قالوا أم ميكح سال سيلاً غرّق عواليهو

قالوا أم ميكح سال سيلاً غرّق عواليهو


12-14-2009, 07:48 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=250&msg=1260773338&rn=0


Post: #1
Title: قالوا أم ميكح سال سيلاً غرّق عواليهو
Author: على احمد النعيم
Date: 12-14-2009, 07:48 AM

صدقونى ان الجو فى الدوحة هذه الايام مستفز جداً !!! نهارها ضلمة وليلها ضلمة وساريةً تبقبق لا الصباح ما انفشت ... واقولها صادقاً على الطلاق لا الحين ما انفشت.... واهل الدوحة يعلمون.

لقد هيجت هذه الحادثة الذكرى فى نفس مغلوب ساقته الايام لكى يكون شاهداً على هذا الجو الماطر العجيب والذى الآن ليله كنهاره ... ولكنه لم يستمتع بهذا الجو العجيب كما كان عهده فى الايام الاول ويا ليتها من ايام .... عندما يسيل ابو هجيليج ويقطع اولاد الزرق من الدراسة فى مدرسة السابير فى ذلك اليوم الذى يتباشر اهله بالسارية ام رويق ... او عندما يسيل وادى ابو ميكح العنيف ويقطع اولاد الملاحة من حضور حصص ذلك اليوم الذى له فى النفوس معانى كثيرة...

آناس المطر البارح خبرها شنو ؟؟؟ والله قالوا ابو هجيليج من الدف لى الدف .... لا زلت اذكرها... ولن انساها .... يا لها من ايام ...
ياربى .. وياربى
المطر هناك لها وقع آخر ... نعم لها وقع آخر والشاهد يذكر ان لها طقوس غير التى هنا ....!!! الشاهد يذكر الليله القبلى شال .. يا ربى .... والقبلى لا تخطئ مطره ... لقد حدثتنى امى عن ابى يرحمه الله انه فى ايام العينه وعندما يشيل برق ود برى (برق القبلة) يتهيئ الجميع لمطر تسيل وديانه حتى تغطى العوالى...
لقد مات ابى يرحمه الله قبل ان يشتد عودى ... وقد حفظت امى وصيته وقد كان يرحمه الله صمداً فى كل شئ ... كنا اطفالاً .. عندما يلمع هذا البرق القبلى الذى ذكرته، ترى امى - متعها الله بالصحة والعافية- تستعد لهذه السارية ام تكيك وتظل توصى فينا انه اليوم ( أم دلدوم تخطى وهذه السارية لا تخطى) وتظل تجمع فى الحطب اليابس وتدخله داخل المنزل وكذلك الويكة المشرورة فى سطح المنزل .. كما فى كل المنازل - وتصر علينا ان نحضر الحمير - لا مؤاخذة- من مجرى سيل أم الحملان لتبيت معنا داخل الحوش ... لأن السيل الجارف سيأتى لا محالة..

الصباح السيل لا زال يجرى .. وترى اعمدة الدخان قد علت اسطح المنازل فى صبيحة ذلك اليوم البهيج... والمرأة النجيضة هى التى تجهز وجبة الإفطار للذين يتباشرون بالمطر ويطالعون منظر السيل المنحدر الذى اخذ فى طريقه الحجر والمدر الى كرو ام دبيب والمريق ودمبوية شيخ عبد الله ويختلط بمسطح ود نور الذى اجتمع عليه سيل ابو هجيليج وسيل ابو ميكح اللذان جعلا المنطقة كلها كانها محلاة من بركة من فضة تسر الناظرين..

يتباشر الناس .. أهل الزاراعة وأهل الرزق كل على حسب ما يتمنى .. يا ربى... ترى العرب الرحل (الشوتلاب او كل من اتى ليقضى فترة الشتاء العصيبة على مجرى النيل) تراهم يتباشرون وفى وجوههم فرحة لا تضاهيها مليون فرحة رأيتها هنا فى ارض الإغتراب... !!!

يا الله ... عندما تسمع هذه العبارة (الليلة العرب هدموا) تيقن ان الخريف وفير وان العرب قد عزموا على الرحيل .. والله الذى طاف الحجيج ببيته لقد ذكرتنى هذه الخاطرة بابيات ذكرها لى اخى وصديق عمرى احمد ابو حريره عن شاعر البطانة الفذ ود الشلهمة وهو يرسم بلوحته البديعة هذا المشهد البديع حيث قال:

قاموا الليلة من دار الدمر وانقلوا
حازمة ضعينتم منجمعة ما بنفلوا
سقّد مايقى روقة الغمدة ما بتطلوا
وقلبى مع الجراسة البنقرن قام كلو

وقد خابرت الاخ المفضال عباس سابل صباح هذا اليوم عن هذا الجو المغرى وذكرت له ما قاله ود الشلهمة عن هذا الرحيل ... ولقد فاجانى الاخ عباس ان له ذكريات كثيرة ومواقف شتى ذكر لى منها ما يوافق قول ود الشلهمة على لسن البلوله ود شلعى حيث قال:

قاموا اولاد عريس فوق الطويل هضليمن
ورحلوا البوبياب شالوا البطانة قديمن
ألمع يابرق أكان تجيبلى نسيمن
وحنتوت القسيم يتجادعنبو غنيمن

السوارى اخوتى فى سوداننا الحبيب والضهرى اب تكيك لها معان أخر.. جمعتنى الظروف والأمكنة ان اجلس مع احد الإخوة الذين استهواهم مثل هذا الجو المطير. .. وهو الاخ عبد الله ود بلال عندما كنا جلوساً عقب سارية من تلك السوارى التى تخلف سحباً زرقاء داكن لونها صبيحة اليوم الذى يعقبها .. الهرع الذى يسبق دمعة العاشم والمكلوم والذى لو رميته بحجر لأصبته...
قال عبد الله ود بلال على لسن ود شورانى:

قدمك يسعد الساحة الخدارها مشيط
كفلك عالى اردافك تفر وتخيط
دغمة خشمك الضحوى السحابو مبيت
التوب فى الصدر موجاً مقاصر الميت

اخوتى الكرام للحديث بقية والجراب مليان
وحتى عودة لسرد تلك المواقف

تحياتى لكم بلا حدود

(ومبروك عليكم المطر) !!!