الحزب الوطني يتحدث ... وأبو حنيفة يمد رجله

الحزب الوطني يتحدث ... وأبو حنيفة يمد رجله


12-20-2009, 02:15 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=250&msg=1261314940&rn=0


Post: #1
Title: الحزب الوطني يتحدث ... وأبو حنيفة يمد رجله
Author: alfadil
Date: 12-20-2009, 02:15 PM

الحزب الوطني يتحدث ... وأبو حنيفة يمد رجله

عبد الحميد أحمد محمد[/red
]
رحم الله زهير حين قال:
وكائن ترى من صامت لك معجب .. زيادته أو نقصه في التكلم
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده .. فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
وفي موسم (الحديث السياسي) الحزب (الوطني) يشرع يتحدث، (نافع) يتحدث ومندور وغندور .. و و.. وكل إناء بما فيه ينضح.
وكل جهة تزداد قيمتها أو تقل حتى لا يبق غير اللحم والدم. و
العرب كانت تقول "تحدثوا تعرفوا"
وفي موسم (الكلام في الهواء) الناس يعرفون رجال كثيرون بسيمائهم وكلهم لا تبقى منه إلا صورة اللحم والدم، وأبو حنيفة – كذلك - قائم في كل ندوة ومجلس يمد رجله.
وحين كان (مندور) يقول مستعدون للعودة الى المربع والأول وتقديم (100) ألف شهيد كنا نحن نغالب الضحك، وصديقنا اللئيم يستدعي دراما أنس عبد المحمود ويتمطى ذلك المساء في مقعده بجبل أولياء ويقول: "خليه يا عزيزة النومة دي بتريحو شويه.." ثم يصيح عالياً هاك هاك الكتائب دي. والدراما التي تبثها الإذاعة الحكومية اسمها (حلم في حلم) ولا تعليق عن الحكمة والرويّة التي تفرض على الرجل الإعراض عن ذلك الحديث حتى وإن كان غبار كتائبه يتعالي وتعلك خيولها اللجم.
والجماعة يتحدثون.. و
وآخر يطنب مقدم البرنامج في تقديمه ذات مساء حكومي ويستعين بكل المفردات من فصيلة (قيادي) (كبير) عضو المجلس (الوطني) وهيئة قيادة (الوطني) والرجل البرلماني يتقدم ناحية المنصة بخطى مرتعشة وقلب نظنه واجفاً والرجل بعد أن يجهش طويلاً – لدهشتنا - ويسكب (دموع التماسيح) كان يقول: "والإنقاذ ما حتترك سلاحها.." وشفاهنا التي نمطها برماً من الحديث الممجوج كان تنفرج عن إبتسامة عريضة ثم ضحكة عالية، فقهقة مدوية حين يكمل الرجل: " الإنقاذ ما حتترك السلاح لأن الكلب إن ترك النباح أخذه اللصوص على أنه عجل.." هكذا قال السيد (النائب.. البرلماني) (القيادي) (الكبير)
وضحكنا حتى تلفت المكان من الرنين وذكرنا (كُثير عزة) وحكماء الأعراب في باديتهم حين يرون بالبصيرة النافذة أن "عداوة عاقل خير من مودة أحمق"
لا يا هداك الله .. كيف يصبح عجلاً..؟ يظل الكلب كلباً وإن ترك النباح.
وكُثيّر عزة في لحظة يأس مثل لحظات السادة هؤلاء كان يقول:
ألا ليتنا يا عزّ كنا لذي غنىً .. بعيرين نرعى في الخلاء ونعزب
كلانا به عرٌ فمن يرنا يقل .. على حسنها جرباء تعدي وأجرب
إذا ما وردنا منهلاً صاح أهله .. علينا فما ننفك نرمى ونضرب
والنقاد أوجزوا نقد الشاعر بقولهم: "ويلك أتمنيت لها ولنفسك الرق والجرب والرمي والطرد والمسخ؟ فأي مكروهٍ لم تتمن لها ولنفسك؟ لقد أصابها منك مثل قول الأول: معاداة عاقلٍ خيرٌ من مودة أحمق.
لقد أراد الرجل أن يشرح حبه (للإنقاذ) فأصابها منه ما أصاب عزة من كُثيّر. و
أيها الناس تحدثوا .. تُعرفوا..!