مصـــر تحتــرف الضجــيـج...!

مصر تحتــرف الضجــيـج

لليوم التاسع علي التوالي ومنذ وصول الفريق القومي الجزائري الي القاهره، بل ربما قبل ذلك، قاد الاعلام المصري الرسمي والخاص وفي تناسق تام حمله اعلاميه غير مسبوقه لتعبئة مواطنيه ضد الجزائر مع شبه التاكيد لهم بأن فريقهم لا يقهر وانهم لا محالة ذاهبون الي كاس العالم. فمصر هي بطل افريقيا ومن ثم يحق لها ان تكون الفريق العربي الوحيد الذي يمثل العرب في الجنوب المانديلي. كان محتوي رسالة الاعلام المصري في مجملها تقول هو اننا زعماء افريقيا وزعماء العرب الذين لا يشق لهم غبار.
كان الفريق الجزائري لسوء حظه، هو الذي يقف حجز عثره امام تحقيق هذه الامنيه الكاذبه، لذلك كان يجب ارهابه وقهره بكل السبل. فبداء كما شاهد العالم مسلسل القهر والارهاب خارج الميدان لحظة وصول الفريق الجزائري الي مطار القاهره. وقع عدوان اثم علي الاعبين الجزائريين امام بصر وسمع الامن المصري الذي وقف متفرجا في تواطؤ مفضوح علي تلك الفعله القبيحه. ومما هو معروف عن ممارسات الاجهزه الامنيه المصريه يمكننا القول ان من قاموا بالاعتداء علي اللاعبين الجزائرين في اغلب الظن هم عساكر في الامن المصري طلب منهم القيام بتلك المهمه القذره، اذ من العسير جدا ان نصدق ان امن ( ام الدنيا) عاجز عن حماية بص واحد يحمل لا عبين من دوله منافسه لاداء مباراه حساسه.. ولكنه التواطؤ المفضوح.
والحق يقال، ان لاعبي الجزائر ابلوا بلاء حسنا في مباراة القاهره ولم ينكسروا امام الارهاب والعنف غير المسبوقين الذين مورسا عليهم، حيث كانت مصر بلد الضجيج والغوغاء الفارغه تخطط لحسم نتيجة المباراه في استاده القاهره . غير ان صمود الجزائرين امام الة الضجيج الضخمه اجبر المصريين علي اداء مباراه فاصله لم يكونوا يرغبون فيها..!
ومره اخري تواصل الضجيج وزادت وتيرته وعلت نبرته حتي بلغ ارجاء الكون. فما كادت المباره في القاهره تنتهي، حتي قيل في اذدراء تام للدوله السودانيه وشعبها ان السودان مثله مثل حي العباسيه في القاهره وان شعبه يدين بالولاء لمصر ويتحرق شوقا لرفع اعلامها, فمن وجهة نظر اعلام الضجيج ان السودانيين تابعون ليس لهم خيار إلا مناصرة مستعمريهم السابقون. ولم يتوقف الامر عند ذلك، بل حركت القاهره ازيالها وعملائها القليلين بالخرطوم فضجوا مثل سادتهم في امتهان تام للكرامه السودانيه معلنيين ان الفريق المصري هو الفريق السوداني بعينه.
ثم قبض الساده ومواليهم الريح بعد ان صرعهم عنتر الجزائري بيمينيه اطاحت بكل امالهم التي ذهبت ادراج الرياح واتضخ انها ليست إلا اوهام صنعوها من ضجيجهم الصاخب.
اثبتت المباره ان مصر ليست إلا دوله تعيش علي الوهم الذي تصنعه من خلال الضجيج. فمصر فقدت دورها السياسي في المنطقه ولم تعد الشعوب العربيه او الافريقيه تنظر اليها كدوله قائده ذات تأثير. فالدوحه اصبح تاثيرها في القضايا العربيه اكبر بكثير من القاهره. وجنوب افريقيا اصبحت محورا اساسيا للسياسه الدوليه في افريقيا ينهضون حتي بقضايا السودان ( الحديقه الخلفيه) لمصر الخديدويه.
اما داخليا، فمصر تتاكل من الداخل بفعل سوء الاداره والفساد المستشري. فقطاراتها تتصادم كما تتناطح التيوس، وتنهار الحجاره علي رؤوس فقرائها ويستخدم سكانها مياه المجاري في حياتهم اليوميه.
اما دبلوماسيا فقد فشلت مصر بكل ضجيجها في حل الاشكال القائم بين منظمة فتح وحماس ( القضيه العربيه الوحيده التي تتوسط فيها) وبعد اكثر من ثلاثه اعوام لا زالوا يدورون في حلقه مفرغه، بل ان حركة حماس وفي اكثر من مره رفضت حضور اجتماعاتهم في احتقار واضح لقيادتهم وتشكيك بائن في مقدرتهم علي القياده.
لكل ذلك لم تجد مصر ما تغطي به عورات فشلها الداخلي والخارجي إلا الضجيج. حيث اصبح الضجيج هدفا في حد ذاته. وهذا ما حدث بالفعل في مباراتهم مع الجزائر. إذ ان مثل الاحداث التي صاحبت المباراه ، تحدث مرارا وتكرارا وفي مختلف ارجاء العالم. تحدث في منافسات الطلاب، والانديه، والمنتخبات، ويشار اليها قليلا وينتهي الامر عند ذلك. اما عند محترفي الضجيج، فالامر اكبر من ذلك، فهنالك استدعاء السفير والانسحاب من اتحاد شمال افريقيا، ثم تخصيص يوما ضجيجيا كاملا لهجوم ضجيجي علي السودان للنيل من سمعته واتهامه بكل مايمكن الضج به للتغطيه علي الفشل والخيبه.
لقد اصبح من الضروي لاهل الضجيج ان يعلموا ان الضجيج لا يلعب الكره ولا يحرز النتائج ولا يحقق لهم احترام الشعوب ولا البطولات.. وعليهم ان يبحثوا عن اسباب خيبتهم في دواخلهم حتي يكفونا شر ضجيجهم هذا.
وفي الختام نقول مبروك للفريق الجزائري و لشعب الجزائر فقد احرزوا نصرا مستحقا، استمات صانعوا ومحتروفوا الضجيج في تشويه.

دعـوه لتكـوين رابـطة الصـداقه الســودانــيــه الجــزائريـه]