المعارضة { خلف الكواليس } الجزء الخامس

المعارضة { خلف الكواليس } الجزء الخامس


09-24-2009, 07:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=240&msg=1253818006&rn=0


Post: #1
Title: المعارضة { خلف الكواليس } الجزء الخامس
Author: مجاهد حسن طه
Date: 09-24-2009, 07:46 PM

فى سبتمبر 1998 ذهبت الى الولايات المتحدة الامريكية باسرتى { اعادة توطين } و رحب بى الاخوة فى مكتب التحالف بفرجينيا . احد مكاتب التحالف الخارجية . و ساهموا فى دفع ايجار منزلا لى واسرتى لشهر لاننى لم اكن قد و جدت عملا بعد . و تم اعادة تكوين المكتب برئاسة الاستاذ ابراهيم العاقب و عينت فيه امينا للتنظيم . و فى احد الايام اتصل بى الاستاذ ابراهيم العاقب هاتفيا يسالنى ان كنت قد علمت بموضوع المؤتمر الصحفى الذى تم عقده بين العميد عبدالعزيز خالد و د. جون قرنق و هل لدى اى معلومات او تفاصيل عنه . و بللطبع كنت فى غاية الدهشة و الاستغراب و اخبرته باننى لا اعرف شيئا عنه و طلبت منه اخطار الاخوة فى المكتب لعقد اجتماع لبحث هذا الامر و بالفعل تم الاجتماع و تناقشنا و قررنا كتابة مزكرة تحوى ما دار فى الاجتماع و رفضنا التام جملة و تفصيلا لما حدث بانضمام التنظيم للحركة الشعبية و استفسار القيادة باسمرا عن ملابساته و عن تجاهلنا و عدم اخذ راينا فيه . و قد سبق هذا الموضوع حضور البروف تيسير محمد احمد رئيس الدائرة السياسية لامريكا و الاجتماع بالمكتب و تشاورنا فى كيفية و ضع القوات المقاتلة فى الميدان بعد وقف الدعم من دولة ارتريا و بحث الحلول الممكنة لاخراج التنظيم من ذلك الموقف الحرج و اتفقنا على مواصلة النضال و الاعمال المدانية و العناية بالمقاتلين و رفع قيمة الاشتراكات و المساهمات الشهرية للمكاتب الخارجبة و التبرعات و تم جمع قليل من المال لسداد بعض احتياجات مكتب القيادة باسمرا . و نعود لاجتماع المكتب بخصوص موضوع المؤتمر الصحفى و انضمام التحالف للحركة الشعبية و ازكر اننا اتصلنا هاتفيا بالعميد عبدالعزيز خالد نفتفسره عنما حدث و رفضنا للانضمام للحركة الشعبية او اى جهة اخرى . وقدكان رده ان البرف تيسير محمد احمد قد اجتمع معنا عند زيارته الاخيرة لامريكا و ناقشنا فى هذا الموضوع و نحن و افقنا عليه . و كان هذا غير صحيح و ان البرف لم يكن امينا فى نقله لراينا و لم يحدث ان و افقنا على ذلك الاقتراح و حتى لم يطرحه للنقاش . واتصلنا ببعض المكاتب الاخرى فى اوربا و الخليج و اتضح لنا انهم ايضا لم يؤخذ رايهم فى هذا الموضوع و لايعلمون عنه شيئا و يرفضون و يشجبون ما حدث . و لم اصدق ان البروف و حسب معرفتى به و بامكانيته العلمية و العملية ان يصل بمستواه الى هذا الحد او ان هنالك امور لا ندرك كنهها و معناها تفور تحت السطح . و فى اتصال هاتفى اخر مع العميد عبدالعزيز خالد اكد لنا تراجعه عن ذلك القرار و عدم قبوله بانضمام التنظيم للحركة الشعبية مهما كان ذلك الانضمام مرحليا او تكتيكيا او اندماج او اى نوع اخر مما احدث خلافا حادا بينه و بين البروف تيسير محمد احمد . وان ما حدث ـ و الحديث للعميد عبد العزيز ـ ما هو الا مؤامرة و شراك نصبت له لعزله و ابعاده من قيادة التنظيم و ان البرف تيسير اتفق مسبقا مع الحركة الشعبية و القيادة الارتريه لابعاده و يكون هو البديل و اخذ يمد القيادة الارتريه بمعلومات خطيرة ضده و ان له علاقة بالسفارة السودانية باسمرا و اخرى بالحكومة الاثيوبية و ان احد رجال الاعمال و هو عضو بالتنظيم و صديق مقرب للعميد يتعامل تجاريا معها و انه على علم بذلك و اشياء اخرى و اخذ يؤلب عليه القيادة الارترية و قدم نفسه بديلا لقيادة التنظيم و ان جميع الهياكل التنظيمية و المقاتلين يقفون معه وكان يعمل جاهدا لضم التنظيم للحركة الشعبية و اذابته فيها لايجاد موقعا و منصبا قياديا داخل الحركة الشعبية فى مقابل ذلك بعد ان فقد الامل و اصبحت الظروف تسير فى الاتجاه المعاكس لطموحاته و نواياه داخل التنظيم وهو الصديق المقرب و المؤتمن من قبل العميد و الذى عزل لصالحه المقاتل المناضل عبد العزيز دفع الله من الدائرة السياسية ليراسها صديقه الحميم البروف وياتمنه على اسراره و اسرار التنظيم و { الطاهى هو الذى يدس السم فى طعام سيده } مقابل دراهم معدودات . وبعد ان رفض العميد عبدالعدزيزخالد انضمام التنظيم للحركة الشعبية تحت ضغط و رفض المقاتلين و المكاتب الخارجية و اغلب الحادبين و المتعاطفين مع التنظيم ظهر الخلاف و اضحا على السطح بينهما . وقد دافع العميد عبدالعزيز خالد عن نفسه ونفى ووضح ملابسات كل التهم و الاقاويل و لكن بعد ان ملا البروف نفوسهم بالشكوك و الظنون ولم يسمع له احد . وقد استطاع البروف بذكاءه و دهائه ان يؤثر على بعض اعضاء المكتب التنفيذى للقيادة امثال الاستاذ انور ادهم و رجل الاعمال السيد محمد حسن عبدالمنعم و غيرهم و ضمهم لجانبه كما صدقته القيادة الارترية و فرضت الاقامة الجبرية على العميد عبد العزيز خالد فى منزله باسمرا و منعته من الذهاب الى الميدان او الاتصال بالتنظيم او احد افراده داخليا او خارجيا واخذت تراقب محادثاته التلفونيه . و كان تاثير ووقع تلك الاحداث على التنظيم مثل القنابل الذرية التى سقطت على هوريشيما و نجازاكى قضت على الاخضر و اليابس و لم يجنى احدا منهما { نبقة } و احدة مما زرع . وكانت الضحية اهدار مجهود و نضال و تضحيات رجالا امنوا بقضية شعبهم وبذلوا النفس والنفيس من اجلها و ارادوها ثورة تبعث الامل والعزة و الشموخ للمواطن السودانى و تصحح المعادلات و الممارسات المجحفة فى كيانه الاجتماعى و السياسى و تضيف معالم جديدة و نهج حضارى يضع المواطن السودانى فى مكانه اللائق به بين الشعوب و الامم .. ثورة التوحيد و التجديد و العدل و المساواة .. و لا مستحيل تحت الشمس .. و كان يمكن كل ذلك لو صبروا عليها و امنوا بها و استعبوها و رضوا بقليلها و تحملوا نضالها و معاناتها .. و لكن { ولكن هذه لما لا تدعنى } .. تبعثر المقاتلين ايدى سبا . منهم من عاد من حيث اتى و منهم وضع فى سجون ارتريا ومنهم من انضم للحركة الشعبية ـ طوعا و كرها ـ ومنهم عاد محسورا يجرجر زيل الاحباط والندم تحت اقدام النظام فى الخرطوم تاركين خلفهم قبور الشهداء حزينة تتحسر على ماقدمته من تضحيات .. و بعد حين قررت الحكومة الارترية ترحيل العميد عبدالعزيز خالد لدولة الامارات العربية و من ثم تسليمه للسلطات السودانية فى الخرطوم . و كان هذا الوضوع محل لغط وشكوك بين كثير من الناس و هل تم ذلك حقيقة و بالاجراءات الرسمية او هى مسرحية و سيناريو اعد لدخوله السودان . و مهما كانت الحقيقة فان النتيجة واحدة و هى الهزيمة و الفشل الزريع .. ولم يكن الحال بالنسبة لبقية الفصائل الحزبية المسلحة باحسن مماجرى لتنظيم قوات التحالف فكل حزب لملم فلول مقاتليه و دخل بهم منهزمين كالاسرى تحت اقدام النظام فى الخرطوم عدا { اسود الشرق } تنظيم البجا فقد قاوم و لكن الى حين و رضى بما اعطاه النظام من قسمة ضيزى . ولم يكن حال الشق السياسي باحسن من حال الشق العسكرى فقد جمع الاستاذ على عثمان طه و د. نافع على نافع ما تبقى من فلول القادة السياسيين المعارضين فى سلة واحدة اقصد فى { طائرة واحدة } و عاد بهم من القاهرة الى الخرطوم بعد ان باعا لهم { مترو الانفاق } بما يسمى { باتفاق القاهرة } تاركين خلفهم رئيسهم بعد ان انفضوا من حوله حتى عاد وحيدا يرفع الراية البيضاء مسدلا الستار على حقبة مخزية و مخجلة فى تاريخ السودان الحديث . كانت درسا قاسيا اتمنى ان تستفيد منه القوعد الحزبية المبعثرة داخليا و خاريجيامن الجيل الحالى و الاجيال القادمة رغم انه ليس فيه ما يفيد و لكن لكى يتفادوه و يعيدوا ترتيب و تحديث اسلحتهم للمعارك القادمة .. فهل يا ترى وعى سياسيينا العبر و اعادة ترتيب اورقهم و تغيير خطابهم بما يليق بالقرن الواحد و العشرون ؟؟؟...و لنا عودة