لدغة عقرب (خربانة من كبارة) فوضى القمة شاملة - بقلم الأستاذ النعمان حسن

لدغة عقرب (خربانة من كبارة) فوضى القمة شاملة- بقلم الأستاذ النعمان حسن
في حقيقة الأمر ليست الصحافة الرياضية وحدها تسأل عن ما يشوب مباريات القمة من إهتمام يتعدى المنطق فالقمة (خربانة من كبارة) والفوضى شاملة حيث إن الأيام التي تسبق لقاءات القمة حتى لو كانت قمة غير مصيرية كهذه فإن الصحافة تجد فرصتها في تسابق الإداريين واللاعبين لإطلاق التصريحات الملتهبة ويا ليت الأمر يقف عند الإداريين واللاعبين وحدهم ولكن المدربون يدخلون حلقة السباق والمصارعة فيشاركون في إطلاق التصريحات والتحديات.
فمنذ أن دخل موعد المباراة أيامه السبعة الأخيرة لم تخلو صحيفة بل وصفحة من التصريحات النارية من الإداريين والمدربين واللاعبين جميعهم يقدمون مباراة غاية السوء خارج الملعب تستعرض فيها العضلات في ظاهرة لا أظن أن قمة أخرى تشهد ما نشهده في السودان.
ولعلني انقل هنا ما عايشته لسنوات في القاهرة فما تشهده الساحة الإعلامية وما تفيض به الصحف من تحديات الإداريين واللاعبين لا نشهده في لقاءات الأهلي والزمالك بل لا نشهد في لقاءات الهلال والنصر السعود أو الإتحاد والأهلي جده.
فلهذه الأندية أولا ناطق رسمي لا يصدر تصريح عن الفريق إلا منه وحده كما انه لا يطلق تحديات باللهجة التي تمتلئ بها صحفنا من الإداريين وكمان من يسمون أقطاب بل ومشجعين تتوسط تحدياتهم مانشيتات الصحف .
أما اللاعبون فحدث ولا حرج فلاعب الأهلي أو الزمالك لا يملك أن يلتقي صحفيا أو يتحدث عن المباراة إلا بإذن الجهاز الفني وبالطبع لا يوافق له الجهاز بأي حديث لإذنه إن كان له حديث فمكانه الملعب أما عندنا فهو يتحدث عن اللقاء كيفما يشاء بل ربما يتعرض لمدربه بالنقد حول اللقاء نفسه ولعل أخطر جانب فيما يطلقه اللاعبون من تحديات يذهب أحيانا لإن يعلن اللاعب انه مسئول عن النتيجة وانه سيهز مرمى الخصم وإن كان حارس مرمى فإنه يملأ الصحف بأنه مسئول عن خلو مرماه من هدف مع أن هذه مسئوليته الوظيفية. ولهذا النوع من تصريحات اللاعبين أثار فنية سالبة على اللاعب صاحب التصريح فإن كان قد صرح بأنه سيهز مرمى الخصم فإن تصريحه هذا يدفع به للنزعة الفردية والأنانية في اللعب حتى يحقق راية التحدي التي ألزم بها نفسه أمام الرأي العام كما إن لهذا التحدي خطورته على اللاعب سواء كان مهاجما أو حارس مرمة إذا اخفق في الوفاء بالعهد الذي قطعه على نفسه خاصة حارس المرمى الذي يفقد حضوره الذهني في المباراة إذا ولج مرماه هدف وهو قد وعد بغير ذلك فيحمل هم مواجهة الإعلام (له بالمرصاد) وجمهور ناديه لكل هذا فإن الأجهزة الفنية المنضبطة ترفض للاعب أي حديث قبل المباراة.
أما المدرب ويدهشني أن تصدر مثل هذه التصريحات من مدرب أوروبي يعلم انه لو فعل هذا في أوروبا لكان مادة للنقد فالمدرب يعد فريقه في الصحف وليس بالتصريحات في الصحف ولقد توقفت كثيرا أما كلا مدربي القمة وقد تباريا في إطلاق التصريحات والتحديات بل منهم من تحدث عن لاعب خارج حساباته فماذا يكون تأثير هذا الحديث عن اللاعب لو وجد المدرب نفسه بحاجة إليه لأي سبب ثما لماذا يكشف عن تكوين فريقه لخصمه الذي ربما كان يبنى خطته على وجود هذا اللاعب في الفرقة ولكن يبدوا أن الخواجات بدلا من أن نتعلم منهم الانضباط تعلموا هم منا الفوضى
ال قمة ال

وخربانة أم بنايةً قش