حقوق مصر المشروعة فى السودان!!!

حقوق مصر المشروعة فى السودان!!!


08-17-2003, 01:18 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=247&msg=1188282430&rn=0


Post: #1
Title: حقوق مصر المشروعة فى السودان!!!
Author: kofi
Date: 08-17-2003, 01:18 AM

كلما سمعت هذة العبار المريبة تحسست موطىء قدمى!!وكلما جاء اسمها فى صياغ الاخبار ،تذكرت كلام النحاس باشا واتفاقية صدقى بيفن وحتى كلام ابن الباشا وزير خارجية مصر الاسبق بما معناة ان قدر السودان ان يبقى حديقة خلفية لمصر(الرقيق والمال وان تعددت الصور) كلامى يخص النظم الساسية المصربة ولا يمت الى الشعب لانى احببت شعار(كفاح شعبى وادى النيل) ولا يزال,,
توجسنا من وجود المعارضة فى القاهرة (غنوا لينا مصر يااخت بلادى) ,,طيب المصالح المشروعة دى (عادى) لكن المامشروعة دى نعمل ليها شنو؟ و لازم يلقوا ليهوا حكومة سودانية غير مشروعة وهو فى غير مشروع غير البشير!!شالوا حلايب والموية ماشة ساكت ولا مشاريع انمائية ولا حاجة!!وحلفا فى طريقها الى ابو حمد!!بعد (مفاصة)غرب ارقين,,
قال حكومة ديمقراطية فى السودان(اذاى!!!)
وقال بتاع الاستخبارات المصرية (مهما كان نحن نعرف نتعامل مع النظم العسكرية السودانية اكثر من الديمقراطية1992)
وهكذا كان!!
مصر حلوة بس بعيد عن (الحشرية)

Post: #2
Title: Re: حقوق مصر المشروعة فى السودان!!!
Author: nile1
Date: 08-17-2003, 08:56 AM
Parent: #1

الأخ كوفي
تحياتي
أشكرك جدا على تطرقك لموضوع غاية في الأهمية..كنت قد تطرقت له أنا قبل فترة بسلسلة مقالات نشرت في جريدة الزمان اللندنية وفي منتدي النيل و مجلة مشاعل واودعتها جريدة الصحافة سلة مهملاتها لسبب لا أعلمه أسمح لي بأن اوردها هنا علها تضيف شيئا من أجل حوار هادف هادئ وبناء
_____________________________

هذه أضغاث أحـــلام

1-4السودان في قناعات النخب المصرية

الزاكي عبد الله الزاكي

لم يكن السودان في يوم من الأيام مستعمرة مصرية إذ كانت مصر نفسها ولاية من ولايات الباب العالي ترزح تحت قهر السلطة الخديوية التركية الأصل وكان لهذه السلطة دورا مرسوما ومناطا بها للإشتراك في إدارة السودان وتحت أمرة المستعمر البريطاني إذ تم إحتلال مصر في 14 سبتمبر 1882م عقب هزيمة قوات عرابي في معركة التل الكبير وكلا القطرين كانا يرزحان تحت وطأة الإستعمار التركي البريطاني المشترك ولقلة إنتشار التعليم في السودان آنذاك إستخدم البريطانيون المتعلمون المصريون في الوظائف الكتابية والإدارية فيما سمي مجازا بإتفاقية الحكم الثنائي لإرضاء أطماع السلطة الخديوية في التوسع جنوبا والسيطرة على السودان وشرقا حتى أرتريا ومصوع وعصب علما بأنه ما أن بدأ التعليم ينتشر في السودان حتي بدأ الإنجليز في إحلال المتعلمين السودانيين محل المصريين وفي هذا دلالة علي أن الوجود المصري ثانوي الدور أملته ضرورة ملء الوظائف بمتعلمين ناطقين بالعربية ..ويجب أن لا ننسي أن المصريين لم يحكموا أنفسهم إلا بقيام ثورة الضباط الأحرار في يوليو 1953 وهي الفترة التي بدأت فيها للمصريين سلطة فعلية لحكم بلادهم.

في الفترة ما بين الأعوام 1898 و 1924 إشتعل الصراع على السودان بين السلطة الخديوية والمستعمر البريطاني فبدأ قادة التيارات السياسية المصرية وكان جلهم من ابناء الباشوات أو من الذين أنعم عليهم الباب العالي بلقب الباشاوية نظير إخلاصه للباب العالي، بداؤا في الإفصاح عن أفكارهم وقناعاتهم تجاه سيادة السودان إذ يقول مصطفي كامل باشا في خطاب له في يناير 1899م ( السودان مستعمرة مصرية وعلى المصريين أن لا ينسوا حقوقهم فيه وما أريق فيه من دماء وما صرف فيه من أموال أثناء حملة الإسترداد) ..قال ذلك وهو يعلم جيدا أن الدماء التي سالت من الطرفين لم تكن من أجل مصر ولا السودان إذ أنها سالت بأمر الأتراك والإنجليز وكانت من أجل الحفاظ علي مصالحهم وأطماعهم التوسعية ولسبب آخر هو أن الخديوي توفيق لخوفه من حكومة الثورة العرابية برئاسة البارودي إستنجد بالإنجليز لحمايته منها فقرروا إرسال قواتها إلي السودان لمواجهة قوات الثورة المهدية التي كان بينها وبين الثورة العرابية توافق كبير في الأفكار والرؤى لوقف المد الإستعماري في أفريقيا وبذلك يتخلصون من كلا الثورتين معا أو هكذا ظنوا .. أما حزب (مصر الفتاة) او الذي أصبح فيما بعد (بحزب مصر الإشتراكي) فكان ينادي بفكرة مصر الكبري والتي كان يعرفها بأنها ( تمتد من البحيرات الإستوائية جنوبا إلي البحر المتوسط شمالا ومن أعالي الحبشة والبحر الأحمر وحدود سيناء شرقا ومن الحدود الغربية لمصر والسودان غربا بما في ذلك البحيرات الإستوائية) ويقول أحمد حسين رئيس هذا الحزب (إن السودان جزء من مصر والشعب المصري هو الشعب السوداني وهم من نفس الجنس) والمؤسف أن النخب المثقفة المصرية وعلي إختلاف الحقب راقت لها هذه الأطماع المفتراة فتبنت نفس النهج وصدقته وأصبحت تتشدق به وتدافع عنه بل وتغذي به أفكا ر من لا يعلمون شيئا عن تاريخ الدولتين من إخوتنا العرب..وإذا سلمنا جدلا بأن السودان كان مستعمرة مصرية في يوم من الأيام فهل يعطيها ذلك الحق في أن تؤول الي ملكيتها متى ما أرادت؟؟ومتي كان لمستعمر غاصب حق في أرض أغتصبها؟؟ إن كان الأمــر كذلك لوجب أن تقتسم كل من بريطانيا وفرنسا مصر في أي وقت ولوجب أن تستعيد بريطانيا العراق والأردن وأمريكا وكل مستعمراتها السابقة وإن تستعيد فرنسا الجزائر التي بذل مليون من أبناءها أرواحهم مهرا لإستقلالها ولوجب أن نقول للشعب الفلسطيني المناضل أن يوقف إنتفاضته لأن إسرائيل صاحبة حق في الأرض..إتقوا الله وقولوا قولا يصدقه ويحترمكم من أجله العقلاء..قولوا قولا يشي عن إحترامكم أولا لآدميتنا وثانيا لخصوصية العلاقة بين الشعبين إن أردتم الحفاظ على علاقة سوية معافاة.أما إن كنتم تحلمون بعلاقة على نمط علاقة السيد بالتابع فهذه أضغاث أحلام قد تخطاها الزمن ..ولنا عودة نتعرض فيها للأفكار التي كانت سائدة إبان عهد الخديوية والباشاوية والتي تلقفها للأسف بعض من جعلوا القولة المشهورة السخيفة (أنا ومن بعدي الطوفان) شعارا لهم.


Post: #3
Title: السودان في قناعات النخب المصرية
Author: nile1
Date: 08-17-2003, 09:03 AM
Parent: #2

إنهم يسرقــون الثورات

السودان في قناعات النخب المصرية


الزاكي عبد الله الزاكي

تعرضت في مقالات سابقة للإرث العثماني السلطوي التوسعي الذي غذي أفكار الساسة المصريين في الفترة مابين الأعوام 1898م و 1924 م والذي تلقفته وللأسف غالبية النخب المصرية المثقفة من صحفيين ومحللين سياسيين وإعلاميين وبعض ممن هم في مركز القرار في أيامنا هذه وتعرضت لبعض ماجاء في أدبيات حزبي مصر الفتاة والحزب الوطني، وقبل أن أسترسل في الحديث عن موقف الأحزاب السياسية الأخرى من مسألة سيادة السودان وإستقلاله في ذلك الوقت حين قررت بريطانيا إعطاء السودان حق تقرير المصيرأعود إلي الوراء قليلا وأقول أن كبار قادة ومنظري الحزب الوطني آنذاك لم يكتفوا بما إدعاه زعيمهم مصطفي كامل من أن السودان مستعمرة مصرية بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك فأطلقوا تصريحات تنم عن الخواء والقصور الفكري الذي كان سائدا وقتئذ فقد أتى أحد أقطابه ويدعى محمد صبيح بالعجب العجاب إذ حاول سلب مناضلي الثورة المهدية تاج نضالهم عن وطنهم وإلباسه للسلطة الخديوية حين صرح بأن ( ثورة مصر أيام الخديوي إمتدت للسودان في شخص المهدي ودراويشه) .

لم يكتف ذلك (المناضل) بمحاولة تزييف التاريخ بل لعله قام ولأول وآخر مرة بأول محاولة سرقة من نوعها في التاريخ وهي (سرقة الثورات) وتجيير نضال شعب من أجل حرية وطنه لصالح سلطة أذاقت الشعب المصري الذل والهوان ولعمري لست أدري هل أسس أولئك أحزابهم ثائرين في وجه الإستعمار أم مطبلين له؟؟ وقول مثل هذا إما أن يكون صاحبه على درجة لا يمكن تصورها من السذاجة أو أنه يفترض السذاجة والبلاهة في غيره.

أما المؤرخ عبد الرحمن الرافعي فقد(شطح) قائلا (إن مفجر الثورة المهدية مصري) .. سبحان الله..يمرر الينا الإحتلال التركي والبريطاني من البوابة الشمالية ومن نفس البوابة يٌصدًر إلينا من يناهض الإستعمار .. يا أيها الذين آمنو إتقوا الله وقولوا قولا سديدا..صدق الله العظيم

أما حزب الوفد فلم يكن خيرا من بقية الأحزاب السياسية إذ إنتهج نفس النهج الإستعلائي التوسعي مواصلا تزييف التاريخ ولي عنق الحقيقة مدعيا بأن السودان من حق مصر وحدها وأن السودان أرض مصرية ولها حق السيادة عليها وتناسى الدور الثانوي الذي رسمته بريطانيا لمصر في السودان بل قلب الحقيقة رأسا على عقب مدعيا بأن دور بريطانيا هو الذي كان ثانويا..وتبدو المسألة هنا وكأنها مايسميه علماء النفس بالعدوان التعويضي وهو حالة نفسية تصيب الأطفال دون الراشدين وإلا فمن أين لبلد يرزح تحت نعل الإستعمار أن تكون له سيادة على بلد آخر؟؟؟؟

الإخوان المسلمون أيضا إنضموا إلي الركب الحالم بالسلطة والتوسع والإمبراطورية الكبري التي تبتلع السودان وما جاوره من الشرق والجنوب الشرقي متناسين ما كفله الإسلام الذي يتسربلون بردائه، ماكفله للإنسان من حق بالعيش حرا لايقر بالعبودية لغير الله فانطلقت تصريحاتهم معبرة عن مكنوناتهم وإن حاولوا أن يكونوا أكثر ذكاء من غيرهم من الأحزاب إذ صرح مرشدهم العام في جريدة الحزب (وهو يحاول دس السم في الدسم) قائلا ( حين تطلب مصر أن تتوحد مع السودان وأن ترفع معهما معا سلطة إنجلترا وتدخلها فلا تريد بذلك أن تمتلك شعبا ولا أن تضم أرضا ولكنها تريد أن تحرر نصفها الجنوبي الذي ربطها به النيل رباطا لا انفصام له ..السودان ليست مستعمرة تريدها مصر ولكنها مصر الجنوبية تضم إلي أختها بالشمال)

بدا الشيخ تصريحة بدس رغبتهم في الوحدة وعزوفهم عن الإحتلال والإمتلاك ولكنه سرعان ما (نقض غزله) حين قال أنها (مصر الجنوبية) ..ويقول في تصريح آخر بجريدة الأخوان المسلمون في 13/10/1946م (إن مصر حريصة علي السودان لأنه جزء من حدود هذا الوطن ولأن أبناءه مواطنون حقيقيون بدمهم وعقيدتهم وشعورهم وآلامهم وآمالهم وأنسابهم وألقابهم) وهكذا فالأمر جد محير ..هل هي دعوة للوحدة مع بلد له سيادته أم أنها دعوة لإسترداد ما يظن بأنه إرث يؤول إليهم من الإستعمار التركي البريطاني(جزء من حدود هذا الوطن )؟؟..وغريب أن تنادي جماعة الإخوان المسلمون بتحرير السودان في وقت كانت ترزح فيه مصر تحت سطوة الإستعمار الثنائي التركي البريطاني ..ماهذا الإيثار والتضحيه ونكران الذات؟؟ ليتهم حدثوا العاقل بما يعقل.. أما أحد أقطابهم ومثقفيهم وهوصالح العشماوي فقد رمي باوراقهم كاملة على الطاولة وترجم مراميهم بوضوح في نفس الصحيفة ( مصر والسودان أمة واحدة ولن نسمح للسودان بالإنفصال إلا إذا سمحنا للإسكندرية أو أسوان بهذا الإنفصال) ..والمستقري للتاريخ بأعين وعقل مفتوحين لابد له أن يتساءل..أي نضال وأي كفاح شريف يدعيه أناس هذا منحي ومستوي تفكيرهم ..أناس يؤمنون إيمانا جازما بأن حدود حريتهم وسطوتهم تمتد إلى ما وراء حدود حرية وكرامة وآدمية غيرهم فتبتلعها لقمة سائغة؟؟؟

المستقرىء للتاريخ بحيادية وبعيدا عن العواطف والأهواء الشخصية يخلص إلى أن النخب السياسية المصرية قديما كانت جميعها تعاني من قصر النظر والتفكير الممعن في الذاتيه والإستعلاء والأحلام التوسعية فيما يختص بنظرتهم للسودان فمنهم من جاهر رافعا صوته بوجوب السيطرة على السودان وإعتباره جزءا من مصر إستنادا إلى الإرث التركي الخديوي الواهم متشدقين آنذاك بالدماء المصرية التي أريقت في السودان؟؟..

هل كانوا على درجة من السذاجة أو غياب الوعي لدرجة ظنوا معها أن السودانيون سيقابلون الإحتلال التركي البريطاني القادم من الشمال بالورود والأهازيج؟؟؟

لم لم يسألوا عن الدماء المصرية المراقة، هل أريقت في مصر أم على أرض السودان؟؟

ماهو مصير من أتي غاصبا غازيا غير إراقة دمه؟؟؟

وهل كان مطلوبا من السودانيون أن يرفعوا راية العجز الذليل عن المقاومة حتي لا يراق دم إخوة لهم دفع بهم المستعمر راغمين إلى أتون الحرب؟؟

ومنهم من إتخذ من دعوة الوحدة دسما يدس السم فيه ولكن سرعان ماذب ذاب الدسم وأنكشف السم.

المستقرىء للتاريخ يخلص إلي أن الأحزاب السياسية المصرية قديما خدعتها السلطة الخديوية وأفلحت في غسل أدمغتها وصرفتها عن قضيتها الحقيقية وهي النضال من أجل مصر وحشت أدمغتها بحلم السيطرة والتوسع على حساب السودان فظلت تجري بقيادة باشواتها لاهثة وراء أضغاث أحلام الترك التي ورثتها وتربت عليها ..لاهية عن آلام الإنسان المصري ..وظلت مجرد مجموعات منظرة حالمة حتي قيض الله لمصر أبناءها الحقيقيين من الضباط الأحرار الذين سبق فعلهم قولهم فاطاحوا بالطواغيت ثم قالوا مصــر للمصريين فازدرد أولئك ألسنتهم.

عجبي لقوم يرون الحق باطلا والباطل حقــا.

وتابعت تلك النخب والجماعات مد طعهما (أطماع الإحتلال المغلف بالوحدة والأخوة) الذي لم يبتلعه من الإحزاب السودانية إلا حزب واحد إلا أن ذلك لم يقدم شيئا أو يؤخر إذ تحقق للسودان إستقلاله..وللأسف الشديد لا زالت تلك الأحلام الساذجة تراود الكثيرين رغم علمهم بأن عجلة الزمن لايمكن أن تعود إلي الوراء وأن صيحاتهم ستذهب اليوم كما ذهبت بالأمس هباءا تذروه رياح الواقع والتفكير العقلاني المستنير..وليتهم يدركون البون الشاسع في طريقة تفكير مثقف نشأ في بيئة أحادية العرق والثقافة وآخر نشأ في بيئة متعددة الأعراق والثقافات..ليت مثقفي عصرنا يقرأون التاريخ بعيون وعقول مفتوحة فيجنبوا أنفسهم الوقوع في فخ المستعمر الذي جرجر أذياله منذ عقود تاركا لهم خلافته بما يحملونه من أفكار وأطماع عفا عليها الزمن.


Post: #4
Title: Re: السودان في قناعات النخب المصرية
Author: nile1
Date: 08-17-2003, 09:08 AM
Parent: #3

السودان في قناعات النخب المصرية

كلمــــة حـــق

الزاكي عبد الله الزاكي

تطرقت في أعداد سابقة وتحت هذا العنوان لحلقات من السرد التاريخي المر والذي لم يكن منه بد إذا أريد للعلاقة الوطيدة والأزلية بين الشعبين الشقيقين أن تستمر وتزدهر على أسس من التقدير والإحترام المتبادل وحرص كل طرف على مصالح الآخر بعيدا عن ما يحاول البعض إثارته من إدعاءات بحق تاريخي في أرض أو سيادة خاصة وأن الحكومات الوطنية المصرية التي تعاقبت على حكم مصر بعد ثورة 23 يوليو إلى هذا العهد لم تتبني هذه الأفكار أو تنتهج نهجا يدعو للإنتقاص من إستقلال وسيادة السودان وحري بهذه الأقلام والأصوات النشاز أن تحترم موقف مصر الرسمي والشعبي وتوظف جهدها وفكرها لما يخدم العلاقة التاريخية بين الشعبين ويدفع بها إلى آفاق أرحب وإجدى في عالم ملئ بالتكتلات الإقليمية والدولية تحقيقا للمصالح الوطنية لكل دولة.

مثل هذه الدعاوى البالية لا تلقى أي رواج عند الشعب المصري الذي أستطيع القول جازما وتلك حقيقة لا ينكرها إلا مكابر..أن الشعب المصري دونا بقية الشعوب العربية لا يعرف العنصرية ولا يمارسها ضد أحد ولا يعرف القبلية والتعصب بل أنه الشعب الوحيد الذي يتقبل كل جنسيات الأرض ويتعامل معها باحترام فلا الإنسان المصري ولا القوانين المصرية تنحاز إلى المواطن المصري في مواجهة الأجنبي بل إن العكس هو الذي يحدث في غالب الأحيان ومن يقول بغير ذلك فما عليه إلا أن يتمشي في شوارع القاهرة وحواريها ليجد كل ألوان وأعراق وإنتماءات الشعب السوداني تعيش في قلب المجتمع المصري وتتفاعل معه دون أن يسمع أحدا منم كلمة ( يا أجنبي ) ، وبالطبع فهنالك تواجد آخر يمثل جميع جنسيات قارتي أفريقيا وآسيا فتحت لهم المؤسسات التعليمية أبوابها دون تمييز.

خصوصية العلاقة بين الشعبين المصري والسوداني تتجلي واضحة في سهولة إندماج المواطن السوداني في المجتمع المصري وسهولة تعامله مع الإخوة المصريين وعلى كل الأصعدة..لن تجد حيا واحدا من أحياء القاهره أو في غيرها من مدن ومحافظات مصر إلا وبه عدد لايستهان به من الأسر السودانية تعيش في جيرة متناغمة وحميمة مع الأسر المصرية التي تجاورها ويتشارك الجميع أفراحهم وأحزانهم ومامن مدرسة واحدة في مصر من شمالها إلي جنوبها ومن شرقها إلى غربها إلا وبها أبناء السودان من الجنسين يعاملون على قدم المساواة مع أقرانهم من المصريين والجامعات المصرية لا تخلو واحدة منها من طلبة وطالبات السودان الذين يحظون دونا عن سائر الجنسيات الأخرى بمعاملتهم معاملة الطالب المصري..وتعال إلى السودان فستجد أن المواطن المصري يلقى نفس المعاملة من أشقائه في السودان كل هذا يبرهن على أن عوامل التقارب والوحدة متوفرة أكثر من عوامل الفرقة والقطيعة ولو إرتقت الأجهزة الرسمية والإعلامية في البلدين إلى مستوى تعامل الشعبين لكان لمصر والسودان شأن آخر .

كمواطن سوداني أعي تماما أن تنامي عدد السكان في مصر لا يتناسب مع مساحة الأراضي المناسبة للزراعة أو إنشاء تجمعات سكانية منتجة الشئ الذي ستزيد معه معاناة مصر على المدى المتوسط والبعيد ففي أي إتجاه ستبحث مصر عن فك ضائقتها وإيجاد مخرج لتوسيع رقعتها الزراعية لضمان أمنها الغذائي وبالتالي خلق فرص عمل للأعداد المتزايدة الباحثة عنها؟؟ قطعا لن نقول لهم أذهبوا شمالا حيث البحر الأبيض المتوسط..المخرج الوحيد هو أن تصفو النيات الرسمية ويمكن الشعبان من ضم جهودهما لإنشاء مشاريع زراعية ومشاريع إنتاج حيواني ضخمة بصناعاتها المصاحبة في السودان وهذه بدورها ستصاحبها تجمعات سكانية من أبناء البلدين من شأنها أن تشكل أياد عاملة ومنتجة لخير البلدين والشعبين. كل هذا بل أكثر يمكن ان يتم ولكن..في ظل علاقة تقوم على الإحترام المتبادل ومراعاة مصالح الشعبين بعيدا عن الشعارات الجوفاء والإدعاءات البالية التي لا تجلب غير الحساسيات والجفوة والقطيعة..فهلا سموتم معشر الرسميين والإعلاميين والمثقفين إلى مستوى العلاقة والتراحم بين الشعبين وشمرتم سواعدكم وشحذ أصحاب الأقلام عقولهم قبل اقلامهم متخلين عن التركة الفكرية الإستعمارية الموروثة ليتقدم الجميع خطوة حقيقية على طريق الوحدة الإقتصادية ؟؟؟


Post: #5
Title: Re: السودان في قناعات النخب المصرية
Author: nile1
Date: 08-17-2003, 10:11 AM
Parent: #4

مرحبا بالسلام على أي صورة جاء وعلى أي جسر عبر

الزاكي عبد الله الزاكي
أوردت صحيفة الأهرام القاهرية في أحد أعدادها الصادرة الأسبوع الماضي مقالا لأحد كتابها بعنوان (أوسلو جديدة في السودان) وقد إستهل الكاتب مقاله معلنا ( من حقنا في مصر وفي كل أنحاء الوطن العربي أن نفتح عيوننا تماما لكل مايجري في السودان) وله أقول : ومن حقنا نحن ياسيدي أن ننعم بالأمن والسلام في وطننا مثلما تنعم به أنت وكل الناس في أوطانهم ولماذا تفتحون أعينكم الآن فقط؟؟..نحن ياسيدي نحترب منذ خمسون عاما ..منذ فجر الإستقلال وليست عشرون عاما كما إختزلها من إمتهنوا بيع الكلام وصار الكل يردد وراءهم مقولة العشرون عاما وهذا دليل كاف على عدم الإلمام بأبعاد المشكلة السودانية ومضافا إلى الدليل الذي سقته في بداية مقالك بمطالبتك بأن (تفتحوا أعينكم تماما) تكتمل القناعة بعدم دراية مواطنوا العالم العربي مثقفيهم وعوامهم بمشكلة جنوب السودان وتلك هي مصيبتنا إذ أٌبتلينا بمن يهرف بما لا يعرف.

أما عن حديثك عن مؤتمر أوسلو وتشبيهك لمؤتمر مشاكوس به فأعلم أنه لو كانت قلوب الجميع وقبلها قلوبهم وضمائرهم حية مفتوحة وكانت الأفعال على قدر الأقوال لتحرك الفلسطينيون من موقع قوة وعزة لا من موقف عزلة وضعف جعلهم يوقعون الإتفاق الذي تدينهم عليه الآن وكأنه كان لهم خيار سواه وهكذا نحن العرب دائما مصرون على مقاتلة إسرائيل حتي يفني آخر طفل فلسطيني ونحن نجعجع ونتحدث تماما كما كنا مصرون على مقاتلة إسرائيل حتي آخر جندي مصري وسرحنا مع الخطب الحماسية والتصريحات الجوفاء بينما كان ابناء مصر يستشهدون دفاعا عن أرضهم وعن كرامة الأمة العربية ونحن مستغرقون في حلم تحرير أرض الكنانة من دنس الصهاينة بالخطب الحماسية والكلمات الجوفاء والمؤتمرات الفاشلة بينما مصر وشعب مصر وجيش مصر هو الذي يعاني وفجأة إستفاق العرب (وفنجلوا أعينهم) علي إنتصار أبناء مصر وإنعقاد (مؤتمر كامب ديفيد) وتوقيع إتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل وتطاول بني يعرب على مصر فقاطعوها ووصموا صانعي سلامها بالخيانة وكان ماكان مما يعرفه الجميع، ثم أنه لا وجه للمقارنة بين أوسلو ومشاكوس فاتفاقية اوسلو وقعت بين أصحاب حق وعدو غاشم غاصب بينما وقعت الأخري بين أبناء وطن واحد لكل واحد منهم حق العيش الكريم في وطنه دونما تمييز أو تفاوت في الواجبات أو الحقوق ولك وللمتباكين على الديمقراطية في السودان أقول : دلوني على نظام ديمقراطي واحد في الوطن العربي، سادت الديمقراطية عندنا قبل غيرنا من الدول العربية فعاداها البعض وكال لها حتي جاءت الدكتاتورية العسكرية البغيضه فهللوا لها ثم إنقلبوا عليها عندما تحالفت مع التيار الإسلامي ، وجاءت ديمقراطية أخري فجدوا في خصومتها وتأزيم علاقاتها بدول الجوار ودول العالم ولم يهدأ لهم بال حتي سمعوا هدير الدبابة وصوت جنازيرها يسحق عظام الديمقراطية فأيد المؤيدون وهلل المهللون مرة أخرى وما أن بان توجهها بعد حين حتي إرتفع ترموميتر الكراهية والمكايدات بصورة موسعه لم تقتصر على النظام الحاكم وحده بل عاني منها المواطن السوداني في بعض أرجاء الوطن العربي ثم جاءت فترة هدأت فيها الخواطر أو هكذا خيل الينا حتى جاء تفاهم مشاكوس فانكشف المستور.

عجبا لكم..ماذا تريدون لنا؟؟ دولة قوية ذات سيادة تقوى به ويقوى بها الصف العربي أم دولة ضعيفة مدمرة ذليلة لا حول لها ولا قوة؟؟..دولة يسودها السلام وينعم أبناءها وهم أعزة بما حباهم الله به من ثروات وموارد طبيعية أم دولة يتقاتل بنوها ويهدرون دماء بعضهم البعض ويدمرون مواردها وثرواتها؟؟..دولة ديمقراطية أم دكتاتورية؟؟..دولة واحدة موحدة أم دولتان؟؟..دولة مسلمة أم علمانية؟؟

تلك بعض من أسئلة لم تعد الإجابة عليها من غيرنا نحن السودانيون تهمنا في شئ وإن وجدت فيجب أن لا يلتفت اليها ولا يعتد بها فالخيار الوحيد الذي نسعى اليه ونلتف حوله ونؤيده هو خيار السلام ..السلام العادل الذي يحقن الدماء..السلام الذي يرتضيه جميع أبناء السودان ليتحقق لهم العيش الكريم في ظله فمرحبا بهذا السلام على أي صورة جاء وعلى أي جسر عبر فليس مطلوب منا أن نرضي الغير ولكن المطلوب حل يرتضيه جميع أبناء السودان.


تنوبه: المقال يعود تاريخه إلي أغسطس 2002

Post: #6
Title: Re: السودان في قناعات النخب المصرية
Author: nile1
Date: 10-18-2003, 07:03 AM
Parent: #5

فوق.....بمناسبة إعلان وزير خارجية مصر رفضهم لمشاكوس

Post: #7
Title: Re: السودان في قناعات النخب المصرية
Author: nile1
Date: 10-18-2003, 07:05 AM
Parent: #3

فوق.....بمناسبة إعلان وزير خارجية مصر رفضهم لمشاكوس