اللجوء إلى "العدو"

اللجوء إلى "العدو"


09-29-2009, 06:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=240&msg=1254244222&rn=0


Post: #1
Title: اللجوء إلى "العدو"
Author: Salwa Seyam
Date: 09-29-2009, 06:10 PM

دارفوريون في إسرائيل: اللجوء إلى "العدو"



تقرير: عبير صراص- إذاعة هولندا العالمية
ما الذي دفع باللاجئين من دارفور للتوجه إلى إسرائيل؟ وما هي الظروف التي يعيشونها في دولة تعتبرهم خطرا على أمنها. رغم ظروف السفر الصعبة والإقامة المؤقتة في إسرائيل إلا أن بعض اللاجئين يقولون بأنهم تلقوا معاملة حسنة تفوق بكثير المعاملة التي تلقوها في أي من الدول العربية الأخرى.

تشير المنظمات الحقوقية إلى أن عدد الدارفوريين في إسرائيل وصل إلى 1700 لاجىء يعيش معظمهم ظروفاً قاسية في أحياء ذوي الدخل المحدود في المدن الساحلية وإيلات.

النهب والسلب

في شقة صغيرة في الحي المتعدد الثقافات خلف محطة الحافلات المركزية التقيت بـياسين موسى (31 عاما)، أحد اللاجئين الدارفوريين في إسرائيل.عمل ياسين كمهندس معماري من منطقة جبل سي شمال دارفور وفرّ من السودان في أواخر العام 2003 بعد أن أحرقت عصابات الجنجاويد العربية قريته بأكملها. نزح من السودان تاركا وراءه زوجته فاطمة (21 عاما) والتي لم يدخل بها بعد. يقول ياسين "العالم بدأ يسمع عن دارفور في السنوات القليلة الماضية لكن أعمال النهب والسلب بدأت منذ عقدين وللأسف الحكومات المحلية في ذلك الوقت لم تلاحق المعتدين".

لجأ ياسين أولا لمصر حيث انضم لمجموعة من السودانيين هناك. ولم يشعر بالأمان في مصر بسبب لون بشرته. يوضح ياسين قائلا: "هنا في إسرائيل أستطيع أن أتجول في الشارع بأمان في الثانية صباحا بعكس مصر التي لم نجد بها الكثير من الاحترام. يمكن أن تسمع شتائم مثل بونجا بونجا شوكلاته. ممكن أن يرمي أحدهم زجاجة أو طوبة من على البلكونة. قابلت بعض الأشخاص الرائعين في مصر لكن بشكل عام واجهت هنالك ظروفا صعبة".

مساندة عربية للخرطوم


كانت هذه المعاملة والمستقبل الغامض الذي ينتظره في مصر دافعا لياسين أن يبحث عن مخرج آخر: إسرائيل. لماذا لجأ السودانيون لإسرائيل مع أنهم يتواجدون في مصر منذ عشرات السنين؟ يقول ياسين أن تعامل النظام المصري مع اللاجئين من دارفور دفعهم للبحث عن مكان آمن. ويرى بأن معظم الدارفوريين يعتبرون الأنظمة العربية مساندة لحكومة الخرطوم ولذلك فإن اللجوء لدول مجاورة مثل ليبيا لا تضمن لهم مكانا آمنا.

سافر ياسين حتى صحراء سيناء بنفسه ومن ثم استعان بالبدو كدليل في الجبال الصحراوية. بعد ستة أيام من التنقل في الصحراء وصل إلى الحدود الإسرائيلية ودخل عن طريق النقطة التي تشرف عليها قوات الأمم المتحدة.

سنة ونصف في السجون

مكث ياسين سنة ونصفاً في السجون الإسرائيلية باعتباره قادماً من دولة معادية لإسرائيل ويشكل خطرا على أمن الدولة كما جاء في قرار المحكمة. بعد تدخل شخصيات ومؤسسات حقوقية بارزة في الدولة من بينها متحف الهولوكوست بالقدس و زوجة رئيس الوزراء السابق عليزا أولمرت المعروفة بنشاطها اليساري، أطلق سراحه لكنه خضع لإقامة جبرية في أحد الكيبوتسات الإسرائيلية. ومكث هناك سنة أخرى قبل أن يطلق سراحه ويتسلم بطاقة الإقامة المؤقتة والهوية الإسرائيلية.

رغم إطلاق سراحهم إلا أن إسرائيل لم تعترف بالفارين من دارفور كلاجئين ولم تمنحهم الإقامة المؤقتة لأسباب إنسانية كما توضح السيدة سيغال روسين المنسقة في أحد جمعيات الدفاع عن حقوق العمال الأجانب Hotline of Migrant: "المشكلة هو أنه ليس هنالك قانون واضح في إسرائيل للتعامل مع اللاجئين من دارفور. وإسرائيل لا تعتبر أيا منهم لاجئين لسبب بسيط هو أن ليس هنالك إجراءات فحص لأحوال اللاجئين القادمين من دول معادية لإسرائيل".

إقامة مؤقتة

وتتحكم الحكومة في حرية تنقل اللاجئين وتحصرهم في مناطق معينة تقول أن فرص الحصول على عمل فيها أكبر من مناطق أخرى. مثل العمل المنتجعات السياحية في إيلات أو في المدن الساحلية مثل تل ابيب أو الخضيرة. والهوية المؤقتة لا تمنح اللاجئين كامل حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية ولا توفر لهم المساعدة المادية الأمر الذي دفع بياسين ورفاقة لتأسيس جمعية لمساعدة اللائجين وتوفير مكان للإقامة بشكل مؤقت.

مع ذلك فأن ياسين معجب بتعامل الإسرائيليين معه ويقول إن المعاملة هنا لا تقارن بما رآه في مصر. "ليس هناك مقارنة ما بين مصر وإسرائيل. هنا تلاقي احترامك في الشارع ومكان العمل".

فاطمة تلتحق بزوجها

انتظرت فاطمة زوجة ياسين خمس سنوات في السودان لم تسمع فيها أي خبر عن زوجها حتى ربيع العام الجاري عندما وردها خبر منه بأنه في إسرائيل وقررت الالتحاق به مهما كان الأمر.

"من السودان ذهبت إلى مصر وسافرت مع امرأة افريقية وابنتها كانا في طريقهما لإسرائيل. مكثنا عشرين يوما مع البدو وحاولنا سبع مرات التسلل لإسرائيل ونجحنا في المرة الثامنة. تعرضنا لإطلاق النار علينا من الجانب المصري والإسرائيلي وحتى من البدو".

تقول المتحدثة باسم المنظمة الحقوقية، سيغال روسين، إن إسرائيل لم ترّحل أياً من اللاجئين حتى الآن. الإقامة المؤقتة التي حصل عليها ياسين لا تمنح زوجته الحق في البقاء. تخشى فاطمة أن تقبض الشرطة الإسرائيلة عليها ويتم ترحيلها. تقضي أيامها في البيت بمفردها وتغلق الأبواب بحكم خوفا من ماضيها ومستقبلها.

يحلم ياسين بأن يرجع لدياره إذا ما حل السلام في دارفور وحتى تلك اللحظة يأمل في البقاء في إسرائيل التي بات يعتبرها بلده الآمن.


http://www.rnw.nl/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%...84%D8%B9%D8%AF%D9%88