المهمة العسيرة ، إقناع من لا يمكن إقناعه ، أحزاب وجماهير

الانتخابات تقترب كل يوم ، والأحزاب لا تعرف الطريق إلى هذه الانتخابات ، ولا تعرف كيف تنفذ إلى هذا الطريق .. والتسجيل من جانب جماهير هذه الأحزاب ضعيف للغاية ، فلا يوجد حماس ولا يوجد حراك ولا مساعي نشطة لدفع الجماهير إلى مراكز التسجيل .. الناس محبطون وقد تملكهم اليأس ولا يرون في داخل النفق إلا الظلام ..
الأحزاب ستأتي إلينا بعد أن يطلّ عليها ضحى الغد وبعد أن تستبين النصح ، فتقترح علينا أو توجهنابمقاطعة الانتخابات .. وستلقي اللوم على الحزب الحاكم ..
نحن كجماهير وكشعب بذلنا كل جهدنا وصبرنا وقاومنا بكل ما أوتينا من قوة للوصول إلى عتبات التحول الديمقراطي ، لكن أحزابنا ما تزال في مرحلة التيه ، تمشي هائمة على وجوهها ، وبدلا من مخاطبتها لنا برفع الرؤوس أصبحنا نحن الذين نخاطبها ونقول لها ارفعي رأسك .. كل حزب منقسم على نفسه وبينه وبين جماهيره هوة من الغياب وجبال من التعالي وأسوار من التنافر .
ما رأيت في حياتي أحزابا كهذه ، كلما سعت الجماهير إليها هرولت هي بعيدا عن نبض الجماهير وأشواقها.. القيادات التي تغيب عن الجماهير ، ثم تأتيها بخطاب باهت أو ضعيف أو منعدم ، هي قيادات تضيع على الجماهير مكاسبها بدلا من أن تضيف إليها .. القيادات الصامتة ، القيادات المفرطة في الحديث ، القيادات التي تتحدث عن الولاء التقليدي ، القيادات التي تنظر لكل منتقديها على أنهم ثلة من قليلي الأدب ، القيادات الوارثة ، كل هذه قيادات واهمة ومضعيفة ومنكفئة ..

كان هناك وقت كاف لهذه الأحزاب لمعالجة داء الانقسام ، وأن تحقق هي ذاتها التحول الديمقراطي الذاتي في داخلها . لكنها كابرت وعاندت ، وأصرّت بعد كل هذه السنين إلا أن تجعلنا – نحن الجماهير – تحت رحمة كهول منعدمي النشاط فاقدي الحيوية لا يستطيعون تحركا من بيوتهم في العاصمة إلى أي طرف منها .. ولا يستطيعون مخاطبة الجماهير وقوفا ، ناهيك عن مشاركتهم في مظاهرة أو قيادة نضال شعبي من أي نوع ..

هذه الأحزاب لم تتصالح مع أطرافها ، لم تتصالح مع جماهيرها .. ومنها من لم يعقد مؤتمرا عاما حتى هذه اللحظة ..
الجماهير الاتحادية وجماهير حزب الأمة تآكلت في الشرق وفي الغرب لصالح الحركات ، كما تآكلت في الشمال وفي الوسط لصالح المؤتمر الوطني .. وانعدمت جماهير الشيوعي في الوطن كله أو تآكلت لصالح الحركة الشعبية ، والحركة نفسها لن تجد ما يعطيها ما أعطته إياها نيفاشا .. وبقية الأحزاب كلها تمثل حالة إعلان موقف لقياداتها وليست لديها جماهير تذكر ..

والحال هكذا مع أحزاب المعارضة ، لكن حزب الحكومة ( المؤتمر الوطني ) لا يغيب ولا يفتر ، يعمل باجتهاد في ساحة التسجيل ، وفي كل ساحات العمل السياسي .. وهذا هو يفوز في جامعات السودان ، ويكسب العديد من عضوية الأحزاب الأخرى ، ويكسب تحالف بعض الأحزاب التي عملت معه طيلة السنين الماضية ..
كيف يمكن أن تتنافس هذه الأحزاب الكسيحة مع هذا الحزب الديناميكي ؟

أعلنت المفوضية القومية للانتخابات عن تمديد فترة التسجيل لستة أيام ، وتأجيل موعد بدء الانتخابات لستة أيام أيضا ، وأفادت الأنباء أن عدد الذين سجلوا للانتخابات حوالي 8 مليون من 20 مليون هم الذين يحق لهم التسجيل ، وطبعا هذه نسبة ضعيفة تمثل فقط حوالي 30% ، وأكاد أجزم أم الذين لم يسجلوا حتى الآن هم من جماهير أحزاب المعارضة ، وهذه الجماهير لم تقم بالتسجيل لأنها ترى أن قيام الانتخابات لا يحقق لها مطلبا إنما هو حرث في البحر ..
وسمعت الصادق المهدي يطلب تمديد فترة التسجيل شهرا كاملا ، لكني أقول له لو أن كامل فترة التسجيلكانت أسبوعا واحدا وكانت أحزابكم جاهزة لما حدث ما حدث ..

إذا كانت التقديرات تقول أن من يحق لهم المشاركة في الانتخابات هم في حدود العشرين مليون ، وقامت الانتخابات وكان عدد الذين سجلوا فقط 8 مليون فإن هذا يعني أن غالبية الشعب السوداني لا يريد الانتخابات ، ولذا فلا داعي لقيامها والصرف عليها ، ولتبقى الحكومة الحالية وكأنها منتخبة بالتزكية ..

شقيق المبدأ و العراك و المصير
ود قــــــــــــاســــــــم،

لكم التحية و التجلة و التقدير ...

تجدنــــــــــى فى صفكم و أبصم بالعشرين على كل حرف ظاهر و معنى باطن خططته فى هذه المساحة الإسفيرية ...


و نظـــــــــــــــل مندهشــــــــــــــــــــين
حتــــــــــــــــــى نندمــــــــــــــــــــل








ش

صدقت فيما ذهبت اليه
حشود وحرص لحزب واحد ,

ولا صوت يذكر للبقيه للاسف , اسبوعين قبل ضياع فرصه المنافسه الشريفه
او تكون نصر لحزب واحد مهتم ومستعين بادوات الدوله ومن غير تزوير.

الأستاذشهاب الفاتح
لك التحية
هذه الصورة تقنع الكثير من الناس أنّ ما يحدث لنا هو ما نستحقه ، أنجزنا من قبل الكثير من الإنجازات السياسية مثل ثورة أكتوبر وانتفاضة أبريل ، لكننا عادة نجهض ثورتنا في مهدها .. الآن نكرر نفس السيناريو ، ناضل الشعب وقاوم النظام الشمولي وأوصله إلى هذه المرحلة التي تم الاتفاق فيها حول التوجه الديمقراطي لكن الأحزاب كعادتها تخذل جماهيرها بصراعاتها الشخصية والأسرية .. إما أن تصحو الأحزاب من نومها وأن يتحرك قادتها لمعاجة الأمر والإمساك بزمامه أو سيطالب الشعب باستمرار الشمولية فقد تكون أفضل من أحزاب مهترئة مضيعة لنفسها وللشأن الوطني ..

الشقيق شكري
لك مودتي
لاحظت أعلانا في الصحف موجه من الحزب الاتحادي الديقراطي الأصل يحث المواطنين على التسجيل ، وهو جهد نقدره ، لكن لابد من أن تتحرك اللجان على مستوى الأحياء والقرى لتحريك الجماهير وتحريضها على حفظ حقها حتى تتمكن من الإدلاء بأصواتها في الانتخابات .. ولابد أن تعمل كل الأحزاب لتحقيق هذا الهدف ، ولابد أن يسعى الجميع للتوافق والوصول إلى كلمة سواء حتى نتمكن من الدخول إلى مرحلة التحول الديمقراطي بعقل وفكر يمكن أن يحرر السودان من الشمولية ..
لك الشكر

http://www.sudaneseonline.com/ar1/publish/article_2477.shtml
هذا فقط ما يستطيعون فعله ..
حتى لو تم إلغاء السجل وفتح التسجيل من جديد فإن الأحزاب المتكاسلة والمهترئة ستصل إلى نفس النتيجة ..