مَرْثيَّةُ رَمْلِ الْبُكَاءْ (الى روحِ صديقي/علي عبدالقادر علي) في الفضاءاتِ الرَحيبة!

مَرْثيَّةُ رَمْلِ الْبُكَاءْ (الى روحِ صديقي/علي عبدالقادر علي) في الفضاءاتِ الرَحيبة!


10-21-2009, 08:11 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=250&msg=1256109115&rn=0


Post: #1
Title: مَرْثيَّةُ رَمْلِ الْبُكَاءْ (الى روحِ صديقي/علي عبدالقادر علي) في الفضاءاتِ الرَحيبة!
Author: عبدالأله زمراوي
Date: 10-21-2009, 08:11 AM

كنتُ في مثل هذا الوقت من العام الماضي حزيناً جدا لفقد صديقي ورفيق المهجرالمرحوم/
على عبدالقادر علي، الشابُ الخلوق المُحبُ لوطنه، الكريم العطوف الرقيق.

ولم يطاوعني قلمي آنذاك أن أكتب عنه، وربما ذلك لقلة مخزوني اللغوي
في "الرثائيات، حيث أنني لم أطرق هذا الباب قبلاً. لكنني رثيته نثراً كثيرا..

وأخيراً وبمناسبة ذكرى وفاته الأولى، كتبتُ وعدّلتُ في هذا النص
الخجول، أهديها لروحه الطاهرة، جازماً بأنه يقرأ معنا في هذه
اللحظات حيثُ أن القراءة هي نهجه وديدنه مُذ عرفناه،

كما أشهد الله بأن علياً من الأبرار الذين عاشوا على الأرض، كالنبيين،
تكسوه العفة وتلجمه الحياء!

الى روحك الطاهرة يا علي، أهدي هذا النص..


*قلتُ له ذاتَ مرة وهو يستقبل الموت (بعد أن حدثه الطبيب أمامي
بأن رحيله سيكون في خلال 3 أشهر)، ألا تخاف الموتَ يا علي؟

لم يرتبك، لم يخاف ولم تفارق السخرية شفتاه، وقال واثقاَ
بأنه قد وطّد علاقته بالموت منذ مدة طويلةثم أردف قائلا أن المتعة عنده
تتجلى عندما يتخيل نفسه ما بين الفضاءات الرحيبة معلقا
وُمُحلِقاً في سحائب من غمام وضباب وأنوار باهرة!

كان يقرأ كثيرا كتب الموت التى تتحدث عن أشخاص
ماتوا ثم قاموا للحياة ثم يروون عن أنوار باهرة رأوها ما بين
برزخين...! ألا رحم الله صديقي علي...

مَرْثيَّةُ رَمْلِ الْبُكَاءْ!

Post: #2
Title: Re: مَرْثيَّةُ رَمْلِ الْبُكَاءْ (الى روحِ صديقي/علي عبدالقادر علي) في الفضاءاتِ الرَحيبة!
Author: عبدالأله زمراوي
Date: 10-21-2009, 08:16 AM
Parent: #1


لَمْ تَعُدْ
تِلْكَ الرَّوَابي
فِي سُفُوحِ الْلَّيْلِ
تَذْكَارًا عَلَى
رَمْلِ الْبُكَاءْ!

لَمْ يَعُدْ
لَيْلُ الْمُحبِّينَ
مَنَارًا فِي الدُّجَى
لَن يَعُودَ الصُّبْحُ،
مُؤْتَلِقَ الْبَهَاءْ!

هَزَّني فِي الْلَّيْلِ
طَيْفٌ مِنْ (عَلِي)
جَفَّ حَقْلُ الدَّمْعِ
أعْيَاهُ الْبُكَاءْ !

هَلْ "طَويلُ الْجُرُحِ"
يُغْري بِالتَّنَاسي
كَيْفَ يَنْسَى الْقَلْبُ
مَوْفُورَ الْعَطَاءْ؟!

شَاقَني الْحُزْنُ
فَمَا أبْقَيْتُ حُزْنًا
وَاحْتَوَاني الدَّمْعُ
واخْتَنَقَ الْمَسَاءْ!


***