إلى الخاتم عدلان في وطن العُلا

إلى الخاتم عدلان في وطن العُلا


04-27-2005, 01:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=25&msg=1116158712&rn=6


Post: #1
Title: إلى الخاتم عدلان في وطن العُلا
Author: عبدالله الشقليني
Date: 04-27-2005, 01:53 PM
Parent: #0



إلى الخاتم عدلان في موطن العُلا

إليك السلام
إليكَ يا شربة ماء عطش الأحبة
هبط الخاطر على ذهني ، تلونت أجنحته ببريق كوني ، وقال نَضِد بنانك لتكتب له لتطرد غولاً جديداً وقف عند تقاطعات الدنيا . نظر شرقه والغرب . هذا الشمال أم ذاك الجنوب ؟. اختار جسداً تكسرت في كل بقُعة منه ضربة رمح وطعنة سيف سياسي قُح . تخيرك أنت سيدي ولجبينك أن يُدهِنه الندى . ربما يقول لك شاب في عنفوان الصبا وقد لبس لَبوس المجد :
( لمجدك كل القداسة ، كؤوس ينابيعها وبكاء أحبائها )
لن نتخير لك من شجرة القُداسة وحدها . عندما نقلب كتاب العُمر ، تُورِق من بين صفحاته زهرة ، أكمامها حالمة . وجهها أنضر من زهرة أنثى حين يلُفها( سلوفان ) الزفاف . تَمجد خَاتَم البابوية وهو يُنـزَع من إصبع يوحنا بولس الثاني ، فكيف بخاتمنا وتراثه الإنساني ؟ . إنك شُعبة خيٍر أرادت محبة الفقراء في وطننا . تخيرت الدرب الأقرب ، ولقيت العنت عند كل مُنعطف .
لدُنيا الأحبة أن تلقى ( الخاتم ) . لم يكن ملاكاً ولكن له من ريحانهم الكثير ، و له من دنيا الناس نفس صافية وعطر بهيج . يصحبُك مثل كل الناس زئبق يهبط بالقلق ويصعد بالشجاعة وهي صديقتك الودود. لن تُجمِلك البطولة سيدي وأنت قد انطلقت راكِباً سوابحها ، و وهجك إلى الريح هاجراً كل لذّات الدنيا وتخيرت الوَعِر من الدروب . كان الزاد دبيب الفِكرة في تلافيف الذهن ، و قُبة أعلى الكتفين كصومعة تقول لك أنا معك .
نحن و مع كل عصير العُمر الجميل ، وبأزهارنا التي نشأت في غيبتنا عنك .لم ترهم أنت وقد صاروا في مُقتبل الشباب ، كلهم ومعهم أمهم سيدة عمرنا الجميل ، قد آن أوان جرعة الحمض الحزين أن نتجرعها .

وفي ذكراه نقول :
كان الليل شراعاً دثر الدنيا ولم يقدر عليه ،وكان القمر بدراً يتلألأ ، يصادقه دوماً .كان الكون جميلاً في صحبته ، ودوداً هو في مُحياهُ ، وأنت ترمقه في منعطفات الدنيا .كان الوطن ولم يزل يزمّـله محبة ، ويدفن هو جسده فيه صبابة . اليوم لهدير الفواجع أن تعصف بالسمَع والبصر والفؤاد ، فقد غطست نخلة فارعة إلى بطن الأرض الولود ،وتركت عناقيدها لنا . آن للوطن أن يأتزر بقلائد الرحيل ، فجوف الموت أوسع من التمني .حق على موطننا موعد مع السير في الهجير حافياً ، رماله تلظت بعذاب الشموس تلتهب لتحترِق . زهراته انطوت .
إنها انعطافة تنحر الأعناق وهي تنظر وتحلم بالشروق . حجر قاسٍ في موضع البطن لا يكفي لجوع المَراحِل الصعبة . أيها الكأس الحامِض ، عرفنا طعمك . لا تشبه الدواء أنت . تنهش في غير وقتك ، وتنـزع المُشتهى من الثمر .

وفي وداعه إلى الثرى نقول :
خَتَمْ الحِجَة
مُنَاو تَتوَسَدُو فِجَة .
أَخُو المَبْرُوكة ...
صُرُو وِجيهَكْ
وأحزِم بَطنَ الجُوع السَافِرْ
بَرقَ الضَاويَة يِجْلِي خِديدَكْ .
شُوف عَسل العينين
كَيفِنْ لامِعْ
و كَيفِنْ ناقِعْ
ضَفّرَنُو دِميعَات ريدَك
أَحَي... بُكَا النايحات
وحَيّ فَلاحْ الجَارِّي جِسيدُو
لمَطْمُورة زَاد الجيعَانيِن .
بَكوكَ فَرحْ
فِرْحوكَ بِكا


عبدالله الشقليني
27/04/2005 م

Post: #2
Title: Re: إلى الخاتم عدلان في وطن العُلا
Author: عبدالله الشقليني
Date: 04-28-2005, 09:27 AM
Parent: #1

نحن أبناؤك في الحُـــزن النبيل

Post: #3
Title: Re: إلى الخاتم عدلان في وطن العُلا
Author: رقية وراق
Date: 04-28-2005, 10:57 AM
Parent: #2

لك الود والسلام وحار العزاء يا أستاذ عبد الله . أرجو أن أعبر لك عن تقديري لهذه الكتابة البديعة ، هكذا نحتفل بالخاتم فهو من أكبر محبي الكتابة الجميلة . قرأت لك عدة مقالات بسودنايل من قبل ورغم حزن المناسبة التي ألتقيك فيها هنا أرحب بك وأرجو أن أقرأ لك كتابات عديدة فادمة .

Post: #4
Title: Re: إلى الخاتم عدلان في وطن العُلا
Author: عبدالله الشقليني
Date: 04-28-2005, 01:56 PM
Parent: #1

إلى إبنة وراق
مُورق حديثك لنا وعنا
لك منا أجزل التقدير
لما تفضلت به علينا ،
ونحن نصغر دوماً عن آمال
من يحبون كتابتنا .


و نكتُب في رحيل الخاتم : ـ
ينسكِب ماء حزينٌ من ابريقٍ خُرافيٍ
طعم لونه حمضاً أسوداً وكثيف ،
بفقده تدلّتْ دمعة
تخثرت.. لؤلؤة في المآقي .
بِها يتَختَّم الخَدّ حين تنزلقْ .
مسمار حامٍ في وَجه وَجَعِي .
على مراياها المُلوَنة ،
أرى قُبة المَاضِي السَحيقْ .
المَـكّ ثُم الحريقْ .
وهج البطُولة وصلاة الوداع
على نورك الأبيض .
زفاف الموتِ عِندنا
جَسدَاً يلتَّف أبيضا ..
ناصِعاً كثلجٍ
في فمٍ مُفَلَّجْ الأسنان
قَوي السِنانْ
لؤلؤة أنتَ في خَدّ الوطن ،
بِها ذواكِرنا تَتَخَتَّمْ

Post: #5
Title: Re: إلى الخاتم عدلان في وطن العُلا
Author: عبدالله الشقليني
Date: 04-29-2005, 11:00 AM
Parent: #1

رغم أنني افتقدت مرآه منذ زمان ، فدفئ كلامه ،
ورِقة الطُرفة الهادئة بين جناحيه وأنت تُجالسه تنير الذاكِرة .
كان إنساناً جميلاً في إنسانيته ، رحيماً .
كأن شاعرنا المُبدع إدريس جمّاع
قد كتب عنه حين قال : ـ
ما له أيقظ الشجون فقاست وحشة الليل واستثار الخيالا
هينٌ تَستخِفه بسمة الطِفل قوي يُصارِع الأجيـــالا
حاسِر الرأس عند كل جمال مُستشف من كل شيء جمالا

Post: #6
Title: Re: إلى الخاتم عدلان في وطن العُلا
Author: Giwey
Date: 05-01-2005, 04:56 AM
Parent: #5

حينما يأخذك الصمت منّا
فتبدو بعيدا...
كأنك راية قافلة غرقت فى الرمال
تعشب الكلمات القديمة فينا
وتشهق نار القرابين فوق رؤوس الجبال...


محمد الفيتورى

ماكنت من المؤمنين بأن (الموت نقّاد...) لأنى أراه
كل ساعة وحين يتخطف التقى والشقى...الصديق والزنديق
والبهى والقمىء ...حتى تداعى الى المخيلة حبّات من عقد
التميز والفرادة والعبقرية...شهب نثرت عبقها فى المكان
لكنها غابت سريعا...أطلّ وجه التجانى ومعاوية...وعلى
وعلى ...عبد الحى وأبوذكرى...العميرى ومصطفى..وأخيرا
(زين الخواتم) ودعدلان..ويا لها من فجيعة...
الخاتم عدلان ذلك القادم من رحم (الحواشة) وهم (التقنت
وابعشرين) مسكونا بأحلام البسطاء من أهل بلادى ..إنحاز
بفطرته الى الفكرة الإشتراكية لأنها تعمل على الإنسان
كثيمة رئيسة وحاكمة...حمل الفكرة بصدق ونافح عنها
بمصداقية ونال فى سبيلها مرارات النفى والتشرد والإعتقال
لكنه ما لان ولا انحنى ولا انكسر بل ظل هو ذلك الخطيب
المفوه والكاتب الرصين والمثقف اللامع والمؤدب حتى مع اولئك
الذين لا يراعون ذمّة ولا يحفظون شرفا للخصم والخصومة...
لا اعرف الخاتم معرفة شخصية بل هى المعرفة العامة..
معرفة المنابر والصحائف والسيرة الباذخة..ولا انتمى لخطه الفكرى والسياسى لكن برغم ذلك حزنى عليه بالغ واستثناء وفقدى له خاص...رايت فيه الصدق
والإيمان الكبير بالفكرة التى اعتنقها وامضى جل عمره مدافعا
عنها ومبشرا بها..قرأت له الكتابة الرصينة بأفكارها المرتبة
ولغتها العذبة حتى خلتنى امام أديب ضلّ الطريق الى السياسة
فكسبنا الخاتم (الحركى) وخسرنا كاتبا كبيرا كان من الممكن
أن يرفد المكتبة بكتابات مميزة...رأيت فيه المحاور المهذب
(طويل البال) حتى إن اختلف معك ...لكل ذلك أشعر حقا بعظم
الفقد وهول المصيبة ...


له الرحمة ولآله وأحبابه الصبر وحسن العزاء


وليس ثم من مفر
لا تحلموا بعالم سعيد
فخلف كل قيصر يموت
قيصر جديد...
وبعد كل ثائر يموت
أحزان بلا جدوى ودمعة سدى


أمل دنقل




لك الود


عبد الرحمن قوى
(عدل بواسطة Giwey on 01-05-2005, 04

Post: #7
Title: Re: إلى الخاتم عدلان في وطن العُلا
Author: sari_alail
Date: 05-01-2005, 06:29 AM
Parent: #1

رحم الله الاستاذ الاخاتم عدلان