عيدا بخيت وسعيد علينا وعليكم

عيدا بخيت وسعيد علينا وعليكم


09-30-2009, 02:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=250&msg=1254318769&rn=0


Post: #1
Title: عيدا بخيت وسعيد علينا وعليكم
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 09-30-2009, 02:52 PM

عيدا بخيت وسعيد ، إن شاء الله ينعاد علينا وعليكم بالصحة والعافية، العفو لله والرسول، أعفو مني وأنا عافية ورضيانة عليكم. هكذا كانت معايدة(مباركة) حبوبة بت صالح( عمرها يزيد عن المائة سنة)، بعد أن ضمتني إلى صدرها بحنية وأخذت تسلم علي رقبتي وتشمها و"تتكرف" رائحتها.معايدة حرمت منها زمانا طويلا بعد أن غادرت الديار ولم أحط عصى الترحال عن عاتقي لما يقارب الـ 25 سنة، فلا أكذب إن قلت لكم لم أشهد شهر رمضان الفضيل وعيد الفطر المبارك بالسودان طوال فترة اغترابي. تغيرت الحياة، وتبدلت الأشياء، إلا أن الشيء الوحيد الذي لم يتغير هو حنية وحنان وسلام ومطايبة ومقالدة ومعايدة العيد لدى حبوباتنا الحنان، اللائي أسأل الله أن يبارك لهن في أعمارهن، وأن يهدي الشباب للجلوس معهن ليستمتعوا بعذب حكاويهن وحكمتهن وخبراتهن، وسيجدوا لديهن ما لا يجدوه في قاعات الدرس والتحصيل.

يقع مصلى العيد بقريتنا "قدام" الحلة بالقرب من المقابر وليس ببعيد من النيل. اعتاد الناس الذهاب إلى المقابر بعد صلاة العيد مباشرة للترحم على الأموات، فمنهم من يمسح على دموعه،ومنهم من يبكي بصوت عال، ومن يبكي بلا صوت، ومن وقف بخشوع يتأمل هذه القبور وحال أهلها، فتتبدد لديه فرحة العيد، والإستغراق في التفكير في يوم الوعد والوعيد.

يذهب كثير من الناس لمعايدة أهل البيوت القريبة من مصلى العيد، وهناك كان يستقبلهم العم محمد ود الزين بالحفاوة والترحيب وتسمع حرارة استقباله قبل ولوج داره، التي ضاقت بـ "قداحة" العصيدة بملاح التقلية والشعيرية والسكسكانية والمطبق.

لفت انتباهي صوت " الطراطيع والصواريخ" والألعاب النارية التي لم تكن متوفرة في عهدنا، وغاب عن المشهد اختفاء الدرجات (العجلات) التي كن نستمتع بركوبها بالإستئجار ، وقد امتلأت جيوبنا بالقروش( القرش، واب قرشين ( الفريني)، والشلن ، حتى الريال الكبير كان يجد طريقه إلى جيوبنا في أيام العيد) .

وكنا ندلف إلى جنينة العمدة القريبة من مصلى العيد، ونسرق المانجو (المنقة) والجوافة والليمون وتمر هندي، وكان العم عثمان سدير يقف لنا بالمرصاد، ويذهب إلى آبائنا شاكيا سوء صنيعنا، فتكون عيدية آبائنا "علقة" ساخنة ما زلت أجد آثارها في جسمي. من أهم البيوت التي كنا نحرص على زيارتها بيوت الأعراس، التي نجد فيها العلب المعبأة بأصناف الكيك (الكعك) وأنواع الحلوى، فننقض عليها انقضاض الأسد الجائع على فريسته، فلا نبقي منها شيئا، ولن أنسى أبدا ذهابنا " للإنداية" لمعايدة أهلها الذين هم أكرم الناس، فكانوا يفرحون بزيارتنا ويهدوننا الشلن والريال عيدية.

Post: #2
Title: Re: عيدا بخيت وسعيد علينا وعليكم
Author: abdalla osman
Date: 09-30-2009, 05:38 PM
Parent: #1

وانت طيب اخي اسحق .. لعلك بخير وعافية...