أحمد الملك
Author: nassar elhaj
Date: 08-09-2003, 09:41 PM
Parent: #11

Alsawi

تمام التمام
وأنقذت أحمد من فرفرة صناديقه الالكترونية
لتجميع اللقاء
وفي انتظار قلمك المبدع الناقد المبدع عبدالمنعم عجب الفيا

Post: #13
Title: Re: الروائي الحسن بكري يحاور الروائي أحمد الملك
Author: Agab Alfaya
Date: 08-12-2003, 04:23 PM
Parent: #1

حوار ممتع غاية الامتاع
ادهشني وضوح الرؤية عند احمد الملك ومعرفته باسرار فنه
لاحظت ان هناك شبه في تجربة الكتابة بين الطيب صالح وماركيز والملك.فالجميع يتكؤن علي مخزون الذكريات وعالم الطفولة الذي يضفي علي الحياة نظرة اسطورية،حتي ان الطيب صالح يقول ان هناك دائما طفل قابع في اعماق المبدع. انبثاق فكرة قصة عصافير اخر ايام الخريف ،من مشاهدته لطائر الهدهد يحط علي النافذة،تشبه الطريقة التي يتحدث بها ماركيز عن كيفية انبثاق رواياته
ظهور الشخصيات في اكثر من عمل ظاهرة مشتركة نجدها عند الطيب صالح كما هو معروف .كذلك الغريب الوافد الذي يربك ظهوره فجاءة نظام الاشياء ايذانا بدورة حياة جديدة
كنت اتمني لو انني اكملت قراءة،الخريف ياتي مع صفاء قبل هذا الحوار،لكن للاسف لم اتمكن من ذلك حتي الان

اكرري شكري للاخوين المبدعين احمد والحسن
والشكر موصول للاخ الصاوي الذي اتاح لنا الاطلاع علي هذا الحوار

Post: #14
Title: Re: الروائي الحسن بكري يحاور الروائي أحمد الملك
Author: ahmad almalik
Date: 08-12-2003, 10:27 PM
Parent: #1

الصديق الاستاذ عبد المنعم
لك الشكر استاذنا علي ملاحظاتك القيمة، ودون شك اننا في حاجة للنقد الذي يضئ لنا الطريق الذي لازلنا نتلمس خطانا في عتمة بداياته .
بالغ امنياتي الطيبة .

Post: #15
Title: Re: الروائي الحسن بكري يحاور الروائي أحمد الملك
Author: منعمشوف
Date: 08-12-2003, 10:49 PM
Parent: #14

حوار شيَّق للغاية
والأستاذ الحسن البكرى استطاع أن يشدَّ خيوطاً دقيقة
فى مسيرة الروائى احمد الملك جعلتة يرد بتلقائية
وكأنه يتونَّس ونسة حميمة .. سأعود يا أحمد والحسن لأسال سؤالاً

Post: #16
Title: Re: الروائي الحسن بكري يحاور الروائي أحمد الملك
Author: الحسن بكري
Date: 09-02-2003, 03:44 PM
Parent: #1

بسبب أسفار عديدة في روع الوطن أثناء عطلتي، لم أطلع على هذا البريد سوى اليوم. شكرا نصار على الملخص الجيّد. والشكر لعجب الفيا لتعقيبه والشكر للصاوي لنشره الحوار ولكل من علق على هذا الحوار مع المبدع أحمد الملك.

Post: #17
Title: Re: الروائي الحسن بكري يحاور الروائي أحمد الملك
Author: ahmad almalik
Date: 09-02-2003, 09:44 PM
Parent: #1

استاذنا المبدع
الحسن بكري
، حمدا لله علي السلامة ونتمني ان تكون قضيت مع الاهل اجازة سعيدة وبانتظار كتاباتك عن هذه الرحلة
لك بالغ مودتنا وامنياتنا الطيبة

Post: #18
Title: Re: الروائي الحسن بكري يحاور الروائي أحمد الملك
Author: الحسن بكري
Date: 09-03-2003, 00:01 AM
Parent: #1

الأستاذ أحمد الملك،

تحيات. البلد تكتظ خريفاً. تأخذ الدكتاتورية بخناقها، ويستكرتها(أستلف الوصف من الشاعر حميد) الطغاة دون ذرة حياء.

لكن الناس هم الناس ولا زال النيل جميلاً وما برحت الطبيعة فاتنة.

لك خالص المودة وسأوافيك برسالة في يومين أو ثلاث.

Post: #19
Title: Re: الروائي الحسن بكري يحاور الروائي أحمد الملك
Author: nassar elhaj
Date: 09-13-2003, 08:37 PM
Parent: #18

الاعزاء
منعمشوف
عجب الفيا
احمد الملك

لكم كل الود وبحر الكتابة المديد
والف حمدالله على سلامة العودة الحسن بكري
ولا تدع قلمك يغيب كثيرا

Post: #21
Title: Re: الروائي الحسن بكري يحاور الروائي أحمد الملك
Author: nassar elhaj
Date: 10-23-2003, 05:50 PM
Parent: #19

فوق

Post: #22
Title: Re: الروائي الحسن بكري يحاور الروائي أحمد الملك
Author: فتحي البحيري
Date: 10-25-2003, 01:47 PM
Parent: #21

وتاني فوق يا ابا محمد