التحية لصحافيي المغرب والمناصرة لهم دوما كانوا معا

وفق أمس الخميس ثلاثة صحافيين مغاربة امام المحكمة الابتدائية بالرباط التي تنظر في تهمة 'نشر خبر زائف بسوء نية' التي وجهتها لهم النيابة العامة على خلفية نشر تقارير نهاية اغسطس الماضي حول مرض الملك محمد السادس بدأت امس الخميس بالنظر في التهمة التي وجهتها النيابة العامة لكل من إدريس شحتان، مدير أسبوعية 'المشعل' ومصطفى حيران ورشيد محاميد المحررين بالاسبوعية.
وكانت المحكمة نفسها قد بدأت يوم الثلاثاء الماضي النظر في قضية مشابهة وتتعلق بالكاتب والصحافي علي انوزلا مدير يومية 'الجريدة الاولى' وبشرى الضو المحررة بالصحيفة التي اعدت تقريرا حول فيروس روتا الذي اصاب الملك محمد السادس نهاية شهر اغسطس الماضي.
واجرت الشرطة خلال شهر سبتمبر الماضي استنطاقا مطولا مع الصحافيين الخمسة اضافة لخمسة آخرين من اسبوعية 'الايام'.
وواصلت الشرطة بمدينة الدار البيضاء التحقيق مع توفيق بوعشرين مدير يومية اخبار اليوم وخالد كدار رسام الكاريكاتير بالصحيفة على خلفية نشر كاريكاتير للامير مولاي اسماعيل ابن عم الملك محمد السادس بمناسبة زفافه وقرأت السلطات بالرسم اساءة للمغرب وللامير.
وقررت وزارة الداخلية اغلاق الصحيفة بعد مصادرتها للاعداد الصادرة يوم السبت ويوم الاثنين كما حالت دون صدور عدد يوم الثلاثاء ومنعت الصحافيين من دخول مقر الجريدة الذي اغلقته بالشمع الاحمر وحجزت الحساب البنكي للصحيفة.
ومن المنتظر ان تقرر المحكمة الادارية بشأن قرار وزارة الدخلية الذي يقول بوعشرين انه قرار مخالف للقانون وعقوبة نفذتها وزارة الداخلية قبل ان ينظر القضاء بالملف.
ويقترح بوعشرين ان القانون منح وزير الداخلية سلطة مصادرة عدد من الجريدة اما مصادرة اكثر من عدد ومنعها فهو من اختصاص الوزير الاول عباس الفاسي الذي قال لصحيفة الجريدة الاولى انه لا علاقة له بالملف.
ويؤكد محامو 'اخبار اليوم' ان اغلاق مقر الجريدة والحجز على حسابها البنكي لا يكون الا بحكم قضائي
وقال بوعشرين ان رجال امن يمثلون اجهزة مختلفة يحققون معه منذ يوم الثلاثاء وان احد ممثلي جهاز امني اساء له وشتمه ووجه له تهديدات.
ويخضع رسم الكاريكاتير الذي نشرته صحيفة 'اخبار اليوم' للامير مولاي اسماعيل على العمارية (اناء خشبي كبير يطوف به العريس اثناء حفل زفافه) لقراءات متعددة فيما رأت وزارة الداخلية أن الرسم المذكور يشكل 'مسا صارخا بالاحترام الواجب لأحد أفراد الأسرة الملكية' و'يشكل مسا برمز من رموز الأمة من خلال إهانة شعار المملكة بلجوئه إلى استعمال العلم الوطني بنية مغرضة '.
وقرأت الوزارة في نجمة لم تكتمل انها نجمة داوود وهو ما يطرح 'تساؤلات حول تلميحات أصحابه، ويكشف عن توجهات مكشوفة لمعاداة السامية
وهي نفس القراءة التي قدمها مجلس الطوائف اليهودية بالمغرب الذي عبر 'عن امتعاضه العميق' للرسم 'الذي يظهر الأمير مولاي إسماعيل وهو يؤدي التحية النازية وخلفه العلم الوطني وعليه نجمة داوود
وقال 'للخلط المبيت بين هذين الرمزين دلالات رخيصة معادية للسامية من شأنها التشجيع على انزلاقات عنصرية ضد الطائفة اليهودية المغربية التي تعيش منذ قرون في جو التسامح والتعايش الذي تنعم به المملكة المغربية.
وأضاف المجلس أنه 'لا يمكن قبول أن يقوم أي كان بالمساس بالمكتسبات الحضارية الثمينة التي ترسخت بفضل الالتزام الدائم للملوك العلويين' متسائلا عن 'الجهة التي من مصلحتها الإساءة بهذا الشكل لحدث سعيد غمر بالفرحة قلوب أفراد الشعب المغربي'.
واذا كانت الاحزاب المغربية بهيئاتها القيادية وصحفها ما زالت خارج هذه المعركة، باستثناء شبيبة القطب الليبرالي الديمقراطي الذي خاض رئيس الحزب في وقت سابق معركة مع توفيق بوعشرين فإن الهيئات الحقوقية والصحافية عبرت عن رفضها لقرار السلطات وتدبيرها للملف وابدت خشيتها على هامش الحرية الذي يتقلص يوما بعد يوم.
وقررت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، التي وصفت قرار السلطات باغلاق الصحيفة ومقرها بالجائر، تنظيم وقفة تضامنية بعد ظهر اليوم الجمعة مع صحيفة 'اخبار اليوم' امام مقر الجريدة بالدار البيضاء.
ووقفت 'الجريدة الاولى' المستقلة متضامنة مع زميلتها 'اخبار اليوم' وتواصل نشر اخبار منعها والتحقيق مع صحافييها على صدر صفحتها الاولى فيما اتخذ رشيد نيني في صحيفة 'المساء' موقفا مغايرا وقدم نفس قراءة وزارة الداخلية للرسم المنشور
التحية لهم في نضالهم من أجل صحافة حرة في إفريقيا والعالم العربي.