المعارضة { خلف الكواليس } الجزء الثالث

ضاقت المعارضة زرعا بانتقادات و ملاحظات بعض المستقلين المعارضين اللذين يرون ان سياسة و ادارة الازمات و القضايا الو طنية تسير فى اتجاهات غير سليمة تفتقر لابسط مبادئ الديمقراطية و الاخذ بالراى الاخر { و فاقد الشى لا يعطيه }فاؤلئك المستقلين او الذين اختلفوا مع احزابهم السابقة تهمهم القضية الوطنية و لهم دورا بارزا و تصور سليم و مطابق للحلول التى تساعد فى تضميد جراحات الوطن و الاهم من ذلك رايهم الواضح فى قيادات العمل المعارض و رموزه . و قد كان حضورهم دائم و ثابت فى كل المناسبات و الندوات و المؤتمرات و الامور التى تهم الوطن و قضاياه و لكنهم مصنفين مسبقا بانهم { مشاكسين } و يسعون الى مناصب قيادية ربما تؤثر او تغض مضاجع قيادات راسخة و ثابتة منذ النشاة . و قد احتارت قيادة التجمع فى امرهم و لكن بعد تكوين مكتب التجمع بالقاهرة برئاسة الاستاذ احمد السنجك تنبه المكتب لذلك و ان هذه المشاحنات و الخلافات قد تؤثر على سير العمل المعارض و تعطيله و قد يستفيد منها النظام فى الداخل لتوسيع دائرة الخلافات الداخلية للمعارضة . فامبثقت من المكتب لجان سياسية و اعلامية و مالية و شؤن اجتماعية و انسانية و لجان للشباب و المراة . و ذلك لاستيعاب كل المثقفين و المتخصصين فى المجالات المختلفة و التى يمكن الاستفادة منها لاثراء العمل المعارض . و اهم تلك اللجان اللجنة السياسية و التى ضمت اؤلئك المشاكسين و المعارضين للمعارضة و هم : الاستاذ ابدون اقاو و العقيد مجاهد حسن طه و هؤلاء اعضاء فى مكتب التجمع فى القاهرة اضافة للاستاذ عبدالله عبيد و د. التجانى السيسى و السيد مهدى داؤود الخليفة و د. على ابوسن و الاستاذ طه ابراهيم و د. جمال ابوسيف و الاستاذة سليمة يوسف و الاستاذة اسنتا ماريو وول و الاستاذ محمد ادم فاشر و الاستاذ طاهر محمد حمد و قد عقدت هذه اللجنة عدة اجتماعات و صاغت اقتراحات و اراء لمساعدت العمل المعارض و وضعت خطة للاتصال بللبعثات الدبلماسية بالقاهرة لشرح القضية السودانية و امكانية تقديم الدعم المعنوى الاعلامى و السياسي لحلها . وقد تقدمت بورقة فيما يختص بالعمل الاعلامى و ضعفه و عجز امانة الاعلام و التى كان يراسها د. فاروق احمد ادم و التى و اجهت انتقادات عنيفة فيمايختص بعدم توفير حلقات الوصل بين العمل المعارض فى الخارج و الجماهير فى الداخل و ضعف اداء الاذاعة التى سيطر عليها الحزبين الكبيرين دون سائر فصائل المعارضة الاخرى و التى لم تستطيع توصيل الرسئل المطلوبة للجماهير فى الداخل و ضعف برامجها و اداءها . و من ضمن الاليات العلمية والثقافية التى شاركت و اضافت للعمل المعارض و ساعدت بفعالية فى تعريف القضية اقليميا و عالميا . مركز الدراسات السودانية الذى كان يراسه د. حيدر ابراهيم و نائبه د. صلاح الزين . و من ضمن المشاركات التى قدمها المركز ورشة العمل الخاصة بتوحيد البندقية المعارضة و من ابرز الشخصيات التى شاركت فى هذه الورشة الشهيد د. عمر نور الدائم و الاستاذ التجانى الطيب وسعادة الفريق عبدالرحمن سعيد و ممثلين عن الفصائل المسلحة كما حضرها من ضباط الداخل العميد محمد احمد الريح و العقيد هاشم الخير هاشم و بعض الشخصيات التى يهمها مسار العمل المعارض و خاصة المسلح و الذى طغى على العمل السياسى فى تلك الفترة و كان لابد من وجود اليات لضبط ذلك العمل الحساس . و قد خلصت تلك الورشة بعدة توصيات من ضمنها اقتراح بتكوين هيئة قيادة مشتركة لتنسيق العمل العسكرى و ان عملية التوحيد ستاتى تدريجيا عندما يتم التبسيق ميدانيا فى العمليات التى تقوم بها القوات المشتركة لان عملية التوحيد فى غاية الصعوبة و التعقيد لان كل قوة ترفض ان يعين لها قائدا من خارج حزبها او تنظيمها ليقودها او يدير عملياتها و لكن يمكن التنسيق بمشاركة وحدات رمزية للقيام بعملية ما وهذا ضمن و اجبات القيادة المشتركة و الممثلة بمناديب من كل الفصائل المسلحة . و قد تم بالفعل تكوين هيئة قيادة مشتركة بقيادة د.جون قرنق و الفريق عبدالحمن سعيد نائبا له و اوكلت القيادة فيما بعد للفريق عبد الرحمن سعيد . و من ضمن التو صيات ان تعمل تلك القوات حتى تحقيق الهدف المنشود و من ثم يتم توحيدها لتكون نواة لقوات و حماية السلطة القادمة حسب رغبات كل مقاتل باستيعابه فى المجال ا لعسكرى او تعيينه فى مكان يناسب مؤاهلاته .

و من ضمن المراكز التى تم انشاءها بمجهودات فردية لمساندة و تنشيط و تفعيل العمل المعارض مركز الثقافات السودانية الذى تراسه الاخ الاستاذ زين العابدين صالح و مجموعة من المبدعين السودانيين كالاستاذ احمد البكرى و الشاعر يحى فضل الله و الاستاذ عبدالله عبدالوهاب { كارلوس} و كو كبة من المثقفين الجنوبيين اعتزر لعدم زكر اسماءهم لطول المدة و الزاكرة التى شاخت . فقد قدم المركز الثقافى مهرجانات ضمت جميع الثقافات السودانية المختلفة شماله و جنوبه غربه و شرقه و بالت قبول و استحسان الاشقاء العرب و الاصدقاء و ساهمت مساهمة فعالة فى التعريف بتلك الثقافات المتباينة و لفتت انظار الاخوة المصريين و العرب و الاجانب اللذين شاركوا بحضور و متابعة و منهم من عمل على نقل و ايصال تلك الابداعات لدولهم فى اوربا و شرق اسيا للتعرف بتلك الفنون الراقية الاصيلة .. و مواصلة للعمل العسكرى المعارض فقد قامت تلك القوات بعدة عمليات و خاصة قوات التحالف السودانية وتم تحرير مناطق داخل السودان { كطوقان و همشكوريب } و تم تكوين ادارات لتسيير الحياة اليومية من مارس و وحدات صحية و اسواق و ادارات محلية و تم مناشدة المنظمات الطوعية الاقليمية و العالمية للمساعده فى الا مداد المادى و المعنوى لتلك المناطق . ولكن الامر لم يدوم طويلا فقد حدثت وستجدات عرقلت و نسفت كل ذلك .. و سناتى الها بالتفصيل لاحقا .. و لنا عودة