بنطلون لبنى والذقون المزيفة والصحابة الكذبة .. بداية الخيط الذي الذي سينقض غزل الإنقاذ الواهي

نقول في شرح هذا العنوان، حتى لا يستنكحن الشك مرضان، وذلك بعد ان نحمد الواحد المنان ونصلي على سيد الإنس والجان، أن بنطلون لبنا معروف وقد صار من أشهر بني جنسه عند العرب والعجم والكفار والمسلمان.

أما الذقون المزيفة، ويجوز هنا لغة قول الزائفة، فهي الذقون التي أطلقت، ليس تمسكا بسنة الرسول ولا بسنة السيخ، وإنما من أجل النفاق والبهتان، لأنها تقول أن صاحبها من إياهم الذين سلبوا شعبا من أرقى شعوب الأرض حريته ونكلوا به باسم أكثر الأديان تسامحا. فبإعلان زائف الذقن انتماءه للطغمة الحاكمة البغيضة المبغوضة، عن طريق التفنن في إبراز لحيته، هو مجلبة للمنافع المغتصبة والرزق الحرام.

أما الصحابة الكذبة، فهم مثل الأنبياء الكذبة الذين ذكرهم المسيح عيسى بن مريم عليه وعلى أمه السلام، والذين قال أننا بثمارهم سوف نعرفهم. وقد عرفناهم بثمارهم التي أهمها الغباء والتهور ثم التراجع السريع والاستسلام.

أما الذي جمع خزي الذقون الزائفة ونفاق الصحابة الكذبة مع شرف بنطال لبنى، فهو تلك المحكمة المهزلة التي اعتادت تنفيذ أوامر ضباط شرطة النظام العام وليس مقتضيات العدالة، إلىأن جاءها الفارس الهمام، بنطال لبنى بت الحسين، فمرغ بالأرض أنفها التي لم ترتفع عن الأرض يوما.

وسوف نواصل في شرح العنوان قبل أن نلج إلى المتن ثم الحواشي، وبالله التوفيق.

Quote: أما الصحابة الكذبة، فهم مثل الأنبياء الكذبة الذين ذكرهم المسيح عيسى بن مريم عليه وعلى أمه السلام، والذين قال أننا بثمارهم سوف نعرفهم. وقد عرفناهم بثمارهم التي أهمها الغباء والتهور ثم التراجع السريع والاستسلام.

نعم أخي فتحي البحيري،

فقد شهدناهم في كل موقف يتراجعون بعد أن يملئوا الأرض ضجيجا رافضا. فقد تراجعوا في قضية قوات الأمم المتحدة بدارفور. وتراجعوا قبلها عن تطبيق الحدود وحصروها فقط في حد مشكوك في أصله، لأنه لم يرد في القرآن، وهو حد شرب الخمر. وما ذلك إلا لأن تطبيق هذا الحد لا ينال سوى الضعفاء من سكان الأحياء الطرفية والمهمشين الذين لا تمنعهم دياناتهم عن شرب الخمر. كما شهدناهم يتراجعون عن قضية حلايب بعد أن ملئوا الأرض ضجة.

وقد ظل أهل الإنقاذ منذ يومهم الأول يكذبون ويغنون بلسان ويصلون بلسان. فمنذ عام 1996 كشفت مجلة US Today عن رسائلهم المستجدية للإدارة الأمريكية وطلباتهم المتكررة بإرسال وفد من ال CIA وال FBI حتى تتأكد الإدارة الأمريكية من أنهم ليسوا إسلاميين. حدث كل هذا وهم ينفخون أوداجهم ليل نهار بشعارات (لن نركع ولن نهان ولن نطيع الأمريكان) يقولون ذلك وهم راكعون إلى الذقون سرا في حضرة اليانكي.

بل إنهم تراجعوا لدرجة بيع صديقهم أسامة بن لادن قبل أن يسلموا الفرنسيين صديقهم كارلوس. والقئمة طويلة.

شكرا اشتاذ حامد




إمراة بسروال ونظام بلا...!

مأمون فندي

تصدرت صورة الصحافية السودانية لبنى حسين الصفحة الأولى لجريدة «الشرق الأوسط» الثلاثاء الماضي، بعد أن أدانتها محكمة في الخرطوم وفقا للمادة 152 من قانون العقوبات الذي يقضي بالجلد أربعين جلدة لأي شخص «يرتكب فعلا فاضحا أو فعلا يخدش الحياء العام، أو يرتدي ملابس غير محتشمة». وهكذا أدينت المرأة لارتدائها سروالا وصف على أنه زي «غير محتشم».

السروال عندنا في الصعيد لا يعني «البنطلون» وإنما يعني الملابس الداخلية للمرأة والرجل معا، وهذا المفهوم ليس في الصعيد وحده، وإنما موجود في كثير من الأقاليم العربية الداخلية في المغرب العربي ومنطقة الهلال الخصيب، فعندما يعلن نظام أنه يحاكم امرأة لأنها تلبس سروالا، فظني أن هذه الرسالة لن تكون مفهومة للجميع بالطريقة نفسها التي يعنيها هذا النظام.

الحقيقة هي أن السيدة لبنى امرأة لابسة ومحتشمة، أما النظام الذي يحاكمها، والذي انكشفت عورته بقبح في جرائم دارفور، فهو غير المحتشم وهو الذي يظهر على العالم كله بصورة فاضحة وبلا «سروال»، بالمعنى الصعيدي للكلمة. الجرائم التي روعت إقليم دارفور يتحمل النظام السوداني العبء الأكبر منها، ولن أتهمه هنا بالضلوع في جرائم منظمة، ولكنني لا أتردد في القول بأن النظام يتحمل المسؤولية عن أزمة دارفور كلها، فكيف لأزمة بدأت بخطف ذكور الماعز واعتداءات على الرعاة تستعصي على الحل لتتطور إلى أزمة عالمية تدول السودان؟ وباعتقادي، فإن تدخل حكومة الخرطوم في الشأن المحلي لدارفور وتهميش البنى التقليدية التي كانت تقوم بفض النزاعات المحلية، هو ما أفسد كل شيء وأخرج الأمور عن السيطرة، وحول ما كانت مشكلة محلية اعتيادية إلى قضية دولية تأخذ النظام برمته للمحكمة الدولية بعد أن أودت بحياة عشرات الآلاف من السودانيين.

سروال لبنى حسين هو الآن قضية صغيرة، لكن جهل النظام في الخرطوم قد يحولها إلى قضية ملتهبة تخص حقوق النساء في السودان، المسلمات منهن وغير المسلمات، المختونات وغير المختونات، ويدخل في دوامة حرية الملبس واللباس القبلي والمحلي للمناطق، وتشتعل حروب السروال لتأكل ما تبقى من السودان بعد أن أكلت حروب جديان الماعز دارفور وجرجرت الرئيس عمر البشير إلى المحاكم الدولية.

لبنى حسين اليوم هي رمز لنظام بلا سروال، ومهما حاولنا أن نخفي عورة النظام في الخرطوم، إلا أنه بات عاريا أمام العالم من جراء ما ارتكبه من جرائم في حق الشعب السوداني شمالا وجنوبا وشرقا وغربا.

لبنى حسـين ليست هي التي تخدش الحياء العام، بل النظام الذي مزق بجهـله البلاد هو من يخدش الحياء. لبنى حسين بزيها الذي رأيناها به لا تنقصها الحشمة وإنما من أحاطوها بتهريج وصناعة مسرحية جانبية وجلبة عالمية من أجل سروال امرأة هم الذين تنقصهم الحشمة، وإن كانت رسالة النظام إلى لبنى حسين أن تحتشم، فإن رسـالة من يحبون السودان وأهله الطيبين هي موجهة لمن قاموا بهذه المسرحية التافهة وهي أن الاحتشام مطلوب منهم لا منها.

رسالة ملخصها، بعد مآسي دارفور والتناحر بين الجنوب والشمال والمجاعات التي تلتهم النـاس في بـلد غني مثل السـودان، إنه قد حان الوقـت لرجال النظـام ومؤسسـاته أن يحتشموا، أو باللهجة المحلية: «بلاش فضايح».

إن لف مشـكلات السـودان في سـروال امـرأة هـو الفضيحـة بعينها. ليسـت المصيبة أن تلـبس المرأة في السـودان سـروالا، المصيبـة أنها تعـيش في ظل نظـام بلا سروال.



الشرق الاوسط اللندنية

Quote: سروال لبنى حسين هو الآن قضية صغيرة، لكن جهل النظام في الخرطوم قد يحولها إلى قضية ملتهبة تخص حقوق النساء في السودان، المسلمات منهن وغير المسلمات، المختونات وغير المختونات، ويدخل في دوامة حرية الملبس واللباس القبلي والمحلي للمناطق، وتشتعل حروب السروال لتأكل ما تبقى من السودان بعد أن أكلت حروب جديان الماعز دارفور وجرجرت الرئيس عمر البشير إلى المحاكم الدولية.

شكرا أخي مصطفى محمود على المداخلة المليانة.

لم يتضرر الوطن السوداني في تاريخ كله كما تضرر من هؤلاء القوم.

_ ثلث الوطن في الجنوب في طريقه للانفصال.
- دارفور لن تعود دار فور التي عرفناها أبدا.
- الشرق غارق في مشاكل الفقر والعطش.
- يهجرون أهل الشمال من قراهم التاريخية على ضفاف النيل إرضاء للشركات متعددة الجنسيات ومن أجل ملئ جيوبهم التي لا تمتلئ.

ثم يتركون كل هذه الكوارث ليشغلوا أنفسهم بقضية خاسرة، هي منع بنات السودان من لبس البنطلون. ثم ينهزمون متراجعين.

أي مرض هذا؟؟

قال الراوي الغيور، أنه لا يزال أصحاب الذقون المستعارة غارقون في سفاسف الأمور حتى فار التنور. فقد جعلوا غاية الجهاد جلد وسجن وتغريم مسيحية تصنع الخمور، وقمة المجد جلد فتاة سترت بالبنطلون سيقاناها. ناهيك عن صحف يحاولون قطع لسانها وفئة كادحة يقلعون زرعها ويهجرونها من بلدانها.

ثم أن الطغمة قد أعماها السلطان فأتت بقضاة لا يحكمون إلا بما أنزل السلطان وعلماء للتضليل اسموهم علماء السودان، يتحدثون في وسائل الإعلام كأنهم في تورا بورا بأفغانستان. والقضية الفقهية التي تشغل الأذهان، هي لماذا لا يقاتل الملائكة في صفوف الأفغان؟

وقال من يدعي الثقافة منهم وهو يحتمي بظل السلطان، أن أنصار بنطلون لبنى جلهم من العاهرات ومن غير المخلدين من لولدان. وذلك إمعانا في التضليل واستخفافا بالعقول وركونا لقول الزور.

محكمة العدل الدولية تطالب باعتقال الرئيس،
والرئيس يطالب باعتقال الصحف
وسدنته يطالبون باعنقال بنطلون لبنى.

وظل هذا الحال ردحا
حتى فتح الله على الشععب فتحا

فوق

قلنا في العنوان أن بنطلون لبنى هو بداية الخيط الذي سينقض غزل الإنقاذ الواهي.

وتقوم الاستعارة التشبيهية هنا على أن ثمة نوع من (فنايل الصوف) التي تبدو متينة في الظاهر، لكن نقضها أمر سهل إذا كشفت لك عن نقطة ضعفها. ونقطة ضعفا هو (رأس الخيط) لأنها تنسج من خيط واحد مفرد وهذا هو مقتلها. فإذا عرفت كيف تجد (رأس الخيط)، فما عليك سوى أن تستمر في سحبه حتى يتهاوى كل النسيج.

حسنا، قضية بنطلون لبنى كشفت مكان رأس الخيط. فكل القوانين الجائرة والمقيدة للحريات يمكن أن تتهاوى كما تهاوى قانون النظام العام الذي يقضي بجلد من تلبس البنطلون. فقط نريد صاحبة مريسة في شجاعة لبني ورئيس تحرير في شجاعة لبنى وست شاي في شجاعة لبنى ورؤساء أحزاب في شجاعة لبنى. وسوف نراهم يتراجعون كما تراجعوا في قضية لبنى.

والعالم اليوم قرية متلاصقة البيوت يسمع الجيران فيها همس بعضهم البعض ويتداعون لنصرة المظلوم. وثبت أن العالم كله قد تحقق من كذب ومراوغة هؤلاء القوم. فقط فلنشعل القضايا الصغيرة التي يكرسون لها كل جهدهم للتنكيل بالمواطن السوداني ولنجعل منها اللعنة التي تطارد راحة بالهم.

........... علينا أن نضمر العصيان كافراد. يقولوا يمين نمشي يسار. وليس لدى المواطن السوداني العادي الكثير الذي يخاف ضياعه، لكن هم لديهم الكثير وهم الذين يعيشون في قلق دائم خوف ضياعه.

- يقولو حفلات العرس للساعة حداشر، نسويها صباحي ولا ضير في أن يبيت العريس ليلته الأولى في الحراسة. سجن .. سجن .. غرامة .. غرامة.

- كل البنات يلبسوا جينز، وبعد الهزيمة في قضية بنطلون لبنى، ما يقدروا يجلدوا نملة. بس كل واحدة تشيل في جيب الجنز الخلفي، الغرامة وكدا.

- يقولوا غرب نمشي شرق.

- عايزين نشوف مواقف صلبة ذي موقف لبنى.
- خليهم يدخلوا السودان كلو في الحراسات والسجون، ونشوف البتعب منو؟؟

تلكم هي مقاومة غاندي السلبية. لا عنف، لأن السلطة تتمنى أن يكون العنف هو الفيصل.
لن الجأ للعنف ، لكنني لن أنفذ أوامرك.

أي تعديات بالتعذيب أو أي انتهاكات جنسية، تفضح هنا في هذا المنبر وفورا. وليس العيب في أن يقول المرء أنه قد تعرض للإعتداء وإنما العيب هو التضامن مع المعتدي بالتستر عليه.